close

رواية وعد في العتمة الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي


 رواية وعد في العتمة الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي


#وعد_فى_العتمه


                ٨


نزلت من العربية وانا تايه، احاول ترتيب ما ممرت به

شيء صبع جدا لما تكون حياتك روتينيه هادئه ويحصل معاك فى اسبوع واحد إلى عمرك ما حلمت تشوفه

تحت العمارة شعرت بخوف من طلوع الشقه، كنت حاسس ان اي مكان ليه باب هيظهرلى جواه حاجه مرعبه


__مالك يا دكتور فيه ايه؟

سألنى عوض غفير العمارة لما شافنى تايه وعمال الف وادور قدام باب العماره والسيجارة خلصانه فى ايدى

مفيش يا عم عوض شوية مشاغل بس

حاولت اعتذر لعوض عن غضبى معاه لما سألته عن الشخص إلى دخل شقتى، لكن لسانى مطاوعنيش


اجبلك كوباية مايه يا دكتور؟

ياريت يا عوض، ياريت، زورى كان ناشف كأن ليه سنه مشربتش مايه






قعدت على الدكه قدام العمارة وعوض جابلى كوباية مياة شربتها كلها


__ لقيت نفسى بسأل عوض، انت بتصدق فى أمور الأشباح والعفاريت؟

ابتسم عوض، انت عايز تسخر منى يا دكتور معاذ؟

انت دكتور نفسى يعنى مش بتصدق فى الحجات دى

هصدق يا عوض هصدق، اصل عندى مريض بيقول انه لابسه عفريت وانا الصراحه مقبلتش حالات زى كده


فيه يا دكتور عفاريت، فى المطرح إلى انا جيت منه كنت بسمع كتير عن الأشباح بتقابل ناس فى الغيطان فى الحتت المقطوعه إلى فيها دم تحديدا

دم ازاى يا عوض؟

يعنى كان فيه واحد وقع من فوق نخله ومات وعفريته كان بيطلع هناك بالليل لكن شخص يعدى قرب النخله

او وصمت عوض... لوفيه شخص اتقتل فى المكان إلى اتقتل فيه بيكون فيه شبح، وغالبآ بيكون عفريت رخم

جارتنا رؤيات كانو بيطلعو على نفسها


هو ممكن العفريت يعمل ايه يا عوض؟

احيان بيتلبس الشخص يا دكتور ولازم شيخ يطلعه

زمان واحنا بنلم دودة القطن وكنا عيال صغيره فى الزرعه البحريه، واحد منا لقيناه بياكل طين، ايوه والله يا دكتور معاذ كان نايم على الأرض وعمال يحفر وياكل طين

كانت ايام بدريه ومحدش يعرف حاجه عن الطب، مسكوه اربعه بالعافيه وفى البيت الشيخ فضل يضرب فيه بجريدة نخل ويصرخ اطلع، اطلع، طبعا مكناش حاضرين لأننا اطفال وأهلنا بعدونا عن المكان لكن عرفنا ان جن تلبسه لأنه عمل حمام فوق اطفالة


هو العفريت بيمتلك القدره إلى تخليه يتحكم فى تصرفات الشخص؟

ايوه يا دكتور بيتحكم وممكن يخليه يعمل اى حاجه


كنت بسمع وانا بسخر من نفسى ما بين الثوابت العلميه إلى درستها والأمور الخياليه إلى بتحصل معايا والى لسه خارج منها حالا







شكرت عوض الحارس وطلعت شقتى وانا متخيل فى كل ركن هلاقى شبح

لكن الشقه كانت زى ما تركتها، مفيش اى حاجه غريبه والكتابه على المراية اختفت

خدت حمام ودخلت على غرفتى نمت، نمت رغم انى مكنتش معتقد ابدا ان عنيه ممكن تنغلق بعد إلى شوفته من الرعب


لما فتحت عنيه عرفت قد ايه انا جعان، مر اكتر من يوم ونص وانا على لحم بطنى، عديت على مطعم وانا رايح الشغل

فطرت وحبست بشاى وطلعت على الشغل

صبحت على دكتور سعيد وروحت على مكتبى اخدت الملفات ومريت على المرضى بتوعى، بعدها رجعت مكتبى وانا حاسس ان فيه حاجه فى حياتى اتلخبطت

مقدرش احكى لحد عن إلى شفته ومريت بيه، رقم بيرن من غير تليفون، مرايه مكتوب عليها كلام غريب

وشخص ميت من سنتين بيزور شخص مات من اكتر من اسبوع


ولعت سيجاره بقرف، الطريق إلى انا ماشى فيه هيدمرنى، بيسحق كل قناعاتى العلميه، هيتسبب فى طردى من شغلى

ويمكن ادخل مستشفى المجانين

طلبت فنجان قهوه، كان لازم افكر بتركيز لمخرج من الورطه إلى وقعت نفسى فيها

__مدحت مات، يعنى مفيش فايده من اى حاجه انا بعملها

سواء كان شبح او هو قتل خطيبته مع سبق الاصرار والترصد

كل حاجه انتهت، مفيش داعى افتح صناديق قديمه

واخدت قرارى، موضوع مدحت مات ومش هفتحه تانى

ومضى اسبوع بحاول أقلم نفسى على الوضع الجديد

موقف عقلى عن التفكير وبضيع وقتى فى الشغل او لعب الطاوله على القهوة كان لازم أغرق نفسى فى التفاهه لأن الحقيقه صادمه مرعبه.


كان يوم ثلاثاء وكنت بدور على ملف ضايع منى فى المكتب

فتشت المكتب كله وانا ببحث وقعت ايدى على الورقه إلى فيها تليفون دكتور عونى الورداني وعنوانه

معرفش ليه قلبى اتخض وقعدت دقيقه مبلم، انت اخدت قرارك خلاص يا معاذ

أحرق الورقة متفتحش باب قفلته مهما كانت المغريات لأن إلى هتشوفه مش هيعجبك

رميت الورقه فى ثلة المهملات، خلصت الشغل وركبت مواصلات عشان اروح

حطيت ايدى فى جيبى ادفع الأجره، طلعت مع الفلوس الورقه إلى فيها عنوان دكتور عونى الوردانى ورقم تليفونه

اتصدمت،

الأجره يا استاذ؟ ايقظنى صوت الكمسرى وانا ببحلق فى الورقه

انتى وصلتى جيبى ازاى؟ انا تخلصت منك، رميتك فى الزباله؟

دفعت الأجره ونزلت فى اول محطه، وقفت تحت يافطه كبيره لمنتجات ديفاكاتو وايدى بترتعش طلبت رقم دكتور عونى الوردانى

لحظه والتليفون رد عليه كان صوت واحده ست

السلام عليكم ممكن اكلم دكتور عونى لو سمحتى؟

انت مين؟

انا دكتور معاذ، طبيب شغال فى المستشفى إلى كان شغال فيها دكتور عونى


___عونى مش موجود وانهت المكالمه







قعدت باصص فى التليفون واتصلت مره تانيه، ارجوكى لو سمحتى انا لازم اقابل دكتور عونى او اكلمه


__عونى مش هنا، لو سمحت ممتصلش هنا مره تانيه

ارجوكى متقفليش الخط انا محتاج مساعدته


عونى مش هيقدر يساعدك يا دكتور


بتردد سألت ليه؟

لأن عونى فى مستشفى العباسيه


خبر وقع على دماغى زى الصخره، ازاى دا حصل؟

___لو سمحت انا مش ناقصه اقفل بقا


ارجوكى، انا قلت بتردد انا... بمر بنفس إلى بيمر بيه دكتور عونى

حل صمت طويل، وعايز ايه دلوقتى؟

عايز اقابل دكتور عونى يمكن يقدر يساعدني، عايز اعرف حصل ايه معاه

بعد محايلات قبلت فريدة اخت الدكتور عونى تقابلنى

ضربت موعد فى كافيه قريب من بيتها وطلبت انى اقابلها بعد نص ساعه


وصلت هناك بسرعه كانت قاعده على طاوله منعزله

شابه فى العشرينيات، رفيعه وانيقه، شديدة العنايه بتفاصيلها

بنطال ازرق من القماش وقميص وردى ووشاح لبنى

وكان وجهها بلون اللبن وعينين بندقيتين تحوطهما رموش ناعسه، عينين بإتساع غطاء زجاجة بيبسى

سلمت على بيد ثابته وقعدت على المقعد

اعتذرت عن الازعاج، عايز اعرف ايه حصل مع دكتور عونى بعد اذنك

طلبت بأدب ان تتحقق من هويتى، لما تأكدت انى دكتور نفسى، تنهدت وطلبت ليموناته

عونى كان كويس جدا، شخص ملتزم ومنعزل وملوش علاقه بأى حاجه ممكن تعكر صفو حياته

لحد ما وقع تحت ايده ملف مريض متهم بقتل خطيبته             

              

               الفصل التاسع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات
close