رواية المهمه الفصل الثاني 2 بقلم علياء عماد الدين
بنفس اللحظه عند مبني المخابرات المصريه كان اللواء جمال مازال يتحدث معهم عن هذه العصابه امسك بجهاز تحكم و ضغط علي زرار التشغيل فظهرت صوره لشخص يظهر من ملامحه انه بعامه الاربعين فيما فوق اشار اللواء عليه ثم اردف : ده تم الامساك به فعلا علي اساس ان هو ده رئيس العصابه من آل باتشينو و لكن بعدها عرفوا ان مش هو و ان ده كان مجرد لعبه من العصابه عشان ميتكشفوش و ده كان مجرد تشابه اسماء و ده حصل مع كذا شخص الحكومات اللي بره بتمسكه و بعد كده بيكتشفوا بعد تحقيقات ان مش هو
اخذ يغير بجهاز التحكم ليظهر لهم صور الاشخاص الذي تم القبض عليهم.
أكمل اللواء جمال حديثه : ده غير ان تم الامساك بردوا بافراد من العصابه من قبل بعض الحكومات و لكن مهما عملوا فيهم مستحيل كانوا يتكلموا بكلمه واحده او اي حاجه و ده يا اخلاص للعصابه يا خوف منهم و كان الشخص ده بيستني العصابه تهربه و لو معرفوش كان بيشرب سم موجود معاه و بيموت عشان ميتكلمش و ميعرفوش منه حاجه
قاطعه آياز مستفسراً فانتباه اليه الجميع : و ازاي كان بيبقي معاهم سم يعني مابيتمش تفتيشهم اكيد ناس خطر زي ديه لازم يكونوا تحت حراسه مشدده و متفتشين كويس
اجابه اللواء : معاك حق في اللي بتقوله و هو فعلا بيكونوا متفتشين و لكن زي ما قولتلك ان العصابه ديه متمكنه و بتكون عامله حسابها لكل حاجه عشان كده عرفنا مؤخرا ان بيبقي مع كل اعضاء العصابه جرعه صغيره من سم قوي بحيث ان يموتوا او ما يخدوه و من كميه صغيره يقدروا يحطوها داخل خاتم او بين شعرهم و لو تم الكشف عن السم ده و قدروا ياخدوه منهم ساعتها العصابه بتبعت حد من عندها يحط السم في الاكل اللي بيدخله
كان الجميع منتبهين لكل ما يقال و ينظرون اليه بتركيز
تحدثت سيلان بصدمه بين نفسها بصوت لا يكاد يسمع : ايه ده دول شايلين قلبهم و حاطين مكانه حجاره ده انا هروح ادفن نفسي لحد ما يخلصوا هما المهمه ديه و هبقي ادعيلهم ربنا معاهم بقي
نظر سردار الجالس بجانبها اليها بنظره تحذيرية إن لم تكف عن الحديث تأففت سيلان ثم اردفت بصوت منخفض مره اخري : هو رامي ودانه معايا ليه ده كمان هو الواحد ميعرفش يكلم نفسه حتي ايه ده
نظر سردار اليها مره اخري و لكن هذه المره بنظره مرعبه تدل علي ما سيحدث لها إن لم تكف عن الحديث ابتلعت سيلان لعابها بخوف و هزت رأسها بانها لن تتفوه بكلمه اخري و هي تلعنه بداخلها لا تعلم كيف لها ان تحب مثل هذا الشخص البارد و لكن ماذا تفعل بقلبها اتقول له توقف عن حبه فهي لا شأن لها فمن الوهله الاولي التي رأته بها و قد وقعت بحبه و لكن عن ماذا تتحدث فهو لا يعير لها اي اهتمام و لا يشعر بمشاعرها اتجاهه و كل حديثه معها رسمي لا تتذكر مره انه قد تحدث معها حتي علي انفراد او بأي حديث خارج إطار العمل نفضت تلك الافكار من رأسها و وجهت تركيزها مره أخرى الي ما يقوله اللواء كي لا طردها
: و آخر حاجه عاوز اقولهلكم اننا عرفنا انهم هينفذوا مهمتهم هنا في مصر و هي صفقه آثار كبيره لو قدروا يخرجوها بره مصر بحال البلد هيتدهور لان فيها آثار مهمه جدا من حضاره مصر القديمة و تماثيل تم اكتشافها حديثا من خلال الناس دول اللي اتفقوا معاهم فعشان كده احنا مقدمناش اي خيار تاني لازم نوقفهم و نمنعهم انهم يخرجوا الاثار ديه بره مصر هما هيجوا مصر خلال الثلاث الشهور الجايين امتي بالظبط منعرفش و لا نعرفش هيخشوا ازاي جوا مصر و من هنا تبدأ مهمتكم لازم تعرفوا كل المعلومات ديه و بسرعه لازم نكون سابقنهم بخطوه و نكون عارفين و لو جزء صغير من خططهم عشان نتحرك علي اساسه
امسك اللواء جمال الملفات الموجوده امامه و اعطي لكل منهم ملف : ده ملف المهمه و معلومات ممكن تساعدكم موجوده فيها كل حاجه نعرفها عن العصابه ديه و المعلومات اللي قدرنا نجمعها عنهم هيكون معاكم في المهمة ديه المقدم دلير اوزين هو علي علم بكل حاجه ده غير ان هتكونوا مزودين باحدث الاجهزه و الاسلحه عشان تساعدكم بس الاجتماع خلص تروا تمشوا و ربنا معاكم يا ابطال بالتوفيق
تحرك الجميع خارج المكتب و اتجه كل منهم الي مكتبه ليدرس ملف القضيه
كانت آيلار تضع ملابسهاو ما سوف تحتاج اليه أثناء المده التي سيقضونها بمصر بحقيبه السفر خاصتها لا تعلم انها لن تكن مده قصيره كما تظن هي لم يمر الكثير من الوقت حتي وجدت شقيقها يخترق هذا الهدوء الذي يعم الغرفه بدخوله المفاجئ بعد ان دفع الباب بقوه دون ان يطرق حتي عضت آيلار علي شفتيها و هي تغمض عينيها محاوله ان لا ترتكب جناية الآن فكم مره قد اخبرته ان لا يدفع باب غرفتها هكذا لان سيتسبب بكسره و هي يفزعها بدخوله المفاجئ و هو يقول : ايه يا صاحبي مش اتفقنا انك هتيجي تنظم معايا شنطتي عشان بعد ما بحشر الحاجه في الشنطه مش بعرف انظم الحاجه جواه الشنطه بحط اي حاجه مع اي حاجه و بعديها بيتكسروا او بيبوظوا عشان محطوطين غلط
نظرت اليه بطرف عينها قليلا ثم اكملت ترتيب حقيبتها و هي تجيبه بغضب : مش قولتلك مليون مره تبطل ترزع باب الاوضه بتاعتي كده ما انت يا هتكسره يا هتبوظه يا استاذ ساعتها هعلقك مكان النجفه هنا ماشي
رمقته بتهديد فابتسم هو بلامبالاه لما تفوهت به للتو و هو يكمل حديثه : خلصي بقي يلا عشان نلحق ننظم شنطتي انا كمان بطلي طمع
اتسعت عينيها بصدمه ايوصفها هي بالطماعه اغمضت عينيها بعض الشئ بتوعد حسنا فليبحث عن من سينظم له حقيبته اذا وجهت حديثها اليه بدون النظر اليه : مش عيب عليك و انت شحط كبير كده و كمان سنه و هتبقي دكتور و عاوزني انظملك شنطتك ها من انهارده لازم تعتمد علي نفسك بقي يا حبيبي و تنظم شنطتك بنفسك عشان بعدين محدش يتريق عليك
انهت كلامها بابتسامة جانبيه ساخره فضغط علي اسنانه بضيق و تمتم بصوت منخفض : ينعل ابو الحاجه اللي تحوجني ليكي يا كلب يا اللي اسمك آيلار
ثم غير تعابير وجهه الي ابتسامه لطيفه و هو يحاول تصليح ما قام به منذ قليل اقترب منها و هو يضع يديه علي كتفيها و يهزها بخفه : خلاص بقي يا لول ماتبقاش قفوش بقي و بعدين مش زقه باب اللي هتزعلنا من بعض يعني خلاص يا ستي بعد كده هبقي افتحه وحده وحده زي الحرامي اللي داخل يسرق عشان ميتخدش استاذ باب خلاص يلا بقي تعالي معايا عشان نرتب الحاجه جوا الشنطه مع بعض عشان كده مش هنلحق ده غير ان لسه هناكل قبل ما نسافر
ازالت آيلار يديه من علي كتفيها بعناد و هي مازالت غير راضيه عنه : بس يا بابا عشان انت بؤ اول ما اعملك اللي انت عاوزه بترجع تعمل اللي كنت بتعمله و لما تكون محتاجني بتبقي عامل زي الفار المبلول كده فيلا بقي وريني عرض اكتافك كده و بلاش تضيع انت وقت و حاول تعملها بنفسك انت زي الشاطر كده و سيبني فحالي اكمل اللي بعمله عشان منعطلش بعض
ربتت علي كتفه باستفزاز و هي تنظر اليه : ماشي
ثم استدارت و اتجهت ناحيه المِرأه كي تمشط شعرها و هي تبتسم بانتصار لانها و اخيرا قد امتلكت الفرصه لتنتقم منه بسبب افعاله المستفزه الذي لطالما قد قام بها لمضايقتها و هي لا تستطيع منعه اما وسيم فقد اغمض عينه و هو يتنفس الصعداء و يلعنها بداخله و يلعن ايضا هذه الحقيبه اللعينه التي جعلته بهذا الوضع استدار و هي يرسم علي وجهه ابتسامه مصطنعة و هو بالواقع يريد ان تسنح له الفرصه فقط ليقوم بافراغ غضبه بها بسبب ما تفعله به وقف خلفها و هي تمشط شعرها و حاول ان يأخذ المشط منها ليقوم هو بتمشيطه لها كنوع من المساعده لتوافق هي ايضا بمساعدته : هاتي اسرحلك انا شعرك عشان ايدك متوجعكيش و انت عماله تحاولي تسرحي اللي ورا
مد يده ليأخذ المشط فجذبته هي ناحيتها و ابتسمت له بتكلف ثم اخفاتها سريعا و هي تظهر البرود علي وجهها : لا شكرا مش محتاجه مساعده روح ساعد نفسك و بعدين من امتي و انت بتسرحلي شعري ما انا ياما كنت بترجاك تساعدني اسرح اللي ورا و انت كنت بترفض مع انك مبتكنش بتعمل حاجه يعني كنت يا اما بتتفرج علي التلفزيون او بتلعب ببجي او اي حاجه تانيه مش مهمه .
رفع صوته قليلا بجديه مصطنعة و طريقه دراميه و هو يرفع سبابته في الهواء : لا ازاي تقولي كده ان انا عملت كده حتي و لو من النهارده كل ده هيتغير من انهارده محدش هيسرحلك شعرك في البيت ده غيري انت فاهمه و علله حد يناقشني في الموضوع ده تاني
ثم مسح علي وجهه بغضب و هو يكمل تمثيل : استغفر الله العظيم لازم تخلوا الواحد يزعق يعني
نظر اليها بطرف عينيه بعد ان انتهي من هذا المشهد الدرامي ليري تعابير وجهها وجدها تنظر اليه و عقدت حاجبيها و نظره تعني (يااا رَجُل) فزفر وسيم بيأس ثم اردف بغضب : خلاص براحتك انا غلطان ان جيت اطلب منك حاجه اصلا و مش عاوز مساعدتك انا بعرف اعملها بنفسي انا بس كنت عاوز انا و انت نعملها عشان انا بحب كده و متعود علي كده مش عاوز ان اقطع العاده ديه لان اب حاجه معاك بتبقي مختلفه زي ما اتعودنا من و احنا صغيرين
تركها و خرج من الغرف و هو يغلق الباب وراءه بقوه كانت آيلار قد توقفت عن تمشيط شعرها و هي تستمع له و قد شعرت بالحزن و الندم لانها فعلت هذا و لم تذهب معه عندما طلب منها هذا فهو محق فمذ ان ولد و آيلار تهتم به علي الرغم من انها كانت مازالت صغيره هي الاخري فالفرق بينهم عامين فقط و لكن كانوا متعلقين ببعضهم منذ الطفولة كانت تساعده بكل شئ يقوم به حتي عندما كبير و اصبح يستطيع الاعتماد علي نفسه لم يتخلوا عن هذه العاده فلطالما احب ان تظل هي تساعده بكل شئ في جو اخوي دافئ وسط مزاحهم و ضحكاتهم و مشاكسته لها انتهت من تمشيط شعرها سريعا وضعت المشط بالدرج و اتجهت سريعا الي غرفه وسيم وقفت امامها و هي مبتسمه دقت علي باب الغرفه ثم وقفت تنتظر ان يسمح لها
بالدخول اجاب هو من الداخل سامحا لها بالدخول ظانا انها ليست آيلار و انما اي شخص آخر فتحت آيلار الباب و دلفت الي الغرفه نظرت اليه وجدته غير منتبها اليها و منشغل بتنظيم حقيبته بوجهٍ عابس و الضيق يعتلي صدره استغلت انشغاله و انه لم يعيرها اهتمام او نظر اليها و اتجهت نحو ثلاجته الخاصه الموضوعه باحدي اركان الغرفه جانب التلفاز الكبير الخاص به ايضا و اريكه كبيره و مخدتان كبيرتان موضوعات علي جانب الاريكه للجلوس عليهم و طاوله صغيره امام الاريكه قامت بفتحها ببطئ شديد كي لا تصدر صوت و قد نجحت بذلك وجدت ثلاجته ممتلئة بانواع كثيره من الشوكولاتة و العصائر و الزبادري باطعمته المختلفه و لكن لا يوجد مشروبات غازيه لانها مضره و هما يتبعون روتين صحي بحياتهم نظرت الي الشوكلاته بحيره لا تعلم ايهما تختار علي الرغم من ان لديها ايضا ثلاجه مماثله لهذه بغرفتها و لكنها ارادت ان تثير غضب وسيم كي تخرجه من حاله الغضب هذه جذبت عبوه كبيره بالمكسرات و هي تعمل جيدا انها اكثر شئ يحبه وسيم و لا يحب ان يأخذ احد من هذا الصنف بالتحديد اغلقت باب الثلاجه مره اخري بهدوء كي لا يصدر صوت و لكن هذه المره قد خانتها الشوكلاته و سقطت علي الأرض و اصدرت صوت لم تتهني آيلار حتي بجزء صغير منها بعد كل هذا المجهود نظر اليها وسيم فابتسمت ابتسامه واسعه و هي تظهر اسنانها و تنظر اليه ببراءه كي تستعطفه قذف
وسيم الستره التي بيده بالحقيبه سريعا و اتجه نحوها بعد ان لمح عبوه الشوكلاته نهضت آيلار سريعا و هي تركض بعيدا عنه و ركض هو أيضا نحوها صعدت آيلار علي السرير لتمر من فوقه الي الجهة الاخري و هي تنظر لهذا الواقف بالجهة المقابله لها من السرير و شرر يتطاير من عينيه فهي لم يكفيها ما فعلته منذ قليل بل أيضا جاءت الي غرفته و حاولت سرقه شوكلاتته المفضله انها حقا لن تهدأ الا عندما يقوم باعطائها درسا لن تنساه بماده ( كيف تقتل شقيقتك) وقفت آيلار بالجهة الاخري و هو تستعطفه و تحاول تهدئته تهتز يمينا و يسارا استعدادا للركض اذا اقترب منها : اهدي يا ابو صلاح مكنتش حته شوكلاته اللي هتوقع بينا
اجابها الاخر و هو يشدد علي فكيه و الغيظ قد اعتلي صدره : انت ليكي عين تتكلمي انت تسكتي خالص مش عاوز اسمع صوتك و بعدين جايه اوضتي ليه هاه مش كنت مش عاوزه تساعديني جايه دلوقتي ليه ولا هو بتحبي تعملي العكس وخلاص اوقعي بس تحت ايدي و انا هعمل منك لحمه مفرومه نحطها في المكرونه البشاميل كده ان شاءالله
كان يتحدث و هو يعتصر يده من الغضب فاجابت الاخري ببرود و هي تضم يديها امام صدرها : يعني انا غلطانه ان جايه اساعدك بقي ده جزاتي فعلا خيرا تعمل شر تلقي
اجاب الاخري و هو يضع يده علي اذنه : خ.. ايه خيرا خيرا من يا ام خيرا ده انت ذليتي امي هو انت بتعملي حاجه كده لله و للوطن
عقدت حاجبيها و هي تضم يديها علي خصرها بقليل من الغضب : ما انت اللي بدأت الاول و قولت عليا طماعه و كمان دخلت اوضتي و رزعت الباب جامد كنت هتكسره مش حرام اللي انت بتعمله في اوض الناس ده
قفز وسيم علي السرير مندفعا نحوها يحاول الامساك بها و هو يكاد ينفجر منها فركضت الاخري الي الجهه الاخري من السرير فتبادلوا اماكنهم اردف بغضب دفين : حرام ايه يا شيخه يعني حرام اللي انا عملته و حلال اللي انت عملتيه و كمان دخله بكل برود تسرقي من اوضتي شوكولاته و بالمكسرات كمان انت عارفه عقوبه اللي الجرم ده لوحده ايه
اشاحت بيدها بلامبالاه و هي تجيبه : ايه يعني عقابها ايه خلاص يا عم مش هنقف علي حته الشوكلاته يعني هبقي اديلك واحده من عندي زياده يا عم و بعدين انا ملحقتش افتحها حته امال لو كنت فتحتها كنت عملت فيا ايه
قفز الآخر مره آخري نحوها بغيظ فركضت بالاتجاه المعاكس فعاد كل منهم الي مكانه مره آخري : و كمان كنت عاوزه تفتحيها انت ايه يا شيخ معندكيش دم معندكيش قلب حسبي الله و نعم الوكيل فيكي روحي اليها تجفي ما تجعدي
ادارت عينها بيأس منه فهو لا يتخلي ابدا عن المزاح اي كان الوضع الذي هم فيه : خلاص يا عم و انا مفتحتهاش و هديك كمان واحده من عندي يلا افرح و خلصنا بقي عشان نلحق نرتب شنطتك قبل ما بابا ينادي علينا
اجاب علي مضض و تذمر : هو ايه اللي افرح انت هبله هو انا بشحت منك
ثم اكمل بمزاح
ما تحترمي نفسك و انت بتكلميني الله
حركت رأسها و هي ترفع حاجبيها باستنكار : لا يا شيخ خلاص بقي ابقي اشوف مين هينظم معاك شنطتك و مش هجيلك تاني علفكره
اشارت له بتحذير فاتجه نحوها سريعا و هو يضمها اليه خلاص بقي بطلي قموصه يلا عشان نرتب الشنطه
ابتعدت عنه و هي تتجه نحو حقيبته: ايوه كده ناس تخاف متختشيش
اتجه نحو خزانه الملابس الكبيره خاصته و هو يخرج الملابس التي سيأخذها معه و كل ما يحتاج و يعطيها لها هي لترتبه و تضعه بالحقيبه وسط جو من المرح و مشاكسه كل منهما للاخر حتي انتهيا و دلفا الي الاسفل ليتناولوا العشاء مع والدهم قبل السفر
كان آياز جالس بمكتبه و هو يقرأ ملف القضيه للمره الالف محاولا ان يخرج اي معلومه تساعدهم و لم يسطتع جميل الجمل المكتوبه مبهمه لا يمكن ان يخرج منها و لو معلومه واحده يمكنها افادتهم ليتخذوا خطوه ضدهم رمي الملف علي المكتب بيأس مغمضا عينيه يفركهما باصابعه يحاول التركيز و التفكير بأي خطه يمكنها ان تجعلهم يجمعون المزيد من المعلومات حول تلك العصابه لعلها تساعدهم اكثر فهو ليس بقاموسه شيئا يسمي الاستسلام مهما واجهته اي مشكلة يحاول حتي يجد حلا قطع هذه الحاله تذكره لما قال له جده و هو انه سيقوم بالخروج هو و ابنه عمه و التي تعتبر بخطبته نهض بحركه سريعه من علي كرسي مكتبه و امسك الهاتف و زفر بغيظ و هو يشعر انه مخنوق لا يعلم كيف سيخبر جده و كيف سيعتذر له انه لم يقوم بمهاتفته منذ الصباح ليخبره بهذا و الان الساعه قد دقت التاسعه مساءا بالتأكيد سيسكب له دلوًا من الاسئله و و التحقيقات غير انه سيقوم بتوبيخه أيضا هذا قبل ان يري هاتفه و يجد ان جده قد هاتفه اكثر من عشرون مره غير انه قد راسله علي واتساب و كذلك حيان قد هاتفته شدد آياز علي فكيه بغضب (ها قد زاد الطين بله) كما يقولون كيف سيتصرف الان فإن قام بمهاتفته فلن ينتهي من هذه المكالمة ابدا و اذا لم يهاتفه فسيجد جده ينتظره عندما يعود من العمل و لن ينتهي من توبيخ جده له و لومه حتي
الصباح انتهي به المطاف انه سيرسل له رساله علي الواتساب يخبره فيها ما حدث معه و انه نسي ان يخبره بسبب انشغلانه بالقضية و ليحدث ما يحدث ارسل الرساله ثم اغلق هاتفه و جلس علي مقعده مره اخري حتي قطع ذلك الصمت صديقه سردار الذي جلس امامه علي الكرسي و اردف بعمليه : احنا لازم نهكر كاميرات المراقبه بتاعت المطار لان ممكن يكون عندهم هناك جواسيس في المطار و لو رحنا عشان نتابع الكاميرات هناك هتكون العصابه علي علم بده و ده هيخلي الموضوع اصعب و كمان لازم نخلي اتنين من الفريق يروحوا المطار كموظفين هناك عشان يبلغونا بكل المستجدات
حرك آياز رأسه بتفهم و اردف مؤيدا له : انا كنت بفكر في كده بردوا و كمان هروح لدلير عشان اشوف ملفات المجرمين اللي اتمسكوا آثار عشان من خلالهم نعرف تجار الاثار
صمت لوهله ثم اردف و هي يتجه نحو طاوله الاجتماعات : استدعي باقي الفريق عشان اكلف كل واحد بمهمته
أومأ سردرا بالموافقة خرج ليقوم باستدعائهم و لم يمر الكثير من الوقت حتي وجدهم جميعهم يدلفون الي الداخل امرهم بالجلوس فتقدموا نحو الطاوله و جلسوا و جلس هو الاخر علي مقدمه الطاوله ثم بدأ بالسرد عليهم ما تحدث به للتو مع سردار ثم بدأ بتكليف كل منهم بمهمته : سردار و سيلان هما اللي هيتوظفوا بالمطار عشان كمان سيلان تقدر تهكر الكاميرات و انا و جاد هنروح للمقدم دلير
اومأ جميعهم فاذن لهم بالرحيل قائلا : تقدروا تروحوا و هنتقابل بكره الساعه خامسه مش عاوز تأخير
قال اخر جمله و هو ينظر لسيلان بتحذير فابتعلت لعابها و اومأت بخوف و هي تسبه بداخلها هو و سردار بسبب نظراتهم تلك التي تخيفها اكثر من دخول المرحاض و هو مظلم فإذا ما انتهت من آياز ظهر سردار
خرج الجميع الي الخارج فاوقف آياز سردار و سيلان : استنوا
نظروا اليه فامسك بملفين من علي الطاوله و هو يعطيها لهم فاقتربوا منه و التقت كل منهم ملفه و نظروا اليه باستفهام عن ما هذا فاجابهم : ده الملف بتاع توظيفكم في المطار باسم و CV مستعار تقدروا تبدوا من بكره و متنسوش تجيبوا لبس زي الموظفين هناك
اجابوا بصوت واحد : حاضر
ثم توجه كل منهم الي الخارج باتجاهين معاكسين
قفزت سيلان بسعادة غامره و مغمضه عينيها تضغط علي اسنانها و تصرخ واضعه كفيها علي فمها كي لا تصدر صوت تضرب الارض بقدميها بحماس : اااه يس و اخيرا حاجه عدله في ام المهمه ديه هبقي في نفس المهمه مع سردار
اكملت طريقها و هي تتمايل يمينا و يسارا بسعاده الا ان شعرت باحد قادم من خلفها فاعتدلت بوقفتها و هي تهندم من مظهرها باستعلاء و نظره جاده تليق بمكانتها بالمخابرات القي عليها السلام فاومأت له و اكملت طريقها صعدت الي سيارتها و انطلقت نحو منزلها كما هو الحال مع سردار
خرج آياز من ممكتبهو اتجه الي الخارج صعد الي سيارته متجها الي منزله و بداخله يري انه اهون ان ينام بالمكتبه هنا فهو ليس لديه اي طاقه لما ينتظره هناك و محادثه جده الذي ينتظره الي الان بتأكيد و لكن ما باليد حيله وصل الي القصر و ترجل الي خارج سيارته ثم دلف الي الداخل و هي يسير ببطئ محاولا ان يصعد الي جناحه دون ان يراه جده و بالتالي سيأجل تلك الموجهة المنتظرة و التي بالتاكيد سيملي تلك الوصله التي حفظها و مل منها يتمني ان يفهمه جده و يتركه و شأنه و لا يضغط عليه فالتأكيد العواقب ستكون وخيمه فهو لا يفكر بتلك المواضيع و جده لا يريد فهمه و فهم ان بذلك فهو
يظلم كليهما (حيان و آياز) صعد اخيرا الي اعلي ووصل الي جناحه لم يكن بالأمر الصعب فقد خلد اغلب من بالقصر الي النوم حيث ان الجو اصبح متأخرا تنفس الصعداء و هو يفتح باب جناحه و دلف الي الداخل وضع مفاتيحه علي الطاوله و لم ينظر امامه دلف الي المرحاض و اخذ دشا سريعا و غير ملابسه الي منامه مريحه خرج و هو يضع علي شعره الناعم منشفه ينشف بها شعره و لكن تفاجئ حين وجد جده جالس علي الاريكه التي امام التلفاز و اشار له بعينيه ان يجلس بجانبه ادار آياز عينه بملل و جلس بجانبه علي مضض يتمني ان تنتهي تلك المحادثه كثيرا فهو مرهق و يريد الخلود الي النوم فمن الصباح الباكر و هو بالعمل و لم يأخذ قسطا من الراحه قطب جده جبينه بضيق و بدأ بالتحدث : ايه اللي انت عملته انهارده ده مش اتفقنا ان انت هتروح تسلم الورق و هترجع عشان هتقضي اليوم ده مع بنت عمك تخرجها
اجاب بلامبالاه و هو يمشط شعر : و انا قولتلك في الرساله ان جالي شغل مفاجئ و نسيت اتصل بيك
استفهم جده و هو يتحدث بهدوء و رزانه كعادته كي لا يفتعل مشكله معه علي شيئا تافه : و لما انت نسيت تتصل عليا و علي حيان كمان ليه لما اتصلت عليك مردتش
سكت منتظر منه جواب فانتهي آياز من تمشيط شعره و وضع الفرشاه جانبا و يحاول ان لا ينام كما انه يريد ان ينهي تلك المحادثه سريعا فقد اخذت وقتا اكثر مما تستحق بنظره : ما انت عارف ان انا بعمل موبايلي صامت لما بشتغل عشان اعرف اركز غير كده انت عارف ان جدي ان كنت هرد عليك و لو مكنش عندي شغل مهم و مستعجل مكنتش قعدت و كنت هاجي عشان انفذلك طلبك عشان متكونش زعلان مني بس المره ديه المهمه اللي احنا طالعنها خطيره و مهمه جدا و غير اي قضيه اشتغلت عليها قبل كده المره ديه غير احنا بنتعامل مع اخطر عصابه علي العالم و اكيد مش هيبقي سهل ان احنا نهزمهم غير بتركيز و دقه عشان كده الفتره ديه لحد ما اخلص المهمه ديه مش هبقي فاضي خالص و مش هتشوفني كتير فانا اسف يا جدي و بعتذر لو كنت زعلت مني و لو مش عاجبك اللي انا بقوله خلاص فضها سيره بقي و ريحني و ريحها هي تستاهل شخص احسن مني يقدرها و يحبها زي ما تحبه و اكيد مش انا الشخص ده بلاش تظلمها معايا يا جدي
انتهي آياز من حديثه نظر الي جده الذي نهض من مجلسه و اومأ له بعدم رضا و لكن لم يريد التحدث فآياز لم يعطه مجال للمزيد من الحديث خرج الي الخارج متجها نحو جناحه الخاص فحرك آياز رأسه يمينا و يسارا متمنيا من داخله ان يفكر جده فيما تكلم به معه لعله يقتنع انتقل الي سرير و نام علي السرير بعد ان وضع الغطاء عليه و لم يمر بضع دقائق حتي غاص في ثبات عميق
وصل سردار الي القصر و ترجل خارج سيارته الخاصه حيث انه تأخر حيث ذهب لشراء الملابس التي سيرتديها غدا دلف الي الداخل و صعد الي اعلي و متجها نحو جناحه و لكن مر علي جناح شقيقته فقرر الدخول اليها للاطمئنان عليها فتح الباب بهدوء كي لا يقلقها و القي بنظره علي السرير فلم يجدها عقد حاجبيه باستغراب و نظر حوله وجدها ضامه جسدها بيدها نحو صدرها و نامت علي الاريكه دون ان تشعر ابتسم و اتجه نحوها ازال خصلات شعرها من علي وجهها و سرعان ما اختفت ابتسامته حين وجد آثار بكاء علي وجنتيها شغر بنغزه بقلبه حزنا علي حال شقيقته التي تبدل فبعد ان كانت فتاه جميله مفعمه بالحياء و النشاط لا تختفي الابتسامة من علي وجهها صارت الان حزينه المرات التي راها تبتسم فيها يمكن عدها علي الاصابع وجهها اصبح شاحب لا تخرج من البيت كثيرا و توقفت عن العمل رغم انها تحب عملها كثيرا كلما رأها شعر بالحزن الشديد يريد مساعدتها و لكن ليس بيده شيئا ليفعله ايذهب الي آياز و يجبره علي حب اخته ام يجبرها هي ان تتوقف عن حُبه انها
أشياء لا لنا التحكم بها فتح درج التسريحه و اخذ الفرشاه و رباط شعر ثم قام بتمشيط شعرها لها و ربطه علي هيئه كحكه ثم قام بحملها و وضعها علي السرير و تغطيتها ثم قام بتقبيلها من جبينها و اغلق النور و خرج الي الخارج و قد عزم علي امره ان يحادثها بشأن هذا الموضوع لعله يساعدها و يجد معها حلا ليرجعها الي طبيعتها مره اخرى اتجه الي جناحه و خلد الي النوم هو الاخر بعد ان اخذ دشا سريعا و بدل ملابسه الي منامه مريحه بعد هذا اليوم الشاق
اسئلتنا كالعاده :
١- تعتقدوا ايه اللي هيحصل مع الفريق في اللي جاي و هل هينجحوا بالمهمة ديه ؟
٢- مين اكتر شخصيه في الروايه بتحبوها حتي الان ؟!
و ده سؤال مهم اتمني الكل يجاوبني عليه و هقرأ كل التعليقات
٣- يا تري العصابه هتيجي مصر امتي ؟