رواية وادجيت ( كامله جميع الفصول ) بقلم ايمان شلبي


 رواية وادجيت ( كامله جميع الفصول ) بقلم ايمان شلبي 


ماسه ا انتي شايفه اللي انا شيفاه ؟!

ماسه وهي تتطلع إليها بأستغراب وبلاهه 

- شايفه ايه ؟!

رهف وهي تُشير الي شيئ ما وتهتف ب-ت-وتر 

- ش شايفه الضوء اللي هناك ده ؟؟

ماسه وهي تتطلع الي حيث تُشير رهف لت-فر+ك عينيها أكثر من مره وهي تتسأل بغ-باء 

- ضوء ايه يابنتي دي شمس 

رهف وهي تو-ك-زها فوق ذراعها بغيظ 

- شمس ايه ياللي ربنا ي*بتش-ليكي بم-صيب-ه في ضوء ج-امد هناك

ماسه بلا مبالاه 

- ياستي واحنا مالنا يالا نروح انا ه-م-وت وانام 

رهف وهي تتطلع الي الضوء وبداخلها فضول لمعرفه سببه لتهتف بغ-موض 



- تمام روحي انتي وانا هعمل حاجه وجايه وراكي 

ماسه وهي تُضيق عينيها بش-ك 

- هتعملي ايه يارهف بخاف من هدوئك ده وراه م-ص-ايب

رهف ببراءه : انا يابنتي ؟ هو انا برضو وش ذلك 

ماسه بسخريه: لا انا اللي وش ذلك 

رهف بغموض : لا تخافوا ولكن احذ*رو-ا 

ماسه بخفوت : استر يارب ومنصحاش بكره علي خبر زلز-ا-ل بقوه ال-ف ريخ-تر ولا ب-ركا-ن هي-فج-ر الكره الارضيه 

رهف وهي تُضيق عينيها وتهتف بتساؤل : انتي بتقولي ايه ؟؟

ماسه بأبتسامه صف-راء : لا ياروحي مش بقول حاجه ا احم انا هسبقك علي برا 

خرجت ماسه من الموقع لتتطلع إليها رهف وهي تراقب تحركها إلي أن خرجت نهائياً ،لتقترب من الضوء ببطئ وخوف يصاحبهم فضول والذي كان هو المُسيطر الاق-وي علي جميع مشاعرها 



وصلت أمام الضوء لتن-كم-ش ملا-مح-ها بق-رف وهي تهتف بسخريه 

- مراية؟! 

يعني يوم ما اكتشف حاجه تبقي مراية ،حسبي الله ونعم الوكيل كش-فت راسي ودع-ي-ت عليكم ياشويه قدماء مصريين 

انحنت بجس-د-ها تلتقطها وهي تتطلع الي نفسها وتق-ذف قبله في الهواء 

- والله قمر 

ثواني وشعرت بالأرض تهت*ز أسفلها وكأن هناك زل*زا-ل بقوه خمسه ريخ*تر 

كان جسدها يُس-ح-ب لاسفل وهي تُقاوم حد الم-وت وتص-ر-خ بأعلي صوت أن ين-ق-ذها أحدهم لكن لا حياه لمن تنادي 

أغمضت عينيها بق-وه وهي تضع يديها فوق أذنيها في محاوله لك-تم تلك الأصوات الق-ويه وكأنها أصوات تح-ط-يم 

بدأ يخ-تف-ي الصوت بالتدريج الي أن ا-خ-تفي نهائياً لتفتح عينيها وتجد نفسها تقبع أرضاً فوق تله تكشف المدينه بأكملها 

تلك المدينه غ-ريب-ه التصميم والبناء البسيط من الطوب اللبن وهؤلاء الأشخاص بتلك الملابس الفرعونيه والتي لطالما درستها في كتب التاريخ 

رهف وهي ترمش عينيها اكتر من مره وتهتف بتو*ج*س 

- لا لا أن شاء الله تبقي الرياح جابتني هنا علي جبل المقطم 



- من انتي ايتها الفتاه ؟!

رهف وهي تلتف بنصف جس-د-ها وتهتف بنبره صوت أوشكت علي البك-اء 

- طبعا لو حلفتلك اني جيت هنا بالغل-ط مش هتصدقني !

******************************


علي جانب آخر  

ايه ده في ايه التجمع اللي هناك ده هما بيوزعوا لحمه؟!

هتف بها احدي الشباب وهو يلقي بنظره بعيداً علي ذاك التجمع والذي لفت نظره بينما هو يسير مع صديقه ..

احدي الرجال وهو يبلع ريقه بتوتر :

- ب بيقولوا اللهم احفظنا الفراعنه رجعوا يحكموا مصر تاني وهنرجع قدماء مصرين 

الشاب بعدم تصديق وهو يقهقه علي حديث ذاك الرجل المعتوه في نظره :

- الفراعنه ؟ ههههههههه الحق ياض ياعمر بيقولك الفراعنه رجعوا مصر طب والتجمع ده ياحج بيعملوا فيه ايه بيعظموا الملك ولا بيقدموا قرابين ؟ 

عمر صديقه بمزاح أيضاً وهو يغمز له :

- أو الملكه ممكن تكون ملكه وحلوه عشان كده في تجمع مهوووول .

هز رأسه ييأس وهو يض*رب كف فوق الآخر ويهتف بأستخفاف: 

-يالا ياعم نمشي عندنا شغل تلاقيه في الآخر ك-لب بيصطاد ف*ار ولا حاجه مانت عارف المصريين ال*تفا*هه بتجري في دم*هم ...

عمر وهو يهز رأسه بنفي ويتطلع الي التجمع والذي ازداد وعلامات الاستفهام المرتسمه فوق أوجه الجميع :



- لا استني بس ياسليم ده باين كده الموضوع مهم انا بدأت أشك أن كلام الراجل ده صحيح 

سليم وهو يرفع حاجبه بسخريه: 

-انت عب*يط ياض ياعمر واقع علي مخك وانت صغير ؟!

عمر وهو يضحك بشده : 

-هههههه استني بس تعالي نشوف في ايه مش هنخ*سر حاجه خلينا نتسلي 

هتف جملته وهو يسحبه خلفه فلم يعط له فرصه الجدال أو المناقشه حتماً سيجعله يص*اب بج*لط*ه !  

تسلل عمر ومعه سليم من بين التجمع الكثيف وبداخل عمر فضول يزداد كلما اقتربا ...

عمر بصدمه : 

-اح*يه 

سليم بصدمه وهو يرمش بعينيه أكثر من مره : 

-بيج احي*ه 

عمر وهو يبلع ريقه بتوتر : 

-انت شايف اللي انا شايفه ولا انا جالي ح*ول في دماغي قول اني جالي حول والنعمه ما هزعل !

سليم وهو يتطلع الي حيث يتطلع الجميع :

- ده المصريين القدماء دول عليهم حاجات ياجدع ..



عمر بخوف :

- سليم يالا نمشي الله يخليك 

سليم بغموض وهو يتطلع الي تلك الفتاه والتي تقبع أرضاً ترتدي ملابس فرعونيه وتتطلع الي ذاك التجمع العملاق حولها ب*ذعر كبير ليهتف بغموض :

- مش قبل ما أتأكد من حاجه ...

وقبل أن يسأله عمر عما يريد التأكد منه وجد سليم يقترب من تلك الفتاه بجمود بينما خطي الجميع خطوه الي الخلف فكعاده كل المصريين المشاهده فقط دون إبداء أي رد فعل ...

سليم وهو يجثو علي ركبتيه أمام تلك ال*مذع*وره والتي هتفت بحديث غير مفهوم وهي ت*تك-ور في نفسها كالجنين 

-من انتي يافتاه ؟!

-ياساتر يارب اللهم احفظنا ياساتر يارب الفراعنه احتل*ت البلد ياحكووومه يابشر اهربووووا الفراعنه اح*تلوا مصر 

رجل آخر وهو يص*يح برع*ب أيضاً : 

اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله الله اكبر الله اكبرررر مصر احت*لته*ا الفراعنه الله اكبر كلمه حق الله اكبر احنا مش هنسمحلهم يح-تلوا مصر ديه أرضنا وهتفضل أرضنا الله اكبررررررر 

بينما صاح الجميع خلفه وقد دق الخ*وف ابواب قلوبهم وقد بدا علي ملامحهم الذع-ر وهما يتطلعون الي تلك الفتاه وذاك الشاب والذي تحدث لغه كلغتها الغريبه في اعتقادهم بأن زمن الفراعنه قد عاد مجدداً وان اله-لاك قادم لا محاله !

هؤلاء الاشخاص نا-قص-ين العقل والدين أيضاً فماذا يعني بأن اله-لاك قادم لا محالة اهناك ه-لاك يُسمي هل*اك الفراعنه ؟ أيخ-افو-ن عوده زمن قديم يُعرف بزمن البدأيات ونحن في زمن التقدم والتطور زمن الآلاف بل الملايين من الا-سل-حه النو-و-يه ذات التأثير الق*وي والم-دم-ر أيضاً أيخافون وهناك رب اسمه رب كريم أيخافون من هل-اك لا يضاهي هل-اك ربهم ؟ اهؤلاء أشخاص لديهم عقول أمن بين هؤلاء رجالاً ونساءً قد مر علي عقولهم ما يُسمي بالتعليم !!



بينما عمر كان يقف وهو يل-ط-م فوق خده بطريقه مسرحيه وين-دب كالنساء: 

-ياشتات الشتات يابا رشدي ياحزن الحزن أنت يا-ض ياسليم أنت يا-ض رد عليا أنت طلعت فرعوني يالا وانا معرفش اح-يه انت ملك يا-ض وجاي هنا عشان تبقي ج-اث-وث الفراعنه اااااه يابن الغ-داا-اا-ره يعني بعد كل السنين ديه اكتشف انك جاي مصر عشان تبقي ج-اث-وث فرعوني وتساعد الفراعنه يحت-لوا مصر وكده اح-يه ياب-و سوسو احي--ييي-يه ده احنا هنشرب الم-ر بشاليمووووه   

سليم وهو يتطلع إليه بح-نق: 

-بطل يالا ن-دب زي النسوان وتعالي معايا ساعدني اشيل البت اللي اغ-مي عليها ديه ..

عمر بخوف وهو يبلع ريقه بتوتر : 

-ل لا ا اصل 

سليم بع-ص-بيه وت-حذ-ير:

- عمرررر 

عمر وهو يهرول إليه بخ-و-ف : 

-تحت امرك جلاله الملك 



سليم وهو يرفع أحدي حاجبيه بتعجب : 

-انت ا-تهب-لت يا-ض ولا ايه ؟

عمر بنبره تشبه البكاء :

-م ماهو يعني اللي بيحصل ده يخلي برج يطير من دماغك شوف شوف الناس اللي هناك ديه كلها خ-اي-فه نهار اسو--و--ووود ده في بولي-س جاي وليله كبيره اوي ساعتك سامووو عليكوووو ..

سليم بغيظ: 

-عمر عمرر أنت يا-ض انت رايح فين 

عمر وهو يهرول من أمامه ليقترب من أحدي الظباط وهو يعظمه بخ-وف :

- عليا النعمه اباشا انا معرفش حاجه عن اللي الواد الم-خب-ول ده بيعمله وربنا انا بري-ئ ومصري وابويا مصري وعملت زي ماالاستاذه شرين طلبت مننا وشربت من النيل و غنيت لمصر علمونا في مدرستنا ازاي نحبها نخ-اف عليها طول حيااااتنا ونحمي ارض-هاااا و النعمه لفيت شوارع مصر منطقه منطقه وحاره حاره وزنجه زنجه و...

الظابط وهو يشير إليه بالصمت بحن-ق:

- بس بس ايه بالع راديو ابعد كده من طريقي أما أشوف في ايه 



عمر وهو يبتعد عنه ويشير له علي صديقه والذي تطلع إليه بوع-ي-د وهو يج-ز علي أسنانه ب-عن-ف ...بينما اقترب منه الظابط وهو يوزع نظراته بينه وبين تلك الفتاه الغريبه والتي ف-قدت الوعي فوق قدميه بسبب ما تعرضت له من ص-دم-ات منذ دخولها تلك الأرض الغ-ريب-ه وتصرفات اهلها الغ-رباء أيضاً والتي ارعب-ته-ا ....

الظابط :

- ا احم ممكن افهم ايه اللي بيحصل بالظبط ؟

سليم وهو يربت علي شعر تلك الفتاه ببرود : 

-زي ما حضرتك شايف واحده لابسه لبس غريب وبتتكلم لغه غريبه وانا دارس اللغه ديه ولما اتكلمت معاها الكل خا-ف وقالك الفراعنه احت-لو-ا مصر ..

الظابط بسخريه:

- وياتري ديه لغه ايه حضرتك 



سليم ببرود اكبر:

- فرعوني

الظابط وهو يبلع ريقه بخ-وف: 

-ف فرعوني ! بس محدش بيتكلم اللغه ديه غير المصريين القدماء 

سليم وهو يزفر بضيق :

- مانا كنت بتكلم معاها عشان افهم ايه اللي حصل لسه بقولها انتي مين ات-حول-نا لفيلم فجر الاسلام والكل اعلن إسلامه وحولوها لج-هاد ض-د الفراعنه !  

الظابط وهو يتطلع الي الجميع ليهتف بحده:

-كل واحد يروح لحاله مش فيلم اجنبي هو يالاااااا 

هتف جملته الآخيره بصراخ ليبتعد عنه الجميع ب-خو-ف وبداخلهم الف سؤال وسؤال أما يحدث حقيقه اما أننا بداخل أحدي الافلام الاجنبيه !

سليم وهو ينهض ومن ثم يحمل تلك الغارقه في النوم وكاد أن يتحرك ليجد الظابط يهتف ب-حده : 

-انت رايح بيها علي فين ؟

سليم وهو يرمقه من أعلي الي اسفل ببرود :

- والله زي ما حضرتك شايف البت مغ-مي عليها ولازم افوقها عشان اعرف منها هي ليه بتتكلم بلغه فرعونيه مش يمكن يكون كلام الناس صح والفراعنه اح-تل-وا مصر !

هتف جملته الآخيره بس-خ-ريه شديده وهو يتطلع الي ملامحه الم-ذع-وره ..

عمر بتوتر :



- ط طب س س سلام 

سليم بحده :

- عمر ما تبطل ند-ب زي النسوان وتخلص تيجي معايا 

عمر بخوف وهو يقترب منه :

- ح حاضر جلالتك 

سليم وهو يسير ببرود بينما يبتعد الجميع جانباً يفسحون له الطريق وكأنه و-با-ء وسينتشر بينهم أو ما شبه ...

سليم وهو يتحدث الي عمر : 

-بقولك ايه متعرفش اي مستشفي هنا ؟

عمر : هه ا أنا 

سليم بعصبيه :

- يابني مالك انت كمان انت هتصدق العب-ط اللي بيتقال ده ؟ فين عقلك ولا البعيد ع-دي-م التفكير هو في حاجه اسمها عوده للزمن يابني تلاقيها بتصور فيلم اجنبي ولا حاجه و-تاه-ت 

عمر وهو يتطلع الي تلك الفتاه بين يديه :

- واللي بيصور فيلم اجنبي يتكلم لغه فرعونيه ليه ليه ؟

سليم بحيره : 

-مش عارف عموما لما تفوق هنعرف كل حاجه بقولك ايه انا هاخدها علي البيت عندي احسن تلاقي الخبر انتشر بين الناس والكل هي-خ*اف يقرب مننا وهيصورونا ويقولوا شاهد قبل الح-ذف صوره لفرعون ي-حم-ل فرعونيه وهنبقي حديث السوشيل ...

انهي حديثه ومن ثم أشار إلي أحدي سيارات الأجرة ليفتح الباب الخلفي ومن ثم يضع تلك الفتاه غريبه الأطوار ومن ثم يقبع بجانبها 

عمر بتوتر :

- ط طب انا همشي بقي 

تطلع اليه سليم ليهز رأسه بحنق لينطلق السائق بعدها وهو يتطلع الي سليم من المرآه باستغراب ورهبه 



السائق : 

-ا احم سلامه الأنسه هي تعبانه ولا ايه؟

سليم وهو يتنهد بحيره : 

-مش عارف والله 

السائق باستغراب: 

-مش عارف ايه بالظبط ؟

سليم بضيق: 

-هو ممكن حضرتك توصلني ***** من غير كلام كتير عشان انا نفسي مش عارف مين ديه ومالها من الاساس 

السائق بحنق: 

-خلاص ماشي مت-زوق-ش 

سليم بخفوت : 

-علي رأي الواد عمر كل الناس بتتدخل في حياه كل الناس بطريقه تض-ايق كل الناس .. 

اغلق جفنيه في محاوله منه لتهدئه أنفاسه وطرد تلك الأفكار والتي تراوده منذ أن تحدث مع تلك الفتاه والتي ادعي الجميع بأنها فتاه فرعونيه !

التف بنصف جسده يتطلع الي تلك الملامح البريئه والتي تتزين بمستحضرات تجميل بسيطه لتجعلها فاتنه الجمال حقاً 

- وصلنا يا استاذ مش وقته تسبيل بالفرعونيه اللي شا-قط-ها..

- ش-اقط-ها؟!



هز السائق رأسه وهو يردف بسخريه مُفرطه: اه ش-اقط-ها ماهو ده مش منظر ست محترمه ياكابتن!

هز " سليم" رأسه بيأس وهو يفتح باب السياره ليترجل منها ويحاسب السائق ومن ثم ين-حن-ي بنصف جسده وهو يح-مل تلك الفتاه ويغلق الباب بقدمه ...

السائق وهو يرمقه من أعلاه إلي أخمص قدميه: استغفر الله العظيم يارب اعوذ بالله من غض-ب الله اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السف-ه-اء منا يارب ...

هتف حديثه ومن ثم انطلق بالسياره وسليم يقف وهو يتطلع الي آثره بذهول !

- ايه ده ياواد ياسليم شا-ق-ط واحده يالا وجايبها البيت كمان نهارك اس-ود ايه الب-جا-حه ديه امك هتعمل منك بطاطس مح-م-ره

****************************



اقترب منها بحذر وهو يضيق عينيه بشك ويتفحصها بنظره طويله من أعلاها الي أخمص قدميها وهو بداخله يتسائل عن ماهيه تلك الفتاه غريبه الاطوار بالنسبه له 

ملابسها،ذاك الخط العريض والتي زينت به جفنيها فالمعتاد لديهم الكحل فقط فما ذاك الخط الغريب للتو !

تلك تسريحه الشعر التي جعلتها تبدو كمهرجه وليست بفتاه طبيعيه ،تلك اللكنه الغريبه التي تحدثت بها وكأنها أتت من زمن آخر 

- من أنتي ايتها الفتاه ؟!

تسأل بشك وهو يرمق رهف والتي ارتعشت أوصالها وهي تنهض متكأه فوق ذراعيها هامسه بنبره صوت أوشكت علي البكاء :  

- اكيد بتسألني انتي مين بص ياجدو ا انا انا 

يادي النيله ركزي يارهف انتي تبقي مين 

اقترب منها وهو يشهر سيفه في وجهها هاتفاً بنبره صوت غليظه :

- تحدثي بلغه افهمها ايتها الفتاه 

رهف وهي تخطو خطوه الي الخلف وتهتف برعب :

- جرا ايه ياجدو بتتعصب عليا ليه بس 

جز علي أسنانه وهو يجعل أنامله تتخلل خصلات شعره السوداء ضاغطاً عليه بعنف :

- ايتها الحمقاء لا افهمك



رهف وهي تبتلع ريقها برعب وتخطو خطوه آخري الي الخلف :

- علي فكره مش اخلاق رجاله دي ياجدو وبعدين ثواني 

هي ازاي تيته تسيبك تنزل الشارع بجيبه لا وكمان قصيره 

مش غيرانه عليك لا حد يطمع فيك وانت حلو كده ومسمسم !

تصدق هتصدق أن شاء الله انت لو كنت صغير شويه كنت اتجوزتك بس يالا مش مهم ممكن لو عندك ابن اتجوزه انا معنديش مانع والله

عندك ابن ياجدو؟! انا واحده سنجل مليش لا قريب ولا حبيب ولا غريب عايشه كده لوحدي اه والله بدور علي كتكوت يسليني 



- ماذا هناك 

كاد أن يتحدث ليستمع إلي صوت يهدر خلفه بنبره صوت غليظه ،قويه ،مرعبه ،جعلته ينتفض حتي كاد يسقط أرضاً من هول الرعب 

أما عن تلك المجنونه وقفت ترمش عينيها أكثر من مره وهي تميل برأسها قليلاً وعينيها تُخرج قلوب هاتفه ببلاهه :

- ايه الكريم كرمل اللي هل علينا ده ؟!

وجدته يقترب منها بثبات وهو يتفحصها بعينيه بملامح خاليه من اي تعبير وكأنه تمثال أو روبوت 

- من تلك الفتاه ايها الساحر ؟!

تسأل بشك وهو يوزع نظراته بينهما ،لينتفض الساحر وهو يبتلع ريقه بصعوبه هاتفاً برعشه في اوصاله:

- اقسم لك أيها الحارس لا اعلم من تلك فقد ظهرت فجأه امامي لاجدها تُحدثني بلغه غريبه لن افهمها 

تبث أنظاره علي تلك الفتاه وهو يشير إلي " ددي" الساحر بالانصراف :

- حسنا " ددي" انصرف 

ثواني وانصرف ددي وهو يهز رأسه أكثر من مره بخوف 

أما عن رهف وقفت تبتسم ببلاهه شديده وهي تميل برأسها اكثر هاتفه بهيام :

-جوزي اوي 

اقترب منها رافعاً حاجبه الايسر وهو بتسأل بصوت غليظ: 

- من انتي يافتاه؟!

رهف وهي تنفض ثيابها ومن ثم تُرتب خصلاتها بلهفه وكأن من يقترب منها عريس أو ماشبه !

- احم بغض النظر اني مش فاهمه انت بتقول ايه بس نعتبر انك بتسألني عن اسمي 



لتمد يديها إليه هاتفه بابتسامه متسعه :

- معاك وبلا فخر رهف شمس الدين الانصاري 

تجاهل يديهاالممدوده ليرمقها بنظرات غامضه ومن ثم يقترب منها خطوه علي آثرها انتفضت رهف مبتعده خطوه آخري الي الخلفوهي لن تكف عن الثرثره كعادتها :

- لا لا انا بنت ناس ومحترمه يا اسمك ايه انت خليك مكانك عشان احبك تمام ؟ تمام أن شاء الله 

لم يُعيرها اي انتباه ليقترب منها أكثر حتي وقف أمامها مباشره عاقداً ذراعيه امام صدره ليهتف بهدوء مُريب : 

- انتي من زمن تاني ؟!

ابتلعت ريقها وهي ترفع رأسها تتطلع داخل حدقتيه بتوجس ورعب من ذاك الحديث 

ماذا يعني " انتي من زمن تاني" يعني أنها ليست في زمنها ليست في وطنها حول أصدقائها ،عائلتها ،ماذا يعني حديثه اهي بالفعل في زمن آخر ام أنها مجرد تخيلات صورها عقلها المُحب العاشق لتلك الحضاره المصريه القديمه !

لن يفيقها من شرودها سوي طرقعه أصابعه أمام عينيها هاتفاً بلغه فهمتها :



- هيييي روحتي فين؟!

رهف بنبره أوشكت علي البكاء : 

- ا أنا فين 

طالعها برفعه حاجب هاتفاً بأستنكار:

- ياسلام يعني مش عارفه ؟!

رهف وقد هطلت دموعها فوق وجنتيها :

- ص صدقني معرفش انا مش عارفه اي حاجه 

ك كل اللي اعرفه اني اني كنت في الموقع عند مقبره الملك و وفجأه شوفت مرايه واول ما شوفتها بصيت فيها ومن وقتها محستش بنفسي غير وانا هنا 

تنهد بهدوء تنهيده تحمل في طياتها الكثير ليغمض عينيه هاتفاً بحنق: 

- مرآة الابعاد

يُتبع 



الفصل الثاني من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×