رواية علاقة غير مضمونة (كاملة جميع الفصول) بقلم هاجر نور الدين
_ إنت عارف النهاردا أنا روحت لـ...
قاطع كلامي بحِدة وقال وهو بيغمض عينيه بإيديهِ:
= بُصي بس بالله عليكِ عشان مصدع بلاش كلام النهاردا خالص.
بصيتلهُ بكسرة نفس وقولت بتساؤل وإبتسامة صدمة:
_ إنت بتهزر صح، أومال جاي تقعد معايا عشان تسكت؟
سند ضهرهُ على الكرسي وهو عينهُ في الموبايل وقال:
= لأ مش بهزر والله مصدع بجد وتعبان أوي.
سكتت شوية وبعدين خدت نفسي وقولت بإبتسامة:
_ هو ألف سلامة عليك وكل حاجة بس برضوا لازم نتكلم وعلى الأقل عشان أطلعك برا المود الحزين والتعب دا وكدا.
مردش عليا وكانت لسة عينهُ في الموبايل فـَ خدت نفسي بضيق مرة تانية وقولت في محاولة مِني إني أخليه يتكلم لو متضايق:
_ المهم عارف النهاردا أنا روحت أشوف فستان عشان آجي بيه معاك خطوبة صاحبك زي ما قولتلي عشان أشرفك وكدا ونقيت واحد تحفة قولت هوريهولك لما...
قاطع كلامي للمرة التانية وقال بعصبية:
= هو إنتِ مبتفهميش!
قولت مصدع ومش عايز كلام!
حسيت بغصة رهيبة جوايا بسبب كلامهُ اللي نزل على قلبي زي الرصاص وقولت بهدوء:
_ تمام.
مسكتتش ضعف مِني بس يمكن هو متضايق فعلًا دلوقتي، يمكن في حاجة مضيقاه لدرجة إنهُ يتكلم معايا كدا، عدا نُص ساعة وإحنا قاعدين ساكتين، كنت مستنياه يتكلم أو يعتذر أو حتى يتكلم ويراضيني عن أسلوبهُ معايا ولكن مفيش كلام، لحد ما قومت وقولت بزهق وزعل:
_ أنا هقوم أشوف حاجة أعملها.
رد عليا وقال وهو بيقوم وبيحط الموبايل في جيبهُ:
= وأنا هنزل أروح عشان محتاج أنام.
بصيتلهُ بصدمة وعدم إستيعاب حقيقي وهو ماشي من قدامي وفعلًا راح ناحية الباب ونزل، وأنا لسة واقفة في مكاني متحركتش من الصدمة، أدهم عمرهُ ما كان كدا معايا، بقالهُ فترة قليلة متغير معايا بالشكل دا، مش مهتم ومش مركز معايا ولا مهم مشاعري أو أنا راضية ولا لأ، كلامي مش مهم ومش ضروري، خرجت ماما من المطبخ وشافتني وأنا قاعدة لوحدي وقالت بتساؤل وإستغراب:
_ هو أدهم مِشي؟
رديت عليها بهدوء وبعد تنهيدة وقولت:
= أيوا يا ماما.
جت قعدت جنبي بإستغراب وقالت بإستفسار:
_ ليه يابنتي دا مكملش ساعة، إتخانقتوا ولا حاجة؟
بصيتلها وفضلت ستكتة ثواني وبعدين خدت نفسي بضيق وقولت:
= المشكلة إنهُ لأ يا ماما متخانقناش.
ردت عليا بعدم فهم:
_ يعني إنتِ كنتِ عايزة تتخانقي ولا إي؟
مسحت بإيدي على وشي وأنا بحاول أهدى عشان معيطش وقولت:
= لأ يا ماما أكيد، بس وقتها كنت هقول إن في سبب، لكن أدهم متغير معايا أوي بقالهُ فترة، مش بيحب يسمعلي كلمة ودايمًا قاعد ساكت بدون مواضيع ولا كلمة واحدة ولا حتى بيتتصل بيا طول اليوم مكالمة واحدة يتطمن عليا فيها حتى يا ماما، ومع ذلك بقول مشغول بس اليوم الوحيد اللي بيجيلي يقعد معايا فيه ميتكلمش معايا وباصص في الموبايل لحد ما مِشي!
فضلت ماما ساكتة بتفكر في مبرر ليه تقولهولي عشان تهديني لحد ما قالت:
_ يمكن يابنتي في حاجة مضيقاه في الشغل الفترة دي بس.
رديت بسرعة وقولت:
= قولت كدا برضوا يا ماما بس المشكلة مش معايا أنا بس يعني، طول ما هو قاعد قدامي بيتكلم مع حد على الواتساب سواء بقى صحابهُ أو الله أعلم مين، بس كان بيضحك يا ماما أكيد المشكلة مش هتخليه متضايق معايا أنا بس.
إتنهدت ماما وقالت بهدوء قبل ما تقوم:
_ والله يا بنتي ما عارفة أقولك إي بس ربنا يهديكم ويصلحلكم الحال، إتكلمي معاه وإطلبي إنك تقعدي تتكلمي معاه في الموضوع دا وشوفي ردهُ هيكون إي وأنا واثقة فيكِ وإنك مش هتاخدي قرار من فراغ.
قامت وسابتني وأنا فعلًا قومت دخلت البلكونة ورنيت عليه مرة وإتنين وتلاتة مردش غير في المرة الرابعة بزهق واضح وقال:
_ هو في إي الزن دا يا رحمة؟
ردهُ صدمني ومعجبنيش وقولت بضيق:
= يعني إنت شايف الموبايل ومش عايز ترد؟
إتكلم ببرود وقال:
_ بالظبط يا ستي، مش عايز أتكلم دلوقتي أنا حُر، سلام عشان هنام.
قفل المكالمة معايا من غير ما يستنى ردي واللي خلاني أشيل الموبايل من على ودني وأبصلهُ بصدمة وسخرية على حالي.
عدا إسبوع بعض الموقف دا وهو مكلمنيش من ساعتها، ودا اللي خلاني أحس بنفور من ناحيتهُ وبرود في المشاعر، آي بنت مننا بتحتاج إهتمام وحنية أكتر من الحب ويمكن دول عنصرين أهم من الحب بكتير، لكن لو العنصرين دول إختفوا يبقى إختفى الحب والشوق، النهاردا اليوم اللي المفروض هيجيلي فيه، ولكن لحد الساعة 11 بالليل مجاش ولا إتتصل وكإنهُ ما صدق إنس مكلمتهوش النهاردا أصلي كنت بكلمهُ كل مرة الصبح عشان أعرفهُ إني مستنياه ومتحمسة لليوم النهاردا، ولكننهُ حتى مرفعش عليا سماعة الموبايل من ساعتها، تاني يوم الصبح رنيت عليه وقولت بنبرة حادة مفيهاش نقاش:
_ أدهم أنا لازم أقابلك حالًا.
رد عليا بنفس نبرتهُ الباردة:
= ليه في حاجة مهمة؟
جاوبتهُ بنفس البرود وقولت:
_ أيوا يا أدهم حاجة مهمة، بعد إذنك ساعة وتبقى عندي في الكافيه اللي بنقعد فيه دايمًا.
خلصت كلامي معاه وقفلت وخدت علبة الدهب بتاعتهُ حطيتها في الشنطة ووصلت الكافيه اللي إتقابلنا فيه، قررت إني أنهى الحكاية مكان ما بدأت، الكافيه اللي كان السبب إننا إتقابلنا وحبينا بعض، بس هو إتغير دلوقتي وحصلهُ تجديدات كتير، زي ما أدهم كمان إتغير، المكان لا بقى هو نفس المكان ولا الأشخاص بيحملوا نفس المشاعر، وصل أدهم وقعد قدامي بملل وقال:
_ خير؟
نبرتهُ وتصرفهُ دا خلاني مترددش أبدًا وطلعت علبة الدهب من شنطتي حطيتها قدامهُ وقلعت دبلتي وقولت بكل هدوء:
= حاجتك أهي يا أدهم وفرصة سعيدة أتمنى متتكررش تاني.
بص للعلبة بصدمة وعدم رضا وبعدين بصلي بسخرية وقال:
_ إنتِ مفكرة إنك هتقدري تستغني عني بجد، إنتِ بتحبيني ومستجيل تسيبيني!
ضحكت بسخرية وقولت:
= قول بقى كدا، إنت كنت بتعمل كل دا عشان ضامنني وضامن مشاعري تجاهك؟
لأ يا أدهم مش أنا اللي تضمنها وتستخدمها زي العجينة تشكلها زي ما إنت عايز، مش أنا خالص، وزي ما إنت شايف كدا قدرت عادي.
إتكلم بغضب وقال:
_ يعني إي يعني يا رحمة، أنا مش هوافق.
إتكلمت بإبتسامة سخرية وقولت قبل ما أقوم وأنا بلبس الشنطة:
= مش مهم توافق، إنت مين أصلًا، إنت دلوقتي لا شيء بالنسبالي.
سيبتهُ في صدمتهُ الحقيقية وقومت ومشيت وأنا بتنفس الهوا اللي حساه بقى نقي جدًا فجأة، حاسة إني فخورة بيا إني قدرت أعمل كدا فعلًا مع شخص بحبهُ وكنت راسمة كل حياتي معاه، ولكن أنا فعلًا مش الإنسانة اللي تضمن بمجرد ما قالتلك بحبك، أنا إنسانة لازم كل ثانيتين تطمني وتأكدلي حبك ليا وبالأفعال قبل الكلام كمان، مش هيفرق معايا كتير لو إتوجعت فترة لإن الأكيد هرجع أحسن بكتير من دلوقتي ومقبلش أبدًا أبقى في علاقة سامة وشخص توكسيك مجرد ما ضمن وجودك هيدوس عليك، أنا كائن حنين وبسيط بيحب الحنية والبساطة ودي اللي مكنتش هلاقيها أبدًا مع أدهم.
#هاجر_نورالدين
#علاقة_غير_مضمونة
#تمت