رواية لا افهمك الفصل السابع 7 بقلم هدير محمد
معاذ * مش قولتي من كام يوم انسى الكلام ده و مفيش تنفيذ... ايه اللي غيَر كلامك فجأة كده ؟
ريناد• ملكش دعوة... انا عليا الاقيلك البنت دي و انت عليك تبعد آسر عن رنا...
معاذ * ماشي... بس يكون في علمك ده هياخد وقت مني...
• ليه ؟
* هم لسه في بداية حبهم لبعض... استني لما يحبوا بعض أكتر...
• بس ده هيخليهم يتمسكوا بعض اكتر و هيبقى صعب تفريقهم...
* لا بالعكس... زي ما حبهم لبعض هيبقى قوي... فراقهم و كُرههم لبعض هيبقى أقوى بكتير... متقلقيش انتي المهم ساعديني اني ألاقي لميس بسرعة...
• ماشي... يلا امشي انت عشان قاعدة لوحدي و مينفعش تقعد...
* اي ده ؟! شيخة ريناد انتي كويسة ؟
• انا بتكلم بجد... امشي يا معاذ...
* هروح فين ؟
• خُد ده مفتاح شقتي في اكتوبر... اقعد فيها لغاية ما احل مشكلتك دي...
* تسلميلي يا مُزة...
اخد منها المفتاح و ذهب...
تاني يوم.... في القسم
آسر جالس مكانه و يحرك يده المتجبسة
" بقت كويسة اهي... المفروض الجبس يتشال من 3 أيام... مرمي هنا في ام الزنزانة دي مش عارف اعمل حاجة... طبعا ما انا إرها* بي و استاهل كل ده...
* آسر...
رفع رأسه على ذلك الصوت... انه خالد... تأفف آسر و نظر للجانب الآخر...
" جاي ليه ؟
* دكتورك اتصل بيا و قال لازم تيجي المستشفى عشان تفك الجبس...
" كتر خيرك يا خالد باشا...
نظر له خالد بحزن... وضع المفتاح في الباب و فتحه
* يلا عشان هتروح المستشفى...
تنهد آسر بضيق و قام... وضع خالد الكلبش في يده
" ساعتها انا فكيت الكلبش من ايدك لما انقذتك من تحت ايدهم من سنة... دلوقتي انت بتحط الكلبش ده في ايدي... يا سبحان مغير الاحوال...
* غصب عني يا آسر...
" و انا كمان اشتركت معاهم غصب عني... هددوني اني لو محطتش القُنبلة هيأكلوني عدس... و انت عارف اني مش بحبه ف اضطريت اعمل كده غصب عني
ضحك خالد رغمًا ثم اخذه الى سيارته و ركب و قفل الباب جيدا و ذهبوا و معهم بعض القوات... طول الطريق كان آسر ينظر من نافذة السيارة المغلقة... يرى الناس و الشوارع كم اصبحوا غريبين عليه... فهو تعوّد على ظلام الزنزانة...
بعد دقائق وصلوا المستشفى... ذهبوا للدكتور...
- مش هعرف اشتغل و انتوا واقفين فوق دماغي كده... من فضلكم اطلعوا بره...
أشار خالد للفريق بأن يذهبوا لكن ظل هو معه فقط... نزع الدكتور الجبس من يده و دهن له كريم عليها
* حرك ايدك كده ؟
حرك آسر يده مرارًا و تكرارًا
* في اي و*جع ؟
" لا... كويسة...
* تمام... كمل بقية ادويتك لغاية ما تخلص كلها... قل لي صح... سمعت ان اتقبض عليك... ليه ؟
آسر بنبرة سخرية
" فاكر يا دكتور القن"بلة اللي عملت فيا كده ؟
* ايوة...
" انت متعرفش ان انا اللي حطيتها !
* ازاي ؟
" لسه عارف من كام اسبوع إني واحد إرها*بي...
* قصدك انت مُتهم بأنك انت اللي زرعت القنب"لة في المستشفى ؟
آسر بسخرية "ايوة بالضبط تخيل !!! ... اخص عليا بجد... ده انا طلعت نوتي و مش متربي...
* ازاي يا ابني ؟ ده انت كنت هتمو*ت بسببها...
رجع يتكلم بجدية" نصيب يا دكتور...
قالها و هو ينظر لخالد بحِدة
* والله زعلتني...
" متزعلش يا دكتور... انا مش زعلان... كده كده كنت عايز امو*ت و شكل كده امنيتي هتتحقق قريب ناقص بس تأشيرة وحدة من النيابة...
رن هاتف خالد و رد عليه و بعد ما انهى مكالمته قال
* يلا يا آسر عشان هيتم ترحيلك على النيابة دلوقتي...
" شوفت يا دكتور ؟ كِملت اهي... بالسلامة انا بقى ( صافح الدكتور و اكمل ) هتوحشني والله يا دكتور...
نهض آسر و مَد يديه
" الكلبشات يا خالد باشا...
تنهد خالد بحزن و وضع الكلبشات في كلتا يديه... فتح الباب و خرجوا... مشوا و ورائهم القوات... فجأة وقف خالد و هم على السلم و قال
* طيب يا شباب روحوا قدامنا انتوا... هسأل الدكتور على حاجة في حالة آسر لانه لازم يروح النيابة صحيح...
- أوامرك يا خالد باشا...
ذهبوا أمامهم... قال آسر
" ما انا صحيح اهو و زي الفل... خُدني على النيابة يلا... خُد صاحبك بنفسك على قضاه... و ابقى احضر بالمرة إعدا*مي...
نظر خالد يمينًا و يسارًا لتحت و فوق و ابتسم عندما لم يجد كاميرا مراقبة على السلم...
آسر" فاكر لما غنيتلك اغنية " صاحبي يا جدع يا قوي" بتاعت احمد سعد ؟ مع ان صوتي وحش غنيتهالك برضو لانك غالي عليا... قصدي كنت غالي عليا... ما انت اكيد مش هتتشرف ان صاحبك يكون واحد إرها*بي... عشان كده طردتني و صدقت اني معاهم...
خالد* من أول ما اتفتحت القضية دي لحد اللحظة دي مصدقتش انك مجر*م... حاولت ادور على اي دليل يوقف معاك بس ملقتش للاسف... انا عارف من غير ما تقول انك برئ... بس التُهمة كلها ضدك و لبساك و خلاص هتترحل على النيابة يحققوا معاك هم و هيعذ*بوك عشان تعترف و عشان القضية تتقفل يبقى هتتقفل بإعد*امك ظلم... مهما حصل انت صديقي و اخويا الصغير... مكانتك عندي متغيرتش و لسه زي ما هي...
آسر " اااه بتقول الكلام ده عشان احضنك قبل ما امو*ت... بس انا مش هحضنك... لانك مبقتش صاحبي...
* آسر اضر*بني و اهرب...
" ايه ؟!!
* انا معرفتش اظهر انك مظلوم لان قوانين شغلي بتحكم عليا اتحرك بطريقة معينة... و طالما طلع أمر بترحيلك على النيابة خلاص انا كده دوري انتهى... اي حاجة هتبقى مخالفة للمنظمة... أنا معرفتش اظهر برائتك أما انت هتعرف...( فَك له الكلبشات ) يلا قبل ما حد من الفريق يجي... اضر*بني و اهرب...
" انت بتقول ايه ؟
* يا آسر بسرررعة... اضر*بني و اهرب يا بهيم !!!
" طب اضر*ب فين ؟!
* يا عم انت لسه هتنقي !! في اي مكان ما عدا تحت الحزام...
" اضر*بك في بطنك ؟
* لا مينفعش لسه أكل فراخ و مكرونة...
" ليك نفس تاكل و صاحبك مرمي في القسم !!
* المدام عملتهم و انت عارف نفسها فالطبيخ.
" يا وا*طي...
* انت لسه هترغي !! يا آسر اخلص ابوس دماغك الحلوة دي... اضر*بني و اهرب بدل ما اغير رأيي...
" ماشي... بسم الله الرحمن الرحيم...
لكمه آسر بقوة في وجهه... ترنح خالد للخلف و جُرح في فمه
* يخربيت شكلك... انت جر*حتني !!
" ما انت اللي قولت اضر*بني...
وقع خالد على الأرض
" لا يا خالد متمو*تش !
* يا عم انا زي الفل بس اتجر*جت جامد جمب بوقي و بينز*ف اهو...
" عاملي فيها مـ.ـيت و واقع على الأرض من حتة بوكس
* وقعت نفسي عشان الفيلم يدخل دماغهم... بعدين انت ايدك تقيلة فعلا... يخربيت صحتك
" خمسة في عينك... قل اعوذ برب الفلق...
* خُد المفتاح ده... اخرج من باب المطبخ هتلاقي في عربية انا سيبهالك ورا المستشفى عشان تمشي بيها...
" ده انت مخطط لكل حاجة...
* عيب عليك مش انا اللي اسيبك تتسجن ظلم... يلا امشي عشان هنادي عليهم يجروا وراك... كده و كده يعني...
اخذ منه المفتاح و نظر له و ابتسم
" شكرا يا خالد...
* يا عم امشي... اخلص يا آسر...
ضحك آسر و ذهب... اخرج خالد اللاسلكي من جيبه و قال
* نداء للدائرة ج.م... آسر ضر*بني و خرج... امسكوه بسرعة... اقفوا قدام باب المستشفى الرئيسي عشان هو توجه ناحيته...
- آسر ضرب الࢪئيس و هرب !! حاوطوا المستشفى قبل ما يخرج منها...
انتشروا الضباط داخل المستشفى...
كان آسر يركض في الممر و رأى الضباط يبحثون عنه... اختبأ وراء الحائط... نظر في كل اتجاه ليجد مخرج... لمح أدوات تنظيف... امسك المكنسة و خلع رأسها... ظل مختبئ حتى اقترب منه ضابط من القوات و قبل ان يراه... ضر*به آسر على رأسه بقوة ف وقع على الأرض... لم يفقد وعيه لكن آسر لكمه في وجهه حتى فقد وعيه... اخذ مسد*سه و قال
" آسف والله يا يوسف بس انا لازم امشي...
ذهب و توجه للمطبخ... دخل ف قال الطباخ
* ممنوع الدخول هنا يا ابني...
" ما هو لازم يبقى دمنوع الدخول يا عمي... بتعملوا عدس للناس العيانة !! اخرج من اللي انا فيه و هاجي احاسبكم على العَملة السودة دي...
فتح آسر باب المطبخ الذي يطل على الشارع و وجد السيارة...
" والله خالد ده عايزله بوسة...
ركب آسر السيارة... جاء الضباط و رأوه... شغل آسر العربية و تحرك بها...
- الحقوه بسرعة !!
في الليل.....
كانت رنا في غرفتها نائمة... تقلبت على السرير و نامت على ظهرها... اقتربت يد منها و وُضعت على فمها كأنه يكتم صوتها... أحست رنا و فتحت عيناها و وجدت وجهه مُغطى بالشال... حاولت التحرك لكنه امسك يداها... عضت يده بقوة ف ابتعد و ستصرخ لكنه قال
" شششش... اوعي تصرخي... أنا آسر...
انزل الشال من وجهه و رأته... انه آسر حقًا... ارتاحت و هدأ قلبها... عانقته في الحال و هو ربت على ضهرها برفق... أدركت انها في حضنه ف ابتعدت بخجل...
' آسر طلعت ازاي !! بدري البوليس جه فتش البيت عليك حتة حته... انت جيت هنا ازاي ؟
" جيت من البلكونة...
' يلهوي ازاااي ؟
" بس وطي صوتك هتوديني في دا*هية...
' خلاص سكِت اهو... انت ليه حطيت ايدك على بوقي بالطريقة دي ؟
" كنت هصحيكي بالراحة من غير ما تصرخي و تسيحيلي هنا... ف حضرتك عضتيني...
' يعني نايمة لوحدي و جيت بتحاول تكتم صوتي زي الحرامية... عايزني اعمل ايه ؟
" خلاص يا ستي آسف لاني خوفتك... بس انتي طلعتي عـ.ـنيفة بجد... ايه العضة دي... بجد صعبة...
' آسفة مكنتش اقصد...
آسر بعبث " ولا يهمك... بس ايه الحلاوة دي... ؟؟
نظرت رنا لنفسها و اتسعت عيناها عندما رأت انها ترتدي شورت و فنلة صغيرة كات...
وقفت مثل الفأر المبلول و هي تشعر بالخجل الشديد... ابتسم آسر و اخذ الجاكت من على السرير... وضعه عليها
" كده تمام ؟
رنا بخجل' اه تمام...
قالتها و هي تغطي نفسها بالكامل بالجاكت لانه طويل
" ليه مبتلبسيش الحاجات القصيرة دي قدامي ؟
نظرت للارض بخجل و ظلت صامتة
اقترب منها جدا و همس" بتخافي مني ؟
نظرت له و قالت فورا
' لا... بالعكس...
آسر بحنان" بالعكس ايه ؟
رنا بتوتر' ممكن نغير الموضوع ؟
" تمام... على العموم انا جيت اخد كام حاجة كده عايزها...
قالها ثم ذهب و فتح الدولاب... فتح الخزنة التي فيه... اخذ مسدسه و طلقات إضافية و بعض المال... اغلق الخزنة... اخذ شنطة ظهر وضع فيها بعض من ملابسه... لبس الشنطة على ظهره
' انت رايح فين ؟
" هظهر برائتي... هغيب كده شوية
' هتغيب اد ايه ؟
" مش عارف... صدقيني مش عارف...
رنا بحزن' يعني مش هشوفك تاني ؟
" لو ربنا كاتب إن انا اعيش... هتشوفيني...
نزلت الدموع من عيناها و قال
' يعني ايه ؟
" يعني تقولي لياسين اني بحبه اوي...
وضع يده على وجنتها و مسح عليها بحب و هو ينظر اليها كأنه يشبع من ملامحها
' يلا انا همشي عشان في واحد مستنيني تحت... سلام يا رنا...
تحرك و قبل ان يفتح باب الشرفة قالت ببكاء
' آسر...
إلتفت لها و قبل ان يتكلم ركضت اليه عانقته بقوة
' متمشيش...
قالتها ثم تشبست في ملابسه اكثر... و دموعها تنهمر بشدة
' انا مش عارفة اقعد من غيرك... متمشيش
" آسف بس لازم امشي...
قالها ثم ابعدها عنه... مسح دموعها بيده و قال
" هبقى كويس... خلاص متعيطيش
اومأت له و قالت
'طب هستناك...
قالتها و هي تمسك بيده... نظر الى عينيها الغارقة في البكاء... قَبَلَ خدها بلُطف
" كل ما تحسي إني بعيد عنك...
قالت بإبتسامة ممزوجة بحزن' احط ايدي على خدي الاحمر و افتكرك...
ابتسم آسر بسعادة لانها مازالت تتذكر جملته... ازاح شعرها للخلف و قال
" سلام...
إلتفت و ذهب كما جاء... جلست رنا على السرير و ظلت تبكي... وضعت يدها على وجنتها مكان قُبلته و ابتسمت وسط دموعها...
في مكان ما
* بقا انتي يا زبا*لة تغفليني و تصوريني و كمان تنشريها على النت !!
- مش انا والله يا معاذ..
* اوماال مين يا روح امك !!
- مقدرش اقول...
رفع معاذ المسد*س عليها و وضعه على رأسها
* انطقي مين زقك عليا بدل ما اقتـ.ـ,لك و اد"فنك هنا !!
- اهدى يا معاذ...
* يا بت انطقي !!
- رنا... رنا اللي زقتني عليك و قالتلي اصورك...
* بتقولي ايه ؟
لميس- هي اللي عرفتني عليك من الأساس و قالتلي اكلمك و اجرجرك لغاية ما تجيني الشقة و اصورك...
* رنا مين .....رنا مرات آسر اخويا ؟؟
- ايوة هي...
تفاجأ معاذ و لم يصدق... اخرج هاتفه و فتحه على صورة رنا في كتب الكتاب... وجه الهاتف في وجهها و قال
* بصي كويس... هي دي رنا اللي بتقولي عليها انها زقتك عليا ؟
نظرت للهاتف و قالت
- ايوة هي.... بالامارة عندها اخوها الصغير اسمه ياسين...
اتصدم معاذ... كيف و لماذا تفعل ذلك ؟
وجه المسد*س على رأسها مرةً اخرى و قال
* بت انتي انا مش مصدقك... عايزة تفهميني ان مرات اخويا العبيطة دي هي اللي عملت كل ده ؟
- والله مش بكذب !
* هتيجي معايا القصر... تشوفيها بعينك تاني و تقولي هي ولا لا... يلا قومي...
اضطرت لسماع كلامه و ذهبت معه...
في بيت خالد....
* منك لله يا آسر... و يخربيت ايدك التقيلة دي... دلوقتي فهمت ليه المجر*مين بيخافوا منك... هاتي تلج تاني يا منال...
أتت منال زوجته و وضعت التلج مكان الكدمة
• و انت ملقتش غير وشك تقوله يضر*بك فيه...
* تخيلي لو ضر*ب البوكس ده في بطني ؟ كان زماني بركب معدة جديدة...
• كنت عارفة انك هتهربه...
* يعني اسيبه يتحاكم على حاجة معملهاش ؟ خليه هو ينطلق بقى بشوف مين وراء الحوار ده كله... المهم حوار ان انا اللي هربته ده يفضل ما بينا يا منولة... ولا اهون عليكي اتسجن ؟
• لا طبعا متهونش يا حبيبي... حاضر ده هيفضل سر ما بينا... اجلك تاكل ؟
* طابخة ايه ؟
• صنية بطاطس و فراخ في الفرن... و عملت صنية كيكة بالشيكولاتة كمان...
* والله مفيش غيرك اللي بتهوني عليا ( قَبل يدها ) ربنا يخليكي ليا...
• حبيبي... هقوم احطلك الاكل...
نهضت منال و قبل ان تخرج رن هاتف خالد
* مين بيرن ؟
• مش عارفة... رقم مش متسجل...
اعطته الهاتف... نظر خالد للرقم و قال بتساؤل
* ليكون آسر ؟
• ممكن... ليه لا...
* طب بقولك هاتي تليفوني التاني العادي اتصل عليه منه... اكيد بما ان آسر هرب هيتشك فيا و يراقبوا تليفوني...
• ماشي...
فتحت منال الدرج و اخرجت منه هاتف صغير زرائر و اعطته لخالد... نقل خالد الرقم و اتصل عليه و لكن لم يرد... رد مرةً اخرى و رد
* الو...
" ده انت يا خالد ولا واحد تاني ؟
* لا انا خالد... ازيك يا آسر ؟
" تمام انا...
* اتصل عليا من الرقم ده على طول... رقمي الأساسي اكيد هيبقى متراقب بعد هروبك... المهم انت فين دلوقتي ؟
" قاعد مع صديق قديم ليا في شقته...
* حته أمان يعني ؟
" ايوة أمان...
* طب كويس... لو احتجت اي حاجة ابقا قولي...
" انا محتاج بس مش لنفسي...
* لمين ؟
" رنا و ياسين... خلي بالك عليهم...
* ليه في حاجة ؟
" تحسبًا لو حصلت حاجة يعني...
* بعد الشر عليك يا آسر... متقلقش... في حمايتي هم الاتنين...
" ماشي هقفل انا عشان الرصيد...
* انا المتصل على فكرة...
" ما انا خايف على رصيدك... قول لي صح... الضر*بة خفت ؟
* لا مخفتش... عاملة كدمة اد كده لونها بنفسجي...
" حط تلج و هتخف...
* ما انا بحط من امبارح... انا خلصت كل التلج اللي في فريزر...
" خلاص يا عم آسفين... ده مكنش بوكس يعني... ده انت واحد فرفور
* آسر اقفل متخلنيش اقولك كلمة غلط عشان المدام هنا...
" طيب يلا سلام...
اغلق الهاتف... ارخى ظهره للخلف و قال
* الآه ؟! فين الكيكة يا منال ؟
• رايحة اهو اعملك طبق...
عند رنا
' بس كده رجعت نظيف... ايه الريحة السكر دي... متلعبش في الطين تاني يا ولااا...
* ما انتي لعبتي معايا...
' الصراحة كانت لعبة ممتعة...
* ايوة فعلا... هنلعب في الطين تاني لما يجي عمو آسر...
ابتسمت رنا و وضعت يدها على وجنتها مكان قُبلته
* ايييه سرحتي فين ؟
' لا مفيش حاجة... بقولك ايه... انت بتحب ترسم ؟
* ايوة... بس عايز ألوان احلى غير اللي معايا...
' زي ايه مثلا ؟
* ألوان فريب كاسلت...
' و انت عرفت من فين الإسم ده يا ياسين باشا ؟
* عمو آسر قالي عليه... تعرفي ان عمو آسر بيعرف يرسم ؟
' بجد ؟
* ايوة... حتى بصي ( فتح الدرج و اخرج منه كراسة الرسم ) هو اللي رسم دي...
نظرت رنا للرسمة و تتفاجئ انه راسمها !
' هو رسم دي امتى ؟
* قبل ما يروح مُهمتة بكام ساعة لما كنا قاعدين انا وهو سوا في الجنينة... و قالي انه هيفاجئك بيها... بس ملحقش يلونها... اوعي تقوليله ان انا ورتهالك...
ابتسمت رنا لياسين ثم نظرت للرسمة مرة اخرى و زادت ابتسامتها
* عجبتك ؟
اومأت له بسعادة و قالت
' حلوة اوي و شبهي جدا...
* عمو آسر طلع بيعرف يرسم كويس و علمني شوية... شكله بيحبك اوي عشان كده رسمك..
.
اتسعت عيناها بعد تلك الجملة... حضنت الرسمة و قالت
' ايه رأيك نخرج دلوقتي نشتري الألوان دي و نرسم انا و انت ؟
* موافق طبعا...
' خليك هنا... و هلبس و جيالك...
اومأ لها و خرجت... و قبل ان تدخل لغرفتها سمعت صوت الباب يُطرق في الأسفل... نزلت لتفتح لكن الدادة سبقتها و فتحته... دخل معاذ و معه لميس و رافع على رأسها المسد*س... نظر ل رنا بغضب ثم نادى على والداه بصوتٍ عالي... خرج محمد و فاطمة... خرجت رغد من غرفتها و قالت
* في ايه يا رنا ؟
' معرفش... معاذ جه و بينادي على عمو محمد و طنط
جاء ياسين و امسك بيد رنا و قال
* رنا في ايه ؟
' مفيش حاجة يا حبيبي... دادة وفاء ممكن تاخدي ياسين لاوضته ؟
* حاضر...
وفاء اخذت ياسين الى غرفته... قال محمد
• مالك يا ز*فت بتصرخ ليه ؟ ايه اللي جابك اصلا ؟ ( نظر الى لميس ) و مين دي و رافع المسد*س عليها ليه ؟
* انا هعرفك مين دي... دي الو*سخة اللي صورتني معاها...
• جايبها ليه ؟
* اتكلمي يلا...
نظرت لميس للمسد*س و قالت بخوف
- معاذ جالي البيت و قربت منه عشان اصوره الصور اللي نزلت دي... لكن هو ملمسنيش... انا حطتله منوم في الخـ.ـمرة...
* سمعت يا بابا ؟
تفاجئ محمد و قال
• و مين قالك تصوريه ؟
* انطقي يا و*سخة...
نظرت لميس ل رنا بخوف و أشارت بيدها عليها
- دي... هي دي اللي قولتلي اعمل كده...
نظروا جميعهم الى رنا بتفاجئ... اتصدمت رنا و قالت
' انا ؟؟
- ايوة انتي... و ادتيني فلوس عشان اعمل كده...
' انتي اتجننتي ولا ايه ؟ هو انا اعرفك اصلا...
- ايوة تعرفيني... متنكريش عشان تفلتي منها... انتي كلمتيني و ادتيني اكونت معاذ عشان اكلمه و اتعرف عليه و يجيلي الشقة و اصوره الصور دي... و بعتيلي الفلوس مع واحد اسمه ميدو...
' كذب... والله العظيم ما حصل... انا هعمل كده ليه ؟ هستفيد ايه اصلا من كده ؟ و بعدين هو انا عندي فلوس ؟؟
معاذ- عشان يحلالك الجو لوحدك... واحد اتسجن و التاني اتفـ.ـضح... و يا عالم هتعملي ايه في الأخيرة...
كان يقصد. رغد.. نظرت رنا لهم جميعًا و قالت
' محدش يصدقها والله العظيم ما اعرفها ولا كلمتها...( نظرت ل لميس ) بتتهميني اتهام كبير زي ده على أساس ايه ؟ فين دليلك ؟
لميس - انتي كلمتيني من فترة و طلبتي مني اعمل كده... و احنا في الطريق معاذ شاف الشات اللي بيني و بينك...
' شات ايه ؟! انا مكلمتكيش بأي شكل اصلا...
- لا كلمتيني... طلعي تليفونك قدامهم كده و نشوف مين اللي بيكذب...
اخرجت رنا هاتفها في الحال و فتحته و اعطته لمعاذ
' اهو تليفوني في ايدك... فتش فيه براحتك... مش هخاف لاني مش مخبية حاجة... و البنت دي بتكذب عليك و عليهم
نظر لها معاذ بحِدة و فتش في الهاتف و بعد دقائق ضحك و قال و هو يقرأ الشات
* ده الاكونت بتاعه... عيزاكي تكلميه... و توريه صورك... و تديه الأمان و خليه يجيلك الشقة... خليه يسكـ.ـر و صوريه و هو معاكي... هديكي 200 ألف جنيه مقابل الصور... هبعتلك واحد اسمه ميدو يتواصل معاكي خطوة و بخطوة و يوصلك الفلوس بعد ما تصوريه...
تفاجئت رنا و اخذت منه الهاتف... رأت الشات و اتصدمت
* ايه ده كله يا رنا ؟ طلع قلبك اسود اوي من ناحيتي... عملتلك ايه انا عشان تفضحـ.ـيني و تفضحـ.ـي عيلتي معايا ؟
' انت بتقول ايه ؟ انا معملتش حاجة ولا اعرف البنت ولا اعرف ازاي الشات ده جه في تليفوني !!
* كل حاجة وضحت دلوقتي... شايف بابا انت و ماما... اختياركم العسل فضحـ.ـنا ازاي ؟
• ليه كده يا رنا ؟
' يا عمو والله انا معملتش حاجة... الشات ده مش انا اللي كتباه...
• و البنت هتتبلى عليكي يعني ؟
' دي بتكذب متصدقهاش يا عمو...
- لا مش بكذب... كفاية إنكار... منك لله ورطتيني معاكي يا زبا*لة...
غضبت رنا كثيرا و اقتربت منها صفعتها بقوة على وجهها و كانت ستصفعها مجددا لكن رغد منعتها
' زبا*لة مين يا و*سخة انا اشرف من اللي خلفك... ميغركيش الوش الكيوت ده... اقدر احط رقبتك تحت رجلي و محدش يبعدني عنك غير لما روحك تطلع لفوق...
* اديكي اهو ظهرتي على وشك الحقيقي...
قالها معاذ و هو ينظر لها بغضب... صرخت به و قالت
' انا معملتش حاجة... البنت دي حد زقها عليا... انا هأذ*يك ليه أساسا ؟
* عشان ابويا يطردني من هنا... و آسر هارب من الحكومة... و تخلصي من رغد كمان و يبقى العِز ده كله ليكي لوحدك...
' اخرس يا معاذ... انا مش بتاعت فلوس... انا مطلبتش منكم حاجة زيادة غير انكم تساعدوني في علاج ياسين... مطلبتش حاجة لنفسي...
* اه بس لما عرفتي ثروة العيلة اد ايه لمعت الفلوس في عيونك ف قررتي تخلصي مننا واحد وراء التاني...
' انت بتقول ايه ؟ ( نظرت لهم جميعًا و اكملت ) انتوا مصدقين الكلام اللي بيقوله ؟
نظروا لها بغضب... ضحكت رنا ساخرة من نفسها و قالت
' انا لما جيت البيت ده و لقيتكم كلكم بتعاملوني كويس كأني بنتكم اعتبرتكم اهلي بجد... حبيتكم... بس انا طلعت عبيطة اوي لاني فكرت كده... كلكم شايفني مجرد وحدة وافقت تتجوز آسر عشان فلوسه و فلوسكم... بس تمام كفاية لغاية هنا... غلطت لما اتذليت ليكم... اشبعوا بفلوسكم انا مش عيزاها و هتكفل بأخويا لوحدي... انا همشي زي ما جيت...
إلتفت رنا و صعدت الى غرفتها و هي تبكي... قالت رغد
* مستحيل رنا تعمل كده... يومها كله مع ياسين و معايا انا... البنت دي بتكذب...
- والله مش بكذب...
• معاذ خد البنت دي ارميها بره لاني مش طايق اشوفها...
* حاضر يا بابا... هرجع البيت كده ؟
• ايوة ترجع... اتصرف و امسح الصور على النت...
* ماشي...
معاذ اخذ لميس و طردها... ذهب محمد الى مكتبه و تبعته فاطمة... ذهبت رغد الى رنا...
رنا ارتدت دريس أسود و طرحة بيضاء... وضعت شنطة كبيرة على السرير... فتحت الدولاب و نزعت ملابسها من الشماعات و وضعتهم بداخل الشنطة... جاءت رغد و قالت
* رنا اهدي... اكيد في حاجة غلط...
' تعرفي ايه الغلط ده في كله ؟ اللي انا عملته في نفسي... جوازي من آسر غلط... وجودي هنا غلط... بس انا آسفة لان ادركت ده متأخر...
* طب استني لغاية ما آسر يجي...
' آسر في اللي مكفيه... مين قالك اصلا انه هيجي ؟ انتي مفكرة اني هقعد ثانية وحدة هنا بعد اللي حصل ده ؟ حتى لو عرفتوا انها هتكذب... هتاخدوا حذركم مني لاني مجرد وحدة بتاعت فلوس...
* انا مقولتش كده والله... و عارفة و متأكدة ان البنت دي بتكذب... انا بقولك اهدي متتسرعيش...
' ده مش تسرع... انا كان لازم اعمل كده من زمان... انا اصلا مش عارفة اعيش معاكم من اول ما جيت هنا... انا مش شبهكم ولا انتوا شبهي...
* يعني هتمشي... طب و انا ؟ مش انا صحبتك ؟ هتسبيني ؟
' آسفة يا رغد بس انا لازم امشي... و ارجوكي متقفيش في وشي...
قفلت رنا الشنطة و اخذتها... ذهبت عن ياسين
* انتي لابسة ليه يا رنا ؟ انتي رايحة مشوار ؟
' اه و انت هتيجي معايا...
* فين ؟
' مفيش وقت للاسئلة يا ياسين...
ألبسته ملابسه و حذائه... جاءت رغد
* يا رنا فكري الأول... انتي مش ماشية لوحدك... انتي معاكي طفل... انتي نسيتي جلساته ولا ايه ؟
' لا مش ناسية و فكرت كويس اوي... سلام يا رغد...
امسكت رنا يد ياسين و ذهبوا....
- مالك ؟ بتفكر في ايه يا محمد ؟
• رنا متعملش كده... من اول ما جوزتها لآسر و هي في حالها... عمرها ما عملت مشكلة مع حد... هتلاقي 200 الف منين و هي حتى تلفونها قديم و شاشته مكسورة و ما طلبتش تغيره
- انا برضو بقول كده...
• آسر لو عرف بالحوار ده هيقـ.ـتلنا كلنا... الحقي رنا بسرعة متخليهاش تمشي...
اومأت له و ذهبت لغرفتها... لم تجدها و عرفت من رغد انها ذهبت حقًا...
* رنا انتي بتعيطي ليه ؟
' مفيش يا ياسين...
* لا فيه و بطلي تكذبي عليا لاني مبقتش صغير... و ايه الشنطة دي ؟ احنا مشينا ليه ؟ ايه اللي حصل ؟ ردي عليا
' ياسين ممكن تسكت و تبطل اسئلتك دي !!
قالتها بإنفعال عليه... حزن ياسين و نظر بعيدا عنها... أدركت رنا انه حزن منها و كان لا يجب انه تصرخ فيه بتلك الطربقة...
' ياسين متزعلش مني... مقصدش ازعق فيك... معلش استحملني... في مليون حاجة في دماغي...
نظر لها ياسين عانقها... عانقته رنا بقوة و ظلت تبكي... ابتعد عنها و مسح دموعها بيده الصغيرة
* خلاص مش زعلان منك... و متقلقيش انا معاكي... و هاجي معاكي في اي مكان... المهم انتي متزعليش و بطلي عياط...
ابتسمت وسط دموعها و اومأت له
' تعالى اشتريلك علبة الألوان اللي انت عايزها...
فرح كثيرا و قَبلها في خدها
* انا بحبك اوي...
' انا اكتر...
نهضوا و ذهبوا الى المكتبة... اشترت له علبة الألوان... و هم خارجين وقفت سيارة كبيرة سوداء نزل منها شخص و قال
* مدام رنا... اتفضلي معانا...
' اتفضل فين ؟ انت مين ؟
* احنا تبع خالد باشا... هو قالنا نجيبك... عايزك في كلمتين...
' لا مبكلمش حد...
* ده أمر من خالد باشا... لو سمحتي اتفضلي