جزيرة الضباب الفصل الخامس 5 بقلم ياسر عوده


 جزيرة الضباب الفصل الخامس 5 بقلم ياسر عوده


كان الامر بالظبط كما حدث على الشاطيء من قبل ، اللى كان بيقرب اشخاص يحملون قناديل للاضاءه ، ولكن هذه المره لم يكن العمده وشيخ الغفر مثل المره السابقه ، انما كان شخص اخر لا يتصوره احد ، كان شيخ الصيادين ومعه بعض الصيادين ، ايوه كان عبود شيخ الصيادين .

عبود قال للرجاله اللى معاه : يلا يا رجاله خرجوا الجثه بسرعه .

رد عليه واحد من الصيادين : حاضر .

بداء الرجاله يفتحوا المقبره ويخرجوا الجثه .

ظهر نور من ورا جاى ، انتبه ليه عبود ، ولما اقترب النور ده كان ل نادر وده ابن شيخ الصيادين .

عبود : ايه اللى جابك ، مش قولتلك خليك بالبيت ؟

نادر : وانا قولتلك يا والدى انى مش صغير ، ولازم اعرف كل حاجه .

عبود : ليه عاوز تشيل الهم والذنب من بدرى يا ابنى ؟

نادر : لازم اعرف كل حاجه ، عاوز اعرف ليه بناخد الجثث وبنعمل بيها ايه ؟



عبود : خلاص اصبر وهحكيلك .

وبص عبود للرجاله وقالهم : يلا شهلوا شويه يا رجاله .

فعلا خرجت الرجاله الجثه ، وطلب عبود منهم يخدوا الجثه وقالهم : خدوها وانتم عرفين هتعملوا ايه .

ومشيت كل الرجاله ، وسعتها عبود قال لابنه نادر : هحكيلك يا نادر بس خد بالك سعتها مفيش تراجع .

نادر : متقلقش يا والدى ، احكى انا سمعك .

عبود : قبل ما احكيلك احنا بنعمل ايه بالجثث ديه لازم احكيلك الحكايه من الاول .

من سنين كتير كان حالنا غير دلوقتى ، من ايام جدك وكانت الحاله صعبه اوى ، السمك كان شاحح مش بيقرب من الجزيره ، كانوا بيطلعوا يصطادوا طول النهار ومكنوش بيرجعوا غير بسمك قليل اوى ميكملش اكلهم حتى ، وساعات كانوا بيرجعوا من غير سمك خالص .

الموضوع ده استمر سنين ، وكانت فى لعنه الخروج من الجزيره يرجع ميت ، وكمان ظهرت لعنه سعتها تانيه علامه الدم على البيوت اللى كان بيموت من البيت اللى بيتحط عليه العلامه منها فرد على الاقل .



سعتها ظهر راجل غريب فى الجزيره ، وهو فعلا اسمه غريب واشترى معظم الاراضى الزرعيه ، واقترح على جدك اقتراح يخليه يلاقى سمك كتير وخير ملهوش اخر .

نادر : انت تقصد المعلم غريب اللى موجود دلوقتى ؟

عبود : ايوه هو .

نادر : ليه هو عايش من ايام جدى ؟ هو عنده كام سنه ؟

عبود : معرفش بس الراجل ده عنده اعشاب بتخليه يحافظ على صحته .

المهم نرجع لمرجعنا ، المعلم غريب اقترح على جدك يديله حاجه زى بودره معموله من نباتات هو بيزرعها يخلطها فى لحمه متقطعه لقطع صغيره اوى ، ويرميها فى البحر سعتها السمك هيجلها من كل مكان علشان يكلها ، ممكن يكون فيها ريحه بتشد السمك ليها ، المهم ان كلام الراجل ده صدق ، بس كان عنده شرط واحد لنجاح الموضوع ان اللحمه دى تكون من لحم انسان ماينفعش لحم حيوان او لحم سمك حتى .

فى البدايه جدك رفض بس الفقر كان دابب جوه بيوت الصيادين ، والجوع فى كل بيت لدرجه ان جدتك ماتت من قله الاكل ، وبعد ما دفنها جدك ، فكر وقرر انه لازم يعيش الصيادين بدل ما يسبهم للموت .



فعلا طلع جدك جثه جدتك من القبر بالليل زى ما احنا بنعمل دلوقتى ، وقطع جثتها لقطع صغيره اوى اوى ، وخلطها فى البودره اللى ادهاله المعلم غريب لغايه لما لحمه جدتك اتشبعت من البدره ، وبعديها رمى جزء من اللحم فى البحر ، فى الليل بردو ، وتانى يوم لما طلعوا الصيادين يصطادوا شافو حاجه غريبه ، شافوا سمك كتير ملهوش عدد متجمع وصاحى بس مش بيتحرك كتير ، لدرجه انهم يرموا الشبك وسحبوا السمك ، وممكن الواحد فيهم يمد ايده يمسك السمكه وهى فى المايه وتبقى حركتها بطيئه وضعيفه ، ومحدش من الصيادين سعتها فهم السبب ، لان جدك مكنش قايل لحد اللى عمله .

الحال اتعدل مع الصيادين ، كلوا من السمك وباعوا منه كتير اوى وفلوسهم كترت اوى ، وفضل الموضوع يستمر لمده ثلاث شهور ، كل يوم يلاقوا السمك على الحال ده ، يخدوا منه ويرجعوا تانى يوم يلقوه لسه موجود ، حتى السمك اللى كان موجود من الليله اللى قبليها مابيمشيش من المكان ويفضل لتانى يوم لغايه لما يصطاده الصيادين تانى يوم 



وبعد ثلاثه شهور رجع الوضع زى ما كان عليه ، شح السمك ، وابتدى الصيادين يشتكوا مره تانيه ، وهنا فهم جدك ان مفعول اللحمه انتهى او خلصت من البحر ، وسعتها جمع جدك الصيادين وحكلهم على السر وقالهم انتم كده عرفتم الحقيقه ، تحبوا نكمل فى طريقنا ونعمل اللى عملته قبل كده ، ولا نصطاد ونستنى الرزق الشحيح ده لو جه اصلا .

كل الصيادين طلبوا من جدك انهم يعملوا اللى هو عمله ، ومن سعتها اى جثه تتدفن فى الجزيره نروح نخدها ونقطعها ونخلطها بالودره وحتى العضم بتعها بنطحنه ونخلطه مع اللحم ونرميها فى البحر ونصطاد بسببها خير وسمك كتير اوى .

وبكده يا نادر يبقى عرفت كل حاجه ، بس يا ابنى افهم ان مبقاش ليك حق الاختيار ، لو رفضت سعتها هضطر اقتلك وارميك للسمك ، لانى مش هبيع كل بيوت الصيادين علشان حد حتى لو الحد ده ابنى اللى اغلى من نور عينى .

نادر : وانا مش هخرج عن طوعك او طوع الصيادين يا والدى ، انا عندى نعيش بكرمتنا ووفره فى الفلوس والاكل حتى لو على حساب الموتى ، احسن من الفقر والجوع والموت لو سبنا ورث جدى اللى ورثهولنا من سنين فاتت ، وبعدين احنا مش بنقتل حد او بنأذى اى حد عايش ، وزى المثل اللى بيقول الحي ابقا من الميت ، والميت مش هيحس لو قطعناه ورمناه فى البحر ، اللى عمله جدى كان الصح ، ولو انا مكانه كنت عملت زى ما هو عمل بالضبط .



بعد الحوار ده مشى عبود وابنه نادر وكل ده زى ما انتم عرفين كان غازى موجود وسمع كل حاجه ، سمع عن لعنه اختفاء الجثث وعرف مين اللى بيخدها وبيحصل فيها ايه .

صدمه غازى فى لعنه اختفاء الجثث مش اقل من لعنه عوده الهاربين من الجزيره موتى ، ومشى غازى ورجع لمسكنه وهو حامل حمل تقيل على اكتافه ، حمل يخليه مبقاش يثق باى حد بالجزيره ، وابتدى يحس ان كل سكان الجزيره ملعونين بافعالهم وتصرفتهم .



الفصل السادس من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×