رواية ادهم (كاملة جميع الفصول) بقلم عادل الصعيدي

رواية ادهم (كاملة جميع الفصول) بقلم عادل الصعيدي

 رواية ادهم (كاملة جميع الفصول) بقلم عادل الصعيدي


كامله

_أدهم. 

_عُيونُه. 

_ما تيجي ننزل شوية، أنا ملّيت من البيت، تعالى ننزل نشتري أي حاجة ونتمشّى سوا. 


"كنّا قاعدين بعد المَغرب وحاطِط راسه على رِجلي، إتكلّمت وأنا بلعب في شعرُه وبقول له ننزل شوية. 

طول الوقت قاعدة لوحدي في الشقة مش بعمل حاجة، طبيعي أحِس بِملل وزهَق. 

رَد عليا بعد ما اتعدل وعَدَل خُصلة من شَعري: 


_عايزة ننزل فين؟ 

_أي مكان، أنا معرفش حاجة هنا بس أكيد يعني أنتَ عارف. 

_طب قومي إلبسي وهننزل وشوفي محتاجة إيه لِلبيت نبقى نشتريه بِالمرة وإحنا راجعين. 


"ابتسمت بِحُب وقومت بعدها لبست وجهّزت حالي وهو دخل يجهز وكنت أنا بدأت أشوف الحاجات الناقصة في المطبخ. 

خرجنا بعد حوالي ساعة، نزلت وأنا إيدي في إيدُه وبيكلّمني عن الأماكن الـ بنعدّي عليها. 


بقالنا هنا حوالي سَنة، بعد جوازنا بِشهرين كان لازم ييجي علشان شُغله، محبّتش أعيش لوحدي بعيد عنه في محافظة تانية فـ اختارت آجي معاه ونعيش هنا سَوا." 


_كفاية يا أدهم، علفكرة أنا مش نازلة علشان نخسَر كل دا. 

_خُسارة إيه؟ دي فلوسِك، هو أنا بشتغل ليه يعني، مش علشانِك؟ 

_يا حبيبي برضه لازم نبقى هاديين شوية في المصاريف، بعدين أنا عندي منهم كتير. 

_ملكيش دعوة. 


"عارف إني بحِب الشرَابات الكبيرة شوية الـ بتكون عليها فَرو فـ عايز يجيب لي منها ألوان كتير بِرغم إني جايبة جديد وقت جوازي! 

ابتسمت على حُبه وكان بِوِدّي أبوسه بس إحنا في مكان عام وكدا هيبقا قلّة حياء. 

روحنا كمّلنا باقي الحاجات الـ بنشتريها وحاسِب ورجعنا الشقّة." 


_هدخل أغيّر وآجي أعمل العَشا يا حبيبي، مش هتأخر. 


"أخدت الشنطة بتاعتي ودخلت الأوضة أغيّر، خلّصت وخرجت أجهّز الأكل وخلّصته بِسرعة وقعدنا سَوا." 


_هو الموبايل بتاعي معاكِ صح؟ 

_تقريبًا أهه في الشنطة، ثواني هجيبه ليك. 


"دخلت أجيبه بس لقيت رسالة لسة واصلة من رقم مش متسجّل غير بِـ إيموچي.. بس ثانية! 

دا نفس الإيموچي الـ مسجّل بيه رقمي!! 

صاحبة الرسالة كانت بتقول له إنه وحَشها، وهييجي إمتى بقا؟! 

إتصنّمت مكاني من الصدمة وفوقت على صوته وهو بيستعجلني، بسرعة فتحت الموبايل وأخدت الرقم كتبته في ورقة وقفلت الموبايل خالص ومسحت وِشي وخرجت إتكلمت بعد ما حاولت أرسم اِبتسامة علشان مش يحِس بِحاجة." 


_لقيته مقفول، ودوّرت على الشاحِن بس مش جِوا. 

_أكيد مش فاصِل شَحن؛ أنا كنت شاحنه قبل ما ننزل. 

_طب جرّب كدا يمكن يفتح معاك. 

_أهو يا بنتي، هو بس ميقدرش يقاوِمني. 


"ضحكنا وهو فتحه وقلّب فيه شوية وغالبًا لاحِظ الرسالة." 


_طب حبيبتي هقوم آخد دُش بقا وأنتِ إعملي حاجة نشربها. 

_حاضر، هشيل الصحون أغسلها وأعمل يكون أنتَ خرجت، وهستنّاك في الأوضة. 

_وإبقي هاتيلي غيار بِالمرّة بقا. 

_عِنيا. 






"قام دخل الحمّام وأنا بدأت ألِم الصحون، وبعدها قرّبت على باب الحمّام لمّا سمعت فيه هَمس جوّا، 

بيوعِد حَد إنه جاي بُكرة! بيقول هيقنعني بِأي حِجة! 

تاني صدمة على التوالي، عمّالة بقنِع نَفسي يكون بيكلّم واحد صاحبه، بس لو بيكلّم واحد صاحبه ليه هيهمِس معاه كدا، ليه هيبقا مُريب بِالطريقة دي،أصلًا ليه هيكلّمه في الحمّام!؟ 

انتبهت على صوت المايّة وخرجت غسلت الصحون وأنا بحاول أوقّف دماغي عن التفكير حاليًا لحد ما أتأكد أكتر. 


خلّصت وأخدت له هدوم إدّيتها له وعملت عصير جوافة وأخدته الأوضة أستناه، شوية وجه.. مكانش منشّف شَعره كويس فـ جيبت فوطة وإتحرّكت ناحيته ووقفت رفَعت نَفسي؛ أنشّفه له." 


_كام مرّة أقول لك إن لو شعرَك مبلول وإتعرّضت لِجو بَرد هتبرَد وتتعَب يا أدهم، ولّا لازم أنشّفه كل مرّة أنا يعني؟ 

_سحَبني بِإيدُه وإتكلّم: وهو حد يلاقي الدلَع والحنيّة ويقول لاء يا عيون أدهم أنتِ. 

_طب تعالى أقعد هنا علشان تتغطّى يلّا. 

_طب أنا عايز أقول لك حاجة الأول. 

_قول يا حبيبي. 

_أنا لازم أسافر شُغل بُكرة، هرجع القاهرة.. هي فترة مُؤقتة، يعني يومين تلاتة بِالكتير. 

_إيه العبَط دا؟ 

مش كُنا عايشين في القاهرة وهُم الـ خلّوك تيجي هنا؟ ليه يرجّعوك هناك تاني بقا. 

_مش رجوع تاني يا حبيبتي، دا بس حاجات خاصة وهتخلص في يومين إن شاء الله. 

_حاضر يا أدهم، بس متغِيبش أوي علشان أنتَ عارف إني مش بحبِ أفضل لِوحدي كتير وأنتَ بتوحشني علطول أصلًا. 

_ماقدرش أغيب أصلًا يا حبيبة أدهم. 


"أخدني في حُضنه وهو بيبوس شَعري لكن أنا دماغي كانت في حتة تانية. 

تاني يوم الصبح بدري بدأت أجهز له شنطته وودّعته وقفلت الباب بعد نزوله ودخلت لبست في أقل من عشَر دقايق ونزلت وراه، كان لسة مخرّج العربية وبيركب، وقفت بعيد شوية وشاورت لـ تاكسي وقولت له يمشي وراه. 


وقف بعد مسافة مش قليلة تحت عِمارة ونزل من العربية وإدّى المُفتاح لِلحارس بتاع العِمارة وطلع، حاسبت أنا السوّاق ووقفت بعيد حوالي نُص ساعة مستنياه؛ يمكن ينزل.. لكن منزلش. 

طلّعت النضّارة من الشنطة ولبستها علشان أخفي جُزء كبير بيها من وِشي وإتحرّكت ناحية العِمارة وإتكلّمت مع السِت الـ قاعدة تحت. 


ورّيتها صورته وقالت لي إنه بييجي أوقات كتير وبيطلع الدور الخامِس، شكَرتها وروحت الأسانسير وطلعت وخبّطت على الباب علشان تفتح لي آخر واحدة كانت مُمكن تخطُر على بالي." 


_ياربّ أكون متلخبطة في رقم الدّور، ياربّ يكون كل الـ جه في بالي مش حقيقي. 

إستني، أنتِ أصلًا بتعملي إيه هنا. 

_آية! أنـ.. أنتِ جيتي هنا إزاي؟ 


"بعدتها عن الطريق ودخلت لما حسّيتها متوترة، دخلت علشان أشوفه نايم على الكَنبة في الصالون وكإن دا بيتُه!

قرّبت حطّيت الشنطة على الترابيزة وقرّبت منه وبوست راسُه وهمَست: 


_الحمدلله على سلامتَك يا حبيبي. 

_إتفزغ لما سمع صوتي وإتكلّم: خرجتي وجيتي هنا إزاي. 

_زي ما أنتَ جيت. 

_طيب تعالي نروّح وأفهّمك. 

_لاء تفهّمني إيه بقا؟ دا أنا محتاجة أمُوت ولَا إني أسمع أي حاجة؛ أصل مفيش أي مُبرر هيبرّد نَار رُوحي وقَلبي. 

مفيش مُبرر لِوجود جُوزي وحبيبي، مع صاحبِة عُمري! 

مش كدا ولّا إيه يا غالية؟ 

_يا آية والله إحنا مش بنخُونِك، أدهم متجوّزني على سُنة الله ورسُوله. 

_دا بجد!! 

أنتَ متجوّزها!؟ 


"مكانش بيرُد، قرّبت ناحيته وإتكلّمت وأنا بضرَبه في صِدره: 


_لاء رُد عليا كدا ومتُسكُتش، رُد علشان يومنا طويل في الكلام النهاردة. 

_أقول إيه؟ 

_قُل لي عملت كدا ليه؟ إيه وصّلَك لِكدا؟ قصّرت معاك في إيه علشان تروح لها؟ ولّا هو لازم رَمرَمة؟ 

_آية لو.. 

_أنتِ تخرسي خالِص، أنتِ بِالذات تِكتمي. 

ليه يا نور؟ ليه بجد؟ دا أنا مليش صُحاب غيرِك، دا أنا مجاش على بالي غيرِك أشكيلُه من الـ هشوفه النهاردة، وأتاري الـ هشوفه النهاردة أنتِ السبب فيه. 

طب مش كل يوم بتكلّميني وتقوليلي قَد إيه أنا وحَشتِك وعايزة تشوفيني؟ إزاي بقا كنتِ بتقدري تمثّلي وتقولي كدا وأنتِ بتطعَنيني بِعلاقتِك بيه، إزاي؟ 


"قعدت على الكنبة أعيّط وأنا فيه مليون سؤال وسؤال محتاجة إجابة ليهم، رفعت راسي وبصّيت له وإتكلمت: 


_وأنتَ؟ عملت فيّا ليه كدا؟ بتحبّها؟ طب أخدتني أنا ليه من الأول؟ قُل لي على حاجة عملتها ليك تبقى مُبرّر لـ كدا.. 

دا أنا كُنت مُستعدّة أفني عُمري كله علشان خاطرَك وعلشان أعيش في حُضنَك. 

إتجوّزنا وقولت هنبعِد عن أهلِك يا آية عن الشُغل.. حاضر يا أدهم. 

هتروح الشغل الصبح وترجع آخر اليوم وأنا أفضل طول النهار في البيت لوحدي في مكان معرفش فيه مخلوق.. حاضر يا أدهم. 

هنأجّل الخِلفة أول كام سَنة يا آية علشان نتدلّع براحتنا ونعيش من غير مسؤولية.. حاضر يا أدهم، بِرغم إنك عارف إني نِفسي أكون أُم وأنا لسة صُغيرة بس وافقت.

هسافر يومين يا حبيبتي علشان شُغل.. لاء سُوري، شُغل إيه، الجُملة تتقال كدا: هسافر يومين يا حبيبتي أقضيهم مع صاحبِتِك وأسيبِك وأستغفِلِك علشان أنتِ عبيطة، صح. 


"صرخت بِآخر كلمة في وشه وقعدت حطيت وِشي بين كفوفي وفضلت أعيّط بِهيستيريا، بعد دقيقة حاول يقرّب يلمسني بَس خبطته وبعدته عني وقومت إتكلمت وأنا بمسح وِشي: 


_عايزة أتطلّق. 

_متبقيش عبيطة، أنتِ عارفة إني مش هعمل كدا. 

_لاء هتعمل كدا، زي ما استغفلتني فـ لازم آخُد حقي، طلّقني وإبعت ورقتي لأهلي. 


"أخدت الشنطة وإتحركت بس رجعت خطوتين تاني ووقفت قصادها وإتكلمت: 


_وأنتِ، مش عايزة أشوف وِشك طول عُمري الجاي، وبِالمُناسبة.. أنتِ حَقِيرة أوي، ويا خسارة حياتي الـ راحت في صداقة واحدة زيّك. 


"خرجت ونزلت وأنا مش شايفة قُدامي من دموع عيني، ركبت تاكسي ووصلت البيت وطلعت جبت شنطة وبدأت ألِم هدومي وحاجتي. 

مقدرتش أفضل واقفة روحت قاعدة على الأرض وأنا بعيّط بِصوت عالي، بعد وقت معرفش مُدّته لقيته داخل بِسرعة وقعد جنبي وحاول يهدّيني: 






_إبعِد عني، متلمسنيش. 

_طب إهدي طيب، إهدي علشان متتعبيش. 

_متعَبش؟ خايف عليا أوي؟ 

_أكيد، مش بحبّك! 

_متجنّنيش، منين بتحبّني ومنين إتجوّزت عليا، وكمان في السِر! 

_هطلّقها والله، دي كانت مُجرّد نذوة. 

_أدهم أنتَ تَعبان في دماغَك.. هو أنتَ لمّا تقول كدا أنا هغفِر لك؟ يا ابني افهم؛ أنتَ يُعتبر خُونتِني، متحسّسنيش إني أوڤر وإنك مظلُوم. 

_طب أنا آسف، شوفي إيه يراضيكي وأنا هعمله. 

_إنك تطلّقني، وحالًا. 


"سندت بإيدي على الأرض وقومت من مكاني ورجعت قعدت على حَرف السرير وأنا بتكلّم بِوجع:


_هو إزاي عيونَك كانت بتقدَر تقنِعني إنك مُغرم بيا؟ أنا مُجرد نظرة عيونَك ليا بس كنت بحِس إني أسعَد سِت في العالَم، 

طب إزاي أنا عُمري ما شكّيت في أي حاجة؟ إزاي كُنت مُغفّلة كدا؟ 

أنا حُضنَك كان هو معنى كلمة أمان بِالنسبة لي يا أدهم، ودلوقتي!... دلوقتي كل دا رَاح. 

_عيوني مكانتش بتقعنِعك.. أنا فعلًا بحبّك ومُغرَم بيكِ، 

مُمكن أكون غلطان لمّا مشيت ورَا "نور" وسمعت كلامها بس والله العظيم ما فيه حد حبيته قد حُبي ليكِ، يا آية أنتِ رُوحي وحِتة من قَلبي. 

_بس إسكت، متقولش كدا، إسكت.. 


"كان بيتكلم ودموعه نازلة وأنا عياطي مُستمر ودموعي نازلة، مستحمِلتش أسمع كلامُه ومنعته وأنا بِضربه بِإيدي، شدّني له وحضنّي يهدّيني بس كان صوت عياطي بيِعلى وأنا ساندة راسي على كِتفه وعارفة إن الحُضن دا خلاص مش هيكون له وجود تاني، 

وبعد مرور دقايق قومت بعدت عنه ومسحت وِشي وأخدت الشنطة وإتحركت." 


_طب إستني أنا هوصّلِك. 

_لاء. 

_يا بنتي اسمعي الكلام، مش هتعرفي تسافري لوحدِك. 

_هتعلّم ووسّع من طريقي. 

_طب خُدي مفاتيح العربية سافري بيها. 

_خليها؛ هتلزمَك وأنتَ رايِح لِلزبَالة التانية. 


_يلهوي!! مالِك يا آية؟ إيه الـ حصل؟ وأدهم فين؟ 


"بعد ما نزلت فضلت أسأل وأركب مواصلات كتير أوي لحد ما قدرت في النهاية أوصل البيت، وصلت بِاليل وكان حالي متبهدل وكنت دايخة أوي من كُتر العياط وإني مأكلتش أي حاجة طول اليوم، 

فتحت لي الباب "چميلة" مرات أخويا وكانت مخضوضة ومصدومة من حالي، مقدرتش أرّد عليها ودخلت خطوتين ووقعت. 


فوقت معرفش بعد قد إيه بس لقيته جنبي ماسِك إيدي وسانِد راسُه على السرير، حاولت أقوم بس مكنتش قادرة لكنه حَس بيا."


_ أنتِ كويسة؟ حاسة بِإيه؟ تَعبانة؟ 

_إيه الـ جابَك هنا؟ قوم إمشي. 

_طب إهدي بس علشان أنتِ مينفعش تتعصّبي، روقي وأنا هعمل كل الـ عايزاه. 


"لسة هرُد عليه بس دخلت ماما وجميلة" 


_فوقتي يا حبيبتي؟ طمنيني عنك. 

_مين الـ جاب الإنسان دا هنا؟ 

_أنا يا آية، لمّا وقعتي رنّيت عليه عرّفته، دا جُوزِك. 

_طب لو سمحتم أنا عايزة آدم، كلكم إطلعوا وهاتوا آدم. 


"خرجوا فعلًا ودخل آدم أخويا وقعد جنبي، إترميت في حُضنه وأنا بعيّط وبشكي له: 


_أنا موجوعة ومقهورة يا آدم، قَلبي واجِعني أوي، حاسة إني مش كويسة. 

_مالِك يا حبيبتي، إيه حصل وصّلِك لِكدا.؟ 

_عايزة أتطلّق من أدهم، ومن غير نِقاش علشان خاطري. 

_تتطلقي!! 

_أيوا، لو بتحبّني بجد ساعدني وخلّيه يطلّقني دلوقتي. 

_يا حبيبتي إزاي أخليه يعمل كدا، طب إيه السبب طيب؟ 

_هو عارف السبب، كفاية نكون أنا وهو عارفينه. 

بِالله عليك يا آدم اسمع كلامي وطلّقني منه. 


_إيه الـ حصل بينَك وبين آية يا أدهم يخلّيها عايزة ومُصممة تتطلّق بِالشكل دا؟ 

_يا مصيبتي؟ تتطلّق!؟ دا أنتم مكمّلتوش سَنة ونُص. 

_من فضلِك يا ماما إستني دلوقتي. 

إتكلّم يا أدهم. 

_هي قالت لك إيه. 

_هي مش راضية تقول حاجة، قول أنتَ. 

_مُشكلة بيني وبينها بس هي مش راضية تسامحني. 

مُمكن بس أدخل لها آخر مرّة وبعدها همشي؟ 


_داخل تاني ليه؟ 

_أهدي يا آية، دا جوزِك. 

_هو أنتَ مش هتخلّيه يطلّقني يا آدم؟ 


"مردّش عليا بس أدهم جه قعد جنبي ومسك إيدي وإتكلّم بِدموع نزلت في الآخر: 







_حقّك عليا، أنا آسف. 

أنا غلطان فعلًا وأستاهل كل حاجة وِحشة بس بلاش بُعد.. بلاش نوجَع بَعض، مش بتقولي إنك بتحسّي في حُضني بِالأمان؟ أوعدِك إني هخلّيكي تحسّي بِكدا تاني طول عُمرِك.. بس بلاش فُراق؛ أنا بحبّك. 

_وأنا كمان بحبّك، بس مش هعرف أعيش معاك تاني من غير ما دماغي تفضل كل يوم تفكّر وتشُك فيك، حُضنَك دا كانت بتدخله واحدة غيري، يعني مبقاش خاص بيا.. 

فيه شيء إنكسَر جوايا ومش هنعرف نصلّحه تاني يا أدهم.. أهه هنزعل ونتوجع بس أحسن ما نعيش في ضغط وأقل مُشكلة تخلّينا نفتكر الـ حصل وأبقا دايمًا حاسة بـ ريبة وشَك تِجاهَك.. ريّحني علشان خاطري بقا. 

_مش قادر أنطقها. 


"قالها بِنبرة خلّتني مستحملش وحضنته وعيطت جامد وأنا بترجّاه يخلّصنا من كل دا، بعد شوية بعدنا وقال لَفظ الطلاق ومسَح وِشه وخرج من غير كلام تاني، قرّب مني آدم يحضُني ويهدّيني ودخلت بعدها جميلة وماما، كانت ماما لسة هتتكلم لكن أخدها آدم وخرج وفضلت جميلة معايا تحاول تهديني لحد ما نيّمتني."


_وبَس يا ستي، 

قعدت كام شهر مُكتئبة ومش ببطّل عياط، كنت بخلّص المُرتب كله على المناديل. 

عرفت إن أدهم طلّق نور وسافر إيطاليا وغالبًا مرجعش أبدًا من وقتها، 

وأنا حاولت أتعافى وأفوق من كل الـ حصل، أهه تجربة أخدت من روحي كتير بس أكيد فيها خير ليا. 

بقول كتير إني هرفض أرتبط تاني بس برجع وبقول لاء، بالعكس.. لسة قدامي عُمر طويل، أكيد هتحَب وهحِب، وأتمنى متوجِعش تاني، بس أتمنى النصيب الجاي برضه يكون حنين في وجوده عليا. 


عايزاكِ تعرفي إن مفيش حاجة اسمها إتوجعت مرة فـ خلاص هقفل الباب، لاء.. إيه المانِع إننا نجرّب مرّة واتنين وعشَرة، ونتوجع ونوجَع عادي. 

هي دي سُنة الحياة، نصيبنا الحلو موجود، وهييجي وهيصيبنا في أوانه، وفرحتنا هتكون مش سيعانا وقتها. 

ركّزي بس وأنتِ بتختاري صحباتِك كويس أوي. 


متيأسيش، ومتزعليش، ومتخليش الحُزن ياخد كتير منك، فترة وهتعدّي وخلاص. 

الحُب جميل، فـ حاولي متخرجيش من حياتِك قبل ما تسمحي لـ قلبِك وليكِ إنك تجرّبي الإحساس دا... أنا بحبّك أوي! 


"قفلت الدفتر وضمّيته لِصدري واتنفّست بِعُمق وأنا برفع راسي لِلسما، 

بحكي أكتر حكاية وجعتني وأثّرت فيا وتبَعتها بـ نصيحة، بكتبها لـ بنتي الـ مش عارفة هل فيه نصيب لوجودها ولّا لاء بس كنت محتاجة أكتب كدا علشان حتى أحِس بِراحة شوية."

تمت

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×