رواية روح سناء (كاملة جميع الفصول) بقلم مجهول
روح سناء "قصة رعب مكتملة "
أنا تعرضت للاغتصاب وأنا عندي 14 سنة، كان بيقولوا عليا بنت جسمي فاير. كنت عايشة في قرية جوه الصعيد، الحياة بسيطة. اللي اغتصبني خدني في خرابة وانا راجعة من المدرسة، وشي في الأرض وهو مكتفني من ورا. كنت في قمة القلق، أنا عارفة إن في أي حاجة غلط بس أنت ما تتخيلش اللي جوايا. أنا آسفة إندمجت في القصة ونسيت أعرفكم هي مين وإيه حكايتها وإيه اللي بتقوله ده، بس قبلها عايز أقول لكم عن مروان، الشاب ابن الناس، كان عنده 36 سنة شكله مش وحش وربنا فتح عليه وغني. كان ماشي بالعربية لقى بنت واقفة على الطريق، هدى، وقال لها اركبي أوصلك. وتبدأ من هنا نهاية الحكاية أو آخر فصل في حياتها. آسف إنى ما قلتلكمش هي مين لسه، تعالوا نتعرف عليها. هي سناء ممدوح، مدام عندها 39 سنة، حياتها كانت مليانة بفصول غريبة وكتيرة وكانت مختلفة عن أي حياة تعرفوها. بداية كل حاجة كانت في يوم ما ولدت لعم ممدوح اللي كان مخلف ولدين، وأول ما عرف إنه جاب البنت كان طاير بيها طير دلع وحنية ويرجع من الشغل يسال عنها، وكانت واكلة دماغه من يوم ما اتولدت. بس بعد شوية الخلافات بينه وبين امها، صبحية، كانت لا تطاق، اصلها كانت بتشك فيه إنه على علاقة بست تانية بره البيت وسناء كانت لسه يا دوبك بنت بتاع خمس سنين بس كانت واعية وحست بالغيرة على أبوها وكانت فاهمة إن إن بيخون امها فابتدت من اتجاه وابتدت تكرهه. بس بعد سنتين بالظبط، ممدوح جاله بعيد عن السامعين كانسر في الكبد وده بسبب فيروس بي، اللي ماجوش ما نسيت أقول لكم إن عم ممدوح كان تمرجي بسيط ولأنه بيتعرض للدم بتاع المرضى وفي القرية اللي زي دي ما فيش اهتمام بالتعقيم، جاله الفيروس ووصل لمراحل متأخرة وجاب له سرطان الكبد وما حسش بيه. ممدوح غير في الآخر خالص، كان الوقت فات والعلاج زرع كبد وده طبعًا ما كانش معاهم تكلفته ولا حمل الكيماوي ولا يقدروا يجيبوا تكاليف المستشفيات الغالية اللي تعمل العمليات دي. سناء حست بقهره الفلوس ورغم كرهها لأبوها واللي كانت بتتمنى إنه يموت، شافت صبحية وهي ناسية كل حاجة وبتخدم بدموع عينيها مع إنه بسبب الألم كان بيشتمها أحيانًا ويعاملها وحش جدًا في الأول. كانت سناء فاكرة إن ده لأن أبوها وحش بس بعدين اكتشفت الحقيقة وكان الكلام ده وهي عندها سبع سنين لما دخلت في يوم بالغلط الشونة بتاعة البيت وشافت قدام عينيها أمها وهي في وضع مش كويس مع حسن جارهم. الأم ارتبكت وقامت جري وحضنت سناء حاولت إنها تلخبط في اللي هي شافته بس سناء كانت واعية جدًا وما دخلش عليها اللي حاولت صبحية تعمله وابتدت تكره الأم بطريقة جنونية وبقت شايفة إنها السبب في تعب أبوها وطبعًا ده خلى سناء تخضب سيادة من سطحية أمها كان جواها طاقة غل وكره مش طبيعية خاصة إن بعد اللي حصل بكا يوم الأب مات طبعًا سناء فضلت حافظة اللي شافته جواها وكانت بتتعامل مع الأم بقسوة غير عادية أما أخواتها الولدين كانوا كبار وما كانوش بيفكروا غير في حياتهم واحد منهم ساب البلد وهج بعد موت أبوه والوسطاني فضل كانوا وقتها في إعدادية والأم كانت بتخاف عليه بجنون وبتعامله معاملة خاصة وبتحاول ترضيه وهي بتقول لنفسها ده آخر راجل فاض لي عامله كويس أحسن ما يهج ويطفش ويسيبني زي أخوه هعمل إيه وكان ليهم بيت تاني على أطراف البلد قرر عاصم الولد اللي في الإعدادية يطفش ويروح يعيش وحده في البيت ده والأم شافت إنه أحسن بدل ما يطفش خالص يطفش يروح في آخر البلد أهو برضه معاهم في نفس البلد وبرده عشان السر بتاعها إنها بتحب حسن وطبعًا عدم وجود الولد في البيت هي هل علاقتهم وكبرت سناء وهي شايفة اللي بيحصل مع أمها وشوه والموضوع كان زايد عن حده خالص لأن حسن بقى واخد راحته بزيادة وفي أوضاع مختلفة في اليوم الموضوع ما بقاش زي الأول الموضوع بقى مفتوح على البحري وفي يوم ما هاجم على سناء الثلاث شبان واغتصبوها هي ما قدرتش تدافع عن نفسها لأنها ببساطة كانت شايفة أمها في نفس الوضع بس الفرق إن أمها كان برضاها لكن هي كان غصب عنها وتحت تهديد بس حتى وهي طفلة كانت حاطة في دماغها إن مسيرها هيحصل لها كده من كلام النسوان أصحاب أمها اللي كانوا بيجوا ويقعدوا ويحكوا عن علاقتهم الزوجية واللي بيعملوه أزواجهم فيهم وإن أحيانًا كتير الستات ما بتبقاش عايزة لكن حسب ما وصفت واحدة من أصحاب مامت سناء وقالت بيدخل يسحبني كانه ساحب جاموسة ويزج بي على السرير ويرفع الجلابية ويتعامل هوولا همّه إذا كانت البقرة اللي تحت يده دي عايزة ما عيزاش تعبانة مالهاش مزاج ما يهموش الكلام ده وطبعا كل ده ترسخ في دماغ سناء وابتدت تشوف إن كل الستات هو ده وضعهم الطبيعي ويوم اغتصابها اتكسرت فيها حاجات كتير وزادت في قسوتها مع أمها بدرجة ما تتوصفش وفي يوم دخلت عليها ومسكتها وهي في قلب العلاقة مع حسن ده
وجهتها الست ما تحملتش وصرخت في وش سناء وقالت لها أنا تعبانة تعبانة أنتوا ما حدش حاسس بيا أنا شايلة الطين طول عمري وحسن ده الوحيد اللي حن عليا ما حدش فيكم حاسس بيا عمرك ما هتفهمي يعني إيه ست جوزها بيخونها وفي الآخر يموت ويسيب في رقبتها ثلاث عيال أنا بني آدمه وفضلت تصرخ فين أخوكي الكبير بعنا وسابنا ولا أخوكي الوسطاني اللي عايش على أطراف البلد عشان يصيع هو والثلاثة أربعة أصحابه وقالب البيت بتاعنا مدعره ولا أنت اللي بتبجحي في أمك وبتتكلمي معاها وفتحة عينك فيها أنت ما كنتيش تستحملي يوم واحد تعيشيه مع أبوكي أنت ما تعرفيش الراجل ده كان إيه...؟؟. ده حيوان ما بيحسش أيوه خدمته في آخر عمره لأني حسيت بالذنب ولأني قلت ده هيقابل وجه كريم لكن غير كده أنا كان في جزء من جوايا فرحانة في اللي حصل له أيوه فرحانة أنت ما تعرفيش ده ظلمني قد إيه عمره ما قال لي كلمة حلوة ولا عيشني لحظة واحدة أحس فيها إن أنا بني آدمة
سناء انفجرت وما حستش بنفسها وهي بتضرب صبحية أمها من غير رحمة وبصورة فيها غل شديد جدا وده زاد لما جه في ذهن سناء مشهد اغتصابها وفجأة وقفت ضرب وأخذت بعضيها وطلعت وهي ناوية على إنها تطفش من كل حاجة وسابت صبحيه مرمية على الأرض وهي مقهورة الضغط علي عليها جالها جلطة واتشلّت ما بقتش قادرة تتحرك
سناء بقت بالأيام بتبات بره اما اخوها عاصم ما كانش فارق معاه غير مزاجه والحشيش بتاعه والفلوس اللي بياخدها من صبحيه. أما الأخ الثاني ما حدش كان عارف عنه أي حاجة. سناء ما كانتش بتتعامل مع الحياة كانها بنت، هي أدركت من يوم اغتصابها إنها ما بقتش زي أي حد وإنها بقت أقل من الكل وإن كل اللي حواليها مش عايزين منها غير الجنس. والحياة بالنسبة ليها اتحولت بعد قصة حب فاشلة، ضحك عليها، رسم لها الدنيا وردي وإنه هيقدر يواجه المجتمع. لكن هي ما كانتش مدركة إن نظرة المجتمع ليها إنها أقل من أي حد وإنها غير صالحة حتى إن حد يتجوزها. أيوه هي بنت مين؟ سانيا سمعتها إيه؟
ومع إن كل ده وسناء كانت لسه ما تعرفش عنها حاجة، بس هو كان شايف إنها رخيصة عشان قلت تنام معاها وقبلت تعمل معاه حاجات إلى حد ما ما بيعملهاش غير الناس الشمال، عشان كده حكم عليها وخد اللي هو عايزه وخلعها. بس ما سبهاش عادي، ده قال لها: "إنتِ اتجننتِ، إنتِ واخده حقك، والز ده لو فكرتِ في الجواز تاني تبقى إنتِ مجنونة، لا مؤاخذة مقابل اللي أنا باخده منك في خروجات في فسح في بيات عندي في أكلك وشربك. عايزة إيه تاني؟ بصي يا بنت الناس، عايزة تعيشي كده وتكملي كده أهلا وسهلا، مش عايزة تغوري في 60 داهية." ولما وصلت لسن 19 سنة وكانت بقت فاتحة العيلة، اتدخل جوز خالتها لأنه شايف إنه لا مؤاخذة البيت ده مالوش كبير وما فيش راجل والبت بباب بره. وما كانش يعرف أكتر من كده هو كان يعرف بس إنها بباب بره وما يعرفوش حتى هي بباب بره فين ولا بتعمل إيه ولا مع مين. هم ما اهتموش بالكلام ده خالص وقرر جوز خالتها إنه يجوزها وجاب لها عريس من قرية جنبهم، راجل كبير بالنسبة لها. طبعا كان فرق بينه وبينها في الوقت ده 12 سنة. هي كانت رافضة طبعا، لكن ما قدرتش تنطق. وضربت وشافت أيام سودا لحد ما اتجوزت. وهو في التوقيت ده كان عنده 31 سنة وكان اسمه حمدي. وهنا القصة خدت منحنى تاني خالص، لأن حمدي كان ضعيف جنسيا ومش متجوز سناء عشان رغبته في الجنس، لكن كان عايز يتمنظر بيها إنه خد برنسيسة. وما كانش عارف المصيبة، لكن طبعا حاله سناء ما كانش ينفع فيها مداريه. وفي ليلة الدخلة فهم إن سناء مش بنت. نزل فيها ضرب هو وإخوانه وأمه وأخواته البنات. حرفيا البيت كله كان عامل عليها حفلة ضرب. بس مش ضرب عادي، لأن الضرب باعتداء جنسي. ظاهريا هو ضرب، لكن واقعيا البنت كانت عريانة تماما وهم كانوا بيدربوها في أماكن خاصة وباستقصاد لده. ونقدر نقول إن حفلة الضرب دي كانت أشبه بحفلة اغتصاب جماعي اشترك فيها كل أفراد عيلة الزوج. ومن بعدها سناء اتكسر عينها، وبالذات قدام حماتها اللي حرفيا شغلتها خدامة عند هي وبناتها واللي كانت بتعيت عليها بالألفاظ وبالضرب بطريقة بشعة. حماتها كانت ست قادرة ومفتريه وسناء ما كانتش تقدر تعمل معاها حاجة. والقصه اتطينت أكتر لما حملت وجابت ولد وبنت، وحياتها استمرت بالطريقة دي وهي تحت رعاية تعذيب حماتها ليها، وما كانتش تقدر ترفع عينها فيها. وبعد ما فضلت متجوزه 12 سنة، وعلى فكرة في الوقت ده ما كانتش محترمة قوي لأن جوزها كان ضعيف جنسيا، كانت بتعمل علاقات تياري وهو كان عارف بس ما كانش قادر يفتح عينه فيها. كانت بتنزل المحافظة اللي تابع قريتهم على أساس إنها رايحة تشتري حاجات وتعمل علاقة مع واحد وترجع تستلقي وعدها طبعا من حماتها اللي ما كانتش بترحم. وبمناسبة علاقتها، فهي في المحافظة قبلت راجل كان عنده في الوقت ده 56 سنة، زوج غلبان مطحون، بيطلع على أكل عيشه بالعربية. ويا للأسف، رجع يستلقى قعدة من الكلام البايخ مع مراته واحتياجات العيال اللي كانت كسراه وقطمه وسطه ومعجنه الحياة. الشخص ده كان اسمه صبري، كان ضعيف البنيان، جسمه ضعيف كده وعلى قدّه يعني. في نفس الوقت كان مقهور على أمره. قابلته سناء، اعجب بجمالها، سحرها، أنوثتها، قوتها، جبروتها، نظراتها، شخصيتها القوية، وحاجات كتير. وفجأة صبري الغلبان لقى ملكة جمال بتقول له "أنا عايزة أنام معاك". كان غلبان فك إن هي علاقة طبيعية، لكن لقى واحدة مجنونة. سناء استغلت ضعف صبري في إنها تضربه وتهينه وتقلل من رجولته وتتعامل معاه بطريقة وحشية جدا كأنها عايزة تعاقب كل الرجالة في الراجل ده. وهنا اكتشفت إن الحل الوحيد عشان تستعيد كرامتها اللي بتتمرمط في الأرض إنها تبقى ملكة تخلي الرجالة تحت رجليها تفتري عليهم وتتعامل معاهم بوحشية وسادية، وعلمت صبري ده وبقى واحد من تابعين الملكة. وللأسف الراجل كانت حياته اتدمرت لأنها بقت متدخلة في كل حاجة في حياته، حتى إنها كانت بتقول له ما تنامش مع مراتك وكان بينفذ الأمر، وأحيانًا كانت تقول له انزل أنا عايزة أشوفك دلوقتي، يقوم من وسط عياله وينزل يشوفها وأمور كتير جدًا.
ودمرت له حياته بالكامل، بس ما وقفتش على كده. هي ما كانتش قادرة تطلق لسبب واحد: مين هيصرف عليها هي والعيل؟ صبري كان لنزواتها، ما كانش ينفع إنه يصرف، لكن ظهر في حياتها اللي كان ينفع يصرف، الشاب اللي أنا حكيت لكم عنه في البداية، مروان. مروان ما كانش من النوع اللي بيشقط بنات في الشارع، لا خالص، ده ابن ناس مالوش في الجو ده، بس سناء كانت فعلًا تغري أي راجل.
مروان كان من أسرة غنية، ناس مرتاحة، بس كانت مشكلته الوحيدة إنه وحيد، ما عندوش غير أخوات بنات وهو الولد الوحيد في البيت. كان ضحية لأب غير س، كان دايمًا يعنفه ويقول له: "إنت مش راجل، إنت طري"، وأي شيء يعمله كان يقلل منه. مروان ما كانش عارف إزاي يرضي أبوه، الراجل اللي كان رضاه مستحيل، دايمًا مهما عمل، يقلل ويهين ويغلط ويضرب أحيانًا. وده خلى مروان من جواه كاره نفسه، كاره إنه مروان أصلًا.
سناء من أول لحظة عرفت اللي جوا مروان باحترافية، ابتدت تحسسه إنها كل الناس هتموت عليها، وإن مليون واحد يتمنوا بس يخدموها، وإنه في طابور رجالة بيتمنى علشان يجيبوا لها طلبات بيتها. طبعًا مروان من غير ما يحس دخل في المنافسة الذكورية دي، حب إنه يثبت لنفسه إنه قادر يكون في سوق الرجالة، له تمن وثمن غالي. دي البرنسيسة هتبص له وهتختاره دونًا عن كل الرجالة اللي حواليها، ما هو مختلف برضه.
سناء فضلت تلاعبه، حرفيًا كانت بتلعبه على الشناكل، طول الوقت محسساه إنها بتحبه وفي نفس اللحظة ما بتحبوش، عايزاه وفي نفس اللحظة قادرة تستغنى عنه. طول الوقت محسساه إن وجوده مالوش لازمة وفي نفس الوقت هي عايزة وجوده، هي مش هتقدر إنه يغيب عنها. حسسته كل حاجة وعكسها.
مروان في مرة كان صريح معاها وقال لها: "أنا عايز أنام معاكي". ضحكت وقالت له: "مستحيل". قال لها: "ليه؟" قالت له: "لأن أنا أتمان، لو إنت نمت معايا مرة مش هتقدر تنساني أبدًا، مستحيل، وأنا مش عايزة أضرك، فاسمع مني، ما ينفعش، ولو عايز تنام معايا يبقى تيجي لأهلي وتطلبني منهم وتطلقني من جوزي، ساعتها أتجوزك وأعمل لك اللي إنت عايزه".
طبعًا مروان في البداية خدته العنتريات، قال لها: "أنا عندي استعداد أعمل كده، أنا واجي الدنيا كلها عشانك، أنا هقف قدام أبويا وأمي وأخواتي البنات، وهوقف حالهم عشانك". ضحكت وقالت له: "اثبت لي رجولتك الأول، وبعدين ابقى اطلب".
مروان كل اللي حواليه قالوا له: "يا ابني، اللي إنت بتفكر فيه ده مش أكتر من نزوة، والموضوع ده هيطربق على دماغك. فوق لنفسك، إنت لسه صغير مش كسن، كتفكير ودماغ، فوق لنفسك". قرر يعند في الكل أكتر، لكن كان راح لسناء متأخر، لأن في التوقيت ده لما راح لها، هي ابتسمت وقالت له: "تمام، بس في حاجة صغيرة قوي هتختلف". قال لها: "إيه؟" قالت له: "أنا في ناس في حياتي مالكش دعوة بعلاقتي بيهم". قال لها: "إزاي يعني؟" قالت له: "بص، إنت هتتجوزني حتى لو من ورا أهلك، أنا قابلة، وهطلقك، أنا وإنت دولة خليجية، بس في الأول هسافر أنا". قال لها: "هنسافر الخليج نعمل إيه؟" قالت له: "بص، أنا جاي لي شغل في مجال المونتاج".
قال لها: "إيه مونتاج، مونتاج إيه ده؟" قالت له: "مونتاج الأفلام وكده". قال لها: "وإنت بتعرفي؟" قالت له: "أنا باخد كورس دلوقتي عشان هيجي لي عقد أشتغل في الدولة دي بالمونتاج". قال لها: "مين اللي هيجيب لك عقد وإنتِ لسه أصلًا بتتدربي، إنتِ لسه بادئة الكورس، ما تفهميش حاجة في المونتاج". قالت له: "ده واحد أعرفه، بنتكلم لينا وقت، وهو واثق فيا، وعشان كده هو هيبعت لي العقد، وأنا هروح في البداية أرتب أمورنا وبعد كده هدور لك على عقد وأجيبك معايا".
الولد هنا ابتدى يشك، وقال لها: "يا مروان، إنت في حاجة غلط، العقد ده مستحيل يكون عقد شغل عادي، العقد ده دعارة". ضربته بالقلم وقالت له: "إنت إزاي تقول عليا كده؟ أوعى تعلي صوتك قدامي تاني، ولا تعمل نفسك راجل عليا، فاهم؟".
في شيء جوا مروان نفسي مش مفهوم بالنسبة له خلاه يبقى في الموقف ده ضعيف قدامها، وهو ما كانش قادر يفهم هو الضعف ده جه منين، واتمسك بيها أكتر، لكن هي اللي سابته وبدون اي مقدمات حتي
نسيت احكي لكم البدايه كانت ازاي يوم 13 12 2016 في حي بسيط اسمه حي الشعبانيه في الشقه اللي في عماره 17 في الدور الثالث كانت مرميه ناء مضروبه بثلاث رصاصات اتسبب في ان الجمجمه انفجرت وكانت دم بركه وهي ف واسيها طبعا الشقه اللي كانت فيها دي كانت شقتها الاهالي بياكد ان هم ما سمعوش اي حاجه لا صوت رصاص ولا اي محاولات للاستغاثه ولا خناق ولا مشاجره ولا اي حاجه خالص لكن الدور اللي تحته السكان فيه لاحظوا ان السقف ابتدى ينشع دم خافوا اتصلوا بالشرطه اللي جت واكتشفت جثه سناء اللي كانت موجوده ميته في الشقه ثمان ايام كانت الريحه طبعا بشعه جدا بالنسبه للشقه فهي كانت متكونه من ثلاث اوض وصاله وحمام ومطبخ تدخل من باب الشقه كان قدامك الصاله وبعد كده طرقه متوزع فيها الاوض والحمام والمطبخ على ايدك اليمين وانت داخل في الطرقه هتلاقي القطتين على الشارع والناحيه الثانيه الحمام والمطبخ واوضه في النص جزء منها داخلي وجزء منها بيبص على الشارع جثه سناء كانت موجوده في قلب الصاله ما كانش في اي علامات في الشقه تدل على اي حاجه حصلت فيها لكن الاوضه اللي كان في اخر الطرقه كان فيها ادوات ممارسه الساديه وكان فيها دولاب فيه انواع واشكال من اللانجري والملابس النسائيه الغاليه جدا واضح ان الاوضه دي كان بيحصل فيها الممارسات اللي مش طبيعيه اللي كانت بتمارسها سناء الاوضه الثانيه كانت اوضه نوم عاديه جدا سرير كبير كوتينو عليه كميات كبيره جدا من مستحضرات التجميل والعنايه بالبشره والعنايه بالشعر ومرايه تقريبا بطول متر وربع ودولاب في اللبس العادي بتاع سناء الاوضه اللي بعدها كانت اوضه التصوير في اللايت رينج ومعدات تصوير والحيطان معمول لها عازل صوتي وفي اضاءه معينه اللي هي بتاعه الديسكوهات موجوده في سقف الاوضه فكان واضح ان هي بتعمل حفلات مصوره في الاوضه دي يعتبر الشقه ما كانش فيها اي شيء ملفت تاني الصاله كانت عباره عن ركنه وفي شاشه ومسرح منزلي وكان فيه جيبسن بورد على السقف وكان فيه متخبي بعنايه شديده جدا مكان لخزنه داخله في الجيبسم بورد في السقف وتتفتح يطلع منها درج وده كان المكان اللي بتحوش فيه سناء فلوسها وده اكتشفه فريق البحث الجنائي لما دخلوا الشقه ومع ان سناء كان عندها محتويات قيمه زي ساعات جايه لها هدايا وساعات بارقام وبرفانات بارقام كان معاها مجموعه من الموبايلات في اكسسوريز اصليه في ذهب طبعا كل ده اتلاقى زي ما هو القاتل ما قرب لوش اساسا ما كانش في اي خدوش في الباب تقول انه في اي محاوله كانت للاقتحام الشبابيك كلها سليمه شباك المطبخ والحمام الاثنين سلام ما كانش فيه اي حاجه توصل لمين اللي عمل كده وواضح جدا ان شخص هي عارفاه لان كل الادله بتقول ان هي اللي مدخلاه بايديها لجوه الشقه طبعا قايمه المشتبه فيهم في قضيه سناء كانت كبيره جدا اولها كانت طليق اه نسيت اقول لكم ان سناء اطلقت قبل الحادثه بثلاث سنين وكان اهم الشخصيات على قايمه المشتبه فيهم هو الطليق وبعده كان مروان وبعدهم جه مجموعه من اللي كانت على علاقه بيهم ومنهم م طبعا صبري لكن ما كانش فيه ولا دليل ايدانه واحد يدين اي حد من الناس دي وكان المجرم ظهر من تحت الارض وطبعا سناء جت لي هنا المشرحه اول يوم جت فيه انا خليتهم يدخلوها الثلاجه والغريب ان المحول بتاع الكهرباء بتاع التلاجه اول مره من ساعه ما جيت المشرحه يقف طبعا الدنيا اتقلبت دي كارثه وكارثه مش عاديه اضطرينا ان احنا نبدا نطلع الجثث من الثلاجات لكن اول ما طلعت جثه سناء من الثلاجه بتاعتها المحول اشتغل والدنيا رجعت طبيعيه تدخل الجثه الثلاجه المحول يقف تاني فهمت ان هي مش عايزه تتحط في الثلاجه وان هي عايزه تتشرح في الوقت ده كانت الساعه وصلت اين ونص الفجر ما كانش قدامي اي حل تاني اتوكلت على الله وقلت لهم يدخلوها سلطه تشريح اه بصحيح نسيت اعرفكم مين اللي بيتكلم دلوقتي ده دكتور احمد عبد العظيم طبعا انتوا فهمتوا من كلامه ان هو طبيب شرعي دكتور احمد اشتغل في المجال ده تقريبا 20 سنه كان عنده قدره مش عاديه بانه يستشعر الارواح وكان بيتواصل معاهم بشهاده كل اللي اشتغلوا معاه كان الموضوع فيه رابطه غريبه ما بين الدكتور وما بين الجثه اللي قدامه مساعدينه بيقولوا ان هم كانوا بيحسوا احيانا انه بيتكلم مع الجثه عشان يعرف ايه اللي حصل وتعالوا نشوف ايه اللي حصل مع دكتور احمد اول ما دخلت وصلت التشريح حسيت ان قلبي مبو كانت اول مره من سنين طويله احس الاحساس ده انا افتكرت ايامي الاولى لما جيت المستشفى دي وعرفت ان انا خلاص هشتغل في قسم التشريح احساس غريب نسيته من سنين يا ترى ايه حكايه الجثه دي وايه اللي وراها وليه عايزه تتشرح بالسرعه دي حسيت ان روحها مش مرتاحه وان عايزه تنتقم كنت متعود لما ادخل سلط التشريح احس بالروح موجوده وكنت فعلا حاسس بروحها لكن هي ما ادتنيش اي اشارات وده غريب بالنسبه لي سميت الله وابتديت اشرح وادرس الاجزاء الداخليه من جسمها طبعا كان واضح جدا انها مهتميه ببشرتها مهتميه بانوثتها درجه العنايه بجلدها مش طبيعيه كان واضح ان هي كمان بتمارس الرياضه وحالتها الصحيه كانت كويسه الى حد كبير مش بتعاني من اي امراض مزمنه ولا اي التهابات ولا اي شيء يشير لاي معاناه من اي نوع غير انه اللي انا فاهمه من تقرير الشرطه ان دي عاهره لكن اللي قدامي بيقول ان هي بتمارس الجنس بمستوى متوسط يعني زي اي ست بيت وده كان غريب بالنسبه لي لان العاهرات اجسامهم مش بتبقى كده غير ان انا لاحظت ان هي
عندها جروح وكان واضح جداً أن الجروح دي قديمة في المنطقة الشرجية والجروح دي واضح جداً أنها كانت نتيجة اغتصاب واغتصاب عنيف والجروح دي ما تعالجت وسبب القتل كان ثلاث رصاصات 9 ملي أُطلقت من سلاح موضوع عليه كاتم صوت. وواضح جداً أن الطلقات أُطلقت من مكان قريب جداً، يعني تقريباً أقل من متر بين الضحية وبين اللي ضرب النار. ومن أثر الطلقات، كان واضح أن اللي مسك المسدس كان أشول، وكانت يده ثابتة بطريقة غير طبيعية لأن الرصاصة ماشية في خط مستقيم، وده معناه أنه محترف. وكان السؤال اللي جوايا: ليه محترف يضرب النار من مسافة قريبة؟ ما كانش فيه أي رد، كنت مستغرب، غير أنه ما كانش فيه حتى بصمة على أي شيء يدل على المعتدي. ده معناه أن القاتل لما دخل حتى ما سلمش عليها. تعبيرات الوش مش بتقول إن في صدمة. في حاجة غريبة. كان لازم أحلل عينة من المعدة. كنت متوقع أنها بتاخد أي مهدئ أو مضاد اكتئاب، وفعلاً لقيت ده. كانت بتاخد نوعين من مضادات الاكتئاب. وفي وقت ما اتقتلت كان بداية تأثير مضادات الاكتئاب على مخها، فكان عندها حالة من البلادة لدرجة أنها ما استوعبتش أن الشخص اللي قدامها ده بيهددها بسلاح وحيقتلها، وعشان كده ما كانش فيه أي رد فعل. وطبعاً القاتل كان على دراية بتأثير الأدوية اللي بتاخدها، وكمان بالمعاد اللي هي بتاخد فيه مضاد الاكتئاب. وده السبب اللي خلاه يحدد على أساسه إمتى يدخل وينفذ الجريمة. كل الإشارات الظاهرة لحد دلوقتي بتقول إنه شخص كان قريب جداً منها وعارف تفاصيل كتيرة جداً عنها. وده اللي كتبته في التقرير بتاعي. ما كانش فيه أي حاجة تانية ظاهرة قدامي عشان أقدر أساعد بيها. سبت التقرير ودخلت الاستراحة بتاعتي عشان أنام. عيني غفلت تقريباً 10 دقائق ولقيتها واقفة قدام السرير بتاعي. أنا اتخضيت، ولقيتها بتقول لي: "روح لدكتور علاء الشربيني". قلت لها: "أنا مالي ومال الدكتور علاء؟" كانت اختفت. ما فهمتش هي عايزاني أروح ليه. الدكتور علاء الشربيني ده مين؟
الصراحة كنت تعبان واليوم مرهق. حاولت أنام مرة ثانية، لكنها ما سابتنيش. فضلت تسهر قدامي وبنفس الرسالة. الموضوع كبر أكتر. وأنا صاحي بقيت بشوفها في كل حتة وبتهمس بشفايفها: "روح لدكتور علاء الشربيني". كنت هتجنن. مش فاهم هي عايزاني أروح ليه؟ إيه اللي عند الدكتور ده؟ ولما قررت أسأل عنه، عرفت إنه دكتور نفسي، وعرفت كمان إنه كان الدكتور اللي هي بتتردد عليه. قررت أكلمه الصبح. دخلت أنام، لكن في الحلم لقيتها في انتظاري وهي بتقول لي: "اطلب من دكتور علاء سجلات الحالة بتاعتي واسمعها كويس. أنا عارفة إن دكتور علاء مش هيرضى يديك السجلات دي، لكن قول له إن مدام سناء في البداية لما جت لك ما قالت لكش اسمها الحقيقي وقالت لك إن اسمها خلود. وفضلت فترة طويلة بتتعامل معاك على أساس إن اسمها خلود، لحد ما في مرة قررت تعترف بالحقيقة وتقول لك اسمها. وثاني حاجة إنها في مرة، وأنت قاعد، حاولت إنها تتحرش بيك وده عمل لك توتر شديد. وثالث موقف: قول له إن بنتك أمنية في مكان حلو وهي مرتاحة في عالم الأرواح. وعلى فكرة بتطمن عليك كل يوم. وأنا اللي بعت له الرسائل دي". أول ما تقول له الثلاث رسائل دول، هو هيصدقك وهيخليك تسمع التسجيلات وتقرا السجلات بتاعته. هيبقى واضح قدامك مين هو اللي قتلني وتساعد المباحث في حل اللغز. دي كانت أول مرة الأرواح تورطني بشكل مباشر في قضية زي كده. أه، كانوا كتير بيخلوني أبعت إشارات للمباحث عشان تساعدهم في الوصول للجاني، لكن المرة دي عايزاني أنا اللي أحقق. كان الموضوع بالنسبة لي مرعب، بس ما سابتنيش. ما كنتش عارف أنام منها. الحلم كان بيتكرر كل ليلة. فضلت 10 أيام بحاول أتهرب، لحد ما خلاص ما قدرتش. اضطريت أروح لدكتور علاء وقلت له اللي هي قالته لي بالضبط. الراجل في البداية رفض، لكن لما قلت له الأسرار الثلاثة، قال لي: "ما حدش يعرف الكلام ده غيرها، وفعلاً هي ما كانتش تعرف حاجة عن أمنية بنتي". استأذنته أشوف السجلات وأسمع التسجيلات. والتسجيلات كان فيها الحكاية اللي أنتم سمعتوها: تاريخ سناء، من بداية الاعتداء الجنسي عليها وهروبها من البيت، لحد تفاصيل علاقتها بشخص من بلد خليجي كان بيدعمها مادياً.
كانت بتحكي عن موقف غريب جداً وملفت للنظر، أن الشخص اللي في البلد الخليجي هو اللي ساعدها في إجراءات الطلاق ودفع مبلغ كبير لطليقها عشان يسيبها. ومش بس كده، هو اللي جاب لها حاجات كتير زي الشقة والعربية، غير فلوس كتير جداً. سناء قالت إن كان في علاقة ما بينها وبينه، لكنها علاقة غريبة وماسوشية. كان في البداية بيحاول يخفي هويته الحقيقية، وكان بيستخدم اسم مستعار مش اسمه الحقيقي.
وكان بيبعدها تمامًا عن كشف هو مين، وبتلمح سناء في التسجيلات أنها قدرت تعرف بالضبط في مرة هو مين، واكتشفت أنه حد مهم ومهم جدًا، وبتقول إنه مجرد أنه شك أنها عرفت هو مين، بدأ يتغير معاها وبدأ ينسحب. هي ما كانتش فاهمة هو ليه مرعوب قوي كده، ده ممكن يفعص برجله بكل سهولة عن طريق مركزه ونفوذه، الموضوع مش هيصعب عليه يعني. ولقيت الدكتور علاء بيقول لي: "بص يا دكتور، أنا ما كدبش عليك، لما سمعت إن سناء اتقتلت كنت حاسس إني من واجبي إن أنا أتواصل مع المباحث وأدلهم على الشخص اللي هي بتتكلم عنه ده، لكن سناء ما قالت ليش نهائي اسمه ولا أي حاجة توصلني ليه. عشان كده أنا كنت متردد لحد ما أنت جيت لي. بصراحة أنا بفكر إنه لازم أروح أبلغ." وأنا شجعته، شجعت علاء على إنه يروح المباحث ويبلغ، وإن التسجيلات اللي معاه دي ممكن تكون دليل قوي يوصلهم للجاني. وأكدت له إن روح سناء مش هتهدى لو إحنا قصرنا في حقها.
وعشان كده، علاء راح. بعد يومين، جثة علاء جت لي المشرحة، لقوه مذبوح في العيادة. الجاني كان عارف إن علاء ما عندوش سكرتارية، وإنه بالليل أحيانًا بيسهر في العيادة يقعد يقرأ كتب. اختار الوقت المثالي، دخل لعلاء على أساس إنه حالة، أول ما قعد علاء على المكتب رش عليه سبراي مخدر، ولف ورا الكرسي بتاعه، ورجع رأسه لورا وشق حنجرته بخنجر روسي نص حد. طبعًا، ساب علاء جثة عشان يكتشفوه الصبح ويجي لي هنا. أنا كنت متأكد بنسبة مليون في المية إن قتل علاء بسبب قضية سناء، وبسبب نصيحتي ليه إنه يبلغ. أول ما دخلت صالة التشريح كانت روح علاء في انتظاري، شفته قدامي وهو بيلومني، بيحملني مسؤولية إني أكشف الجاني. دار بيني وبينه عتاب شديد جدًا، كان غضبان، روحه كانت هتدمر المكان. وعدته إني هجيب له حقه وإني هكشف الجاني وهيتحقق القصاص.
لكن علاء كان راجل منفصل، ما عندوش غير بنت واحدة، وكان الله يرحمها، يعني ما كانش عنده حاجة يبكي عليها. علاء يعتبر كان في الدنيا لوحده. لكن أنا وضعي مختلف، أنا عندي عيال عايز أربيهم. أنا عندي ولد وبنت، ابني عنده 14 سنة وبنتي عندها 16 سنة. دول أحق من الميتين بيا. أخاف أقول المعلومات اللي عندي لا يحصل لهم حاجة. واضح جدًا إن الراجل ده مش سهل، وواضح إن نفوذه واسع. لمجرد إنه عرف إن علاء بلغ الشرطة قتلوه. أنا راجل دكتور، ما ليش في البوليس، هو المسؤول عن القصة دي، دي مش مسؤوليتي. أنا متأكد إنهم أكيد هيوصلوا له، حتى لو ما قدروش يوصلوا له، مش ذنبي. أنا عندي عيال، ما ينفعش أرمي كل ده ورايا وأتجنن وأعمل زيكم. أنا ما ليش ذنب في اللي حصل لكم.
ودي كانت نهاية الدكتور أحمد عبد العظيم. النار قادت في صالة التشريح، كان حريق مش طبيعي. كان هو لوحده، الباب ما كانش بيفتح. فضلت النار تعلى والدخان يزيد، كان شايف روح سناء وشايف الدكتور علاء قدامه، وكأنهم بيعاقبوه على تخليه وجبنه وخوفه من إنه يكشف الحقيقة. فضل يصرخ وهو يتخنق، وهم واقفين بيضحكوا. فضل يتألم وهو مش قادر ياخد نفسه، وقع على الأرض والنار ابتدت تاكل في جسمه. ابتدى يجري زي المجنون، لحد ما وقع ميت. مجموعة كبيرة من اللي شغالين في المشرحة بره كانوا بيحاولوا ينقذوه، لكن الباب ما كانش بيفتح نهائي. بعد ما اتحرق 70% من جسم الدكتور أحمد عبد العظيم ومات، الباب اتفتح لوحده. مع إنهم كانوا بيحاولوا يكسروا الباب، ما قدروش. وتفاجؤوا إن النار كأنها بتنسحب لوحدها، كأنها بتطفي لوحدها. مات الدكتور أحمد، لكن الحكاية ما انتهتش، القصة ابتدت عندي أنا.
ودلوقتي أقدر أعرفكم أنا مين: فتحي السيد، كاتب الروايات ومؤلف القصص. أنا متعود إن أنا أكتب قصص الرعب والغموض والإثارة والجريمة، لكن الحكاية في القصة دي مختلفة. أنا قررت إن أنا أكتب رواية جديدة، واتفاجئت إني عندي "رايتر بلوك"، أو إني مش قادر أكتب، ما فيش أي فكرة راضية تيجي في دماغي. قعدت أكتر من شهر ونص بحارب عشان أكتب رواية جديدة، لكن ما فيش أي فكرة. دماغي صفرت. لحد ما في يوم كنت قاعد في مكتبي، حطيت السيجارة على الطفاية، وفتحت اللاب توب قدامي. شفت انعكاس لحد واقف ورا مكتبي في شاشة اللاب توب. بصيت، ما كانش في حد. قلت لنفسي القصص أثرت عليا، ودماغي ابتدت تسيح. استعذت بالله، وشغلت موسيقى تاني، وببص على ملف الوورد اللي كان مفتوح. لقيت مكتوب: "القصاص." ما فهمتش، أنا ما كتبتش الكلام ده، وأنا متأكد إني ما كتبتش أي حاجة. قلت لنفسي إني تعبان ومحتاج أنام. دخلت أريح، وشغلت في أوضتي الجرامافون بتاعي، وعليه أسطوانة للست فيروز. قعدت على سريري، ساند ظهري، ومغمض عيني، وبستمتع بالسيدة فيروز. وفجأة، الإبرة بتاعة الجرامافون تترفع. قمت مخضوض، خايف على الأسطوانة، لأنها قديمة ونادرة جدًا. ما لقيتش أي حاجة غير إن في حد رفع الإبرة. كنت هتجنن، هو في إيه النهاردة؟ لما حطيتها تاني ورجعت على السرير، حسيت عينيَّ تقيلة جدًا. دماغي فاصلة، ونازل عليَّ نوم غريب. نمت، وشفت سناء قدامي، وشفت كل حاجة حكيتها بالتفاصيل. سناء كانت معايا وبتمشي ما بين الأحداث وشفت الرواية كاملة وقبل ما أفوق من نومي كانت بتبص لي، لقيتها بتقول لي: "دمي في رقبتك". قمت مزروع من نومي، قلت لها: "إيه ده؟ أنا مالي؟ مش أنا اللي قتلتك؟" ولقيت نفسي على السرير حاسي بأشعارها غريبة وبرد مخيف. ما كنتش فاهم هي عايزة إيه وأنا مالي؟ بدأت أقول لنفسي: "أنت اتجننت ولا إيه؟ الحكايه ده مجرد حلم، هو أنت مصدق نفسك إن الأرواح هتكلمك؟" وقمت قلت: "ما فيش فكرة حلوة، القصة بتاعة الحلم ده جامدة جداً، لما قوم أكتبها.
" الكارثة هي إنني لقيت على الكمبيوتر بتاعي على ملف وورد مكتوب فيه كل الأحداث اللي أنا شفتها في الحلم بالضبط. فضلت باصص وقريت وأنا مش مستوعب، واتجننت. لقيت ملف مكتوب عليه "هام جداً". أنا فاكر إني مستحيل أكون كتبت على ملف وورد الاسم ده. فتحته، وكان مكتوب فيه "إن وقفت في طريق القصاص ساقتص منك. انشر الرواية". أنا اترعت وحسيت إنه في حاجة غلط مش طبيعية، والموضوع فعلاً ممكن يئذيني. وأنا بفكر هعمل إيه، لقيت الناشر بتاعي بيرن عليّ. اتخضيت ورديت عليه. لقيته بيقول لي: "أنا مش عارف ليه يا فتحي النهاردة اليوم كله أنت جاي على بالي زي ما يكون في حاجة جوايا بتقول لي اتصل بيك." أنا حسيت إنه خلاص كده، لا ده تأكيد إنه الأرواح دي عايزاني أعمل كده. قلت له: "بص، أنا عندي رواية جديدة وهديها لك تنشرها، ومش هختف معاك في نسبة الأرباح اللي أنت عايزها، اعمله." وفعلاً اديتها له ونشرها، وأنا قلت إن الحكايه خلصت على كده. لكن اتفاجئت برقم غريب بيرن عليّ بعد نشر الرواية تقريباً بشهر ونص. ولقيت واحد بيقول لي: "ألو، أنا الصحفي أحمد إسماعيل، صحفي في جريدة الحوادث." أنا كنت سامع الاسم ده قبل كده، وعارف إنه صحفي كبير ومشهور. ولما طلب مني إنه يقابلني، أنا قلت إنه عايز يكتب مقال عن الرواية بتاعتي مثلاً. فقابلته، لكن لقيته بيقول لي: "بص، أنا عارف اللي أنا هقوله لك ده غريب، بس الرواية اللي أنت كتبتها دي هي نسخة طبق الأصل من حادثة حصلت فعلاً بنفس الأسماء ونفس الشخصيات ونفس مصير الاثنين دكاترة. أنا كنت بحقق في الحادثة دي من ثلاث سنين فاتت، لكن بعد اللي حصل للدكتور أحمد عبد العظيم ما عرفتش أمشي إزاي، عشان كده ركنت الورق وقلت خلاص القضية نامت. أنا عايز أفهم، هو إزاي حضرتك عرفت التفاصيل دي كلها؟" وعلى فكرة في تفاصيل في الرواية بتاعتك ماحدش يعرفها. أنت جبت كل ده منين؟" أنا كنت فاتح بقي، ومش مستوعب هو بيقول إيه. قلت له: "أنت، يعني الرواية اللي أنا نشرتها دي دي دي حادثة فعلاً؟" قال لي: "أه، حادثة فعلاً." قلت له: "والله العظيم ما أنا اللي كاتبها." قال لي: "إزاي؟" حكيت له كل حاجة حصلت. لقيته بيقول لي: "أنا كده فهمت. أنت كنت مرسال. هم استخدموك عشان يبعتوا علامات لناس تانية يطالبوهم إنهم يسعوا في تحقيق القصاص. وأنا واحد من الناس دول. أنا دلوقتي فهمت يا أستاذ فتحي، إن أنا المفروض أكمل في التحقيق والمفروض أدور على مين هو الماسوشي اللي المفروض إنه خليجي. أكمل في التحقيق لحد ما أكشفه وأقدمه للعدالة عشان الأرواح دي ترتاح وتنفصل تماماً عن عالمنا وتكمل دورتها الكونية وتتجه لعالم الأرواح." بعد ما سمعت منه الكلام ده، أنا حسيت بالراحة، حسيت إن أنا قدّيت دوري. والغريبة إن في نفس اليوم بالليل حلمت بثناء وكانت بترجع لورا وماشيه في طريق طويل، وبصت لي وهي مدياني ضهرها وشاورت لي باي واختفت. ما شفتهاش تاني. وهي دي الحكايه، والقصه لحد هنا انتهت. وماعرفش إيه اللي حصل، لكن هم بطلوا يزوروني. ودلوقتي أقدر أقول لكم، الحكايه انتهت.