رواية وود الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي


 رواية وود الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي


#وود


٧


شعرت كريس بقشعريرة تسري في جسدها، هل يُعقل أن تكون هذه المواقف قد حدثت فعلاً وهي غير واعية؟

هل من الممكن أن تكون تلك "الأم" التي تتحدث عنها وود شيئاً آخر؟


قررت كريس أن تأخذ الأمور بجدية أكبر، تلك الليلة، ظلت مستيقظة بجوار وود التي غطت في نومها العميق

 أطفأت جميع الأنوار في المنزل وتركت النافذة المفتوحة قليلاً، تستمع بحذر إلى أصوات الغابة من حولها

كان الهواء ساكناً، لكن شعوراً غير مريح كان يثقل صدرها.


مرت الساعات ببطء، حتى دقت الساعة منتصف الليل، فجأة، شعرت كريس بحركة خفيفة في الغرفة، نظرت إلى سرير وود، لكن ابنتها كانت نائمة بسلام.


ثم... سمعت صوتاً خافتاً، أقرب إلى همسات تأتي من زاوية الغرفة. "وود، استيقظي. الوقت قد حان."


شعرت كريس بدمها يتجمد، الهمسات كانت آتية من الظلام. انتفضت لتشعل المصباح الصغير بجانب السرير، لكنها لم تجد أحداً في الغرفة.

 غير أن النافذة كانت مفتوحة بالكامل، والستائر تتحرك كما لو أن أحدهم مر من هناك.


نظرت كريس إلى ابنتها مجدداً، لكن قلبها كاد يتوقف

وود كانت مستيقظة، تنظر إلى زاوية الغرفة بابتسامة صغيرة على شفتيها، وكأنها ترى شيئاً لا تستطيع كريس رؤيته.


"ماما، وود ووالدتها هنا

 مش قلتي عايزة تشوفيهم؟" قالت وود ببراءة وهي تشير إلى الفراغ.


تقدمت كريس بخطوات مرتجفة نحو الزاوية، لكن لم يكن هناك شيء سوى الظلام

أخذت نفساً عميقاً وقالت بصوت ثابت قدر الإمكان: "لو أنتم هنا، أظهروا أنفسكم."


لم يأتِ رد سوى صوت الريح يتسلل عبر النافذة، لكن كريس شعرت بشيء غريب، الهواء في الغرفة أصبح أثقل، كأن وجوداً غير مرئي يحيط بها.







ثم سمعت صوتاً ناعماً، أقرب إلى همس أنثوي، لكنه لم يكن بشرياً تماماً: "نحن هنا فقط لنلعب. لا تخافي."


شعرت كريس ببرودة غريبة تجتاح الغرفة، كأن الهواء أصبح ثقيلاً ورطباً بطريقة غير طبيعية

نظرت حولها محاولة العثور على مصدر ذلك الصوت، لكن الفراغ بدا وكأنه يمتص كل محاولاتها للفهم

شعرت كأن الجدران تضيق حولها، وكأن شيئاً يراقبها من مكان ما، بلا عيون، بلا جسد.


"وود، تعالي بجانبي الآن." صوتها خرج أكثر ارتجافاً مما أرادت.


لكن وود لم تتحرك. بدلاً من ذلك، همست بصوت منخفض، كما لو أنها تخاطب شخصاً غير مرئي: "ماما خايفة شوية... مش لازم نزعلها، صح؟"


كريس جفلت. "وود، مع مين بتتكلمي؟ تعالي هنا فوراً."


أدارت وود رأسها ببطء نحو كريس، وابتسمت ابتسامة صغيرة ولكنها غير مألوفة "مع وود، ماما

 صديقتي قالت إنها مش عايزة تخوفك هي لطيفة... إنتي بس ما تعرفيهاش."


لم تستطع كريس الرد. شيء ما في تلك الكلمات جعل صدرها ينقبض

 رفعت يدها ببطء وأغلقت النافذة بعنف، محاولة استعادة السيطرة على المكان

 لكنها شعرت بحركة طفيفة خلفها، كما لو أن الهواء ذاته كان يتمزق بخطوات خفيفة لا تُسمع.


"وود، تعالي هنا!" صوتها ارتفع هذه المرة، واندفعت نحو طفلتها، لتسحبها بين ذراعيها

 لكن حين حملتها، شعرت بشيء غريب، جسد وود كان بارداً، كما لو أنها وقفت في الخارج طوال الليل.


"إنتي بردانة يا حبيبتي؟" سألتها وهي تغطيها بالبطانية، محاولة كبح ارتجافها الخاص.


وود، التي كانت تتكلم بحرية قبل لحظات، أصبحت صامتة تماماً الآن  كانت تنظر إلى كريس بعيون واسعة كأنها تحمل سؤالاً لم تجرؤ على طرحه.


بقيتا هكذا، تحدقان في بعضهما البعض، حتى انقطع الصمت بصوت خفيف قادم من الخارج، كأن أحدهم يمشي بين أوراق الشجر الجافة.


نهضت كريس ببطء، وضغطت على باب الغرفة لتغلقه جيداً، ثم أطفأت الأنوار تماماً، علّها تخفي وجودهما عن أي شيء قد يكون بالخارج

وضعت وود بجانبها في السرير، لكنها لم تنم بقيت عينها مفتوحة، تراقب الظلال التي تتحرك على الجدران بفعل ضوء القمر.


في مكان ما بعيداً، سمعت صوتاً ضعيفاً... ضحكة خافتة بالكاد يمكن سماعها. ضحكة طفل.

                

                 الفصل الثامن من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×