رواية بنت ابو علي ( كامله جميع الفصول ) بقلم شيماء حسن الصيرفي
_البقاء لله يا مدام.
وقعت الجملة على مسمعي زي الصدمة مكنتش مصدقه اللي سمعته، فوقت على خطوات الدكتور وهو بيبعد، وقفت قدامه قطعت طريقه وقلت...
_ البقاء لله في مين؟ أكيد مش أحمد زوجي صح!؟
قلتها وأنا بهز دماغي بلأ صوتي في نبرة بكاء.
_ ربنا يصبرك.
قال كلماته ومشى، بصيت قدامي للغرفة اللي مكتوب عليها العناية المركزة ونزلت دموعي زي السيل، رجلي مقدرتش تشيلني ووقت على الأرض.
بكيت بقهره على فراق الغالي، قلبي بيصرخ ويبكي لدرجه إنه اتكسر من شدة صراخه، حسيت إن روحي بتتسحب ونفسي بيضعف.
شوية وحسيت بإيد على كتفي، بصيت لاقيته محمد ابني، بصلي وعيونه فيها دموع بيحاول يحبسها، بصيتله وأنا ببكي وقلت...
_ سبقنا للجنة وراح للي خلقه يا محمد.
بصلي بنظره عمري مهنساها ونزلت دموعه اللي كان حابسها وقعد جمبي على الأرض يبكي في حضني.
_ قومي يا مدام مينفعش قعدتك دي، وروحي تتمي إجراءات الدفنه.
نزلت كلمات الممرضه على قلبي زي الخناجر بتقطع فيه بلا رحمة، قومت بوهن ودموع رافضه إنها تقف، قام محمد معايا ومسك إيدي.
مكنتش عارفه أعمل إيه فكلمت أخويا، اللي جه بسرعة وكمل الإجراءات.
رجعنا البيت بس المراد بجسد أحمد بدون روحه، قعدت جمبه وكشفت وشه، بصيتله بشتياق حسيت إني باقيلي سنين مشفتوش، قربت بوست جبينه بمجرد ما لمست شفايفي بروده جسمه حسيت برعشه ملت جسمي، بعدت وأنا دموعي بتنزل بغزاره.
ناديت الولاد يشوفوا أبوهم قبل ما أغطي وشه تاني، جم وودعوا، غطيت وشه وقعت جمب راسه عشان مسمحش لأي حد يشوفه ولا يشوف ختمته الحلوة.
رغم إنه مات في حادثه لكن مفيش خدش واحد في جسمه، ملامحه زادت حلاوة، الكرمشه البسيطة اللي كان حولين عيونه من أثر الشقا راحت وفردت وبقا شكله أصغر، طبيعي يبقى ختمته كده أصل مفيش حد زي أحمد.
سرحت وافتكرت اللي حصل بينا الصبح، لما دخل عليا المطبخ.
_ صباح الحب على عيونك يا غالية.
ضحكت على كلامه وقلت..
_ إيه الروقان دا كله.
_ عوزاني أشوفك ومبقاش رايق.
ضحكت وأنا بقول...
_ في دي عندك حق.
_ راضيه عني يا إبتسام ولا زعلانه مني؟
استغربت سؤاله مع نبره صوته اللي كان فيها رجاء خفي.
_ دا سؤال برضو، أنت عمرك مزعلتني ولا كنت سبب حتى في ضيق ليا، ديما بتطبطب عليا وبتراضيني، ربنا يديمك ليا يا رب، المهم انت راضي عني؟
اتكلم بحب وقال..
_ أنا مش راضي على حد في حياتي قد ما انا راضي عنك.
رغم إن كلماته بسيطة لكن فرحت قلبي وخلته يطير زي الطير الفرحان.
_ إيه دا جبنه وفول وبتنجان بس!
قالتها ريم بنتي، رد عليها أحمد وقال...
_ نقول الحمدلله غيرنا مش لاقى أكل ونايم في الشارع يا ريم.
_ بس كل يوم كل يوم ناكل أكل وحش.
_ اتعودي يا ريم يمكن متلاقيش أكل بعد كده.
نهى جملته وكمل أكل.
اتعجبت من طريقه كلامه اللي كانت حزينه ومكنتش فاهمة ليه الحزن دا، بس قلت ممكن يكون زعل من ريم؛ لأنه مش قادر يوفرلنا أكل أكتر من كده.
_ أنا نازل يا إبتسام.
بصيلته بتعجب وقلت...
_ إيه يا أحمد دي المرة التالتة اللي تقولي إنك نازل؟!
مردش عليا لأنه قرب ضمني وقال...
_ خلي بالك من نفسك ومن العيال.
بعدت عنه وأنا ببصله بقلق وقلت..
_ أحمد أنت كويس؟
قلتها وأنا بمسك وشه بين كفوفي، مسك إيدي وقال...
_ هكون كويس ازاي وأنا سايبكم وماشي، دا أنا بعد الساعات عشان أرجع البيت.
حاولت ارد بنبره خاليه من التوتر وقلت..
_ ربنا يوسع رزقك وإن شاء الله وقت الشغل هيعدي بسرعة.
نهيت كلامي وهو قام يستعد للمشي، أخد حاجته وكان بيبص علينا وبيبص لكل ركن في البيت.
خرج من البيت وحسيت بوجع في قلبي وخوف معرفش مصدره إيه وفضلت الوساوس في بالي لغاية مجه أصعب خبر سمعته في حياتي.
فوقت على صوت صراخ أخت أحمد، مسحت دموعي اللي كانت بتنزل زي السيل واتكلمت بحده وقلت...
_ متصرخيش واي حد هنا هيصرخ هطرده بره، أحمد ميستاهلش يتعذب عشان صراخنا.
أخدت نفس، اتكلمت وأنا صوتي بيتقطع من البكاء وقلت..
_ احمد محتاج دعائنا دلوقتي مش صراخنا، رجاء رجاء ادعوله.
بصيت لسما ورفعت إيدي وأنا ببكي وبقول..
_ يا رب ارحمه يا رب واغفرله أنت الغفور الرحيم يا رب، يا رب حرم لحمه على النار يا رب واجعل ضمه قبره ضمه حنونه وهينه زي ضمه الام لطفلها يا رب.
نهيت دعائي ووقعت على الأرض ابكي حزن على فراق الغالي.
الوقت كان بيعدي بسرعة كنت بتمنى الوقت يطول ويفضل جمبي حتى لو بجسده بس، مكنتش قادره استوعب فكرة اني خلاص مش هشوفه تاني ولا عيوني هتشوف طلته، هيغيب عني صوته وصوت ضحكته اللي كانت بتدوبي، هيغيب عني حبه وحنانه اللي كان بيدفيني بيه، هيغيب عني كلامه اللي كان بيطيرني طير بدون أي مجهود منه.
غمضت عيوني ومر شريط حياتنا قدام عيوني، لوهله أخدت بالي إنه عمره مزعلني ولا قالي كلمه تزعل ولو حصل وزعلني كان يطيب خاطري في وقتها.
هنا صرخ قلبي وهو بيقول صبرك يا رب صب الصبر على قلبي يا رب.
كنت مقعده ولادي جمبي وحضناهم لغاية مجه أصعب وقت وهو خروج أحمد أخر مره من بيته.
خلاص ماشي مش هيرجع تاني زي كل مره، مش هيدخل علينا بحاجة تفرحنا زي كل مره ولا هيدخل علينا بضحكته اللي كانت بتخلينا نجري عليه، خلاص معدش موجود مشي ومش راجع تاني.
للاسف مش هو بس اللي مشي، الدفا كمان مشي والبيت بقا برد أوي رغم إننا في عز الصيف.
في اللحظة دي بالذات كل حاجة فيا انهارت وبكيت لدرجة إن انفاسي اتقطعت وأغمى عليا.
بعد مرور أسبوع بدأت استوعب اللي حصل، وإن أحمد خلاص مات، كان صعب عليا اقتنع إنه توفى ومات بس دي الحقيقة.
_ أنا جمعتكم أنتو الاتنين عشان أمر هام واللي هقوله هيتنفذ بدون أي نقاش .
هزوا دماغهم بمعني حاضر، فتكلمت وقلت...
_ خلاص أبوكم سبقنا للجنة ودا معناه انكم كبرتوا قبل سنكم ولازم تتحموا المسؤولية، لازم تعرفوا إنكم خلاص مبقاش ليكم حد يحميكم وضهركم بقا مكشوف، فلازم تاخدوا حذركم من كل الناس ومتدوش الأمان لحد.
من دلوقتي بقولكم أنا مش هسمح لأي حد في يوم من الأيام يقول عليكم كلمه وحشه ولا يقول أمهم معرفتش تربيهم أصل ابوهم مات، مش هسمح بأي حاجة من دي، ومن هنا ورايح مفيش ماما اللي كانت بتتهاون في أي حاجة، خلاص كله دا مات وبقا في حزم وأي حد هيعمل أي حاجة تخلي أي حد يدخل ولا يقول كلمه ملهاش لازم هيبقى عقابه عسير معايا.
نيجي لأهم نقطة، بعد موت بابا الفلوس مش هتبقي زي الأول، انا هنزل اشتغل بس عمر الحال مهيرجع فلازم نتحمل بعض.
وأوعوا تاخدوا أي حاجة من أي حد ولا تسمحوا لحد يشفق عليكم بشيء أنتو أعلى واسمى من كده.
متبصوش لحاجة حد ولازم عيونكم تبقى مليانه؛ عشان لما ربنا يكرمكم وتبقوا حاجة في المستقبل ميجيش حد يقول دا كان بياخد منى ولا من فلان.
الحياة هتبقى صعبه لذلك هنقتصر على الأساسيات فقط وبالأخص الحاجات المهمه اللي لو اتعدمت هنموت وبعد كده لو اتوفر عندنا اي شيء هنشوف ان كان في حاجة مهمة لأي حد محتاجها في الوقت الحالي ولا لأ.
انا خلصت كلامي ومش هتقبل اعتراض على أي شيء، ويلا شوفوا مذاكرتكم لازم تبقوا متفوقين، عاوزة اسم ابوكم يفضل مذكور بسببكم وبسبب نجاحكم.
نهيت كلامي وهما اتجهوا لأوضتهم يذاكروا، رغم إن قلبي وجعني على حدتي معاهم، بس لازم اكلمهم كده من البداية؛ عشان يستوعبوا اللي هما فيه، وياخدوا حذرهم من كل شيء.
أكيد قلبي مش هيسمحلي اتعامل معهم بحدة أو قسوة بس كان لازم أخوفهم.
مر أسبوعين وبدأت الفلوس اللي معايا تخلص .
كان لازم أدور على مصدر رزق فضلت أدور كتير في اللي قالي اشتغل في محل أو عيادة بس هياخد وقت كتير والراتب مش مجزي، فيه اللي قالي أنضف بيوت بس خوفت أدخل بيت أي حد، وفي نفس الوقت محبيتش حد يقول مرات أحمد بقت بتنضف بيوت، عارفة إن الشغل مش عيب بس اسم أحمد أعلى وأسمى من إنه يقترن بجملة زي دي.
فضلت أدور لغاية محد دلني على اسم تاجر خضار كبير عنده وكاله وممكن يساعدني، روحت وكلمته واتفقت معاه أخد منه خضار، وافق لما حكيتله على ظروفي، وأول مقولتله إني ارمله ابتسم ابتسامه خوفتني بس حاولت اطمن نفسي واتفقت إني هردله الفلوس لما ابيع، كان راجل جدع معايا ووفرلي فرش ابيع عليه.
فتحت الفرش وكنت خايفه بس ربنا كان معايا واللي بيسعى ربه بيرزقه، بدأ الفرش يكبر وبقيت أبيع بالأصناف والناس عرفتني.
تعاملي الحلو معاهم كان بيجذبهم تاني، وفي اللي يعرف إني أرمله وبربي أيتام بقى ديما يشتري مني، الدنيا بدأت توسع معايا وبقى معايا مبلغ على جمب غير الفلوس اللي بشتغل بيها، قدرت اوفر كل حاجة لولادي، كنت خايفه من بكره لذلك كل مكان يتوفر معايا مبلغ كويس كمت اجيب اي حاجة دهب عشان تفضل الفلوس حافظه قيمتها.
من وقت وفاة أحمد بقيت أخاف من بكرة واعمله حساب.
_ جهزت اللي طلبته منك يا معلم؟
نهيت جملتي لاقيته بصلي بفرحه، نزل الشيشه من إيده وقالي....
_ أه يا ست إبتسام بس مفيش صبيان هنا والحاجة جوه.
نهى كلامه ببسمه كلها خبث ومريحتنيش.
_ طب مينفعش أخد من اللي برة دولي؟
_ لا لا دول بتوع تاجر كبير وجاي دلوقتي.
_ طب التاجر الكبير دا ممكن ياخد الناقص من اللي جوه.
_ مش هينفع يا ست إبتسام، تعالي بس معايا جوه وشيلي قصادي.
قلبي اتقبض بعد كلامه وحسيا بخوف، فتكلمت وقلت...
_ خلاص هاجي وقت تاني لما حد من الصبيان ييجي.
نهيت كلامي اتكلم بسرعة وقال...
_ محدش من الصبيان راجع، لو مش عاوزة تسترزقي روحي.
فضلت مكاني أفكر أعمل إيه، قلبي بيقولي امشي الراجل دا مش مريح وعقلي بيقولي جيبك فاضي وعيالك محتاجين، سمعت كلام عقلي ومشيت وراه وياريتني ما مشيت.
دخلت وراه واكتشفت إن دا فخ منه، استغل إني لوحدي ومليش راجل يحميني، جيت اصرخ حط إيده على بوقي واستغل كونه أقوى مني، بس أنا مسكتش وفضلت ادافع عن نفسي واضربه واصرخ، صوتي كان عالي والناس اتلمت علينا.
الناس دخلت بس في اللحظة دي قلب الترابيزه عليا وقال إني أنا اللي بادرت، كانت الناس تبصلي بنظرات وجعت قلبي وسمعت كلام صعب كلام صعب أن ست تتحمله في حق نفسها وعفتها.
للأسف مكتفاش بكده بل مسكني من هدومي ورماني بره الوكاله وفرج عليا الناس مكنتش عارفه أعمل إيه، الكل بقا بيتكلم عني كنت منهاره لدرجة إن رجلي مكنتش شيلاني.
رجعت البيت وأنا منهاره كنت ماشيه في الشارع بجر رجلي بالعافية وكل شوية أقع في الأرض من شدة البكاء وابص في السماء وأقول..
_ يارب انا عبد ضعيف ومليش غيرك، انصرني يا رب وأظهر الحقيقة وارفع عني ظلم عبادك يا رب.
يا رب إني مسني الضر وانت ارحم الراحمين يا رب .
ربي اني مظلومه فانصرني يا كريم يا رحيم، ارحمني واجبرني.
_ مالك يا أمي.
قالها محمد مجرد مشافني، وقعت على الأرض وأنا ببكي، جري عليا وهو مخضوض.
_ أمك انتهت يا محمد خلاص مش هتقدر تطلع من باب بيتها تاني.
قلتها وأنا ببكي رد عليا وقال...
_ اهدي يا أمي.
اتكلمت وأنا ببكي وقلت...
_ بـ بكـ بكرة هتلاقي سيرتي على كل لسان والناس هتقول عني حكايات وأفلام.
_ ليه بس يا أمي؟
أخدت نفسي وحكيتله اللي حصل وسط بكايا، اتعصب وقام عشان ياخد حقي، مسكته وخوفت عليه.
_ اقعد يا محمد أنا مش مستغنيه عنك يا بني، ربك هيحلها هو اللي وقع علينا الظلم وهو اللي هيرفعه، دا ابتلاء من ربنا يا بني ولازم نصبر وأكيد هيراضينا.
نهيت كلامي ودخلت أوضتي، هنا سمحت لنفسي أنهار بكل ما أوتيت من قوة فضلت أكلم في صورة أحمد اللي فى تليفوني واحكيله اللي حصل وضعفي من بعده حكيتله عن ظلم الناس واستغلالهم إني ارمله وكلامهم في حقي.
سندت راسي على الحيطة وأنا ببكي وبقول ...
_ يا رب يا رب.
فضلت على الحال دا لغاية منمت مكاني ومحسيتش غير بخبط شديد على باب الشقة قومت مخضوضه اشوف مين.
كانوا اهل أحمد اللي دخلوا وسمعت منهم كلام أصعب واقسى من كلام الناس، وأكنهم نسيوا أنا مين وأخلاقي إيه، مفكروش يدافعون عني أو يقولوا لا دي متعملش كده، مكنتش عارفه أرد على اتهامتهم ولا كلامهم كل ما ادافع على نفسي الاقي اتهام أصعب وكلام اقسى، كانوا عاوزين ياخدوا ولادي من حضني ويسيبوني لوحدي.
كنت في حالة صدمة واخدت ولادي في حضني، ازاي ياخدوهم مني، كنت خايفة يستقوا عليا بس إبني وقف في وشهم ورد على اتهامتهم وطردهم برة البيت وجه حضني.
اخدني في حضنه وكان بيقول...
_ من هنا انا راجلك وسندك وحتى لو بابا مشي أنا موجود ومش هسمح لأي حد يقرب منك.
في اللحظة دي سمحت لنفسي بالإنهيار واتبدلت الأدوار كان هو الأب وأنا الابنة اللي محتاجة حضن ابوها تهرب فيه من ظلم الناس الحضن اللي محتاجة تتخبى فيه من كل حاجة مؤذية.
مر عليا أسبوعين كانوا أصعب أسبوعين عليا وكلام الناس اللي كان بيزيد ومبيقلش، مكنش في إيدي حاجة غير طلب العون من الله، لساني مكنش بيقف عن الدعاء.
مليش غير ربنا اللي ينصرني؛ لاني محتاجة نصره، كنت بدعي بيقين الحقيقة تظهر معرفش إزاي هتظهر ومفيش حد كان شاهد على اللي حصل، بس كنت بدعي بيقين، وكنت متيقنه إن الظلم ليه نهاية.
طول الفترة دي كان بيتردد في ودني كلام أحمد عن حسن الظن بالله ولو ظننا بيه خير هيعطينا خير ملوش نهاية.
نهيت صلاتي ورفعت إيدي وأنا بقول...
_ يا رب أنت قولت في كتابك " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" يا رب أنا واقفه على بابك وبطلب منك النصر وعارفه ومتيقنه إنك هتكرمني، أكرمني يا رب اكرمني وانصرني. يا رب أنت عالم بحالي وضعفي وعالم إن بيتي فاضي مفيهوش أكل لولادي ومعنديش مصدر رزق، لكنك الرزاق فهترزقني وتنصرني يا رب.
نزلت إيدي ومسحت دموعي، دخلت المطبخ ادور على اي حاجة ينفع تتأكل بس للأسف التلاجة فاضية ومطبخي فاضي.
خرجت لصاله وأنا قلبي مكسور وصعبان عليا جوع ولادي، باصيت لمصحف أحمد اللي محدش لمسه من وقت وفاته، قربت مسكته كان عليه شوية غبار مسحتهم وافتكرت احمد وهو بيقرأ كل يوم سورة يس بنيه الرزق وكان ربنا بيرزقه من حيث لا يحتسب.
فتحت المصحف وجيبت السورة وبدأت أقرأها بنيه النصر والرزق، كنت بقراها بقلب مكسور بيطلب الجبر من ربه، بقرأها بقلب حزين بيطلب الرضا والفرحة من ربه.
نهيت الايات وقفلت المصحف في لحظة دخول محمد عليا وعيونه كلها فرحه، اتعجبت لنظرة السعادة اللي في عيونه ولسه هسأله لاقيته اتكلم وقال...
_ شوفي شوفي يا أمي ربنا نصرك.
قال جملته وهو بيديني الموبيل، مسكته منه لاقيت فيديو من الكاميرات بتاعه الوكاله والراجل بيضايقني وأنا بدافع عن نفسي وبضربه وبصرخ.
مسحت دموعي بفرحة وقلت...
_ مين اللي نزل الفيديو دا.
_ اكونت فيك بأسم فاعل خير هو اللي نشر الفيديو دا على كل الجروبات اللي اهل المنطقه فيها، حقك رجع يا أمي وربي نصرك.
_ الحمدلله الحمدلله.
نهيت كلامي وسجدت لله شكر على النعمة اللي من عليا بيها، حمدته إنه رفع عني الابتلاء العظيم اللي كنت فيه.
_ ماما في واحد عاوزك.
قالتها ريم بنتي، لبست خماري وطلعت اشوف مين.
_ اذيك يا ست إبتسام.
قالها الشخص اللي كان واقف، بمجرد مشوفته افتكرت انه كان بيشتغل في الوكاله، قلبي اتقبض وخوفت، كنت لسه هقفل الباب لكنه فتحه وقال...
_ دي مقابله تقابليها لفاعل خير.
سيبت الباب وبصيتله بصدمة فتكلم وقال...
_ انتِ ست متعملش حاجة حرام وكنت واثق من كده.
شكيت في المعلم لما مشانا كلنا من الوكالة في اليوم اياه، وتاني يوم لاقينا الدنيا مقلوبه واللي حصل لبانه في كل لسان، كنت متأكد إنك مظلومه وعارف المعلم بصاص وكان بيبصلك نظرات عارف معناها كويس؛ عشان انا راجل زيه.
أخدت هعد على نفسي اردلك حقك وأول معرفت افرغ الكاميرات فرغتها ونشرت الفيديو لجل انك تمشي رافعه راسك انتِ وولادك ولجل الاستاذ احمد اللي مشفناش منه غير كل خير.
نهى كلامه مكنتش عارفه ارد اقول ايه ولا اشكره ازاي.
_ مش عارفه اقولك إيه، كلمة شكرًا ولا توفي ولا تكفي اللي عملته معايا، كل اللي هقوله ربنا يجازيك خير ويوقفلك ولاد الحلال اللي ينصروك زي منصرتني.
_ تسلمي يا ست إبتسام بس أنا مش جاي عشان تقوليلي الكلمتين دولي، انا جاي أوصلك الأمانة دي وجاي جايبلك شغلانه في مزرعه تمر.
_ هشتغل إيه في مزرعه التمر.
_ هتنضفي التمر ،تنشفيه ،توزنيه ،تكيسيه وحاجات من دي.
_ الله يرزقك يا رب ويوسع رزقك زي مكنت سبب في رزق ليا.
_ انا همشي بقا، خدي الأمانة اللي جيالك معايا.
_ سامحني بس أنا واخده عهد على نفسي ماخدش اي حاجة من أي حد.
_ بس اللي باعتين الأمانة دي هيزعلوا.
_ معلشي سامحني، كفاية اللي عملته معايا، وبالنسبة لصحاب الأمانة اشكرهم وقولهم بكرة ربك هيرزقني.
نهيت كلامي وهو مشي، دخلت فرحانه من كرم ربنا عليا، اكرمني بكرم ملوش نهاية، قفلت الباب وفضلت احمده على النعم اللي أنا فيها.
_ كنتي تاخدي منه الكرتونه يا ماما، كان فيها أكل واحنا جعانين.
_ بس احنا اتفقنا إننا نعتمد على نفسنا ونوفر لنفسنا كل حاجة صح؟
_ مش هتيجي من مرة.
قالتها ريم بضيق، فتكلمت وقلت..
_ مرة تجر مرة وهتلاقي نفسك اتعودتي، وبعد فترة توصلي لدرجة انك تطالبي الناس وأنا مش هسمح بدا أبدًا، بكرة هنزل اشتغل وان شاء الله ربنا يرزقنا.
وبعدين اللي احنا فيه يعلمنا قيمة الرزق اللي ربنا بيرزقه لينا وبيعلمنا نحس بكل المحتاجين ونعرف كرم ربنا علينا.
_ طب هناكل ايه دلوقتي؟
سألتني ريم بضيق خفي، فتكلمت وقلت...
_ هناكل زي أكل النبي عليا أفضل الصلاة والسلام.
_ هناكل شاه.
قالها محمد بفرحه، رديت عليه وقلت ...
_ لا هناكل نمر ونعيش يوم زي الايام الصعبة اللي كان بيعيشها رسولنا الكريم.
مر اليوم زي كل الايام وتاني يوم روحت مزرعة التمور، بس المرادي باقيت بمشي بولادي عشان مديش الفرصه لأي حد، كان الشغل صعب بس قلت كله يهون لأجل اللقمة الحلال.
محمد كمان بقا بيشتغل معايا كان بيقولي انا راجل والراجل هو اللي بيصرف على نفسه، كان كل يوم ينزل معايا يشتغل ويرجع يديني اللي ربنا رزقه بيه.
كنت فرحانه بيه وفرحانه إني رابيت راجل، كنت بصرف اللي معايا وفلوس محمد احطها على جمب ولو احتجت حاجة اخد منها.
حالنا اتيسر وربنا سترنا ومبقيناش محتاجين لأي حد، بعد مالحقيقة اتعرفت اهل أحمد جم يعتذرولي بس أنا مقبلتش اعتذارهم؛ لأنهم جرحوني ومعتبرونيش منهم لو فعلا كانوا أهلي كانوا هيقفوا معايا في محنتي لكن للأسف مطلعوش أهل؛ لان الأهل هما اللي بيظهروا وقت المحن والمصائب ويبقوا سند وضهر لكن هما مكنوش كده.
بدأت أكبر وصحتي تقل بس برضة مبطلتش شغل، يمكن من الشقا بدأت صحتي تقل، رغم كده كنت ثابتة على مبدأي وهفضل لأخر نفس فيا أكل من إيدي.
في موسم التمور كنت بشتغل في مزارع التمور وموسم العنب اشتغل في مزارع العنب، كنت بدور على اي شغل.
أصحاب المزارع عرفوني وبقوا يجيبوني في اي موسم حصان، رغم إن الشغلانة دي صعبة ومفيهاش فلوس كتيرة بس أهي أحسن من التنطيط في الوكالات والشغل بين للراجل لوحدي، أما هنا معايا ستات كتيرة.
_ رايح فين؟
قلتها وأنا ببص لمحمد بضيق، رد عليا وقال
_ جاي معاكي الشغل يا أمي.
_ لا يا غالي السنة دي بذات عوزاك تركز في مستقبلك عوزاك تجيب مجموع عالي وتدخل كلية قمة والناس تقول شوفوا ابن أحمد بقا ايه، عاوزه اسم ابوك يفضل مذكور يا محمد، محدش ينساه، والناس هتفضل فاكره ابوك بيكم لما تنجحوا.
_ بس المصاريف كتيرة يا أمي.
_ وربك اسمه الرزاق الكريم ويرزق كل واحد على قد حاجته وهيرزقني يا حبيبي، أدخل انت شوف مذاكرتك.
نهيت كلامي وانا بطبطب على كتفه وبصيت لريم وقلت...
_ وانتِ كمان تشدي حيلك عوزاكي تجيبي أعلى مجموع والكل يقول بنت أحمد أعلى واحده جابت مجموع في الاعدادية.
ضحكت وهي بتقول...
_ ان شاء الله يا أمي.
خرجت لأجل رزقي وسيبت ولادي وانا بدعي ليهم بالتوفيق.
كانت أيامي بتتكرر، كل يوم اصحي من بدري اروح المزرعة وأرجع بالليل متأخر أعمل لقمه ناكلها وأصلي العشاء وأنام عشان ألحق أصحى لتاني يوم وكل يوم كدا، شوية محمد ينزل يشتغل مكاني لما التعب يزيد عليا.
لو مكنش الحمل تقيل مكنتش هسمح لمحمد كل شوية يسيب مذكرته وينزل يشتغل، كنت خايفه دا يأثر عليه خصوصًا إنه تالتة ثانوي وفي مواد مبيرضاش ياخد فيها دورس كنت بدعيله من كل قلبي وفي كل صلاة ربنا يكرمك ويرزقه بمجموع كبير يفرح قلبه وقلبي بيه.
_ جيبتها يا محمد؟
سألته بلهفة وجريت عليه أول لما فتح الباب.
_ أه.
قالها بحزن ممزوج بيأس، من نبرة صوته عرفت إنه مجابش اللي كان بيتمناه.
_ جيبت كام طميني؟
_ خمسة وتمانين.
قالها ودخل أوضته وقفل الباب.
سمعت الرقم وقعدت مكاني غصب عني دموعي نزلت، كان نفسي يوصل لحلمه وحلمي واسم ابوه يفضل مذكور.
دخلت أوضتي وأنا بمسح دموعي بصيت لصورة احمد وقلت...
_ محمد نجح في الثانوية وجاب ٨٥ الحمدلله، كان نفسي يبقى دكتور والكل يتكلم ويقول ابن أحمد بقا دكتور.
قلت كلماتي وأنا ببكي، غمضت عيوني محاولة إني أوقف بكاء، سرحت افتكرت موقف مر عليه سنين بيني وبين أحمد.
حطيت إيدي على بطني المنفوخه وقلت...
_ يعني مش هتزعل لو جت بنت.
ابتسم ورد عليا...
_ هو في حد يزعل لما ربنا يرزقه.
_ بس بنت مش ولد؟
قلتها بتأكيد رد عليا وقال...
_ كل دا رزق يا إبتسام ومفيش مؤمن بيعترض على رزق ربه. الذرية رزق، والزواج رزق، والتعليم رزق، والصحة رزق، وسلامة العيش رزق، واللي بيرضى برزقه ربنا بيزيده ويباركله فيه واللي مبيرضاش بيزول من وشه، بنت ولد كله رزق الحمدلله غيرنا بيتمنى ضفر طفل.
فوقت من سرحاني وكلمات أحمد بتتردد في ودني التعليم رزق واللي بيرضى برزقه ربه بيكرمه ويزيده.
مسحت دموعي واتجهت لأوضه محمد، خبط عليه وفتحت الباب.
دخلت لاقيت أثر البكاء على وشه قربت منه وضميته، في اللحظة دي اتحول من راجل شايل هم أمه واخته لطفل صغير بينهار في حضن أمه.
سمحتله يطلع كل اللي في قلبه وطبطبت على كتفه.
_ عارف يا محمد ابوك الله يرحمه كان ديما بيقول الدنيا مليانه أرزاق وكل واحد ليه نسبة من كل رزق ولازم ترضى برزقك وتحمد ربك عليه عارف ليه؛ عشان لو أخدت أكتر عمرك مهتبقى سعيد زي مكنت مفكر.
_ كان نفسي ابقى متميز ويفضل اسم أبويا متردد بين الناس.
مسحت دموعه ومسكت وشه بين كفوفي وقلت...
_ التميز يا محمد عمره مكان في الطب ولا الهندسة البلد مليانه بس شوف كام مهندس ودكتور شاطر ومتميز في مجاله هتلاقي قله.
وياما في دكاترة مش عارفين حاجة وكانوا سبب في موت المرضى وشوف كام دكتور او مهندس اتشطب اسمه من النقابة وبقا بدون مستقبل.
التمييز الحقيقي بيكون في مجالك اللي ربنا قسمهولك، شوف بقا رزقك في إيه وارضى بيه واسعى إنك توسعه.
هز دماغه بمعنى ماشي، قربت منه وبوست خده وقلت...
_ الف مبروك يا راجلي وديما في نجاح.
خليك عارفك أنك أنجح من كل اللي معاك عشان كنت راجل بتصرف على عيلتك وكنت بتسعى لعلمك وصدقني يا محمد بكرة ربنا هيرزقك بكرم كبير من عنده.
خرجت أمي وخرج معاها كل الحزن اللي كان جوايا، لما فكرت في كلامها لاقيته كله صح، التعليم دا رزق، أنا عملت كل اللي عليا من مذاكره واعتماد على نفسي، عملت كل اللي اقدر عليه، عارف إني كنت أقدر أعمل أكتر من كده بس لو كنت مبشتغلش أو باخد دروس في كل المواد، بس عمري مكنت هسيب الحمل دا كله لأمي.
قررت أدخل كلية الآداب رغم إن مجموعى كان جايب كليات أعلى منها بس من وجه نظري كلية الآداب هي أعلى واسمى كلية؛ لأنها بتضم أغلب المجالات تحت مسمى واحد.
اخترت قسم إنجلش وقررت إني لازم اتفوق فيه، كنت بذاكر بجد من أول يوم وبحضر المحاضرات اللي اقدر احضرها ودا بسبب مواعيد شغلي.
شوية كنت اشتغل كاشير في سوبرماركت أو صيدلية. كنت بدور على شغل مده ساعاته قليله عشان الدراسة وفي الاجازة كنت بنزل اشتغل في المزارع مع امي.
مر أول سنتين في الكلية وكان تقديري بين الامتياز وجيد جدًا مرتفع، قررت احافظ على تقدري وميقلش عن كده بل يزيد عشان أبقى دكتور في الجامعة واحقق حلم أمي ويفضل اسم ابويا مذكور.
عشان الشغل كان بياخد وقت كتير قررت ادي دروس لإبتدائي وإعدادي على الأقل كام ساعة في اليوم والفلوس الحمدلله كويسة.
ولأن لما الإنسان بيسعى ربنا بيرزقه، الولاد كانت بتزيد كل يوم وبفضل الله كنت بقدر أوصل المعلومة لكل الطلاب واللي مستواه متوسط بقا مرتفع واللي كان مستواه دون المتوسط بقا متوسط وقدرت اثبت نفسي في المجال دا.
مر الاربع سنين وكان تقديري العام امتياز مرتفع، تعبت كتير عشان اوصل لنقطة دي وكنت سعيد أوي وكل شوية ادخل اشوف اترشحت ابقى معيد ولا لأ.
_ هو ليه كل لما أحلم بحاجة وأقول خلاص هتحصل تطير زي الحمام؟
قلت كلامتي بحزن شديد بينهش في قلبي.
_ ليه بتقول كده يا محمد؟!
قالتها أمي بتعجب رديت عليها وقلت...
_ حلم ابنك إنه يبقى معيد خلاص راح.
نهيت كلامتي قربت مني وقالت...
_ ليه بس مش أنت الاول.
رديت بحزن وقلت...
_ الأول بس الأفقر اللي ملوش واسطه مش زي اللي عنده واسطه في الجامعة اتعين رغم انه الخامس على الدفعة.
طبطبت على كتفي بحنان وقالت...
_ لو كان خير لبقى، ملكش رزق فيه يا بني ربك شايلك رزق أحسن مليون مره، أرضى انت بس.
اتكلمت بقهر طالع من قلبي المتفتفت وقلت...
_ راضي راضي والله يا أمي.
نهيت كلامي ودخلت اوضتي بحزن، نمت على سريري وأنا بيتعرض قدام عيوني تعبي طول سنين الكلية وشقايا في شغلي وصحتي اللي كنت باجي عليها لأجل اكون متميز بس خلاص كل دا بقا هوا.
غصب عني دموعي خانتني حزن على تعبي طول الفترة اللي فاتت.
كرهت الحياة ومبقاش عندي اي قابليه لأي حاجة بس امي معجبهاش حالي وفوقتني على طول، فوقت أكتشفت إني كنت هضيع اهم سنين في عمري.
بدأت أدور على شغل جمب الدروس، مكنتش حابب اشتغل في مدرسة؛ لأنه هيكونوا محتاجين سنة تربوي وأنا خلاص معدش عندي قدرة لدراسة، بدأت أدور على شغل يبقى كويس بس ملقتش غير الترجمة، كنت شغالي في المجال دي والدنيا بدأت تفتح معايا والفلوس تبقى كويسة.
أمي قعدت خالص من الشغل اللي كانت بتنزله وبقيت متكفل بكل المصاريف بتاعتنا، وقدرت اوفر مبلغ كويس وقررت أتقدم لإيمان جارتنا حب الطفولة.
_ يواد خلاص بقا قلت هروح الجمعة الجاية.
قالتها أمي وهي بتضحك.
_ لسه الجمعة يا أمي أنا خايف تطير من إيدي.
_ متقولش كده ان شاء الله هتبقى من نصيبك.
قالتها أمي بيقين رديت عليها بفرحه وقلت...
_ يا رب يا أمي يا رب.
كنت بعد الايام ومنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر، كنت بتمنى اليوم دا من زمان، إني اطلب ايدها وتبقى زوجتي.
من ١٥ سنة وحبها جوا قلبي كل يوم بيزيد عن اليوم اللي قبله، كنت متحكم في قلبي بالعافية وصاينها، كنت بخاف ابصلها في الشارع طول الوقت كنت بغض بصري رغم الحرب اللي كانت قايده جوايا إني بصلها لو ثانية اشبع من شكلها واروي اشتياقي منها بس كنت بعافر لجل تكون ليا في الحلال.
_ عارفين مين خطوبته وكتب كتابة الجمعة الجاية.
قالتها ريم أول مدخلت من باب الشقة، بصينلها بإهتمام انا وأمي، فتكلمت أمي وقالت
_ مين؟
ردت عليها ريم وقالت...
_ إيمان جارتنا.
يتبع...