رواية نصيبي في الحب الفصل الخامس 5 بقلم بتول عبدالرحمن


 رواية نصيبي في الحب الفصل الخامس 5 بقلم بتول عبدالرحمن


بارت 5


الصبح نور نزلت من أوضتها لقت نهال بتجهز بالفطار، دخلت صبحت عليها بابتسامه وساعدتها، الكل اتجمع ع الفطار والجو كان هادي، يوسف كان قاعد وبيفكر في حاجه، بص لخاله وقال " لو طلبت منك حاجه تخص نور وهتفرق معاها هتقول ايه؟ " 

نور بصت ليوسف بتساؤل، وحست إن في حاجة ورا سؤاله، كانت عاوزة تعرف هو بيفكر في إيه، بس فضلت ساكتة لحد ما يوسف كمل كلامه، بص لخاله وكرر بجدية "لو طلبت منك حاجة تخص نور، وكنت متأكد إنها هتفرق معاها، هتوافق؟"






فكر لحظة قبل ما يرد، وبعدها قال بابتسامة "لو ده هيفيدها ويخليها مرتاحة ليه لأ؟ لازم ندعمها في أي قرار هتاخده لو هيفيدها"

نور كانت متابعة الحوار عن كثب، وهي مش فاهمة بالظبط هو فين التلميح في كلام يوسف، بصت له وقالت بلهجة هادية " ممكن افهم إيه اللي بتقترحه بالضبط؟"

يوسف ابتسم ووضح "أنا كنت بفكر إن داليا صاحبتك ممكن تيجي هنا تقعد معانا، هي محتاجة مكان آمن،وده ممكن يساعدها وتكون متطمنه"

نور اتفاجأت من الاقتراح، وقلقت شوية، لكن في نفس الوقت كان فيه جزء منها بيشوف الفكرة ممكن تكون حل

سألت ندى " مين داليا ؟!" 

اتنهدت نور قبل ما تتكلم بوضوح " صاحبتي، كانت علطول معايا وشبه ساكنه معايا في نفس البيت، من حوالي شهر كده باباها حبسها في البيت واليومين دول بيجبرها تتجوز حد هيا مش عايزاه فهربت " 

كلهم كانوا بيسمعوها بانتباه ونهال سألت " وهيا فين دلوقتي ؟!" 

رد يوسف " في اوتيل عند واحد صاحبي، فكنت بقول لو ينفع تيجي هنا وتكون مع صاحبتها، يعني شوفت أن ده حل كويس" 

محمد رفع عينيه وقال بابتسامة "طبعًا، مفيش مشكله، اعتبريها مننا، ودي فرصة نساعدها" يوسف حسّ بالارتياح من رد خاله، ونور كانت مشوشة شوية، مش عارفة إذا كانت داليا هتوافق ولا لا، لكن في نفس الوقت كانت حاسة إنها خطوة صح

نور قررت تكلم داليا وتشرح لها العرض اللي قدمه يوسف وابتسمت لما شافت الكل متقبل الفكرة ومرحب بيها،  أخدت نفس عميق وحسّت بارتياح، رفعت عينيها وبصّت حواليها، عقلها مشغول بقد إيه وجود داليا معاها هيكون مفيد ليها، بس في نفس الوقت، عرفت إن الفضل كله يرجع ليوسف اللي فكر في الحل ده من الأساس، الكل بدأ يقوم من على السفره وهيا استنت للأخر، يوسف بصلها وحس انها عايزه تقول حاجه فقالها " عايزه تقولي ايه ؟!"

ابتسمت ابتسامه خفيفه"كنت عايزة أشكرك على اللي عملته،على فكرة إنك تقترح إن داليا تيجي تقعد معايا،مكنتش بفكر في الحل ده، بس هو فعلاً أفضل حاجة ممكن تحصل دلوقتي"

يوسف بصّلها بثبات وقال ببساطة "إحنا عيلة يا نور، وده الطبيعي. لما شوفتك متضايقة، كان لازم أفكر في حاجة تساعدك، ومادام ده هيخليكي مرتاحة، يبقى أكيد قرار صح."

نور ابتسمت وشعرت براحة أكبر "أنت دايماً بتساعدني، حتى من غير ما أطلب، بجد شكرًا"

ابتسم ابتسامة جانبية، وقال بنبرة خفيفة" ده واجبي"

ضحكت بخفه وطلعت اوضتها بحماس ومسكت فونها وهيا متحمسه تطمن صاحبتها ضغطت على اخر رقم كلمتها منه وبعد ثواني ردت عليها بنبره حزينه

 "ازيك يا نور؟"

قالت بابتسامه"ازيك أنتِ؟ كله تمام؟" 

بصت حواليها بحزن " احسن من امبارح اكيد" 

قالت بحماس " وهيكون احسن، داليا، تعالي اقعدي معايا" 

داليا سكتت لثواني، كأنها مش عارفة ترد. نور حسّت بترددها، لكن حاولت تخلي صوتها يكون أكتر حيوية "أنتِ مش لوحدك، أنا عارفة إنك مش في أحسن حالاتك، بس لازم تيجي تقعدي معايا، هتكوني مرتاحة هنا، وأنا هكون جنبك طول الوقت، زي ما انا جنبك دايما وانتي جنبي"

داليا كانت مش عارفه تعمل ايه، نزلت دمعة من عينيها من غير ما تحس، حسّت بالحزن لكن في نفس الوقت كان فيه شيء في صوت نور بيخليها تحس بالأمان، ردت اخيرا "أنا مش عايزة أكون عبء علي حد، نور مش عايزة أزعج حد، انتوا كلك...."

قاطعتها نور بسرعة بحزم " داليا الكل اصلا مرحب بالفكرة ،ومفيش حاجة اسمها عبء، داليا إحنا صحاب ومش هنتخلى عن بعض، انتي دلوقتي محتاجاني وانا كمان محتاجاكي، وبقالي كتير مش عارفه اوصلك"

داليا شوية شوية بدأت تتأثر بكلام نور، وحسّت بشوية أمل، بعد لحظات من الصمت، قالت أخيرًا بصوت هادي "طيب، خلاص هاجي"

نور ابتسمت براحة، قلبها اتطمن، ردت بابتسامه" هستناكي، مش عايزاكي تشيلي هم اي حاجه، فكري في نفسك وبس" 

"شكراً يا نور بجد، أنتِ مش عارفة قد إيه ده هيساعدني."







نور حست إن داليا بدأت تحس بشوية راحة، وإن قرارها كان صح، ختمت المكالمة وهي حاسّة بالاطمئنان، وكأنها شالت جزء من هموم صاحبتها 

عدى الوقت وهيا في اوضتها، قاعده على طرف سريرها بملل، بتبص للساعه اللي عقاربها بتمر ببطء، بالرغم من أنهم نادولها على الغدا بس رفضت تنزل نهائيا والتزمت باوضتها، اتنهدت، قامت ناحية البلكونه وفتحتها، يمكن الهوا يغيّر الإحساس اللي مخلي صدرها ضيق، تحت في الجنينه لمحته قاعد على كرسي خشب، اللابتوب على رجله، مركز فيه كأن الدنيا كلها مش موجودة، عينيها سرحت فيه وفكرت" هو إزاي بيلاقي حاجة تشغله في أي وقت؟ ليه أنا حاسه بالملل وهو لأ؟"

فضلت واقفة بتراقبه وهو بيتنقل بين ازرار الكيبورد بسرعه، أحيانًا بيكتب بسرعة، وأحيانًا بيقف لحظة كأنه بيفكر، فضلت واقفة وعنيها لسه عليه وفجأة رفع راسه كأنه حاسس بعيونها عليه، وبص ناحيتها للحظة، مكنتش عارفة تعمل إيه تتحرك؟ تدخل وتقفل البلكونه؟ تفضل مكانها؟ بس هو سبقها ورفع حاجبه، وقال بصوت واضح رغم المسافه "إيه؟ زهقانة؟"

اتلخبطت هو كان عارف؟ طب هو دا باين للدرجة دي؟ حاولت ترد عليه بنبرة عادية، بس صوتها طلع أهدى مما قصدت "يمكن"

ضحك وقفل اللابتوب وسابه على الترابيزة اللي جنبه ومد إيده ياخد ازازة مايه من الأرض، بعد ما شرب قال

"طيب ما تنزلي بدل ما واقفة تتفرجّي؟"

سكتت، فكرة النزول مكنتش سيئة بس برضو مكنتش عارفة لو عندها طاقة تتحرك ولا لاء، فضلت ساكتة وهو استنى لحظة وبعدين لمّ كتفه وقال "براحتك، بس لو فضلتِ كده كتير هتموتي من الملل"

أخدت نفس وبخطوات بطيئة راحت عند الباب وفتحته، يمكن لو نزلت تحس إن اليوم بقى أخف، نزلت السلم بخطوات هادية، الدنيا هاديه كالعاده في الوقت ده، خرجت وراحت ناحيته لقته لسه قاعد في نفس مكانه، بس لما لمحها ابتسم ابتسامة خفيفة كأنها مش مفاجأة بالنسباله، رفع اللابتوب من على حجره وحطه جنبُه، وقال "معجزة! قررتِ تخرجي من اوضتك اخيرا"

لفت عينيها وقالت وهي بتقعد على الكرسي اللي قصاده "بطل تريقة"

"مش بتريق، أنا منبهر"

سندت على ظهر الكرسي، عينيها بتلف في الجنينة بصمت، سألته بعد لحظة "كنت شغال على إيه؟"

 "حاجة كده، شوية كود"

رفعت حاجبها باهتمام خفيف"برمجة؟"

 "أيوه، عندي مشروع صغير شغال عليه"

سكتت شوية، بعدين قالت بنبرة أخف

 "طب ما تعلّمني؟"

رفع عينه ليها، كأنه مش متأكد إذا كانت بتهزر ولا بتتكلم بجد. ولما لقاها بتبص له بنفس الجدية، ابتسم وقال"ماشي، بس متشتكيش بعدين إنك مش فاهمة حاجة"

ضحكت ضحكة صغيرة لكنها حقيقية، يمكن لأول مرة من ساعة ما انتقلت البيت ده وهو بدل ما يعلّق فتح اللابتوب وقرب الكرسي اللي جنبه وقال وهو بيشاور لها تقعد جنبه

"تعالي بقى نشوف هتستحملي قد إيه قبل ما تزهقي"

وقعدت وحسّت إنها أخيرًا خرجت من الأوضة، مش بس بجسمها، لكن بعقلها كمان، قعدت جنبه وبصت للشاشة اللي مليانة سطور كود معقدة، معرفتش تفهم حاجة بس الفكرة لوحدها كانت غريبة عليها، إنها تتعلم حاجة جديدة مع حد مش متعودة تقعد معاه ،حرك الماوس وفتح ملف جديد، وكتب أول سطر وهو بيقول "بصي، البرمجة مش معقدة أوي زي ما شكلها بيقول، هي زي أي لغة، ليها قواعد ولو فهمتي الأساسيات، هتلاقي نفسك بتكمّلي بسهولة."

عقدت حواجبها وهي بتحاول تركز، وبعد دقيقتين، قالت بنبرة شبه يائسة "طب وإيه فايدة السطور دي كلها؟"

ضحك وقال "فايدتها إنها تخلّي الجهاز ينفذ اللي إحنا عاوزينه، زي السطور دي مثلاً، ممكن تخلي زرار يشتغل أو صفحة تظهر أو حتى لعبة كاملة تتصمم."

حاولت تستوعب بس دماغها لسه حاسّة إنه عالم غريب عليها، رغم كده كان عندها فضول، مدت إيدها وخدت اللاب منه، وقالت بتحدي خفيف"طب ورّيني، خليني أجرب"

رفع حاجبه كأنه مش متوقع حماسها المفاجئ، بس سابها تحاول ، صوابعها كانت بطيئة على الكيبورد بس بعد أول كلمة بدأت تحس بإحساس جديد، إحساس إنها مش زهقانة، الجنينة بقت هادية حواليهم، والهوى بيلعب بخصل شعرها بس هي مكنتش حاسة بحاجة غير بالكود اللي قدامها، ويوسف اللي بيعلّمها، والوقت اللي بيعدّي من غير ما تحس، قعدوا مع بعض لساعة كاملة، وهو بيشرح ليها أكتر عن البرمجة، وهي بتحاول تكتب الكود بنفسها، أول ما نفّذت أمر بنجاح وظهرت النتيجة على الشاشة، حست بحماس وصقفت بفرحه وقالت " نجحت اخيرا"

بصلها وهو بيبتسم"شوفتي؟ الموضوع مش صعب زي ما كنتِ فاكرة"

ابتسمت هي كمان وأخذت نفس عميق، حسّت بشيء غريب جواها، يمكن كان في مساحة جديدة بدأت تفتح قدامها، مش بس في البرمجة، لكن في حاجات تانية كمان، قالت" انا بجد كنت حاسه بملل، شكرا انك علمتني حاجه جديده" 

ابتسم" مش هتبطلي كل ما اعمل حاجه معاكي تشكريني، انا مش غريب علشان تشكريني" 

" بس بجد مكنتش اتخيل اني هكون مبسوطه وأنا بعمل كده " 

قال ببساطه " أي حاجه جديده أول ما تبدأي فيها بتبقى صعبه، لكن لو استمريتي هتلاقي نفسك مش بس قادره على التعامل معاها، لكن كمان هتحبيها" 

نور بصت للشاشة قدامها وهي بتحاول تستوعب كلام يوسف، فعلاً مجرد فكرة إنها قادرة تكتب سطور من الكود وتشوف النتيجة على الشاشة كان إحساس جديد عليها، ومختلف تمامًا عن أي حاجة كانت متعودة تعملها، خصوصا وسط الملل ده، رفعت عينيها ليه لقته بيتابع رد فعلها، مستني يشوف هي هتقول إيه، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت "معاك حق، مكنتش متخيلة إن البرمجة ممكن تكون ممتعة كده، كنت شايفاها حاجه معقده جدا "







يوسف مال براسه شوية وقال بنبرة هادية "كل حاجة جديدة ممكن تكون صعبة في الأول، بس مع الوقت بتبقي أسهل، وأمتع كمان"

فضلت لحظة ساكتة بتفكر في كلامه، يمكن هو ما يقصدش أي حاجة أكتر من البرمجة، لكن هي حسّت إن كلامه بينطبق على حاجات كتير في حياتها، أخدت نفس عميق وقالت بصوت أقرب للهمس "يمكن ده ينطبق على حاجات تانية غير البرمجة كمان"

يوسف بص لها باهتمام، كأنه بيحاول يفهم هي بتفكر في إيه بالظبط، لكنه فضل ساكت، الهوا كان بيلعب بخصل شعرها، والدنيا بقت هادية حواليهم، نور حسّت إن اللحظة دي كان ليها معنى مختلف، كأنها بتكتشف مش بس مهارة جديدة، لكن كمان شعور جديد، حاجة عمرها ما فكرت فيها قبل كده، فتحت فونها تشوف الساعه وقالت " المفروض اطلع انام عشان عندي كليه الصبح "

يوسف رفع حاجبه باهتمام "كليتك؟ بتدرسي إيه؟"

رجعت خصلات شعرها ورا ودنها وقالت "هندسة"

يوسف بصّ لها بإعجاب "هندسة؟ جميل، وأي قسم؟"

نور ابتسمت " ميكانيكا"

يوسف هز رأسه باحترام "ده مجال كبير ومحتاج تركيز، بتلاقي نفسك فيه؟"

نور فكرت شوية، وبعدين قالت "الصراحة هو صعب، بس بحاول استسهله "

يوسف ابتسم وقال"طبيعي تحسي كده، أي حاجة جديدة بتكون تحدي في الأول، بس لو فضلتي تحاولي، هتلاقي نفسك بتحبيها أكتر مع الوقت."

نور بصت له بتأمل، كلامه حسسها ببعض الطمأنينة، ابتسمت وقالت "يمكن،المهم دلوقتي إني أروح أنام علشان ألحق محاضراتي في مكاني الجديد"

يوسف ضحك بخفة "روحي، بس أوعي تنامي في المحاضرة"

نور رفعت حاجبها وقالت بمزاح، "وأنت مالك؟"

يوسف ابتسم وهو بيشاور لها بإيده "يلا يا باشمهندسة، تصبحي على خير."

نور ضحكت وهي طالعة على أوضتها، وهي حاسة إن كلامه خلّاها تفكر في دراستها بشكل مختلف شوية

يتبع.......

#نصيبي_في_الحب


                  الفصل السادس من هنا     

لمتابعة الفصل باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×