رواية إختيار حازم الفصل السادس 6 بقلم ديانا ماريا


 رواية إختيار حازم الفصل السادس 6 بقلم ديانا ماريا 

نظر حازم بذهول لوالدته التي تقف أمامه وعلى وجهها علامات الحزن والتعب، عيناها حمراء دليلا على كثرة البكاء وتظهر فيهما اللهفة له بشدة.

أقتربت منه بسرعة وهى تفتح ذراعيها لتعانقه إلا أنها توفقت مكانها بصدمة حين رفع يده ليوقفها مكانها.

قال ببرود: حضرتك عايزة إيه ؟

رمشت والدته عدة مرات بعدم استيعاب أما عمر فنظر لحازم بدهشة ثم قال بتوتر: طب أنا هسيبكم لوحدكم.

رفع حازم عيونه لعمر يقول بحدة: خليك هنا، مفيش داعي هى أكيد مش هتفضل كتير.

أنبه عمر بحدة: حازم!

امتلأت عيون والدته بالدموع وقالت بحزن: أنا عارفة يا بنى أنك زعلان مني بس بالله عليك اسمعني طب حتى خليني أقعد معاك شوية أنا عرفت أنك تعبان وجيت اطمن عليك.

التمعت المرارة بعينيه بقوة: كتر خيرك والله أنا الحمدلله بقيت كويس ومش تعبان خفيت من زمان، شكرا أنك افتكرتيني أساسا.

اجهشت والدته بالبكاء: متعملش فيا كدة بالله عليك.

ضم شفتيه بقوة ثم قال بحنق: أنتِ جاية ليه؟ أنا عايش أهو وكويس، ارجعي البيت قبل ما يعرف أنك هنا أكيد هو ميعرفش أنك جاية هنا، أنتِ محاولتيش تدافعي عني وهو بيطردني ودلوقتي متحاوليش تعملي حاجة مختلفة
أنا مش محتاج لكم ولا عايزكم أنا نسيت أني عندي عائلة.







غادرت والدته الغرفة باكية بحرقة شديدة بينما وقف أمامه عمر يقول بعتاب: ليه عملت كدة؟ أنت عارفة قد إيه هى كانت قلقانة عليك وأنها مفيش في أيدها أي حاجة تعلمها.

تطلع إليه حازم بحرقة ولدهشة عمر دمعت عيون حازم وأنهمرت دمعة على خده: أنت متخيل أنها سهلة عليا ؟

لما كنت واقف قدامه لما طرد'ني أنا مفرقش معايا أي حاجة غير أنه ساعتها هى تدافع عني، أنا عارف أنها مش في أيدها تعمل حاجة بس على الأقل كانت تقول إي حاجة مش تسيبني أمشي كدة، كل يوم بيعدي عليا كنت بفكر فيها وفي أخواتي، كان نفسي تحاول علشاني مرة واحدة

انخفض صوته وبكى بقهر: مرة واحدة بس!

حدق إليه عمر بحزن وهو لا يدري ما يقوله ليواسيه فربت على كتفه بصمت وتركه يخرج ما في قلبه.

أيقن حازم أنه لا يمكن أن يستمر في حياته بهذا الشكل عليه أن يستجمع نفسه وينهض ليكمل نضاله في إيجاد حلمه.

أول شي فعله ترك عمله كعامل ثم وجد عمل كنادل في مقهى، مع الوقت كان يساعد مدير المقهى دون أن يشعر بإقتراحاته فى الإدارة والتنظيم حتى يصبح المقهى مكان أفضل ووجد نفسه يحب هذا العمل حقا حتى أنه كان يقدم للزباپن طلباتهم بابتسامة مرحبة لا تغيب.







بدا أنه حقا يتجاوز جميع الأزمات التي مر بها وقد كان مديره راضي عنه وعن عمله نظرا لأن المقهى لم يكن بحالة جيدة حين أتى حازم للعمل به ولكن حين بدأ يعطي اقتراحات للمدير عن كيف تطوير المقهى وجذب الزبائن، زاد عدد الزبائن بشكل ملحوظ.

الأمر الغريب كان أنه يرى ملك ابنة عم عمر بشكل أكثر حيث أنه قبل مرضه لم يمكن يعرف بوجودها والآن هو يراها بشكل شبه يومي سواء في شقة عمر أو عن طريق الصدفة حين يلتقيان على السلم ويكون هو يصعد وهى تهبط أو العكس.

كانت الأمور تسير بشكل حسن بالنسبة له إلا أن ما يؤرقه دائما هو والدته والتفكير بها وبتصرفه حين أتت به آخر مرة، ورغم كل ما قاله كان يشعر بالاشتياق الشديد لها ولإخوته ولكنه كتم هذه الرغبة فى نفسه.

كان عائدا من عمله حين وجد شقيقته تنتظره أمام باب عمارة عمر.

قال بدهشة: نور!

كانت نور شاردة وانتبهت حين نادى حازم عليها، تجمعت الدموع في عيونها قبل أن تركض المسافة القصيرة بينهما وتعانقه بقوة.

قالت بلهفة من وسط بكائها: وحشتني، وحشتني أوي يا حازم بالله عليك متمشنيش زي ما عملت مع ماما.

أرجع رأسه للوراء لينظر لها بتعجب: وأنتِ عرفتِ منين؟

أبتعدت عنه ومسحت دموعها : ماما قالتلي وهى تعبانة وزعلانة أوي علشانك.

وضع يده على كتفها بجدية: نور طمني ماما أنا كويس ومفيش داعي تيجي تاني، جيتي إزاي أكيد مش هيسمح؟

أبتسمت إبتسامة مهزوزة: قولت لبابا أنه ورايا كورس وجيت قعدت أستنيتك هنا.

وبخها حازم: إزاي تكدبي؟ هو أنا عملتك كدة؟ 
طب افرضي كان حد ضايقك؟ أوعى تكدبي أبدا تاني يا نور.

رفعت نور عيون دامعة له: حازم أنا اضطريت أعمل كدة أنت مش عارفة حياتنا مش ساعة ما مشيت بقت عاملة إزاي، بابا بقت تصرفاته غريبة أوي وبقى دائما بيسألنا كلنا رايحين فين وجايين منين ودائما لازم يعرف المكان اللي إحنا رايحين فيه قبل ما حتى نروح، كأنه مش عايزنا نيجي لك، وأنا عملت كدة علشان أشوفك لأنك وحشتني أوي.

نظر لوجه شقيقته الصغيرة بحب وحزن وقد استبد الاشتياق به فعانقها بقوة وقال بصوت مخنوق: وأنتِ كمان وحشتيني أوى يا نور.

صدر صوتا ما فرفع بصره ليجد ملك تقف عند بداية السلم تنظر له ولنور بصدمة وتعبيرا آخر في عينيها لم يتمكن من معرفته.

#يتبع.

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×