رواية اخر نساء العالمين الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سهيلة عاشور
Part 33
نظر لها نظرات نا-ريه ما ان استمع لحديثها هذا وبدأ الجميع ينظرون لها بتعجب كبير وصدمه فالكل يعلم مدى حبهم لبعضهم والكل مؤيد لهذه الزيجه.... بدأ مصطفي يتحرك من مكانه وكان يود بالهجوم عليها الا يد يونس التي قبضت على يده وثبته مكانه بقوه
مصطفى بغضب: اي الكلام اللي بتقوليه يا خالتي ام سميه... من امتى يعني وانت مش موافقه دا انت مستنيه يوم جوازنا اكتر مني انا شخصيا
ام سميه بضحك: بهزر معاك يا مصطفي دا انت خلقك ضيق اوي
تنهد براحه وهو ينظر بتوعد: دا وقت الهزار دا يعني.... وبعدين يا عمي ها قلي كتب الكتاب امتى
ابو سميه بتعجب: كتب كتاب اي يبني مش لما تخطبها الاول
مهران بغيظ: اقول اي بس يا ابو سميه... الواد دا دماغه مفوته انا بقلك اهو انا لو منك مديش بنتي الوحيده لواحد اهبل زي دا
مصطفى بصدمه: الاه وبعدين معاك يا حج متخليك محضر خير امال... ثم لكز يونس بقوه: ما تتكلم انت هتفضل ساكت
يونس بضحك: اعمل اي يعني سمعتك سبقاك في كل حاجه.... ثم اكمل بجديه: معلش يا بابا ابنك برضه وأهل سميه مش غرب وعارفين كل حاجه عنه وعننا ولا اي يجماعه
ابو سميه: طبعا يا بني.. احنا اهل ويشهد ربنا على سمعتكم واخلاقكم
ام سميه بإبتسامه: مش هنلاقي احسن منكم بنتنا تعيش وسطيهم
مهران: واحنا تحت امركم في اي طلبات
ابو سميه بصدق: احنا ملناش اي طلبات... طلبي الوحيد امان بنتي وسطكم وبس والباقي دا هسيبه لذوقكم
نواره بإبتسامه: دا حقها وهتاخده تالت ومتلت زيها زي زهره بالظبط
مهران بتأييد: ام يونس معاها حق... هيتعمل ليها مهر ومؤخر زي زهره والدهب كمان لازم تضمن حقها الزمن مش مضمون وانا مضمنش الواد الاهبل دا بصراحه
تنهد مصطفي بضيق ومن ثم همس لوالده: خلي بالك يا حج انت حسابك تقل معايا
مهران بصدمه: انت بتهددني يا واد انت ولا اي
نظر له من اعلاه لأسفله بطفوله ومن ثم: امال فين سميه يا عمي
ام سميه بضحك: سميه تعالي يا بنتي
في تلك الاثناء دلفت سميه وكانت ترتدي فستان رقيق من الازرق ومعه حجاب من نفس اللون كانت رقيقه للغايه.... نظر لها مصطفى بأعين تلمع من كثرة العشق وظل نظره مثبت عليها يتفحصها بشده وبالطبع الكل يراقب هذا وزهره التي كانت تبتسم بشده وهي تشاهدم هكذا
يونس بضحك: يا بني فضحتنا اتقل شويه
مصطفى بزفر: سيبني في حالي يا يونس... قال اي خطوبه
يونس بغيظ: انال احنا كنا متفقين معاك على اي اصلا قبل ما نيجي بطل شغل العيال دا يا مصطفى
نظر لها بلامبلاه وبدأت المراسم التقليديه في الاتفاق والتدبر فيما بينهم حول شراء الذهب من اي مكان واين ستتم الخطوبه والزواج وهكذا وانقضى اليوم ومصطفي وسميه سعداء للغايه والكل بالطبع سعيد من اجلهم.......
**********************************
في منزل حسام
قد صوت والد هبه كثيرا وكان يتحدث بتهديد ووعيد كبير ووالد حسام يحاول تهدئته ووالدته اغلقت الابواب حتى لا يوصل صوته للجيران فيصبحون لقمه سهلة المضغ بالنسبه اليهم.... وكل هذا وحسام يجلس هادئ تماما بجوار هبه التي كانت تبكي في صمت وجسدها يرجف بشده
حسام ببرود: انت عاوز اي... واي الدوشه اللي انت عاملها دي انت مفكر نفسك داخل زريبه ولا اي
رشوان بغيظ: عاوز بنتي يا بيه ولا هي بقت سهله ولا انت مفكرها سايبه ومحدش هيقف في وشك تاخد بنتي من بيتي قدام عيني وهسكت ليك
حسام بهدوء: بنتك دلوقتي مراتي وبمزاجها وموافقتها وانت ملكش اي حق فيها.... والدور الحمضان اللي انت بتعمله ياريت ميتكررش تاني علشان انت راجل كبير ومش هتتحمل اللي انا هعمله فيك.... ثم اقترب منه ونظر له نظره ناريه حتى اصبح وجههم مقابل لبعض وتحدث اليه بهمس: انت عارف اني ممكن احاسبك على كل حرف قلته ليها وجرحها وعلى كل وجع هي اتوجته من ضربك ليها... سبتها مر-يضه وبتم-وت من التعب ومهنش عليك حتى تجيبلها حقنة الانسلوين علشان كده اوعى تظهر في طريقي تاني انت فاهم... انا هسيبك المره دي لأمك في الاول وفي الاخر ابوها لكن لو جيت على طريقها او طريق تاني هفعصك فاهم
ابعتد عنه ببطئ ووقف ينظر له ببرود ومن ثم اتجه نحو هبه واحكم تمسكه في يدها وهو يربت عليها بحنان وينظر لها نظرة تطمأنها.... اما رشوان نظر له والخوف يملئ قلبه من ثم اتجه سريعا يخرج من المنزل نظر محمود وكريمه لحال هذه الفتاه وقد تأكدوا تماما انها بالفعل بحاجه لكل ذرة من المعاونه وان ابنهم قد احسن فعلا بما يفعله الان قرروا تركهم وحدهم وذهبوا لغرفتهم.....
حسام بإبتسامه: ممكن اعرف انت بتعيطي لي دلوقتي؟
هبه ببكاء: انت ملكش زنب في كل دا... وهعملك مشاكل مع اهلك غير الفضايح اللي بابا عملها ليكم خليني امشي بعيد عنك بلاش تجيلك مشاكل بسببي
حسام بهدوء: مفيش مشاكل ولا حاجه ومتفكريش اني ممكن اسيبك تمشي من هنا ابدا فاهمه... انت دلوقتي مراتي ومسؤوله مني وانا مش مضايق من كده ابدا على فكره بالعكس مبسوط
هبه بتعجب: مبسوط بالمشاكل ازاي يعني!
حسام بمرح: منا ظابط وكده ولا مش باين عليا
هبه بتهوان: انا مبقتش فاهمه حاجه
حسام بهدوء: مش لازم تفهمي المهم تحسي... تحسي بالأمان ودا اهد حاجه عندي ودلوقتي يلا خلينا ننام انا مش قادر وعاوز انام
لم تجيب فسحبها من يدها خلفه نحو غرفته واحكم غلق الباب وبدأ في اخراج ملابس مريحه لكليهما
حسام بإبتسامه: دي بجامه من عندي مريحه اوي لحد ما اجبلك... يارب تحبيها
هبه بإحراج: هو احنا هنعيش في نفس الاوضه
حسام بإيماء: اه لأننا متجوزين دا طبيعي يعني... ومتخافيش مني انا مش وحش كاسر يعني هسيبك تغيري وانا هغير في الحمام علشان تاخدي راحتك
كاد ان يذهب ولكن استوقفه ندائها: نعم يا هبه
هبه بتساؤل: هو انت جبت منين البطاقه بتاعتي
حسام بإبتسامه: اتصرفت... منا ظابط بقا
غمز بعينيه في اخر حديثه بمرح واتجه نحو المرحاض وتركها تنظر نحو المرحاض ونحو ملابسه التي بيدها بتوهان وحيره كبيره ولمنها في النهايه ابدلت ملابسها وجلست على الفراش شاردة الذهن ولكنها سمعت صوت طرق خفيف على باب الغرفه
هبه بتوتر: مين
كريمه بنبره حنونه: انا يا بنتي افتحي
فتحت هبه الباب تنظر لها بإحراج شديد بسبب ما فعله ابيها منذ قليل لاحظت كريمه ذلك واشفقت عليها بشده
كريمه بطيبه: اي يا هبه يا حبيبتي مش تاخدي مني الصينيه
اخذتها منها سريعا ووضعتها على الطاوله الصغيره التي كانت بالغرفه ومن ثم نظرت لها من جديد ووضعت وجهها ارضا.... اقتربت منها كريمه وهي تضع يدها على ظهرها تربت عليها بحنان
كريمه بصدق: مفيش حاجه حصلت تتكسفي منها محدش فينا بيختار اهله ودا قدرك يا بنتي... بس انت خلاص مش لوحدك احنا اهلك ومعاكي دايما ومش عوزاكي تخافي ابدا من اي شيء فاهمه
نظرت لها بٱمتنان وكأنها ترى حب وحنية والدتها المرحومه بها... ربتت كريمة عليها من جديد من ثم تركتها وذهبت تغلق الباب خلفها
حسام بهمس: سرحانه في اي
هبت من مكانهة برعب تنظر له بأعين متسعه وقلبها يخفق بشده.... اما هو فأنفجر ضاحكا عليها
هبه بغيظ: خضتني لي كده
حسام بضحك: مكنتش اقصد انت اللي طلعتي فرفوره خالص... يلا علشان ناكل
هبه بتعب: لا انا هنام..... ثم توجهت نحو السرير تريح جسدها عليه فأتجه نحو واطفأ الضوء وتمدد بجواره مما اصابها بالتوتر والخجل
حسام بنوم: بطلي حركه ونامي يا هبه متخافيش... تصبحي على خير
هبه بخجل وصوت منخفض: وانت من اهل الخير
ضحك بخفوت على نبرتها هذه واقترب منها يبثها الحنان حتى خفى كلاهم في احضان بعضهم البعض.... لا يعلمون لما اختارهم القدر في هذه الظروف لكي بكونوا سويا ولكن من المؤكد ان الاسباب سوف تتضح قريبا....
**********************************
في منزل يونس
كان الجميع يجلسون سويا وسعداء للغايه وخاصتا مصطفى والذي كان لت تسع الدنيا فرحته وضحكاته التي كانت تصدر رنينها في المنزل بالكامل
نواره بضحك: مالك يا مصطفي عامل زي العيل الصغير اللي مستنى ليلة العيد
مهران بيأس: ومين سمعك يا نواره بقيت حاسس انه عيل في حضانه
مصطفي بإبتسامه: قولوا اللي انتو عاوزينه انا خلاص ارتحت
زهره بإبتسامه: ربنا يفرح قلبك يارب... عن اذنكم هطلع انام تصبحوا على خير
رد عليها الجميع ومن ثم بدأوا في الانسحاب نحو غرفهم ومصطفي الذي هب من مكانه يتكأ على عصاه ويهم بالتوجه نحو غرفته
مصطفى ببرود: بقلك اي يا يونس انت نومك وحش ومعرفتش انام منك طول الليل شوفلك حته تنام فيها لو لسه مطرود بقلك اهو
نظر نحوه بصدمه كبيره فهو من الاساس لم يغفل جفنه لحظه بسبب الطريقه العجيبه الذي ينام بها اقسم في داخله ان سميه المسكينه تلك لن تحظى بنوم مريح في حياتها مطلقا.... ولكنه اتت اليه بعض الافكار التي بدأت تتلاعب في رأسه وقام من مكانه متوجها نحو الاعلى حيث غرفته هو وزهره وبدأ يفتح الباب بالمفتاح الخاص به والذي خبأه منها تلك المره ودلف للغرفه بهدوء وجدها قد خلدت للنوم في سريرها بعمق... ابدل ملابسه سريعا واتجه نحوها فقد اشتاق اليها كثيرا وضع يده على خصله من شعرها يتحسسها برقه وجذبها نحو انفه يستنشق رائحتها بشده... ومن ثم وضع يده على وجنتيها يتلمسها بحنان وابتسامتها على وجهه وعينيه التي تلمع بالعشق تتحدث عوضا عن لسانه.... افاقت من نومها تفتح عينيها بإنزعاج وقد تلاقت عينيهم معا ينظرون لبعضهم نظرات لا يفهمها سواهم...
زهره بنبره مبحوحه: اي اللي جابك هنا يا يونس مش انت عارف اني مخصماك
يونس بهيام: كلهم عمالين يتصالحوا ويتجوزوا... جت عليا انا كمان عاوز اصالحك يا زهرتي
زهره بعبوس: اوعى يا يونس انا عاوزه انام
يونس بإبتسامه: وحشتيني اوي... عرفت قيمتك اكتر كفايا بعاد كده
نظرت له من جديد وقد ابتسمت شفتاها تلقائيا لمحبوبها والتي لا تستطيع الغضب الحقيقي منه وكان ابستامتها دعوه له لكي يقترب منها يبثها بحبه وغرامه واشتياقه لها.....