close

رواية انتقام اثم الفصل العشرون 20 بقلم زينب مصطفي


 رواية انتقام اثم الفصل العشرون 20 بقلم زينب مصطفي


غمضت ملك عينيها بيأس وهي تغرز المشرط في عنقها بعنف قاصدة انهاء حياتها .. 

لكن ولدهشتها لم تشعر بأي ألم على الرغم من انتشار الدماء على عنقها لتفتح عينيها برعب وهي تشاهد قاسم يسحب يده المصابة بعيدا عن عنقها وينزع المشرط الغارق في الدماء بعنف من كف يده بعد ان وضع يده سريعا على عنقها متلقيا طعنة المشرط بدلا عنها. 

شهقت ملك برعب وذهول وهي تشاهد الدماء تنزف من كف قاسم بغزارة لتقول بذهول  : 
=دم .. ايدك .. ايدك بتنزف دم. 

الا انه تجاهل نزيف يده و هو يضع يده المصابة على عنقها يتحسسها برعب خوفا من ان تكون قد اصابت عنقها بالمشرط وهو يصرخ بغضب  : 
= بتعملي ايه يا مجنونة عاوزه تموتي نفسك ! 

إنسابت دموع ملك وهي تقول بضعف وارتباك  : 
=أنا …أنا…










لتتفاجأ به يصفعها بعنف شديد وهو يقول بغضب أعمى  : 
=انتي.. انتي ايه .. عاوزه تموتي ..لو عاوزه تموتي قوليلي ووفري عليا كل العذاب اللي انا شايفة معاكي. 

شهقت ملك بألم و رأسها يدور بعنف من شدة الصفعة لتغمض عينيها بضعف و الدوار يشتد ويستولي على رأسها فغابت عن الوعي وهي تحاول مقاومة ضعفها. 

لتتلقاها يد قاسم تمنعها من السقوط ثم رفعها بغضب بين ذراعيه ويده تلتف حولها بحماية  ، ليلتفت بغضب لنيرفانا التي صرخت فجأة بكراهية مجنونة  : 
=شفت .. شفت يا قاسم اهي كانت عاوزه تموتك انت كمان مش بقولك مجرمة. 

التفت قاسم لها وقال بغضب وهو يغادر الغرفة  : 
=نيرفانا خلاص مش عاوز اسمع كلام تاني في الموضوع ده… انا خارج وسايب حراسة قدام اوضتك يعني اطمني مفيش حد هيقدر يوصلك او يئذيكي وملك دي مشكلتي انا وانا اللي هحلها. 

ثم تركها و غادر وهي تشعر بلذة الانتصار والشماتة بعد ان حققت مبتغاها …

في نفس الوقت توجه قاسم سريعا الى احدى الغرف الفارغة
وهو يقول بتوتر شديد لاحد رجال حراسته المرابطين امام غرفة نيرفانا: 
=شفلي دكتور بسرعة ..انا هستناه هنا في الاوضة دي. 

تحرك الحارس سريعا بحثا عن طبيب تنفيذا لتعليمات قاسم
في حين دخل قاسم الى الغرفة ثم مدد ملك بتوتر على الفراش وجلس سريعا بجانبها يتحسس نبضها ويتأكد من خلو عنقها من اي جروح ثم تنهد وهو يقول بارتياح بعد ان تأكد من سلامتها  : 
=الحمد لله مفيش جروح في رقبتها. 

ليتابع وهو يتأملها بغضب  : 
=عاوزه تموتي نفسك وتسيبيني  .. بس انا مش هسيبك يا ملك حتى لو روحتي القبر هروح معاكي.

ليلتفت للطبيب الذي دخل للغرفة بسرعة تتبعه احدى الممرضات. 

الطبيب باحترام  : 
=خير يا قاسم بيه  ! 

اشار قاسم لملك وهو يقول بتوتر  : 
=طمني عليها .. بقالها عشر دقايق فاقدة الوعي. 

نظر الطبيب ليد قاسم التي مازالت تنزف : 
=ايد حضرتك بتنزف جامد خليني اشوفها  . 

قاسم بغضب  : 
=شوف مراتي الاول وطمني عليها وبعدين هابقى شوف ايدي ..

أومأ الطبيب رأسه بموافقة ثم توجه لملك وقام بمعاينتها تحت نظرات قاسم المراقبة. 

الطبيب بعملية  : 
=هي ضغطها واطي شويه وواضح عليها انها فقدت الوعي نتيجة ضغط نفسي شديد ..

ليتابع وهو يقوم بالتعديل من وضع نظارته  : 
=بس انا هديها حالا حقنة هترجعها لوعيها على طول. 

تنفس قاسم بارتياح بعد ان كان يحبس انفاسه خوفا عليها  : 
=لا انا مش عاوزك تديها حقنة ترجعها لوعيها ..انا عاوزك تديها حقنة منومة ومهدئة علشان ترتاح ولما نوصل البيت هبقى افوقها بنفسي. 

ليتابع بأمر وهو يتجاهل دهشة الطبيب المرتسمة على وجهه  :  
=ياريت تديهالها دلوقتي  . 

أومأ الطبيب رأسه بموافقة وهو يقول  : 
=حاضر يا فندم ..بس ياريت تعالج ايدك لان النزيف بيزيد. 

أومأ قاسم رأسه بموافقة وهو يقول بصرامة.: 
=اديها الحقنة الاول وبعدين نبقى نشوف ايدي..

أومأ الطبيب رأسه بموافقة ثم توجه الى ملك يقوم بتنفيذ أوامر قاسم ..

بعد مرور اربع ساعات..

جلس قاسم في غرفته بفيلا الساحل بجانب ملك الغارقة في النوم بفعل الحقنة المهدئة التي اعطاها لها الطبيب وهو يتأملها بحنان وشعور بالتوتر يتملكه خوفا من ردة فعلها عند استيقاظها ..

ليتنهد بتوتر وهو يمرر يده في خصلات شعرها و يميل على عنقها يقبل شريانها النابض بعشق وهو يقول بحنان  : 
=كده يا ملك .. تعملي كده فيا عاوزه تموتي نفسك وتسيبيني  ! 

ثم مال مرة اخرى على عنقها يمرر يده عليه وكأنه يطمئن نفسه انها سليمة وبخير ليتابع بلهفة  : 
=بس انا عمري ما هسيبك ..حتى الموت مش هيفرق ما بينا يا حبيبتي. 

ثم مال عليها يقبل جبينها برقة وهو يتابع بندم : 
=انا اسف يا حبيبتي ..اسف اني ضغط عليكي اوي كده بس كان لازم اعمل كده علشان اطمن نيرفانا واعرف هي ناوية على ايه و الكلب اخوها مشترك معاها في جريمتها ولا لاء… والاهم من ده كله هي عملت كده ليه وناوية على ايه..

ثم مال عليها وقبل جبينها بحنان وابتعد قليلا بتوتر وهو يراها تتئوه بألم وتفتح عينيها بتعب. 

نظرت ملك الى قاسم بتعب وذاكرتها تعيد عليها كل ما مر بها من احداث مؤسفة لتشهق بفزع وهي تقفز فجأة من الفراش وتتلفت حولها بخوف  : 
=انا فين..! 

وقف قاسم بهدوء وهو يقول بحذر : 
=انتي في بيتك يا حبيبتي ..

نظرت ملك حولها بخوف وهي تستوعب انها في الغرفة التي كانت تشغلها في فيلا الساحل. 

ملك بخوف  : 
=ابني .. ابني عمر فين ..وديت ابني فين  ! 

اشار قاسم بهدوء الى الفراش الصغير الموضوع بجانب فراش ملك  : 
=عمر نايم جنبك في سريره. 

اندفعت ملك بلهفة الى حيث اشار لتجد طفلها نائم بأمان في فراشه فقامت برفعه بين ذراعيها بلهفة شديدة وهي تضمه اليها بخوف و تبكي بعنف شديد وتقبله بلهفة في كل مكان استطاعت الوصول اليه مما جعل طفلها يستيقظ مفزوعا وهو يبكي. 

احتضنته ملك بحماية وهي تقول بغضب ودموعها تغرق وجهها : 
=متخافش يا حبيبي محدش يقدر يبعدنا عن بعض ولا ياخدك مني. 

حاول قاسم الاقتراب منها وهو يقول بصوت هادئ  : 
=محدش هياخد ابنك منك ولا يبعده يا حبيبتي .. اهدي وحاولي تسمعنيني ..

ليتابع بتوتر  : 
=انا اسف على كل الكلام اللي قلته في المستشفى .. بس انا مقصدتش اللي فهمتيه انا قولته علشان اقدر اكشف نيرفانا يعني كنت بجاريها في كلامها وبطمنها اني مكشفتهاش ..

لتقاطعه ملك بغضب وهي تضم طفلها اليها بحماية ودموعها تسيل بدون توقف : 
=اسف .. ومتقصدش.. عادي يعني هزعل ليه ..فيها ايه لما تتهمني انا والست الغلبانة ام رجاء بالقتل..
عادي مكنتش تقصد  !! 

لتتابع بغضب اكبر  : 
=فيها ايه لما تهددني انك هتاخد ابني مني وترميني في الشارع او السجن مش فارقة و اسف  ..  قاسم بيه مكنش يقصد . 

ثم انهارت في البكاء وهي تتابع  : 
=طبعا قاسم بيه عادي عنده يضحي بيا ويستعملني طعم عشان يكشف حقيقة اللي حصل لكاملة هانم .. ما انا رخيصه اوي في نظره انهار ولا اموت ولا انتحر حتى عادي مش مهم .. المهم عيلة الانصاري محدش يمسها ولا يمس اي حد منها بسوء .. لكن ملك دي حشرة لعبة كل شوية اجيبها العب بيها شوية واتسلى ولما ازهق اتخلص منها وافعصها برجلي مش كده. 

شعر قاسم بألم رهيب في داخل قلبه وهو يتأمل انهيارها  : 
=الكلام ده مش صحيح انا عملت كده علشانك وعلشان ابننا علشان خايف عليكم .. ولازم تعرفي انك اهم عندي من نفسي ومن عيلة الانصاري ومن الدنيا كلها. 

ملك بغضب وهي تضم طفلها الباكي اليها بخوف وحماية  : 
=كداب ..انت كداب ومعدوم الضمير .. وانا استحالة اصدقك بعد كده .. كل شوية بكلام عكس التاني ترفعني
للسما وفجأة ترميني لسابع ارض وانا خلاص اكتفيت منك ومن عيلة الانصاري كلها.

حاول قاسم الاقتراب منها وهو يقول بهدوء  : 
=طيب حاولي تهدي واسمعيني وانا هشرحلك كل حاجه ..

ملك بغضب وهي تتراجع للخلف بعيدا عنه  : 
=وانا مش عاوزه اسمع حاجه منك .. مش عاوزه غير حاجه واحده بس ..تطلقني وتسيبني امشي من هنا مع ابني وتنسى انك شفتنا او تعرفنا دا لو لسه عندك ذرة من الانسانية. 

أغمض قاسم عينيه بألم وهو يقول بهدوء محاولا امتصاص ثورتها  : 
=انا هسيبك دلوقتي ترتاحي وهنتكلم بعدين .. انا عارف اني غلطان وانتي عندك حق انك متثقيش فيا بس اللي اقدر اقولهولك اني عملت كده علشان احميكي انتي وابني. 

ثم توجه لباب الغرفة محاولا مغادرتها الا انها اندفعت نحوه تضربه تكرارا في كتفه بعنف و بغضب وهي تقصد اهانته وجرحه حتى يطلق سراحها  : 
= انت رايح فين وسايبني بقولك طلقني انا بقرف منك و مبقتش طايقاك ولا طايقة اشوف وشك قدامي ..خليك راجل لمرة واحدة وطلقني. 

لتتفاجأ به يمسك يدها بقسوة يمنعها من مواصلة مهاجمته وهو يقول بغضب اخرسها  : 
=إخرسي يا ملك ومتتكلميش تاني انا من ساعة ما دخلت وبحاول اتفاهم معاكي بعقل واشرحلك انا عملت كده ليه و انتي مصممة تقفلي مخك ومتسمعيش انا عاوز اقول ايه.. 

ليتابع بغضب وهو مازال يمسك يدها يمنعها من الفرار منه في حين وقفت هي تنظر اليه بتحدي ودموعها تتساقط بالرغم عنها  : 
=بقى انا مش راجل وبتقرفي مني ومش طيقاني وعاوزه تتطلقي ..حاضر انا هطلقك زي ما انتي عاوزه بس المرة دي مفيش فيها رجوع هيبقى طلاق نهائي علشان اخلص
منك ومن غبائك اللي اتمنى ان ابني ميكونش ورثه منك..

ثم ترك يدها وتوجه للخارج لتستوقفه هي تضرب الارض بقدمها بغضب ودموعها تتساقط  : 
=رايح فين ..انت مش قولت انك هتطلقني. 

التفت قاسم اليها وهو يقول بجدية: 
=هطلقك يا ملك .. هطلقك علشان انا راجل ومقبلش على كرامتي اعيش مع واحدة انانية معندهاش اي تقدير للضغوط اللي بتعرض ليها .. واحدة ضعيفة مع اي مشكلة بتقابلنا بيبقى اول حاجه بتفكر فيها هي الهرب والطلاق
ودلوقتي زودت عليهم قلة ادبها اللي سهل أئدبها عليها بس انا راجل مبتعبش نفسي في قضايا خسرانة ومتستهلش اتعب نفسي علشانها. 

ليتابع بقسوة : 
=اطمني هطلقك يا ملك بس مش دلوقتي .. هطلقك لما اتطمن ان حياتك انتي وابني مش في خطر وده برضه علشان انا راجل وبحافظ على اللي مسئولين مني حتى ولو كانو ميستهلوش.

ثم تابع بجدية صارمة.: 
=وياريت تراجعي نفسك في اللي كنتي عاوزه تعمليه النهارده .. موتك مش هيحل مشاكلك ..موتك هيأذي ابنك ويخليه يتيم يعني المفروض تحافظي على حياتك وتصونيها علشانه دا لو بتحبيه زي ما بتقولي. 

ثم تركها تقف في منتصف الغرفة باكية لا تستوعب معظم حديثه وغادر الغرفة واغلق بابها خلفه بغضب. 

في المساء..

جلست ملك في غرفتها تضم طفلها اليها وهي تقبله بحنان استعدادا للنوم وبرفقتها ام رجاء التي قالت بهدوء  : 
=هتفضلي من غير أكل ولا شرب كده كتير .. انتي كده هتتعبي. 

ثم اشارت لصينية مملوئة بألوان مختلفة وشهية من الطعام  :  
=كلي يا بنتي ومتعانديش مع نفسك .. كلي علشان خاطر ابنك. 

قبلت ملك طفلها ووضعته بفراشه بعد ان استسلم للنوم : 
=مش جايلي نفس للاكل .. انا عاوزه امشي من هنا مش طايقة اقعد هنا اكتر من كده. 

ام رجاء بصبر  : 
=ليه بس ..هو كان حصل ايه لكل ده .. دا حتى جوزك شايلنا من على الارض شيل ومش مخلينا محتاجين اي حاجه. 

لتتابع بطيبة  : 
=و جد عمر راجل زي السكر طول اليوم لعب وضحك مع عمر ومش سايبه ولا دقيقة .. يبقى ايه اللي مزعلك كده! 

ملك بدهشة غاضبة  : 
=انتي هتجنيني ..ما انا حكيتلك على كل حاجه ..دا.. دا كان عاوز يسجنك ويلبسك قضية قتل مرات عمه .. ايه كل ده عادي بالنسبالك. 

قربت ام رجاء صنية الطعام من ملك وهي تقول بجدية  : 
=مكنش عاوز يسجني ولا حاجه .. دا كان بيمثل على الحرباية اللي اسمها نيرفانا علشان يوقعها .. بطلي انتي بس تضخمي كل حاجه وتكبريها .. الراجل بيحبك وفضل يدور عليكي سنة ونص لحد ما لقاكي واتصرف كده من خوفه عليكي انتي وابنه. 

ملك بغضب  : 
=يعني انا دلوقتي اللي غلطانة .. دا.. دا ضربني وبهدلني قدامها وقالي هاخد ابنك منك ومش هتشوفيه ..كل دا عادي عندك ! 

لتنساب دموعها وهي تقول بصوت مجروح  : 
=دا انا كده يبقى زيي .. زي ممسحت الجزم من غير تمن ولا كرامة عنده وانا مش هسمح انه يعاملني بعد كده بالشكل ده تاني. 

وقفت ام رجاء تنوي الخروج والذهاب لغرفتها  : 
=إطمني مش هيعاملك كده تاني ولا هيتعامل معاكي من الاساس الواد وصل لأخره منك. 
 
ملك بغضب  : 
=يتفلق ..انا كمان مش عاوزه اتعامل معاه و اول ما الحظر اللي عمله علينا يخلص هاخد ابني وهمشي من هنا على طول . 

ام رجاء بسخرية : 
=كلي يا ملك وبطلي الكلام الخايب اللي بتقوليه من ورى قلبك ده. 

لتتابع بسخرية اكبر  : 
=دا انتي قعدتي عندي سنة ونص مكنش على لسانك الا قاسم بيحب ده و قاسم بيكره ده ..قوم دلوقتي لما رجعتو لبعض هتسيبيه كده لغيرك بالساهل. 

ملك بغضب  : 
=ايوه هسيبه..

ام رجاء بجدية : 
=يبقى انتي اللي خسرانة .. وماتلوميش غير نفسك لما تلاقيه حب واحدة تانية واتجوز وعاش حياته. 

انتفضت ملك واقفة وهي تقول بغيرة غاضبة : 
=انتي بتقولي كده ليه ..انتي تعرفي حاجه ومخبية عني. 

ام رجاء بخبث  : 
=انا معرفش حاجه ولا مخبية عنك حاجه بس بالعقل كده واحد زي ده مال وجمال وشباب وصحة وشخصية ومن اكبر عيلة في البلد اكيد الف من تتمناه والف واحدة حاطه عينها عليه .. وانتي بعمايلك الخايبة دي بتوسعيلهم السكة. 

ملك بغيرة غاضبة  : 
=يشبعوا بيه ..انا خلاص مبقاش يهمني .

فتحت ام رجاء الباب وخرجت وهي تقول بخبث : 
=انتي حرة  ..بس مترجعيش تعيطي وتقولي ياريت اللي جرى ما كان. 








ثم خرجت واغلقت الباب خلفها تاركه ملك تغلي من شدة الغيظ والغيرة..

جلست ملك على طرف فراشها وهي تحدث نفسها بصوت مسموع  : 
=ما يحب ولاا يتجوز انا مالي ..انا عاوزاه يطلقني وبس. 

ثم مدت يدها وبدأت في تناول الطعام بغيظ وغيرتها تصور لها قاسم في اوضاع مختلفة مع العديد من النساء  ،  لتستمر بتناول الطعام بغيظ حتى كادت ان تنهي على كل الطعام الموجود على الصنية دون ان تنتبه لدخول قاسم الى الغرفه ومتابعته لها بدهشة. 

ليقول بسخرية وهو يقوم بخلع جاكيت بدلته  : 
=تحبي أخليهم يجيبولك اكل تاني عشان تكملي اكل .. احسن تجوعي بالليل وتاكليني انا وابنك. 

شهقت ملك بمفاجأة واحمر وجهها بخجل وهي تستوعب انها انهت تقريبا كل الطعام الموجود على الصنية لتقول بدهشة : 
=انت ايه اللي جابك هنا ..

قاسم ببرود وهو يواصل خلع ملابسه استعداد للاستحمام قبل النوم  : 
=جاي علشان انام في اوضتي ايه الغريب في كده  ! 

وقغت ملك بغضب ووجهها يشتعل احمرارا وهي تحاول الا تنظر لما يفعله  : 
=لما هي أوضتك .. قعدتني فيها ليه .. عموما انا هسيبهالك وهروح انام في أوضة تانية. 

قاسم ببرود مستفز وهو يتجه الى الحمام الملحق بالغرفة  : 
=اقعدي يا ملك و اهمدي دي اوضتي و اوضتك لحد ما ننهي اللي ما بينا ..

ثم استدار اليها يقول بتحذير جاد  : 
=جدي ميعرفش اي حاجه من اللي حصلت ما بينا .. كفاية عليه قلقه على مرات عمي مش هنقلقه كمان بمشاكلنا. 

ليتابع بجدية : 
=كلها ايام واخلص موضوع نيرفانا وساعتها انا هبلغه بنفسي وننهي كل اللي ما بينا ولحد ما يحصل ده هنتصرف قدامه بطريقة طبيعية زي اي زوجين طبيعيين .. اظن كلامي مفهوم. 

ثم تركها دون انتظار اجابتها وتوجه الى الحمام.. 

جلست ملك بتوتر على طرف الفراش وهي لا تعرف ما عليها فعله حتى سمعته يخرج من الحمام وهو عاري الصدر ويرتدي سروال بيجاما رمادي اللون ثم جلس على مقعد بجانب الفراش وبدء في محاولة التغيير على يده المصابة وهو يضغط على شفتيه بألم محاولا نزع الرباط العالق بجرحه. 

في حين جلست ملك تتابعه بتوتر وقد ترقرقت الدموع في عينيها خوفا عليه وقد روعها منظر الجرح العميق في كف يده لتقترب منه بتوتر وهي تخاف ان يرفض مساعدتها الا ان خوفها عليه هزم خوفها منه وهي تقول بصوت خفيض وتميل على يده تحاول لمسها  : 
=خليني أساعدك ..

الا ان قاسم انتفض واقفا وهو يبعدها عنه بعنف وكأنه لا يطيق لمستها ليقول بقسوة  : 
=ابعدي ايدك عني .. واتفضلي روحي نامي انا لو عاوز مساعدتك هطلبها. 

ترقرقت الدموع في عين ملك وهي تشعر بقلبها ينتفض حزنا لتقول بكبرياء وهي تبتعد : 
=انا اسفة اني حاولت اساعدك. 

ثم اتجهت للفراش واستلقت عليه وهي تغلق عينيها تدعي النوم و تعطيه ظهرها ..

لتمر لحظات وتشعر به يستلقي بجانبها ثم يعطيها ظهره هو الاخر لتمر اكثر من ساعة وهي تحاول النوم الا انها تفشل وهي تشعر بألم وثقل شديد في معدتها بجانب قلقها على جرح قاسم الذي تجاهل تنظيفه بعد فشله في نزع الرباط الملتصق بالجرح. 

لتهمس بغيظ  : 
=انا مش فاهمه انا مش عارفه انام ليه ..ايده و هو حر فيها.. يغير عليها ولاا ميغيرش عليها.. هو حر هو اللي هيأذي نفسه ..

لتتابع بتوتر  : 
=هو يعني لسه طفل صغير ومستني اللي يعرفه الصح من الغلط انا حاولت اساعده وهو اللي رفض. 

لتحاول غلق عينيها والاستسلام للنوم الا انها فشلت لتقول بتصميم  : 
=انا هغيرله على الجرح و اللي يحصل .. يحصل.. حتى لو هو رفض .. يرفض إشمعنى هو بينفذ كل اللي هو عاوزه حتى لو كنت انا رافضة. 

ثم توجهت على اطراف اصابعها الى الحمام و احضرت ما تحتاجه من ادوات للتغيير على الجرح وسحبت مقعد وجلست بجانب قاسم الغارق في النوم. 

وسحبت يده المصابة ووضعتها على ساقيها بعناية وهي تقاوم مشاعرها التي تحسها على تقبيل جرحه وبدأت بتوتر في فك الرباط من حول يده برقة وهدوء حتى استطاعت التخلص منه بدون ان يسبب له اي ألم. 

لتنساب دموعها بصمت وهي تضغط على شفتيها بألم وهي تشاهد عمق الجرح الغائر في يده لتبدء في تطهيره وهي ترفع عينيها باستمرار بترقب خوفا من استيقاظ قاسم الا ان انفاسه كانت منتظمة وهو غارق في سبات عميق. 

ابتلعت ملك ريقها بتوتر وهي تستجيب لمشاعرها وتنحني تقبل جرح يده برقة شديدة وهي لا تدرك ان قاسم مستيقظ ويتابع كل ما تفعله بدون ان تشعر..

تنفست ملك بتوتر ثم بدأت في التغيير على جرحه حتى انتهت من تطهيره جيدا وربطه برباط جديد ومعقم
وانسحبت بهدوء على اطراف اصابعها.. 
وهي لا ترى نظرات قاسم التي تتابع كل ما تفعله بهدوء ثم استلقت بجانبه مره اخرى وهي تتنهد براحة وتغلق عينيها وتستسلم للنوم. 

بعد قليل استدار قاسم ناحيتها يراقبها اثناء نومها ومشاعره تتأرجح ما بين غضبه الشديد منها بعد ان اهانت كرامته بكلامها الجارح وتصميمها على الانفصال عنه وما بين عشقه الشديد لها وشعوره باستحالة ان يكمل حياته بدونها ..ليمرر يده بعشق دون ان يشعر على ملامح وجهها وهو يشعر بطعنه من الالم تستولي عليه فزوجته وحبيبته وعشقه تنام  بين يديه ولكنه لا يستطيع الاقتراب منها. 

تنهد قاسم بألم وأغلق عينيه بيأس لتمر لحظات ويشعر بملك تتشنج بعنف وهي تحاول ابعاد شئ مجهول عنها وهي تبكي وتصرخ بخوف  : 
=لا سيبه حرام عليك ..قاسم ..لا..لاااءاا

التفت قاسم لها وهو يحاول ايقاظها من الكابوس المستولي عليها  : 
=ملك ..ملك فوقي يا حبيبتي ..متخافيش دا كابوس. 

تقلبت ملك بعنف في الفراش وهي تحاول ابعاد يد قاسم الذي يحاول ايقاظها حتى فتحت عينيها اخيرا وهي مازالت تبكي  ،  لترتمي بين احضان قاسم تحتضنه بشدة وهي تبكي بهيستيرية.: 
=قاسم انت ..انت كويس ..كان في حد هنا انا شوفته وكان داخل عاوز يقتلك بس انا حاولت ابعده عنك حاولت كتير و في كل مرة كان بيدخل من مكان تاني ويحاول يقتلك..








ضمها قاسم اليه وهو يقول بحنان  :
 =متخافيش دا مجرد كابوس. 

ملك باعتراض باكي : 
=لاء انا شوفته ..كان هنا صدقني انا مش بكدب. 
 
ضمها قاسم اكثر اليه وهو يقبل عينيها بحنان يمنع بكائها  : 
=دا كابوس يا حبيبتي متخافيش ..انا كنت صاحي ومحدش دخل هنا ولا يقدر يدخل هنا اطمني. 

نظرت ملك اليه ودموعها تغرق وجهها بدون ارادتها وهي تقول بضعف مس شغاف قلبه المتيم بعشقها  : 
=كابوس..انا اسفة يا قاسم بس اصله كأنه حقيقي. 

مسح قاسم دموعها بحنان ثم مال عليها وقبل جبينها وهو يقول بمرح حتى يخفف عنها ويده تمر على معدتها برقة  : 
=دا اكيد علشان نسيتي تحلي بعد العشا مش كده..

احمرت وجنت ملك بشدة وهي تقول بخجل من نفسها  : 
=انا فعلا تقلت اوي في العشا واكيد دا السبب. 

مال قاسم على وجنتها يقبلها بعشق لم يستطع ان يداريه وقد افتتن بجمالها وهو يقول بحنان  : 
=بالهنا والشفا. 

همست ملك بحرج  : 
=قاسم ..

نظر لها قاسم لها باستفهام ..

همست ملك بحرج وقد اشتعل وجهها بحمرة الخجل وهي تتفادى النظر في عينيه  : 
=انا عارفه انك مش طايقني بس .. بس... 

رفع قاسم وجهها اليه بحنان  : 
=بس ايه قولي ! 

همست ملك بصوت لا يكاد يكون مسموع وقد ترقرقت الدموع في عينيها  : 
=ممكن تاخدني في حضنك اصل انا بجد خايفة أوي ..

ابتسم قاسم ودون ان يتكلم ضمها بشدة إليه حتى كادت ان تختفي بداخل جسده وهمس لها بحنان ويده تدلك عنقها وكتفها المتوتر  : 
=نامي يا حبيبتي ومتخافيش محدش يقدر يقربلك طول ما انا موجود. 

تنهدت ملك براحة وهي تندس اكثر بداخل احضانه وتستسلم لنوم كان يجافيها منذ لحظات. 

في نفس التوقيت..

عاد رأفت الى مصر على متن احدى سفن البضائع ليستقبله احد اصدقائه العتيدين في الاجرام. 

سلم رأفت عليه ثم استفسر بعملية  : 
=عملت اللي قولتلك عليه يا ابو سالم؟ 

ابو سالم بثقة.: 
=كله تمام يا باشا اجرنا فيلا في الصحرا مفيش صريخ ابن يومين يقدر يوصلها. 

ليتابع بثقة  : 
=واحنا حطينا قاسم وملك وابنهم وحتى جده تحت المراقبه زي ما طلبت بس هو مشدد الحراسة عليهم اوي ومش عارف هنوصل لهم ازاي ! 

ابتسم رأفت وهو يقول بخبث : 
=لا هنوصلهم ازاي ..دي بتاعتي. 

ليتابع بمرح  : 
=مش بيقولو برضه من الحب ما قتل. 

ابوسالم بدهشة : 
=حب ايه اللي بتتكلم عنه انا مش فاهم حاجه. 

رأفت بثقة.: 
=مش مهم تفهم دلوقتي .. المهم ان انا رجعت عشان اخد حقي والايام اللي في عمر قاسم وملك بقت معدودة  . 

لتنطلق ضحكاته عاليا بجنون مرضي…

___________________ 
♕  يتبع .. ♕
♡ الفصل  العشرون  ♡
•• زينب مصطفى. 
#إنتقام_آثم. 🦋🖤



لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
close