رواية الملحد ( كامله جميع الفصول ) بقلم محمود الامين


 رواية الملحد ( كامله جميع الفصول ) بقلم محمود الامين


الجو شتا والدنيا بتمطر.. ده الجو المميز بالنسبالي انا من عشاق الشتا.. بس مكنش ده الوقت المناسب 

عشان انا راكب عربيتي وراجع للبيت والشوارع ضلمة أنا مش شايف حاجة.. ونور كشاف العربية يا دوب منور شبرين قدامي 

وكملت لما حسيت العربية بتبطئ لحد ما وقفت خالص.. بصيت في الساعة كانت 4 الفجر يعني كلها ساعتين والنهار يطلع.. حاولت أنام الساعتين دول لحد ما أشوف هعمل أي؟ 

ونمت.. فتحت عينيا والدنيا منورة من حواليا.. لكني بلمت من الصدمة.. أنا في طريق غريب وفي علي شمالي مقابر.. معرفش انا فين ولا أنا وصلت هنا أزاي؟ 

نزلت من العربية يمكن الاقي حد.. أتمشيت شوية لحد ما لقيت واحد باين عليه أنه كفيف بيعيط بحرقة وبيقول

« ليه كده يبني.. بعدت عن طريقه ليه اهي دي اخرتك تحت التراب ودلوقتي هتتحاسب بذنب لا يغتفر، أنا ليل ونهار بدعيلك ربنا يغفرلك.. بس انا مبقتش قد الاصوات اللي بسمعها خارجة من قبرك دي يبني.. والله انا ما قدها» 



وفجأة وقع علي الأرض... جريت عليه وانا بقوله سلامتك يا حج سلامتك يا ابويا 

الراجل انتبهلي والدموع بتنزل من عينيه بغزارة وقلي.. أنا مليش ولاد مليش ولاد.. أبني مات ودلوقتي تحت التراب.. واللى جاي عليه أصعب.. اللي جاي عليه أصعب 

... 


كان منهار جداً.. في اللحظة دي اتدخل واحد في الحوار وقال 

روح لبيتك ومراتك يا عم أيمن.. أنت راجل كبير وحرام فيك البهدلة دي 

رد عليه الراجل وقله لله الامر من قبل ومن بعد 

ومشي.. وقبل ما الراجل يسألني أنت مين.. قولتله

هو مين الراجل ده واي حكايته؟.. رد عليا وقال

شكلك مش من هنا.. بس شكلك فضولي وانا هحكيلك بس عاوزك تاجي معايا 

.. 


مشيت معاه لحد قبر مكتوب علي الشاهد بتاعه... هنا يرقد المرحوم طارق ايمن السيد.. رفعت ايدي ولسه بقري الفاتحة صرخة مدوية هزت الارض.. لدرجة اني نزلت علي الارض من الصدمة ومن ورا الشاهد.. شوفت اكتر حاجة مرعبة شوفتها في حياتي.. شوفت 

... 



شوفت 3 تعابين.. سودة منظرهم وحش اوي خارجين من ورا القبر.. أنا اتجمدت في مكاني.. معرفتش أنطق من اللي انا شايفه ده 

الراجل التربي أتكلم وقال.. لا تؤذونا ولا نأذيكم سامحوه سامحوه

التعابين رجعت تاني ورا الشاهد واختفت.. بصيت للراجل وانا مبلم ومش فاهم حاجه.. عاوز أسأله هو في اي؟ عاوز اقوله اللي حصل ده.. لكن الخرس كان متمكن مني 

بس الراجل فهم أنا عاوز اي... كان واضح من نظرتي ليه اللي كلها رعب 

.. 


وأتكلم الراجل وقال

_ تعالي معايا يا استاذ وانا هحكيلك كل حاجه.. انا عارف انك عندك مليون سؤال وعاوز عليهم اجابات 

رديت عليه وانا بتلخبط وسناني بتضرب في بعضها من الخوف وقولتله 

_ اه.. اه أنا عاوز افهم.. افهم ده أي؟ 

_ تمام تعالي معايا نشرب كوبيتين شاي كده واحكيلك علي رواقة.. حكاية طارق 

.. 



مشيت معاه وانا تايه ووصلنا لأوضة من الطوب الاحمر.. دخلت معاه وقلي اقعد يا استاذ وانا هعلق علي الشاي 

متخفش أنا هحكيلك كل حاجة انا مقدر الخضة اللي انت فيها ومقدر ألفضول اللي عندك 

كنت ساكت ومستنيه يخلص عشان انا عاوز اسمع كل حاجة.. قعد قدامي وفي ايده كوباية الشاي وقلي 

انا عمك صلاح التربي.. ماسك ترب البلد دي من زمان ودي الشغلانة اللي ورثتها عن أبويا الله يرحمه.. ياما سمعت حكايات وأصوات كتير خارجة من المقابر بس نصيحة أبويا كانت دايما سامعها في وداني.. كان بيقولي ملكش دعوة بأي حاجة تسمعها دول أموات وليهم العالم الخاص بيهم.. زي ما احنا لينا عالمنا 

انا بس حبيت افهمك ده عشان تستوعب اللي هحكيه 

... 



الحكاية بتبدأ مع طارق شاب طموح ومتدين جداً.. خريج كلية الهندسة بتقدير أمتياز 

عايش مع والده الاستاذ ايمن ووالدته الست جميلة.. حياة هادية ومستقرة لاقصي درجة.. كل حلم الشاب ده أنه يتجوز البنت اللي كانت حب حياته كان اسمها أمينة.. كان بيحبها حب جنوني واقدر اقولك انها هي كمان كانت بتحبه 

وقرر طارق أنه يتقدم للبنت دي.. قرر يدخل البيت من بابه وفعلا كلم والده عشان يروحوا يتقدموا ليها.. ووافق الاستاذ ايمن واخد ابنه ومراته وراحوا أتقدموا لامينة.. وعشان سمعتهم الكويسة جداً في البلد.. وافق والد أمينة علي طارق.. فرحة طارق يومها كان متتوصفش حلم حياته هيتحقق وهيتجوز امينة 

.. 



لكن في جانب تاني في حياة طارق.. طارق كان شاب متدين جداً وكان قريب من ربنا جداً مش بيفوت فرض وحافظ للقرآن الكريم 

ده غير الاعمال الخيرية اللي بيقوم بيها.. كان بيوزع على المحتاجين اكل ولبس وفلوس 

وفي يوم كان طارق بيتصفح الانترنت.. شاف فيديو لشاب ملحد بيتكلم وبيسخر من الدين.. وبيقول ولا مرة دعيته وحققلي اللي انا عاوزه 

طارق كان حزين جداً من اللي بيتقال وكتب تعليق للشاب ده أنه هيحاسب حساب كبير عند ربنا يوم القيامة .. وكان رد الشاب عليه أن طارق موهوم وهياجي يوم وهيعرف ده 

طارق أتأكد أن الشاب ده لا يؤمن بوجود ربنا سبحانه وتعالي يعني ملحد.. لكنه كان فاكر أن الشاب ده بيعمل كده عشان هوس الريتش والتريند ومكنش يعرف ان دي شباب اضحك على عقولها بكلام كتير عشان يشوهوا الدين بالطريقة دي 

طارق قفل الفيديو وهو حزين جداً من الحالة اللي وصلنالها وقال ربنا يهديه 

... 



ونام طارق في اليوم ده وهو مش حاطط في باله اي حاجة ونسي الموضوع.. لكنه لما صحي وفتح تليفونه.. لقي رسالة من شخص أيوه هو نفس الشخص صاحب الفيديو وكان كاتب لطارق رسالة 

عرفوا بنفسه وقاله 

« أسمي كمال عايش حاليا في كندا.. كنت مؤمن زيك بمعتقدات كتير وكنت بدافع عن الدين.. بس لما ركزت لقيت أنه ولا مرة دعيته واستجاب وأخد مني أعز الناس من غير سبب ودعيته يرحمني لكن مكنش في رحمة.. عرضت نفسي للخطر وسافرت بطريقة غير شرعية علي بلد بره.. وهناك اعجبت بطريقة تفكيرهم وانه الواحد بيعمل حاجه وبيدفع تمنها دون تدخل اي حد... تسمحلي أسألك كام مرة دعيته واستجاب؟ 

لما تشوف رسالتي أتواصل معايا ولو مصمم علي تفكيرك أنا بدعيك لتحدي علي التيك توك والناس هي اللي تحكم ما بينا.. منتظر ردك» 

.. 


طارق حس أنه قدام أنسان مريض بيتربح باذراء الدين ورمي الشبهات .. وعاوز يجمع ريتش في موضوع التحدي ده.. ولكنه فكر في الموضوع بشكل تاني وقال اني لو مردتش عليه او رفضت التحدي كده هخليه يتكلم عليا ويقول اني خايف من المواجهة 

ورد طارق عليه وقال 

« رغم كلامك اللي بالنسبالي كلام مضحك جداً.. اللي أني مستعد اتحداك واوضح للناس كلها كدبك وعقليتك المريضة.. بلغني بميعاد التحدي وهكون موجود في وقتها»

رد عليه الشاب بسخرية وقاله 

« هنشوف يا طارق مين فينا اللي كلامه مضحك.. معادنا الخميس الجاي الساعة 10 بليل.. اتمني مترجعش في كلامك»  

... 



طارق حس انه قدامه فرصة أنه يظهر حقيقة الناس دي قدام الجميع وأنه يعرفهم مقامهم كويس.. لكن مكنش يعرف تدابير القدر 

بعد كام يوم من المحادثة دي.. صحي طارق علي خبط كتير علي باب الأوضة قام مفزوع وهو بيقول مين؟ مين اللي بيخبط؟ 

كانت والدة طارق.. قام وفتح الباب لقي والدته منهارة من العياط وسألها 

_ في أي يا أمي مالك؟ بتعيطي ليه؟ 

ردت عليه والدته وهي منهارة وقالتله 

_ أمينة.. أمينة... ماتت يا طارق 

الخبر نزل علي طارق زي الصعقة.. وقالها 

_ أنتي بتقولي أي يا أمي أنتي بتهزري صح.. قولي أنك بتهزري! 

_ أمينة نزلت عشان تجيب طلبات للبيت.. وهي بتعدي الشارع عربية خبطتها وماتت.. ماتت يبني.. راحت للاحسن مني منك 

... 


طارق أنهار وقع في الارض وهو ماسك دماغه وفضل يصرخ... حاجة توجع القلب بجد..مكنش مصدق أن حب عمره ماتت ومش هيشوفها تاني .. نزل طارق وأهله من البيت وطول الطريق طارق عمال يقول أكيد ده كابوس او هي بتعمل فيا مقلب أكيد ده مش حقيقي 

وصل طارق لبيت أمينة ولقي الناس لابسة اسود والصوات والعويل مالي المكان.. دخل البيت بيدور وسط الوشوش علي حب عمره عاوز يلمحها.. لقي أبوها بيحضنه وبيقوله 

أمينة راحت يا طارق.. راحت يا طارق 

.. 



طارق دخل أوضتها زي المجنون لقاها علي السرير متكفنة.. جري عليها وهو بيعيط وبيقولها سبتيني ليه؟ أنا مليش غيرك في الدنيا دي 

طيب كنتي قولتيلي كنت جيت معاكي.. والله كنت هارفقك حتي في الموت.. 

حاول الناس يبعدوه عنها لكن هو كان بيدفع الناس بعيد ويقولهم لا محدش يبعدني عنها هي هتقوم.. هتقوم 

قومي يا أمينة.. قومي أنتي عايشة متسمعيش كلامهم أنتي عايشة يا أمينة 

..


الناس خرجت طارق بصعوبة من الأوضة... طارق مكنش قادر يستحمل ووقع علي الارض فاقد الوعي.. لكنه شاف حلم غريب 

شاف 

يتبع الجزء الثاني 



الفصل الثاني من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×