رواية كارينا الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسي
__كانت كارينا جالسه بين الطيور التى تتصارع على غلال الذرة دموعها تغمر وجهها عندما لمحت فانو راجع من الغابة وكالعادة لم يعرها فانو أدنى انتباة، همست يعنى جات عليك انت يا فانو؟
ما الدنيا كلها مش مهتمه بيه وقبل ان تمسح دموعها سمعت صرخة والدها، كارينا؟
__ركضت كارينا داخل المنزل، نعم يا والدى؟
كنتى فين؟ راحت كارينا تهمس كنت بطعم الطيور واملى الدلاء
لكن مراة ابوها سبقتها، اكيد كانت بتلعب فاكرة نفسها طفله صغيرة!
تلقت صفعة من والدها اوجعت خدها
__اسمعى انا قررت اجوزك
همست كارينا برعب مش عايزة اتجوز يا والدى
_صرخ والدها وهو يدير وجهه بعيد عنها، هتتجوزى لازم تتجوزى
همست كارينا بضعف، انا داقيتك فى حادجه يا والدى؟
همس والدها بنبره أرق، الظروف صعبه واحنا بنلاقى الطعام بصعوبه
مش هاكل يا والدى، خلينى عايشه فى بيتنا ومش هاكل حاجه
رق الوالد، لكن زوجتة صرخت، كفاياكى مسكنه يا شيطانه
انتى اكتر واحدة بتاكل فى البيت ده
بكت كارينا، زوجة والدها تمنع عنها الطعام ولا تمنحها الا لقمة واحدة
جوازك هيكون الليلة، عريسك هيجى ياخدك من هنا ثم نظر إليها بقرف
عريسك رفض يدفع فيكى مهر لانك نحيفه ضعيفه ولا تشبهى اى فتاه فى عمرك، شايفه الخسارة إلى تكبدتها بسببك؟
كل العائلات بتنتظر زواج بناتها علشان تاخد مهر يساعدها
لكن انا اكلتك وكبرتك وخدت ايه؟ ولا حاجه
ارتمت كارينا فى غرفتها تبكى وتنوح، دخل فانو الغرفه فجأه على غير عادته
نظر إلى كارينا بتركيز ظل واقف فى مكانه ثم جلس على الأرض
شايف يا فانو عايزين يخلصو منى؟
هيجوزونى لشخص مجرم مش بيرحم، هيضرينى كل يوم ويعذبنى
نهض باكو قفز من الشرفه، تابعته كارينا وهو يختفى داخل الغابة
عندما هبط الليل حضر عريس كارينا يترنح من السكر
طرق الباب، فين عروستي؟
وقبل ان يرد والد كارينا، دخل البيت وجر كارينا من يدها
دى مراتى انا هاخدها ثم جرها فى الطريق نحو منزله تحت نظرات والدها وابتسامة زوجة والدها الساخرة
دفعها الرجل داخل بيته ثم أغلق الباب وبرقت عينيه برعب
القى جسمه على الكرسى وصرخ اقلعى هدومك؟
ارتعش جسم كارينا من الخوف، عمرها ما قلعت قدام اى انسان، طيب اغير هدومى داخل غرفتى؟
غرفتك ايه، صرخ الرجل، انتى ملكيش غرفه، البيت فيه غرفه واحده ملكى انا
ثم اخرج زجاجة بيره وشربها كلها، اقلعى ونهض من مكانه طوح جسد كارينا على الأرض وسحب عصا
متضربنيش حاضر هقلع
ظهر فانو على نافذة بيت الرجل، زيله منتصب كالعاده
وكشر عن انيابه وأطلق مواء مزعج
اغتاظ الرجل ووركض تجاه فانو لكنه تعثر فى الطاوله وسقط على الأرض وفقد وعيه
هو مات ولا ايه؟
تحسست نبضه لم تعرف ان كان ميت او حى
شمت انفاسة المتعغنه فعرفت انه حى
تكورت فى الصاله الترابيه برعب وخوف تنظر إلى زوجها
القلق والتفكير يقتلها مما قد يفعله بها
فكرت، ارجع بيت والدى واحكى إلى حصل؟
لكن مجرد التفكير فى زوجة والدها منعتها، ثم إن والدها جرح مشاعرها
لقد كانت تحب والدها، اليس على كل طفل ان يحب والده؟
يتحمل الأطفال قسوة الاباء لكنهم يحبونهم ولا يريدون منهم سوى الحنان
غفت فى مكانها واستيقظت مرعوبه مفزوعه، كان يقف فوقها بوجه محتقن
هتقتلينى يا بنت... وهوى عليها بالعصا
صرخت برعب معملتش حاجه، معملتش حاجه
ذهبت صراختها فى مهب الريح، ضربها وضربها حتى تعب
ثم جلس على الأريكه ونام
كان جسدها متكسر من الضرب، كل قطعه فى جمسها تصرخ من الوجع، حاولت أن تتحرك لكن عظامها عاندتها، كتمت صرخة، خافت ان يضربها مره اخرى
زحفت على الأرض نحو الشرفه حيث يقف الهر فانو
القط إلى كان جالس يحدق بها بفم مفتوح
نهض ونظر نحو الغابه ثم قفز
حتى انت يا فانو هتسيبنى خليك معايا؟
توقف فانو فى وسط الشارع ونظر نحوها، ثبت عيونه الخضر عليها
رايح فين تعالى؟
ظل الهر واقف حتى خرجت كارينا من الباب