اسكريبت انتيكة جندي (كامل) بقلم هاجر نورالدين
كـَ عادتي دايمًا بحب جدًا أنزل وأشتري حاجات أنتيكة وقديمة، ولكن المرة دي كانت مختلفة، الحاجة هي اللي جاتلي لحد عندي.
نزلت الشغل زي كل يوم بشتغل كول سنتر وبرجع أخر اليوم دماغي مصدعة ومليانة كلام كتير أوي ودوشة ومشاكل وحلول وروتين ممل بحت، ولكنهُ أكل العيش.
في نُص اليوم في الشغل جاتلي مكالمة قبل ما أقوم البريك بتاعي، رديت زي الروتين الطبيعي العادي وقولت:
_ أهلًا بحضرتك يافندم، أقدر أساعد حضرتك بـ إي؟
الشخص اللي على الناحية التانية فضل ساكت شوية لحد ما عدت كلامي مرة تانية وجالي صوتهُ بيقول:
= شكلك كان تعبان الصُبح، فيكِ حاجة أو في حاجة مزعلاكِ؟
إستغربت من اللي سمعتهُ وقولت بإستفهام:
_ عفوًا، حضرتك متتصل بخدمة العملاء يا فندم؟!
رجع جاوبني بنبرة دافية جدًا وكإنهُ عارفني من سنين وقال:
= أيوا عارف يا حبيبة، أنا عايزك إنتِ.
سكتت شوية بخضة وقولت بتساؤل:
_ حضرتك عارفني منين؟
سمعت صوت ضحكتهُ وبعدين قال بهدوء:
= أعرفك يا حبيبة.. أعرفك، أنا تقدري تقولي عليا حبيبك من زمان أوي.
فضلت ساكتة شوية بفكر في الشخص غريب الأطوار دا وأنا مش فاهمة هو عايز مِني إي، واللس بالمناسبة أنا مدخلتش في علاقة حب خالص طول حياتي وأنا عملية وبس.
رجعت للشخص الغريب دا وقولت من تاني بإستفسار:
_ إي المطلوب دلوقتي لإني معرفكش ولا أعرف غايتك إي؟
جاوبني بصوت هادي وقال:
= عايز أتطمن عليكِ يا حبيبة، إنتِ بخير؟
إترددت ولكنني كنت عايزة أشوف نهاية الموضوع دا وقولت:
_ الحمدلله بخير.
سمعت تنهيدة إرتياح منهُ وبعدين قال:
= دا المطلوب، يارب دايمًا بخير وبسعادة.
قفل بعدها المكالمة من غير ما أعرف مين دا أصلًا وكنت في حيرة رهيبة الحقيقة، خلصت الشغل أخيرًا وروحت البيت وأنا طول الطريق حاسة إن في حد ماشي ورايا.
ولكن كنت كل ما بتلفت مش بلاقي حد وبلاقي الطريق فاضي من ورايا أو أشخاص عاديين ماشيين في طريقهم زيي عادي.
فضل الإحساس دا ملازمني لحد ما وصلت البيت، طلعت على طول بصراحة من الخوف، ماما فتحتلي الباب ودخلت وحسيت براحة الحقيقة.
مفيش غيري أنا وماما بس اللي عايشين مع بعض، دخلت غيرت هدومي وبعدين طلعت قعدت مع ماما شوية وكلت وبعدين دخلت أنام ولكن سمعت صوت رسالة من موبايلي.
مسكتهُ وبصيت فيه بعيون نُص نعسانة وكانت رسالة من رقم غريب، طبيعي الفضول رهيب لإن محدش يعرفني غير حرفيًا ماما وإتنين تلاتة من صحابي.
قومت نُص قاعدة على السرير وبصيت في الرسالة اللي كان محتواها، "كنتِ زي القمر النهاردا."
بصيت للرسالة بإستغراب ورديت:
_ إنت مين؟
جاوبني على طول وقال:
= لحقتي تنسيني، أنا حبيبك اللي كلمتك الصُبح يا حبيبة.
بصيت للرسالة بضحك ولكن في بعض من الخوف شوية وبعتتلهُ:
_ إنت حبيبي منين، أنا معرفكش أصلًا ومعنديش حبيب خالص.
جاوبني بعد دقيقة وقال:
= متقوليهاش في وشي كدا، أنا بس اللي ملحقتش أبقى حبيبك، لكن أنا متأكد إننا لو كُننا في ظروف تانية إني كنت هبقى حبيبك.
رديت بفضول أكبر وقولت:
_ أيوا إنت مين برضوا وتعرفني منين؟
جاوبني ببساطة وقال:
= أنا بحبك من زمان أوي يا حبيبة، يمكن من لما كان عندك سنتين تلاتة، شوفتك وقتها وشوفت روحك قد إي حلوة وشدتني ليها غصب عني، ولكن للأسف أنا مش معاكِ.
فضلت باصة للرسالة بدهشة وعدم إستيعاب مش عارفة الحقيقة عدا وقت قد إي وأنا بصالها ولكن في الأخر قولت:
_ إنت مخبول صح؟
عارفني وبتحبني من وأنا عندي سنتين إي؟!
رد عليا بمنتهى الهدوء والبساطة:
= الحقيقة أنا مخبول بيكِ، عارف إنك مش هتصدقيني ولكن ممكن تديني فرصة بس أوصلك اللي بتواصل معاكِ عشانهُ، لإن قدامي وقت قليل وهمشي.
لـِ تاني مرة ببُص للرسالة بعدم فهم وغرابة، أنا شكلي وقعت مع شخص مجنون ولا إي، رديت عليه وقولت:
_ إتفضل.
بعتلي بتساؤل وقال:
= إنتِ بتحبي الأنتيكات والحاجات القديمة صح؟
إترددت الحقيقة وبدأت أحس بالخوف ولكن فضولي وحاجة جوايا بيخلوني أكمل كلام معاه بكل أريحية وموقفش الكلام.
جاوبتهُ بإختصار مفيد وقولت:
_ أيوا وبعدين؟
بعتلي بسرعة وكإنهُ مش وراه حاجة غيري وقال:
= الصبح أجازتك من الشغل إن شاء الله هتلاقي هدية مِني ليكِ، عمرها كتير أوي، أنا متأكد إنك هتحبيها لإنها كانت شيء مُفضل أوي بالنسبالي.
حسيت بقلق شوية وقولت:
_ أيوا وهاخدها منك إزاي وبُناءً على إي وبعدين إنت بتتكلم كدا ليه، أنا بدأت أخاف منك.
رد عليا بسرعة وقال:
= لأ، أنا أكتر واحد متخافيش منهُ بجد، أنا أكتر شخص المفروض ترتاحيلهُ يا حبيبة، أنا كدا كدا مش هعرف أظهر في حياتك من تاني حتى لو برسالة بعد ما تستلمي هديتك وتذكار مِني.
بصراحة مردتش لإني كنت تعبانة جدًا وكمان قلقانة ووقفت كلام لحد هنا ونمت، تاني يوم الصبح صحيت من النوم وكانت ماما بتجهز الفطار جوا.
قومت خدت دُش سريع ولبست بيچامتي المُفضلة ولسة هقعد على النت وأنا سعيدة بالأجازة وكنت نسيت أصلًا كل اللي حثل إمبارح ولكن سمعت صوت جرس الباب بيرن.
قومت عشان أشوف مين ولكن ملقتش حد، فتحت الباب ولقيت في صندوق هدايا صغير قدام الباب.
لوهلة إفتكرت كل اللي حصل إمبارح وبصيت للصندوق بخوف وقلق ولكن خدتهُ بسرعة وقفلت الباب قبل ما ماما تحس ولما سألتني قولتلها حد خبط بالغلط.
دخلت أوضتي وقفلت الباب وفتحت الصندوق بحذر جدًا وأنا خايفة الحقيقة، ولكنني لما فتحتهُ لقيت مرايا شكلها قديم أوي، شكلها أنتيكة بجد وتحفة حقيقية.
عجبتني وفضلت أبُص فيها وأنا سعيدة بيها وخايفة منها في نفس الوقت، وأنا ماسكاها كنت حاسة بحاجة في ضهرها، لما لفيتها لقيت فيها جواب بورق قديم أوي أوي ولكننهُ لسة متين.
خدتهُ وفتحتهُ وبدأت أقرأ محتواه واللي كان:
"عزيزتي حبيبة، مُنذ ما يُقارب العشرون عامًا قابلتكِ وأنتِ عامين فقط وكنتِ تتجولين بسعادة بين الأطفال ورأيت روحكِ الرائعة وهي تُناديني وأنا فقط طيف جندي مقتول في حرب مُنذُ ما يُقارب الـ 1000 عام، كنت أتجول كـ روح تائِهة ضائِعة تسعى للإنتقام أو الخلاص، أكملت العشرون عامًا بجانبكِ وأنا أنتظر هبوطك من المنزل كل يوم حتى أراكِ ولم أقوم بدخول منزلكِ أبدًا حتى تأخذي خصوصيتكِ وعندما تقومين بالمعرفة لا تنصدمين، كنت سعيد للغاية وأشعر بالأزهار تحوم من حولي، أحببتُكِ حقًا، ولكن لسوء حظي أن هذا لن يدوم وبِمُجرد أن تُصبح روحي روح عاشِق ولهان مثلما أنا وأقوم بالإعتراف ستتحرر روحي، تِلك المرآة هي هدية مِني لكِ، كانت مِلكٌ لوالدتي في العصر الخاص بِي، والآن هي مِلكٌ لكِ من بعدي.
المُرسل:
الذي حررتي روحهُ دونّ أن تدري وعلميته كيف يعشق وهو جُندي يهابهُ العدوّ، يُهزم في كل مرة تتلاقى عيناكِ بعيناهُ حتى دونّ شعور منكِ."
خلصت قراءة الجواب وأنا مش مصدقة اللي بيحصلي، روحت بسرعة للموبايل عشان أشوف الرقم والواتساب ولكن ملقيتش آي أثر للمُحادثة، قفلت الموبايل وفتحتهُ كذا مرة ولكن مفيش فايدة.
عِدت قراءة الجواب آلاف المرات وأنا جوايا مشاعر كتير مُختلطة بين الخوف والحزن والشفقة، يمكن كنت هفرح لو كان لسة موجود، ولكن متوفي من سنين كتير أوي!
ولكن فرحتلهُ إن روحهُ إتحررت وأنا كنت سبب في تحرير روح جندي من العصور القديمة، يمكن حكايتي خيالية نوعًا ما ومتتصدقش ولكن كل ما بلمس المرايا بحس بإحساس راحة رهيب وهي الدليل القوي بالنسبالي إن اللي حصل دا كلهُ حقيقي.
#هاجر_نورالدين
#أنتيكة_جندي
#تمت