رواية العداءة الفصل الثامن عشر 18 والاخير بقلم اسماعيل موسي


 رواية العداءة الفصل الثامن عشر 18 والاخير بقلم اسماعيل موسي


#العداءة


       ١٨


الاخيره 


تقرر موعد سفر بعثة مصر إلى الاولمبياد

كانت شروق متحمسة الى ابعد حد، كما أخبرها رعد فأن مجرد ركضها على أرض المارثون سسيسجل فى التاريخ فى تاريخها الشخصى

وكانت قد قررت أن تزيد من احمالها التدريبيه لكن رعد رفض

كان قد لاحظ ان عضلات قدمها قد تتعرض لانتكاسة

وافهمها ان الانتصار فى السباق الان يعتمد على القوة الفكرية والخططية

توزيع الجهد داخل السباق هو الأهم واتفق مع شروق على الخطة

كان لمدرب المنتخب رأى اخر لكن شروق كانت تثق فى رعد لانه كان يعرفها ويحفظها منذ البدايه


فى الليله الأخيره قبل السفر خرجت شروق للركض فى منتصف الليل، كان الشارع خالى والجو صحو يساعد على الجرى، ازدادت حماستها وقطعت مسافة كبيرة ولم تلحظ انها ابتعدت عن القصر لمسافة طويله

عندما انهت الركض كانت منتهيه من التعب فأخذت طريق العودة سيرا على الأقدام، تفكر فى رحلة الغد وكيف سينتهى بها المطاف، كيف ترد جميل رعد وما قام به من أجلها ولم تنسى ابدا ما فعلته به اول مره لازالت تشعر بالانكسار عندما يدق قلبها نحو، احساس انها لت تستحق هذا الحب وانا رعد يستحق فتاه افضل منها

تنهدت شروق انا فين ورعد فين، متنسيش نفسك يا شروق


اعدت حقيبتها واجبرت نفسها على النوم قابضه على وجه رعد الضاحك وهو يستقبلها بعد نهاية السباق

عندما وصلو المحفل العالمى هالتها الحشود التى تصفق الصحافه والتليفزيون الاستعدادات الضخمه ووجدت نفسها متقزمة بين كتل البشر فاحتمت برعد، لقد كان دومآ ملجأها عندما تضيق بها الدنيا او تشعر بالضعف، وكانت كلماته تمنحها الآمان والثقه


كان سباقها فى اليوم العاشر بعد أن تخطت سباقات الترتيب

حازت على المركز الأول فى مجموعتها وصعدت للسباق النهائى


يوم السباق النهائى ادت تدربباتها بكل دقه وعندما حضر رعد لمرافقتها وجدها تبكى، هاجمتها الذكريات السيئه وكادت تقضى عليها

عادت إليها قلة الثقه وانها غير قادرة على فعل شيء

همس رعد عايزة تمشى من هنا؟

لو دى رغبتك هنترك المعسكر ونمشى، انتى مش مرغمه على حاجه

لا مش عايزة امشى لكن خايفه من الفشل؟

كل الناس بتخاف من الفشل يا شروق، حتى انا بخاف من الفشل، لكن الإنجازات مش بتتحقق من غير مجازفه

ربنا بعتلك فرصه ما تفرطيش فيها، كل إلى عليكى انك تبذلى كل طاقتك لا خر نفس متشغليش نفسك بالنتيجه


ابتسمت شروق اخيرا، همست حاضر







ركضت مع المتسابقات حول المضمار لتسخين العضلات وشعرت بالتواء فى كاحلها، لم تخبر رعد او المدرب تحاملت على نفسها

فى الموعد المحدد انطلق السباق، ركضت مع المتسابقين وهى تشعر ان قدمها تطاق دفعات من النار

ثاورها الشك من عدم قدرتها على انهاء السباق بحثت عن رعد فى وجوه الناس تستمد منه الشجاعه لكنها لم تجده وهاجمها الإرهاق، كان ترتيبها فى السباق معقول لكن لا يمنحها الافضليه


سدت العدائات الافريقيات الطريق على كل المتسابقات احتلو المقدمه سامحات للمتسابقات من نفس بلدهم التقدم أكثر

وكانت شروق تركض مثل غيرها خلفهم

لوح بعلم ينذر قرب نهاية السباق لم تتبقى سوى خمسة دورات من الركض.....


أخبرها رعد ان تركض بكل قوتها قبل نهاية السباق ان تختزن قوتها للامتار الأخيرة التى تحقق النتيجة

زادت شروق من سرعتها لكن كل المتسابقات فعلو مثلها

مر بها شريط حياتها البائس،زوجة والدها، صقر

فتاة المارثون التى صرخت بها انتى فلاحه؟

ركضت مدفوعه بالغضب، مثل السجين الذى يبحث عن حريته، ركضت بقدم متورمه وفى كل متر تقطعه تقترب من المقدمه

تركت كل الحارات وركضت بعيد عنها، لم تكن تشعر بنفسها ماذا تفعل، فى اخر دورة من الركض كانت فى محازاة العداءات الكينيات والاثييوبيات، انهزمت أمامهم فى اخر ماراثون لكنها لم تسمح بذلك مره اخرى، تحررت شروق من سجنها  ركضت مثل الريح وقبل نهاية السباق بأمتار وصلت للسرعة القصوى قطعت شريط النهايه وارتمت على الأرض تصرخ وتبكى


لم تحتفل شروق بإنجازها فى أرض المارثون مثل بقية العداءات تم نقلها للمشفى

فقدمها متورمه ومتضررة لدرجه كبيره، حتى الميداليه لم تقوى على استلامها الا وهى مستندة على كتف رعد


كانت أول عداءة مصريه تحوز ميداليه اولومبيه فى التاريخ

لكن الفرحه الأكبر عندما طلب رعد منها ان تكون زوجتة

لم تستطع شروق الركض مره اخرى، ظلت الاصابه تلاحقها بقية حياتها، لكنها عاشت حياة سعيده مع رعد واطفالها


#العداءة

انتهت

 تمت                  

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا    

تعليقات