رواية ضحية التنين الفصل الخامس بقلم سهيلة عاشور

 





ضحية التنين الفصل الخامس بقلم سهيلة التنين

الفصل الخامس

ذهب اهل فريال وهم يستشيطون من الغضب فظنوا انهم سوف يجدنوها في حاله من الذل والقهر والعذاب ولكن العكس تماما زوجها الذي يحاول جاهدا لكي يحفظ كرامتها بشده


امينه بغيظ: شفتي يا مامي.... دا مبصليش حتى دا أعمى باين عليه دي زي ما تكون عملاله عمل شفتيه كان بيبصلها ازاي السوده المعفنه دي


اميره بحده: ولي متقوليش انه بيحبها يا امينه... لي انت عاوزه تمشي كل حاجه على مزاجك لي ملهاش نفس تفرح شويه حرام عليكي يا شيخه دا انت ظالمه


امينه بسخريه: خليكي انت في حالك يا حنينه مش نقصاكي


ام فريال بتدخل: بس خلاص في اي هتتخانقوا وانا واقفه ولا اي (العفو يا سيدتي العفيفه)


امينه بغيظ: طب وبعدين يا مامي هنسيبها كده ولا اي... سليم دا بتاعي


اميره بحنق: امينه انت بقيتي مريضه لو مش ملاحظه انت محتاجه تتعالجي بجد انت كنتي تعرفيه اصلا..... انا ماشيه هروح في اي داهيه بدل ما ارتكب جريمه


ام فريال بسخريه: اهي دي كمان غارت وهترجع قالبه بوزها


امينه بكره: انا هاخده منها يا مامي... سامعه دا بتاعي


ام فريال بمكر: اللي تقدري عليه اعمليه.... مهي مش هتاخد فلوسنا وفلوسه على الاقل احنا نطول اي حاجه...


**********************************












في منزل سليم


كان يجلس وهو يحتسي الشاي ويراقبها وهي تتحدث عبر الهاتف تطلب الأذن من المدير لها ولصديقتها بإهتمام


فريال بإحترام: مش عارفة اشكر حضرتك ازاي يا دكتور.... اوعدك هتكون اول واخر مره..... اكيد شكرا لأهتمامك


انهت مكالمتها وظلت تعبث بالهاتف ومن ثم اتجهت الي الكرسي المقابل لسليم وجلست عليه كانت تعلم انه ينظر لها ولكنها حاولت عدم الحديث معه فالحديث معه لا يجدي نفعا ولكن طفح بها الكيل فبدأت تشعر بالخجل فعلا من نظراته


فريال بحده: اي يا اخينا انت... هو انت مفيش وراك شغلانه غيري النهارده ولا اي


سليم بإبتسامه: هو انا كلمتك ولا جيت جمبك انا في حالي اهو..؟ ولا انت بقا بتتلزقي


فريال بصدمه من وقاحته: بتلزق... انت مش شايف نفسك بتبص ازاي


سليم بسماجه: مراتي


فريال بحنق: استغفر الله العظيم..... انت شكلك ناوي تجنني... مرات مين يا عم انت مفكر ان كل اللي حصل دا دخل دماغي اصلا دا شغل عيال


سليم ببرود: براحتك بس انا كده كده مراتي..واه صحيح اعملي حسابك هنسافر عند اهلي بكره الصبح بدري


فريال بغضب: شوف بقا... شغل الحياه الزوجيه دا مش بتاعي خالص انا مليش في الكلام دا انا عندي شغل وعندي حياه خاصه بيا ومش هسمحلك تهد كل اللي بنيتوا انت ملكش فضل عليا ولو عاوز ترجعني السجن دلوقتي في القضيه الهبله بتاعة ابو هدى دي ولا يهمني.... انا بس وخداك على قد عقلك علشان متأكده ان في حاجه وراك


سليم بإعجاب: برافو عليكي شطوره.... يلا بقا قومي صحي صحبتك وفطريها وبعدين شوفي هتحضري اي للغداء علشان جوزك عاوز ياكل من ايدك... ثم اكمل بغمزه: ولا اجيب امينه تطبخلي


فريال بضحك مفرط حتى ادمعت عينيها ثم في أقل من الدقيقه تحولت نظراتها للجديه: المفروض ادايق واغير وكده.... انت يا بني مجنون ولا مفكره اني عيله مراهقه ومش، عارفه انت عاوز توصل بس انا بقلك اهو انسى


سليم ببرود: انا مش عاوز اوصل لحاجه خالص... انا عاوز مراتي تعملي الغداء بس انت بقا لو في حاجه في دماغك قليلي عليها


نظرت له بغيظ ومن ثم توجهت نحو الغرفة التي تبقى بها هدي وصفعت الباب بقوه


هدى بخضه: في اي يا فريال انت كويسه


فريال بغضب: بني آدم بارد.... تلاجه


هدى بضحك: والله دا لذوذ خالص


فريال بغيظ: انت يا بت انت بطلي تستفزيني.... وقومي علشان تاكلي على ما اشوف حل ما ابو لهب اللي بره دا


هدى بضحك: اول مره اشوفك متعصبه كده... دا حتى امينه مش يتعصبك كده... صحيح يا فريال انا كنت سامعه كل حاجه بس مجبتش اطلع علشان عارفه كلامهم وقلا بلاش ازود عليكي... تفتكري هي ناويه على اي


فريال بلا مبالاه: ناويه تاخد العسل اللي بره دا... مفكره لعبه باين


هدى بصدمه: انت بتهزري صح... تاخده ازاي يعني


فريال بضيق: تاخده وخلاص يا هدى واحنا مالنا اصلا... يلا قومي وبطلي كلام


هدى بغضب: احنا مالنا ازاي يا مجنونه دا جوزك


فريال بحده: تاني هتقلي جوزك.... هدى قفلي على السيره دي بقا


هدى بضيق: انا هسكت دلوقتي... بس هنرجع نتكلم تاني بلاش تضيعي فرصه زي دي من ايدك يا فريال حرام عليكي يمكن يكون بيحبك انت لي دايما بتقدري الوحش في كل حاجه


فريال بنظره حزينه: يعني مش عارفة لي


هدى بنبره حنونه: انا عارفه يا فريال... اللي انت مريتي بيه صعب ومستحيل حد مكانك كان يتحمل فعلا بس يا حبيبتي مش كل الناس وحشه في اهلك وفي انا شايفه الفرق بينا.... ثم اكملت بإبتسامه: يعني هو انا الوحيده اللي كويسه في الدنيا واستحق ثقتك وتعبك علشاني في كتير اوي يا فريال احنا بس اللي حظنا مش احسن حاجه بس انا بقا حاسه ان الخير علي ايد ابو لهب... ثم غمزت في آخر حديثها


فريال بإبتسامه منكسره: صدقيني ميفرقش معايا اي حاجه في الدنيا.... اهم حاجه انك معايا وكويسه واني بشتغل وبعمل خير للناس يقعدلي في آخرتي يمكن ربنا هيديني المكافأه بتاعتي في الاخره.... يلا قومي انا حضرت ليكي الفطار يلا اللبسي اسدال علشان ابو لهب قاعد في البيت زي الست المطلقه


أطلقت هدى ضحكه بصوت عالي: مش قادره يا بنتي.... انت ازاي تقولي كده دا لو، سمعك


فريال بثقه: والله بقا يوريني هيعرف يعمل اي


هدى بمكر: مش هيقدر على زعلك يا جميل


**********************************


في الخارج


كان سليم يتحدث عبر الهاتف مع ابيه ولقد اشتد الحديث بينهم كثيرا فكان سليم يحاول اقنعاه بكل الطرق انه لا داعي في إقامة عُرس فلديهم الكثير من المشاغل ولكن دون فائده....


سليم بضيق: والله يا حج انا اللي عندي شغل كتير...دا انا سبع أمير لوحده امبارح بس كان محتاس من غيري منا عارف احنا ماسكين المنطقه كلها لوحدنا


محمود بغضب: انا معرفش الكلام دا... اللي اعرفه انك هتيجي انت ومراتك وأهلها علشان نعمل فرح يليق بيك... جرا اي يا واد كأنك معندكش اهل طب كتبت الكتاب وماشي مستعجل طب الفرح دا كمان اي هنلغيه ولا تعمله وانت معاك عيلين واحد يشيل الفستان والتاني يشيل شمعه.... اخص عليك وعلى تربيتك


سليم: يا حج افهمني الله يخليك مش هعرف.... 


محمود بمقاطعه: الكلام خلص... بكره الصبح تجيب مرتك وتيجي علشان نتفق ونعمل فرح واهي اوضتك موجوده وجاهزه انا فرشتها كلها من جديد وجبت ليهم كل حاجه ملكش حجه يا سليم انا مستنيك.... ثم اكمل بتهديد: متخلينيش اجيلك بنفسي


ثم أغلق الهاتف في وجهه.... ظل سليم ينظر للهاتف بغضب فهو فقط لا يريد أن يجبرها على شيء ومن الواضح انها رافضه تماما فهو الان في حيره من أمره فإذا جاء والده بنفسه الي هنا قد تتطور الأمور للأسوء وهو لا يريد حدوث ذلك بالطبع


سليم بحيره: اعمل اي بس دلوقتي يارب....


فريال بمقاطعه: متشلش هم.. علشان خاطر ابوك بس. انا هاجي معاك بس متتعودش على كده... يلا يا هدى


ثم اخذت هدى وذهبت للمطبخ وهو مصدوم بشده من هذه الفتاه فمن اي حجر نادر قد صنعتي يا اميرتي......


**********************************


في المطبخ


كانت تجلس هدى تتناول فطورها وهي تراقب فريال وتحاول عدم الضحك فكانت فريال تفكر وتدقق بطريقه حتى تستطيع الخلاص من سليم


فريال بجديه: طب منا اجوزه لأمينه... والله فكره اي رأيك يا هدى


هدى بضحك: تحفه.... حلوه اوي الفكره دي


فريال بغيظ: لا وكمان البجح.... عاوزني أقف اعمله غداء... انا مشفتش كده دا حتى ملقيش اعمل غداء اي


سليم بمقاطعه وقد وقف خارج المطبخ ولكنه كان يرى فريال: مكرونه بشاميل وبانيه يا روحي


هدى بضحك صارخ: مش قادره بجد.... ثم اكملت بهمس: طب والله لذوذ ولاقيين على بعض اسمعي مني


فريال بغضب: والله لو مسكتي لهضربك


هدي بخوف: لا وعلى أي.... ثم اكملت بعبث: اعملي البانيه يلا جوزك جعان


كامن ستنقض عليها فريال ولكنها هربت من أمامها بسرعه متجهه خارج المطبخ


فريال لنفسها: تمام... تمام اهدي كل حاجه هتبقى تمام خدي نفسك خالص اعملي الاكل واقعدي اتكلمي معاه بهدوء كل حاجه هتبقى تمام


ظلت تحاول تهدئة نفسها.. وهمت بصنع الطعام في اندماج فكان لديها هوايه وهي طهو الطعام تشعر بالراحه والهدوء وهي تطهو اندمجت كثيرا وهي تدندن فكان صوتها رائع وجذاب للغايه... ولكن انقطع صوتها ما ان وجدت يد احدهم تمتد لخصرها تلتف حوله وتقربها منه حتى التصقت به.......

الفصل السادس من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×