رواية الغول الفصل الثالث 3 بقلم ياسر عوده
توقفنا قبل كده لما وافق على ان حبيبه تروح الحفله وهو هيوصلها .
اذكر الله وصلى على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين.
فى الطريق على وقف عند محل هدايا ، وادى لبنته فلوس وقالها : اشترى هديه لصحبتك ، مهو مينفعش تدخلى وايدك فاضيه كده .
حبيبه باست ايد ابوها وحضنته وقالتله : ربنا ما يحرمنى منك يا حبيبى .
اشترت حبيبه هديه ووصلها ابوها لبيت صحبتها ، كانت عايشه فى شقه غاليه ايوه فى عماره كبيره بمكان راقى ، طلعت حبيبه تحضر حفله عيد الميلاد ، بس قبل ما تطلع حبيبه للشقه قالها ابوها : انا هشفى زبون ولا اتنين وارجعلك يا حبيبه ، ساعه بالكتير وتتصلى عليا وتعرفينى انك خلصتى وماشيه ، مش عوزين نزعل جدتك يا حبيبه .
حبيبه وهى مبتسمه : حاضر يا عيون حبيبه .
نزلت حبيبه من التاكسى ، ومشيت خطوتين لمدخل العماره وعيون ابوها متابعها ، بس هى وقفت ، وعلى استغرب ، ليه وقفت حبيبه ، وبص لقاها التفتت ورجعت جرى ودخلت العربيه وحضنت ابوها وهى بتقوله : انا عارفه انك اعظم اب فى الدنيا ، انا ربنا بيحبنى انى خلانى بنتك ، ربنا ما يحرمنى منك ابدا .
وباست حبيبه ايد ابوها تانى ، سعتها على قالها : فى ايه يا حببتى ، مالك حسك مش طبيعيه ؟
حبيبه : مفيش يا حبيبى ، انا بس حسيت انك وحشنى فجيت احضنك .
سعتها باس على بنته حبيبه من راسها وقالها : طيب يلا اطلعى وانبسطى .
حبيبه حضنت ابوها اوى وقالتله : لا خلينى فى حضنك شويه .
على وهو مبتسم : بطلى دلع ، كده هتتأخرى وتأخرينا ، يلا روحى .
حبيبه : كده يا ابو حبيبه ، ماشى هروح .
على : اول مره تقوليلى يا ابو حبيبه ؟
حبيبه : مش انا بنتك الكبيره .
على : انتى حته من قلبى كمان .
حبيبه : خلاص كفايه عليا كده ، انا همشى ، عاوز حاجه منى ؟
على : لا يا حببتى ، خلى بالك من نفسك .
حبيبه نزلت من العربيه ودخلت العماره وطلعت تحضر عيد الميلاد ، اما على فوقف شويه واتكلم مع نفسه وقال : خليتى قلبى ينقبض يا حبيبه ، ربنا يسترها عليكى يا بنتى .
مشى على بعربيته يشوف شغله .
عدى ساعه تقريبا من ساعه ما وصل على بنته لحفله عيد الميلاد ، وصل على قدام العماره اللى وصل ليها بنته حبيبه من ساعه ، فضل على مستنى فى عربيته قدام العماره حوالى ربع ساعه مستنى بنته تتصل عليه ، بس لما متصلتش راح متصل هو بيها .
كل ما يتصل على على تليفون حبيبه بنته يسمع صوت الرنين بس حبيبه مكنتش بترد عليه ، هو طبعا اتوقع ان تكون حبيبه مش سمعه صوت تليفونها اللى بيرن ، مهى حفله واكيد صوت الموسيقى عالى ، ويمكن يكون فى سماعات ضاخمه ومحدش سامع حاجه من الصوت العالى ده .
فضل على يتصل على بنته وهى مش بترد خالص ، فى الاخر زهق وقلق كمان ، فنزل من عربيته وقرر يطلع يشوف بنته ، فعلا نزل على من العربيه ، ويدوب قفل باب العربيه بص لقى حاجه وقعت على العربيه ، انخض على من صوت الهبد اللى حصل ، حتى سقف العربيه اتطبق ، وازاز العربيه كله اتكسر ، حتى فى ازاز اتنتر على وش وايد على عوره .
كل ده خض على ، بس الخضه الكبيره ، او بمعنى اصح النصيبه الكبيره لما على بص على الحاجه اللى وقعت على العربيه ولقاها بنت ، بنت وقعت من العماره على العربيه ، الدم كان مغرقها ومغرق العربيه ، وقعت على وشها وبطنها ، وشعرها مغطى وشها .
على حس بان قلبه اتقبض ، اصل اللبس اللى كان على البنت اللى وقعت هو نفس لبس بنته حبيبه ، بس ازاى تكون حبيبه ، قلبه وعقله نكرين الفكره خالص ، على اتقدم خطوه واحده علشان يشيل شعر البنت ويعرف هى مين ، حركته كانت بطيئه اوى ، او مكنش قادر يتحرك اصلا ، ومد ايده علشان يبعد شعر البنت من على وشها ، مهو بنته حبيبه محجبه ، والبنت اللى ميته قدامه من غير حجاب ، فكان عنده امل انها متطلعش بنته حبيبه .
مد على ايده وشال الشعر من على وش البنت ، الدم كان نازل على وشها بس ملامحها باينه ووضحه ، ويخساره طلعت حبيبه بنت على
على اول ما شاف وش بنته ، تحس انه انكسر ، او روحه انطفت ، مهو تعب السنين راح فى لحظه ، بنته حببته نور عينه ماتت .
دموع على غرقت وشه وهو بيصرخ على بنته وبينادى عليها وبيقولها : حبيبه ، قومى يا حبيبه ، انتى ليه نيمه كده ، قومى يا بنتى متكسريش قلبى وروحى عليكى ، يا حبيبه قومى متسبيش ابوكى يعيط عليكى ، حبيبه قومى انا مش هستحمل يا بنتى اشوفك كده ، حبيبه ردى عليا ، حبيبه ردى على ابوكى ، حبيبه ، حبيبه .
فى الوقت ده طبعا ناس كتير اتلمت ، ناس كتير وقفت تتفرج على الراجل اللى بيصحى فى بنته الميته ، دموعه وصراخه وحزنه والمه وقهرته على بنته كل ده شيفينه ، مفيش فى اديهم حاجه غير انه يصعب عليهم ، منهم اللى قال هى وقعت ازاى ، ومنهم اللى قال ربنا يصبرك ، ومنهم اللى وقف يهمس بكلام كتير .
على مكنش سامع حد من اللى حوليه ، مهو نزل حبيبه من على العربيه وقعد على الارض ، وخد بنته فى حضنه وعلى رجله ، وعمال ينادى عليها وهو بيصرخ من الوجع اللى حاسس بيه فى قلبه ، وكل مره ينطق فيها اسم بنته تطلع معاها كلمه اااه وزكريات بيشفها قدامه لكل اللى حصل بينه وبين بنته ، سنين عمره عدت قدام عينه مع بنته وحببته ونور عينه حبيبه .
بعد ربع ساعه وصل البوليس ووصلت عربيه الاسعاف ، لما جم رجال الاسعاف يشيلوا بنته حبيبه ويحطوها فى كيس الموتى بعد ما اتأكدوا انها ماتت ، على حاول يمنعهم وهو بيصرخ عليهم انهم ميعملوش كده ، فضل يقولهم : انتوا بتعملوا ايه ، حبيبه صاحيه ، هى تعبانه شويه بس هتقوم ، حبيبه قوللهم يا حبيبه انك صاحيه ، سيبوا بنتى بقولكم .
وهاج على على رجال الاسعاف وزقهم بعيد عن بنته ، سعتها رجال البوليس اتدخلوا علشان يسيطروا على على ، بس الموضوع كان صعب عليهم ، على كان قوى زى ما قولنا قبل كده ، كان زى الغول بيبعد رجال الشرطه عنه علشان محدش ياخدها منه ، هو مكنش زى الغول ، هو كان غول فعلا ، خمس رجاله حولوا يسيطروا عليه مقدروش ، حتى ضابط الشرطه اتعصب من ان على زقه وهو بيحاول يمنعهم عن بنته ، وحاول يستخدم العنف ضد على ، بس على مسكه من رقبته وكان بيخنقه ، كان هيطلع روحه فى ايده ، بس هنا جه رجل كبير فى السن ، ملامح وشه طيبه ، كان امام مسجد ، وقف قدام على وقاله : انت بتعذب بنتك باللى بتعمله ده ، ارحم نفسك وارحم بنتك وبلاش تبهدلها ، الميت لازم يتستر يا ابنى
كلام الشيخ كان زى التلج اللى هدى قلبه اللى كان ثاير زى البركان .
على قال للشيخ : بنتى مامتتش .
الشيخ : الصبر يا ابنى ، متغلاش على اللى خلقها .
على : بنتى مامتتش .
الشيخ : ادعلها بالرحمه ، متعذبش روحها .
هنا على انهار وساب رقبه الظابط ووقع على ركبته وفضل يصرخ ويعيط .
طبعا الظابط كان عاوز ينتقم من اللى حصله ، كان خلاص بيموت وازاى الراجل ده يتطاول عليه كده ، ولسه بيخرج سلاحه علشان يضرب بيه على ، لقى شيخ المسجد ده وقف قدامه وقاله : معلش يا ابنى ، راعى ظروفه ، ده اب ، وضاعت منه بنته فى لحظه ، خليك كريم واعفى عنه وقدر موقفه ، ربنا ما يكتبها على حد ويشوف ضناه ميت قدامه .
كلام الشيخ احرج الظابط وخلاه ينسى اللى عمله على فيه .
خدت عربيه الاسعاف حبيبه ، وركب على مع بنته فى العربيه وراح معاها للمستشفى ، ودخلت حبيبه تلاجه المشرحه .