رواية الغول الفصل السادس 6 بقلم ياسر عوده
توقفنا قبل كده لما جه الدكتور احمد وعرف الست كريمه وعلى ان حبيبه ماتت مقتوله .
اذكر الله وصلى على الحبيب وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين .
اوعوا يفتكم الليله ليله النصف من شعبان من مغرب يوم السبت للفجر فان الله يغفر للناس الا المشرك والمشاحن فالتمسوها .
وكمل الدكتور احمد كلامه وقال : انا اول ما شفت جثه حبيبه عرفت ان فى حاجه مش مظبوطه ، ملامح وشها مش بتاع وحده وقعت من عماره ، المعروف لو حد وقع من مكان عالى ومات بتكون ملامح وشه فيها خوف وفزع ، بس حبيبه كانت ملامحها كلها حزن وزى ما يكون يأس .
ابتديت شغلى وعرفت ان الموت مكنش بسبب وقوعها زى ما بيقولوا ، حبيبه ماتت قبل ما تترمى من العماره ، علشان كده كنت متأكد ان حبيبه وراها قصه كبيره .
كل ده كان عادى اللى مش عادى هو انا لما خلصت تقرير موت حبيبه وسلمته لمديرى وشاف التقرير سعتها قلقت لما مديرى قالى : انت عارف التقرير ده بيساوى كام .
فى الاول مفهمتش يقصد ايه ، بس اللى حصل بعد كده فهمنى كل حاجه .
بعد ما سلمت التقرير اكتشفت انه اتغير ، وبدل ما كانت جريمه قاتل اتحولت لحادثه ، سعتها طبعا اعترضت ودخلت لمديرى علشان اسأله ازاى حصل ده ، سعتها انكر كل حاجه وقال انى مسلمتهوش اى تقرير ، ولما طلبت التحقيق فى الموضوع كان النتيجه انى اتفصلت من شغلى .
انا فهمت ان الحكايه دى وراها ناس مهمه وواصله ، وبصراحه حاولت مدخلش نفسى فى مشاكل اكبر منى ، وقولت اعيش حياتى ومحاولش اتكلم فى موضوع حبيبه خالص ، بس انا مبقتش قادر انام ، كل يوم بشوف حبيبه فى احلامى ، لا مش احلام دى كوابيس ، انا كل ما اغمض عنيا اشوفها ، وعلشان كده جيت اريح ضميرى ، يمكن سعتها حبيبه تسبنى .
طول كلام الدكتور احمد كانت حاله العيله صعبه اوى ، كله كان منهار ، اما على فكانت دموعه مابتفرقش عيونه .
خلص الدكتور احمد كلامه ، ومشى من بيت على ، وسبهم يتوجعوا بموت حبيبه للمره التانيه ، زى ما تكون حبيبه ماتت مره كمان ، على كان كل اللى بيفكر فيه كل الظلم والتعذيب اللى شفته بنته قبل ما تتقتل .
فى نفس الليله ، قبل شروق الشمس ، الست كريمه كانت فى اوضتها بتفكر وتعيط على حبيبه ، لقت ابنها على داخل عليها الاوضه ، بس كان ماشى على رجله وبيحرك دراعه كويس ، الست كريمه اتفجأت سعتها ، مبقتش مصدقه عنيها ، ان ابنها بيتحرك بشكل طبيعى .
على قرب منها وقالها : مش عاوز حد يعرف انى خفيت يا امى .
الست كريمه : ليه يا على ، دى فرحتى وانت داخل عليا سليم متتوصفش .
على : مفيش فرحه هتدخل قلبى تانى يا امى ، انا اللى جوه قلبى نار عوزه تاكل كل اللى حوليها ، حق حبيبه لازم يرجع يا ام على .
الست كريمه : مش عوزاك ترحم حد ، اى حد كان ليه يد فى اللى حصل لحفدتى لازم يتعاقب على اللى عمله .
على : الرحمه اتشالت من قلبى يوم موت حبيبه ، بس علشان محدش يشك فيا لغايه ما ارجع حق حبيبه ، مش عاوز حد يعرف انى بقيت كويس .
الست كريمه : هترجع حق حبيبه ازاى وانت عامل نفسك عاجز ؟
على : الغول هيرجع حقها ، هى اكتر حد كان بيحب الغول ، يبقى لازم الغول يرجع حقها .
الست كريمه : هتعمل ايه دلوقتى ؟
على : هخرج اتصل برجلتى ، لازم يتجمعوا ، محتاج مساعدتهم .
الست كريمه : طيب روح وانا مش هخلى حد يلاحظ غيابك .
فعلا خرج على واتصل برجالته واتقابل معاهم ، كانوا فرحنين ان الغول هيرجع ، كل رجاله الغول كانو مميزين بصراحه ، بس اهمهم غريب كان دراع الغول اليمين واهم واحد من رجلته ، مخلص اوى للغول ، وكان الغول بيعتمد عليه اكتر واحد .
على : بص يا غريب ، انا محتاج منك انت والرجاله تجمعولى شويه معلومات ليهم علاقه بموت بنتى حبيبه .
غريب : رقبتى ليك يا كبير .
على : اول واحد دكتور اسمه احمد ابراهيم ، كان شغال فى الطب الشرعى ، والتانى مديره فى الشغل ، وكمان منار زميله حبيبه عاوز اعرف عنها كل حاجه ، وعاوز اعرف كل اللى كانوا فى الحفله واولهم اللى اسمه دياب ، عاوز اعرف كل حاجه عنه .
غريب : اعتبره حصل يا كبير .
بعد ما خلص على اجتماعه مع رجالته رجع بيته من غير ما حد يحس بيه وقعد على الكرسى المتحرك مره تانيه .
عدى كام يوم من ساعه ما اجتمع على برجالته ، ومن سعتها على فضل يمثل انه مشلول زى ما هو ، مكنش عاوز حد يعرف الحقيقه حتى ابنه كريم معرفش انه سليم ، وطبعا الست ام محمد مكنتش تعرف ، امه بس اللى كانت تعرف بانه سليم .
فى يوم جه غريب لبيت على ، طبعا هو كان سواق تاكسى وجه يزور على ، طبعا ده اللى كان ظاهر قدام الناس ، بس هو كان جاى علشان يعرف على كل حاجه عرفها هو والرجاله .
الست كريمه هى الوحيده اللى كانت عرفه رجاله الغول علشان كده دخلت غريب لاوضه على علشان يتكلموا ومحدش يسمعهم او يقاطعهم ، وفضلت هى مع كريم والست ام محمد .
قعد غريب مع على وابتدى كلامه وقال : احنا من يوم ما طلبت نتحرى على الناس اللى ادتنى اساءهم واحنا مقعدناش يا كبير ، انا والرجاله قلبنا البلد كلها .
على : وصلتوا لايه يا غريب ؟
غريب : نبداء بالدكتور احمد ابراهيم زى ما انت طلبت ، فى واحد من رجالتنا ليه قريب شغال فى الطب الشرعى ، وعملنا التحريات اللازمه علشان نعرف كل حاجه عن احمد ده .
على : كويس ووصلتوا لايه ؟
غريب : محدش اسمه احمد ابراهيم شغال دكتور فى الطب الشرعى .
على : مهما فصلوه يا غريب .
غريب : يا كبير محدش كان شغال فى الطب الشرعى اسمه احمد ابراهيم من عشر سنين فاتو ، ولما دور فى سجلات المبنى لقى الوحيد اللى اسمه متطابق مع الدكتور احمد ابراهيم كان دكتور ومات من حوالى 20 سنه .
على اتصدم من اللى سمعه وقال لغريب : انت بتقول ايه ، اومال مين اللى كان عندى فى البيت ده ؟
غريب : معرفش يا كبير ، حتى المدير فى الطب الشرعى مطلعش راجل طلع وحده ست دكتوره .
على : طيب كملت تحريات على بقيه الناس ؟
غريب : حصل يا كبير ، نيجى بقى للى اسمها منار زميله المرحومه حبيبه .
على : عرفت عنها ايه ؟
غريب : ملهاش اثر .
على : يعنى ايه اللى انت بتقوله ده ؟
غريب : مكنش فى وحده اسمها منار فى زمايل حبيبه ، الدفعه كلها بتاعت كليه حبيبه مفهاش بنت اسمها منار ، وحتى الشقه اللى المفروض كان فيها الحفله كانت بتاعت راجل عايش بره البلد ومقفوله .
على : مقفوله ازاى ، طيب يمكن كانت متأجره .
غريب : صاحب الشقه راجل مبسوط ، وعمره ما أجر شقته لانه مش محتاج ، والشقه مقفوله من سعه ما سافر وهو بيجى اسبوعين فى السنه ، ولسه قدامه ست شهور على مواعيد زيارته للبلد .
على : يعنى ايه كل دوول وهم .
غريب : حتى اللى اسمه دياب عزب وانه ابن راجل اعمال مشهور ، دورنا فى كل حته مسمعناش عنه او عن ابوه ، مهو لو فى حد صاحب شركات زى ده وموجود اكيد كنا هنقدر نوصله ، وعلشان مفيش شقه او حفله مكنش فى اى طرف خيط نمشى وراه ، دى متقفله يا كبير ، زى ما يكون كلهم اشباح .
على سكت وحط ايده على وشه وهو بيحاول يهداء ويفكر وقال لغريب : عندك حق دى متقفله زى ما يكون خطه ومتظبطه وزى الدايره ملهاش مخرج .
غريب : المشكله اننا موصلناش لاى حد من كل الناس دوول .
على : معقول كل ده وهم ، معقول مفيش دكتور ولا جريمه ، طيب هو كان صادق لما قال ان حبيبه اتقتلت ولا كان كداب ، طيب لو مكنش دكتور يبقى مين وجه يحكى القصه اللى قالها ليه ؟
غريب : هنعمل ايه يا كبير .
على : قوم يا غريب امشى ، عاوز اقعد لوحدى شويه .
غريب : زى ما تشوف يا كبير .
مشى غريب وساب على محتار فى كل اللى سمعه ، وعقله مش قادر يستوعب كل اللى حصل .