رواية شمعة في الظلام الفصل الثاني 2 بقلم دعاء سعيد
#شمعة_فى_الظلام٢
الجزء الثانى....
وما إن سمعت ليلى صوت غلق باب القصر حتى تسارعت دقات قلبها وما زاد توترها وخوفها هو ان علاء ناداها باسمها.....
كيف له ان يعرف اسمها وهى لم تذكره له أو لخادم القصر..
اقتربت ببطء وترقب شديد ؛ ثم سألته وهى تقف خلف الكرسى الذى يجلس عليه بجوار المدفأة....
((خير يا علاء بيه ؟؟ عايز منى ايه فى الوقت ده فى القصر؟؟ ))...
اجابها..(( انتى نسيتى الشرط الثانى لاقامتك هنا ..انك تنفذى اى عمل اطلبه منك فى اى وقت..)))
قالت له..((قبل ماتطلب منى اى حاجة..احب اعرف بوضوح انت عرفت أسمى ازاى؟))
ضحك بصوت عال وقال..((هو ده اللى قلقك ..طيب انا هقولك...)) وتوجه براسه نحوها هو يخبرها..
((هو فيه حد فى البلدة كلها ميعرفش ليلى اللى قتلت زوجها وهربت...)))
جلست ليلى أمامه ع ركبتيها وأخذت تبكى بكاءا شديدا وقالت له بصوت مخنوق..((مقتلتوش..صدقنى مقتلتوش))
اجابها..((وهيفرق ايه لو صدقتك او لا ..انتى المتهمة الوحيدة والعسكر بيدروا عليكى فى كل مكان...)))
استمرت ليلى فى البكاء ...((أرجوك صدقنى ..انا معملتش كده)) واستمرت قائلة....((انت ناوى تسلمنى للعسكر؟؟))
اجابها والابتسامة تعلو وجهه....((مش قبل ماننفذ اتفاقنا...انتى هتحكيلى حكايتك وتعملى اى شئ اطلبه منك فى الثلاثين ليلة القادمة..))
مسحت دموعها وهدأت قليلا وقد شعرت بقليل من الارتياح بعد ماقاله..فمازال لديها فرصة للنجاة...
استطرد علاء قائلا...(((يلا بقى ابدأى احكى لى قصتك انا سامع....))
جلست ليلى ع كرسى قريب منه وبدأت تحكى له..
((انا بنت وحيدة ..ابويا وامى مخلفوش غيرى ..كانوا بيحبوني اووىىى من كتر حبهم ليا ..ماكانوش يرفضوا لى اى طلب ..اتعودت انى اللى اطلبه يجى لحد عندى بمجرد ما افكر فيه....))) ثم توقفت عن الحديث وبدأت بالتثاءب واخبرت علاء ان يأذن لها لكى تذهب غرفتها....
اجابها ..(((بس انتى لسة ما عملتيش اللى هطلبه منك ...))
نظرت له باستغراب وقد أرادت أن ترى تعبير وجهه وهو يحدثها ولكن لا تستطيع ان ترى شيئا فهو مازال يرتدى النظارة والقبعة كالمرة السابقة.....
سألته بانفعال..((وعايز ايه منى بعد منتصف الليل ؟؟؟)))
ضحك بصوت مرتفع واجابها....((خيالك سافر بيكى بعيد اوىى))..ثم اكمل كلامه ..((شايفه المكتبة اللى وراكى دى هاتى منها الرواية اللى فى الرف الثانى من تحت هاتيها وتعالى علشان تقريهالى....)))
اجابته ..((بس انا مبعرفش اقرى )))...قال لها. (((يعنى باباك ومامتك كانوا بيعملولك كل اللى تطلبيه ونسيوا يعلموكى القراية ....ع العموم لو مبتعرفش تقرى فعلا..متقلقيش هشوف لك شغلانة تانية بس متزعليش ساعتها....)))
أسرعت ليلى ..((لا.. لاشغلانة تانية ولا حاجة انا قصدى مليش فى قراية الروايات والكتب بس بعرف اقرى..))
قال لها..((معلش ..تعالى ع نفسك واقريلى ..اهو تبقى اتعلمتى هواية تسليكى وانتى فى السجن..)) وهو يضحك..
تناولت ليلى الرواية التى أشار لها علاء وبدأت بقراءة اسمها ..
(#شمعة_فى_الظلام)
استمرت ليلى فى القراءة والسرد بصوت هادئ وعلاء يستمع إليها بانصات تام والهدوء يسود المكان ونار المدفأة تشع دفء يملأ الغرفة.. وبينما ليلى تقرأ الرواية غلبها النعاس ولم تستيقظ الا ع صوت عم محمد فى اليوم التالى وهو يحاول ايقاظها لتذهب لغرفتها..فاستيقظت لتجد القصر مظلم ولا ينبعث فيه سوى نور بسيط ..فسالته ..((هو الليل جه ..انا نمت ده كله ع الكرسى هنا..؟؟؟)))
أخبرها عم محمد ان الوقت مازال قبل الظهيرة بساعة ..
فتعجبت ليلى وسألته ..(((امال القصر مضلم ليه انتم لسه مش بتفتحوا الستاير الصبح.؟؟)) اجابها..((دى أوامر سيد القصر..)))فامتعضت وبدأت تتمتم..((وانا هستني ايه من واحد عامل لى فيها الكونت دراكولا بقباعته ونضارته دى..)) ثم استأذنت من عم محمد وذهبت لغرفتها والاسئلة تدور برأسها ولا تجد اى إجابة عنها...
وعندما جاء المساء ..جاء لها عم محمد لتحضر للقصر كالليلة السابقة ..فذهبت ممتعضة ولكنها لم تعد خائفة فقد اطمأنت من ناحية سيد القصر وادركت انه وان كان عديم الاحساس الا أنه ليس بشرير اطلاقا ..فذهبت إلى القصر ودخلت لغرفة المكتب كالليلة السابقة والقت التحية عليه وجلست أمامه فرحب بها ..ثم سألته..(((تحب نبدأ بايه بحكايتى ولا حكايتك.؟؟)) فاضطرب وقال لها ... ((قصدك ايه بحكايتى ..؟؟))) فضحكت بصوت مرتفع قائلة..((مالك قلقت ليه..؟؟؟انا قصدى الرواية اللى انا بقراهالك..)))
فاجابها..((ابدأى بحكايتك. ))
فبدأت بالسرد مرة أخرى...
(( بقيت اشوف الدنيا من ورا ازاز ..مانا مش بتعامل زى اى حد ..طلباتى مجابة ..احلامى أوامر..محدش بيقولى ع حاجة لا ابدا...كان لنا جيران كتيرة وتقريبا كل أولادهم اتقدموا لى علشان يخطبونى وانا طبعا مش بيعجبنى اى حد منهم ..محدش لفت نظرى الا واحد ... شاب وسيم جدا ..اهله اغنياء جدا...بيمشى يقول يا ارض اتهدى ما عليكى أدى ..كل البنات عينها منه ...بس اكيد انا كنت شايفة انى انا اولى واحدة بيه ....كنت بحس انه لما بيشوفنى بيبص عليا و انه معجب بيا ..بس الإعجاب لوحده مكنش كاف علشان يتقدم لى....كنت لازم افكر فى حيلة..اخليه يقرر يجى جرى يخطبني....فمكنش ادامى غير حل واحد.............
انتظروا الجزء الثالث
بقلم
،،،،د.دعاء سعيد