رواية انتقام اثم الفصل التاسع عشر 19 بقلم زينب مصطفي
راقبت ملك بتوتر قاسم الجالس بجانبها في سيارته وهو يتحدث في الهاتف بغضب شديد :
=يعني ايه .. الاتنين يقعوا من على السلم وفي وقت واحد .. دي حاجه ميصدقهاش عقل.
ليتابع بغضب :
=حطولي حراسة مشددة على أوضهم في المستشفى انا قدامي نص ساعة و اكون عندكم.
ثم أغلق الهاتف وتراجع للخلف وهو يمرر يده بغضب في شعره..
ملك بتوتر :
=الدكاتره قالولك ايه !
قاسم بتعب :
=مرات عمي كاملة حالتها حرجة جدا بين الحياة والموت.. لكن نيرفانا اصابتها بسيطة مجرد كدمات.
ليتابع بغضب :
=انا اللي هيجنني ازاي هما الاتنين يقعوا من على السلم و في وقت واحد اكيد فيه حاجه حصلت.
ربتت ملك على يده بحنان وهي تشعر بالحزن من أجلهم لتقول بحيرة :
=عندك حق هي حاجه غريبة فعلا بس المهم حاول تهدى علشان تقدر تتصرف.
لتتفاجأ به يضغط على يدها بعنف وهو ويقول بصرامة شديدة :
=اسمعيني كويس مش عاوزك تغيبي عن عيني او تبعدي عني مهما حصل.
ليتابع بغضب :
=لحد ما اعرف ايه اللي حصل بالظبط عاوزك زي ضلي متفارقنيش .. مفهوم.
ابتلعت ملك ريقها بتوتر وهي تدرك انه على وشك الانفجار من شدة الغضب والتوتر لتقول بطاعة :
=حاضر..
تنهد قاسم بتوتر وهو يجذبها لجانبه ويده تلتف حول خصرها بتملك تلصقها به وهو يحتضنها بشدة وشعور غير مفهوم يعتريه بالخطر الشديد وهو يشعر باقترابه منه ولكنه لا يعرف من اين سيأتيه مما يشعره بالتوتر والغضب الشديد ..
استكانت ملك صامته في احضانه تشعر بتوتر عضلاته الشديد وهو يحتضنها بحماية لتتنهد بتوتر وهي تتذكر اصطدامه الشديد مع جده فهو قد رفض مغادرة جده او طفله للفيلا ووضعهم تحت حراسة مشددة وتجاهل معارضة جده الشديدة ورغبته في مرافقته للمشفى للاطمئنان على الحالة الصحية لكاملة ثم حرصه على مرافقتها له مع وجود حراسه شديدة حولها.
تنهدت ملك بتوتر وهي تشعر بتوقف السيارة ، لتتفاجأ بقاسم يقول بصرامة اخافتها :
=مش عاوزك تغيبي عن عيني لاي سبب من الاسباب .. عاوزك تلازميني زي ضلي .. مفهوم ..!
هزت ملك رأسها بموافقة دون ان تتحدث ، تنهد قاسم بتوتر وهو يفتح باب السيارة يترجل منها ثم ساعدها على النزول ويده تلتف حول معصمها يجذبها نحوه وهو يصعد الى مبنى المستشفى الاستثماري الفخم.
دخلت ملك برفقته الى قسم العناية المركزة لتشاهد بتعجب مدير المشفى يهرع مسرعا هو والطبيب المسئول لمقابلة قاسم.
مدير المشفى باحترام :
=اهلا وسهلا يا قاسم بيه.
قاسم بجدية :
=حالة كاملة هانم ونيرفانا إيه!
تنحنح الطبيب المسئول وهو يقول بعملية :
=للاسف حالة كاملة هانم خطيرة وغير مستقرة لان عندها ارتجاج شديد في المخ وكسور متعددة في الجسم دا غير انها فضلت تنزف كتير لحد ما إكتشفوا وقوعها من على السلم ..
شهقت ملك بألم وهي تتخيل كاملة وهي مصابة و تنزف وحيدة دون ان يكتشفها احد لتشعر بالتعاطف معها والحزن على ما أصابها على الرغم من كل ما فعلته في السابق معها.
لتنساب الدموع من عينيها بالرغم عنها وهي تستمع للطبيب يتابع :
=علشان كده احنا دخلناها العناية المركزة ولو عدت الاربعة والعشرين ساعة الجاية عليها من غير مضاعفات هيبقى فيه امل ان شاء الله انها تتعافى.
ليتابع بعملية.:
=اما حالة نيرفانا هانم فهي مطمئنة مجرد كدمات وسحجات بسيطة بس احنا اضطرينا نديلها مهدئ ومنوم لانها كانت بتصرخ ومنهارة بطريقة هيسترية .. بس هي فاقت دلوقتي وطلبت انها تشوف حضرتك.
قاسم بصرامة :
=انا عاوز اشوف مرات عمي الاول.
الطبيب باحترام وهو يشير الى اخر الممر :
=طبعا يا افندم اتفضل من هنا.
تبعه قاسم ثم التفت فجأة ليشاهد ملك واقفة بتردد لا تعرف هل تتبعه ام تنتظره حتى يفرغ من زيارة زوجة عمه.
قاسم وهو يشير اليها بغضب :
=ملك ..تعالي.
ابتلعت ملك ريقها بخوف ثم تبعته بسرعة وهي تسمعه يهمس لها بغضب شديد ويده تلتف بقسوة حول ذراعها تجذبها نحوه :
=انا مش لسه قايلك متبعديش عن عيني ايه لحقتي تنسي !
ملك بتوتر :
=انا كنت هستناك هنا مش هبعد ولا حاجه.
قاسم بهمس غاضب :
=متخلنيش اندم اني جبتك معايا .. ايدك في ايديومتبعديش عني.
ثم قام بدخول غرفة صغيرة برفقتها ارتدو فيها ثياب معقمه مخصصة لزيارة غرفة العناية المركزة ثم وجههم الطبيب الى غرفة الانعاش المخصصة لكاملة هانم..
دخل قاسم الى الغرفة برفقة ملك التي وقفت ترتعش بحزن ودموعها تتساقط بشدة وهي تشاهد وجه كاملة المتورم بشدة و رأسها الملتف بالكامل بالشاش المعقم في حين يتصل بجسدها الواهن والضعيف مجموعة من الخراطيم والابر التي تمدها بالاكسجين والدواء الذي تحتاجه لتستطيع مواصلة الحياة.
اغلق قاسم عينيه وهو يحاول التحكم بغضبه ثم اتجه الى فراش زوجة عمه يتأملها بحزن ثم انحنى يقبل جبينها برقة
وهو يقول بصرامة مفزعة :
=متخافيش يا مرات عمي انا جنبك وحقك هيرجعلك..
ثم التفت الى ملك التي تتابعهم ودموعها تسيل بحزن
ليهمس لها بغضب :
=يلا بينا.
تبعته ملك الى خارج الغرفة وتخلصت من ثيابها المعقمة ثم وقفت بجانبه وهو يتحدث في الهاتف مع جده :
=ايوه يا جدي حالتها حرجة جدا .. إدعيلها.
ليتابع الحديث بجدية :
=نيرفانا كويسة شوية كدمات بسيطة يعني كلها النهاردة بالكتير وهترجع البيت من تاني.
ليصمت قليلا ثم يقول بتحذير :
=خد بالك انت من عمر .. خليه معاك على طول ومتخرجش بيه برة الفيلا لاي سبب.
ليتنهد براحة وهو يستمع لجده :
=كويس انك فهمتني خلي بالك من نفسك ومن عمر ومتقلقش انا مشدد الحراسة عليكم.
ثم اغلق الهاتف بعد ان ودع جده..
ملك بتوتر :
=هو في ايه يا قاسم .. ليه كل الاحتياطات دي ؟
وضع قاسم يدها بداخل يده بحماية وهو يقول بجدية :
=احساسي يا ملك ..احساسي بيقول ان فيه خطر وحاجه بتتدبر لينا وانا احساسي عمره ما يخوني ابدا..
ليتابع بغضب حارق :
=بس امسك بداية الخيط وساعتها مش هرحم اي حد حاول يمسنا بسوء.
تبعته بصمت وتوتر وهو يدخل الى غرفة نيرفانا بتحفز ،
انتفضت نيرفانا بخوف عند مشاهدتها لقاسم وعينيها تضيق بغضب عند مشاهدتها لملك التي تتبعه لتندفع خارج الفراش فجأة وترمي نفسها بين ذراعيه وهي تحتضنه بشدة وترتعش وهي تقول بخوف أجادت تمثيله :
=إلحقني يا قاسم انا خايفة أوي في حد حاول يقتلني انا وماما كاملة.
حاول قاسم ابعادها عنه وهو يقول بغضب :
=حد مين اللي حاول يقتلكم .. اهدي كده و إحكيلي على كل حاجه.
ارتعشت نيرفانا وهي تنظر لملك بخوف :
=انا ..انا عاوزه اتكلم معاك لوحدك.
قاسم بجدية وهو ينظر لملك :
=ملك مراتي يا نيرفانا .. وأي حاجه هتقوليها هتفضل ما بينا .
نيرفانا بخوف مصطنع :
=بس …
قاسم بغضب وقلة صبر :
=مفيش بس ..احكي يا نيرفانا اللي حصل ده حصل إزاااي!
اغلقت نيرفانا عينيها وهي تدعي انها على وشك فقدان الوعي :
=حاضر يا قاسم بس رجعني لسريري.
كتمت ملك غيظها وهي تراه يميل عليها ويحملها بين ذراعيه ويضعها بالفراش ثم همست بغيظ :
=أبو شكلك حتى وانتي تعبانة رخمة وزي اللزقة.
لتتابع بغيرة قاسم وهو يحاول الابتعاد عنها الا انها تشبثت به بقوة وهي تقول برجاء خائف :
=خليك جنبي متبعدش .. انا خايفة اوي.
تنهد قاسم بقلة صبر ثم جلس بجانبها على الفراش وهو يقول بغضب مكتوم :
=احكي يا نيرفانا انا صبري ابتدى خلاص ينفذ..
ابتلعت نيرفانا ريقها وهي تقول بتوتر :
=انا كنت ..كنت في أوضتي ة سمعت صوت مكتوم زي ما يكون صوت حاجه بتترزع جامد اوي..
لتبدء في تمثيل البكاء وهي تتابع :
=خرجت من أوضتي بسرعة عشان اشوف ايه الصوت ده لقيت ماما كاملة مرمية على السلم من تحت وغرقانة في دمها .. جريت عليها علشان احاول الحقها و انا في نص السلم حسيت بحد بيزقني انا كمان وفجأة وقعت وفوقت لقيت نفسي هنا .
قاسم بهدوء حذر :
=وتفتكري مين اللي عمل كده!
نيرفانا وهي تنظر لملك بخوف مصطنع :
=مفيش حد كان في الفيلا غيري انا وماما كاملة والست اللي انت بعتها امبارح وقولت انها قريبة ملك ..
شهقت ملك بصدمة وهي تسمعه يقول بحذر :
=قصدك ام رجاء!
نيرفانا بغضب :
=ايوه اقصدها هي .. مكنش حد في الفيلا غيري انا وماما كاملة وهي والخدم.
لتتابع بغضب مفتعل :
=والخدم دول شغالين عندنا بقالهم سنين واستحالة حد فيهم يعمل كده.
تأملها قاسم وهو يفكر ليقول بهدوء :
=وهي هتعمل كده ليه هتستفيد ايه.
ملك بغضب :
=انتو بتقولو ايه انتو الاتنين .. انتو عاوزين تلبسو الست تهمة !
لتتابع بغضب شديد :
=ام رجاء استحالة تعمل كده دي ست زي الملاك وبعدين هتعمل كده ليه هتستفاد ايه !
نظرت لها نيرفانا بكراهية وهي تلقي قنبلتها الاخيرة :
=أكيد بتنفذ تعليماتك ما انتي عاوزه تخلصي مننا ..
مش انتي كنتي بتهددي ماما كاملة بانك هتقولي لقاسم انها كانت تعرف باللي كان بيعمله فيكي سامح وسكتت ودارت عليه ، مش انتي طلبتي منها تمشي وتسيب الفيلا من نفسها بدل ما تحكي لقاسم وساعتها هو اللي هيطردها برة الفيلا وبرة العيلة ..!
لتتابع بحزن مفتعل :
=لكن طبعا بعد ما هي زهقت من تهديدك ليها وقالتلك انها هتحكيله بنفسها خوفتي انها مش هتختفي من حياتك وتمشي زي ما انتي عاوزه قومتي خليتي الكلبة بتاعتك تعمل فيها وفيا كده.
لتنهار في بكاء مصطنع :
=حرام عليكي .. انتي ايه معندكيش رحمة!
نظرت ملك لها ولقاسم الصامت بصدمة :
=انتي بتقولي ايه انا معرفش اصلا ان ام رجاء عندكم في الفيلا ولا شوفت كاملة هانم من اكتر من سنة ونص يبقى ههددها إزاي؟
ثم نظرت بغضب شديد لقاسم الصامت بهدوء مريب لتقول بعدم تصديق :
=انت ساكت كده ليه .. قول حاجه وقفها عند حدها دي بتتهمني انا والست الغلبانة ام رجاء باننا حاولنا نقتلهم !
وقف قاسم فجأة وهو يقول لنيرفانا بهدوء وهو يتجاهل ببرود ثورة غضب ملك :
=متخافيش يا نيرفانا .. حق كاملة هانم هيرجع وعشان تتطمني انا هسيب حراسة قدام اوضتك ومحدش هيقدر يوصلك غيري.
نظرت نيرفانا بشماتة لملك التي شحب وجهها بشدة وهي تنظر بذهول لقاسم .. لتنفجر بالغضب ودموعها تتساقط :
=انا مش مصدقة… انت مصدق فعلاً الكلام الفارغ اللي هي بتقوله!
نظر لها قاسم وهو يقول بصرامة غاضبة :
=هو سؤال واحد تجاوبي عليه من غير لف ولا دوران .. كاملة هانم كانت تعرف باللي كان بيعمله فيكي سامح وكانت ساكته وبتداري عليه !
صمتت ملك لتقول بارتعاش :
=ايوه بس..
قاطعها قاسم بغضب :
=وليه مقولتليش..
شعرت ملك انها على وشك الانهيار ودموعها تغرق وجهها :
=علشان .. علشان مكنتش هتصدقني.
نظر قاسم لها بغضب :
=وليه دلوقتي عوزاني اصدقك ايه مش خايفة اني ماصدقكيش ..!
ملك بذهول :
=تقصد ايه بكلامك ده .. انت فعلا مصدقها !!
لتتابع بانهيار وذهول :
=اكيد دي لعبة جديدة انت بتلعبها عليا .. وانا الغبية اللي صدقتك تاني..
قاسم بصرامة :
=بطلي نواح و دافعي عن نفسك والا متلوميش غير نفسك لما تشوفي رد فعلي.
ملك بغضب :
=ايه هتسجني يا قاسم بيه .. اتفضل اطلب البوليس وكل واحد يقول اللي عنده.
قاسم بسخرية قاسية :
=انا مبتعاملش مع البوليس .. حقي وحق كاملة ونيرفانا هاخده يا ملك وبإيدي فوفري على نفسك البهدلة واتكلمي احسنلك ..
ليتابع بقسوة شديدة تحت نظرات ملك المذهوله ونظرات نيرفانا الشامتة :
=انتي اللي اتفقتي مع ام رجاء علشان تعمل كده ولا هي اللي عملت كده من نفسها .. يعني مثلا كانت فاكرة انها بكده بتخدمك..!
صرخت ملك فيه بغضب ودموعها تتساقط :
=انت ايه يا اخي حرام عليك مش كفاية كل اللي عملتوه فيا كمان عاوز تسجن ست غلبانة كل ذنبها انها وقفت جنبي وأوتني في بيتها بعد ما كنت مرمية في الشارع من غير مكان يئويني!
لتتابع بألم قاتل ودموعها تتساقط دون ان تستطيع السيطرة عليها :
=اسمع يا قاسم اديني ابني وانا همشي .. همشي ومش هتشوف وشي تاني.
قاسم ببرود :
=ابنك ..ابنك ده تنسيه خالص وتنسي اسمه كمان .. دا لو عاوزانا نتفاهم.
ملك بذهول :
=يعني ايه انساه ونتفاهم على ايه انت اتجننت .. دا إبني ومستحيل افرط فيه مهما حصل.
قاسم ببرود :
=يبقى انتي كده اللي اختارتي .. ومسبتيش قدامي غير حل واحد.
ليقترب منها بهدوء محاولا اخراجها من الغرفة ، الا انها نظرت حولها سريعا لتجد مشرط جراحي صغير يستخدم لكسر الحقن موضوع بجانب فراش نيرفانا اخذته ووجهته نحو قاسم تهدده به وهي تقول بارتعاش :
=ابعد عني يا قاسم احسنلك ..
تجاهلها قاسم واقترب منها بهدوء وتراجعت هي للخلف وهي تقول بانهيار :
=اديني ابني ومش هتشوف وشي تاني علشان خاطري يا قاسم اديني ابني.
ليتجاهلها ويقترب منها اكثر بهدوء حذر وهي تتابع بانهيار وتوجه المشرط ناحيته بتهديد واهي :
=بلاش علشان خاطري انا .. طيب علشان خاطر جدك او كاملة هانم او نيرفانا عشان خاطر كل اللي بتحبهم اديني ابني وانا هختفي من حياتك خالص.
لتشعر فجأة بيأس قاتل وبكراهية شديدة لحياتها بكل ما فيها من عذاب وألم وتقرر أن تنهيها …
لتوجه فجأة المشرط الى عنقها تغرسه فيه بعنف
شديد وهي تنوي قطع شريانها وتغلق عينيها بألم وهي تتمنى ان تنتهي حياتها بكل ما فيها من عذاب لتنتشر الدماء بغزارة على عنقها وهي تسلم نفسها للموت عله يريحها.
_______________
♕ يتبع.. ♕
♡ الفصل التاسع عشر ♡
•• زينب مصطفى .
#إنتقام_آثم. 🦋🖤