رواية اخر نساء العالمين الفصل السادس عشر 16 بقلم سهيلة عاشور
اخر نساء العالمين
Part 16
عندما وصل يونس عند بابا المنزل وجد رجل يقف امام ناهد وهو يوليه ظهره ولكنه لاحظ خوف ناهد وتوترها
يونس بتعجب: مين دا يا ناهد
الطبيب (ناجي) وهو يلتف له: دا انا يا يونس بيه.... ناهد هانم كانت تعبت شويه واتصلت بيا فا جيت اطمن عليها واضح انها كانت تحت ضغط عصبي بس انا ادتها حقنه خليتها احسن
ناهد بسرعه وتلعثم: اه... اه من قلقي على مصطفي.... تعالى ادخل بيه يلا
نظرت ناهد للطبيب بشر مما جعله يذهب سريعا وهو يبتسم لها بخبث فيبدو ان ما تفعله بالناس سوف ينقلب عليها الان.... دلف يونس وهو يستند مصطفى واجلسه على الاريكه بهدوء ومن ثم جلست سميه بجواره وهي تنظر له وكأنها تملئ عينيها منه فظنت انه قد توفاه الله وما ادراك من فراق الحبيب
مصطفى بمرح: اه ياني... مكنش يومك يا مصطفي اتخرشمت على الاخر
زهره بضحك: انت في اي ولا في اي بس.... هروح اعملك الاكل اللي كتبه الدكتور
ذهبت زهره للمطبخ ونواره ومهران لتغيير ثيابهم... اما يونس فكان يشغله امر هؤلاء الناس فذهب لكي يتحدث في الهاتف...
**********************************
في المطبخ
كانت زهره تخرج مكونات الحساء الذي وصفه الطبيب وتحاول التركيز حتى تصنعه بأفضل طريقه من اجل مصطفى ولكن قاطعها حديث ورده
ورده بوتر: ست زهره..... يا ست زهره
زهره بتركيز: مش وقته يا ورده... مش شيفاني مشغوله
ورده بخوف: في حاجه مهمه لازم تعرفيها يا ستي
زهره بملاحظه لحالتها: مالك يا ورده خير انت كويسه
ورده: كويسه يا ستي متقلقيش عليا.... بس الدكتور اللي جه من شويه دا مكنتش بيكشف على ست ناهد ولا حاجه ولا هي تعبانه اصلا دي كانت زي القرد وقاعده تاكل وتتأمر على الكل وكانت ولا كأنها في فرح
زهره بغموض: طيب يا ورده... روحي بيتك انت كفايا عليكي كده النهارده اتأخرتي
استأذنت الفتاه وذهبت ومن الاساس لم تأتي صبا اليوم.... ظلت زهره تفكر بشكل جدي في افاعيل تلك المرأه غريبة الاطوار فحديثها عبر الهاتف ووجود ذلك الطبيب في هءا الوقت قد اثار شكوكها كثيرا وصممت ان تعرف ما تخفيه عاجلا.... انتهت من صنع الحساء وحملته وذهبت نحو مكان مصطفى..
**********************************
في صالة المنزل
كان ينام مصطفى ممدد على الاريكه ينظر نحو سميه التي كانت تنظر له ودموعها تهبط دون اراده منها... وبالطبع تجلس ناهد التي كانت تراقبهم بغيظ
مصطفي بنبره حنونه: بتبكي لي... منا زين اهو
سميه ببكاء: لو كان حصلك حاجه مكنتش هسامح نفسي ابدا
مصطفى: طب وانت دخلك اي في اللي حصل بس... دا قضاء ربنا الحمد لله على كل حال
سميه بحزن: زعلان مني يا مصطفي.... بهدلتك ورايا شهور
مصطفى بإبتسامه: انا راضي يا ستي... ثم اكمل بمرح: وبعدين كلها شويه وافك الجبس ونتجوز يا عسل
سميه بخجل: وبعدين معاك
مصطفى بضخك: سميه بتتكسف والله ما اصدقها ابدا
ناهد بغل: جرا اي يا بت.... هو مفيش عندك حياء ولا خشى خلاص بقا وشك مكشوف
سميه ببرود: خطيبي وهيبقى جوزي قريب يا سلفتي... اتعودي على كده
ضحك مصطفى بشده على حديث سميه قاطعهم اقتراب زهره منهم وهي تحمل الطعام مبتسمه
زهره بإبتسامه: يا سيدي... من لقى احبابه نسى اصحابه اول ما قعدت معاها الضحكه من الودن للودن يعني... ثم اكملت بغمزه: الله يسهله يا عم... امال يونس فين
مصطفى بضحك: في الجنينه... روحيله ليكون ناوي يتجوز التالته
ناهد بإمتغاص: مهو دا اللي ناقص ... قالت جملتها تلك وصعدت غرفتها فكانت والدتها نائمه منذ ساعات
زهره بغيظ: عارف انت لو مش تعبان كنت عملت فيك اي
مصطفى بتلاعب: اي؟
زهره بضحك: ولا حاجه....
ضحكوا عليها بشده لوحت لهم بيديها بمرح ومن ثم ذهبت نحو يونس والذي ما ان اقتربت من مكانه حتى وجدته يصرخ بحده
يونس بغضب: مليش دعوه.... محدش من الرجاله يغمض عينه لحظه لحد ما العيال دي تيجي تحت رجلي راكعه فاهمين..
انهى حديثه ومن ثم وضع الهاتف في جيب بنطاله بغضب كانت حالته لا يرثى لها يشعر بالعجز والخوف الشديد على اخيه.... اقبرت منه بحذر فهي تعرفه في اوقات غضبه يكون كالوحش الكاسر لا يرى امامه
زهره بحذر: يونس
يونس وقد كور يديه يحاول كبت غضبه: خير يا زهره... اي اللي طلعك هنا
زهره بتوتر: جايه اطمن عليك..... ثم اكملت بخوف: غضبك يخوف يا ابن عمي
التفت لها وما ان رأى نظرت الخوف في عينيها رق قلبه لها كثيرا... فحبيبته تقف امامه الان يكاد قلبها ان يقف من كثرة الخوف... اقترب من هدوء ووضع يديها على كتفيها يربت عليها بحنان
يونس: اوعى تخافي مني يا زهره.... انا لو بقيت مؤذي مع الناس كلها عمري ما اقدر ازعلك
حتى
زهره بإبتسامه: ربنا يخليك ليا يارب.... ثم اكملت بتوتر: بس انت كنت بتتكلم في الموبايل وقلت...
يونس بمقاطعه: ملكيش علاقه باللي انا قلته دلوقتي.... دا حق اخويا ولازم اخده خليكي انت في نفسك وفيا وبس
زهره بضيق: منا فيك اهو يا يونس.... انت لو عملت حاجه في الناس دي هما هيسكتوا ولا اللي وراهم هيسكتوا وهنفتح على نفسنا بحر من المشاكل لي نعيش في خطر.
يونس بغضب: احنا دلوقتي في خطر.... وهنبقى في خطر اكتر لو مخدتش حق اخويا ولا انت مفكراني مش راجل مش هعرف اخد حقه.
زهره بسرعه: لا والله مش قصدي كده اكيد.... انا بس خايفه عليك وخايفه على مصطفي كمان اديك شفت كنا عاملين ازاي النهارده لولا ان ربنا نجاه الحمد لله لي تهليني عايشه في رعب اني اعيش اللحظه دي تاني
يونس بهدوء: متخافيش... مفيش حاجه هتحصل اللي زي دول ملهمش تمن ميتخافش منهم
جلس على ارضية الحديقه فجلست بجواره ووضعت رأسها على كتفه واحتضنت ذراعه بقوه فلا تشعر بالأمان الا معه....
**********************************
في غرفة ناهد
كانت تمسك هاتفها تنتظر رد ذلك المعتوه الذي كان يريد القضاء عليها اليوم
ناهد بغضب: ايوه... انت شكلك اتجننت انت اي اللي جابك هنا انت كنت هتوديني في داهيه
ناجي بخبث: منتي اللي اتأخرتي في الفلوس اللي طلبتها
ناهد بغيظ: فلوس اي يا خرفان انت ما اللي لتفقنا عليه اديتو ليك وبالزياده كمان... وبعد ما تجيبلي الواد هديك قدهم مرتين مش دا الاتفاق
ناجي بطمع: منتي االي عندك مش شويه برضه... بسترخصي في ناجي شويه كمان
ناهد وهي تحاءل السيطوه على نفسها ففي النهايه هي تحت يديه: تمام.... بس متفتحش بؤك تاني انت فاهم... واياك المحك هنا تاني هبعتلك الفلوس غور
ناجي بضحك: مقبوله منك يا ام الواد.....
اغلقت معه والقت الهاتف بغضب ومن ثم صرخت بشده بكره وهمت للشرفه لتتنفس قليلا... ولكن ما رأته جعلها تخرج نيران من اذنيها ووصلت لأعلى قمه من الغضب....
**********************************
في صالة المنزل
كان كل من نواره ومهران يجلسون مع ابنهم الحبيب وهم يحاولون التخفيف عنه بالمرح
مهران بتلاعب: انا قلت اجوزك البت صبا... مالها يعني مهي زينه اهي.
سميه بغيظ: وبعدين معاك يا عمي... دا انا حتى بحبك
نواره بضحك: بكفايه يا حج.... البت هتو-لع وهي قاعده
مصطفى بإبتسامه: بيضحك معاكي متقلبيش وشك كده
سميه: وعلى اي يا اخويا.... انا هروح علشان اتأخرت
مهران بود: خدي حد من الغفر معاكي يا بنتي.. وسلمي على الجماعه ان شاء الله تفضلي معانا دايما قريب
ابتسمت بسعاده ومن ثم همت بالذهاب
**********************************
في الحديقه
قد جلسوا سويا كثير من الوقت لدرجة ان زهره قد غفت وهي نفس وضعها هذا.... فنظر لها يونس بحب ومن ثم حملها وذهب بها نحو غرفتهم وهو يفكر ماذا قد يخبئ لهم القدر