رواية ريم الفصل العاشر 10 بقلم مجهول
#قصة_ريم_الجزء_العاشر
...... خرج ممدوح من غرفة جده تاركا إياه نائما وأغلق الباب فوجد ريم أمامه مباشرة قالت له لقد غيرت ثيابي وجئت لأطمئن علي جدي
قال لا دعيه الآن فقد نام ما رأيك لو جلسنا قليلاً في حديقة القصر
قالت لامانع عندي فأنا لا أرغب في النوم الآن هيا بنا
إتجه الاثنان نحو الطاولة يجلسان فقال ممدوح حهناك شيء مختلف فيك اليوم ولا أدري ماهو؟
قالت بدا ربما مساحيق التجميل هي السبب فهي غيرت شكلي قليلاً
قال المساحيق لا تغير الشكل ولا تصنع الجمال بل تبرزه فقط وأنت جميلة فعلا ولقد جذبت أنتباه كل من حضروا الحفل الليلة والجميع دون إستثناء كان ينظر إليك
قالت شكرا على المديح وأعتقد أنك كنت تنافسني في جذب الإنتباه فقد كانت كل فتيات الحفل يحمن حولك ويتقربن منك طوال الحفل
رفع حاجبيه وقال كنت تراقبينني إذاً
قالت أبداً لقد كان ذلك واضحا للجميع
وضع يده علي عينه يبدو أن شيئاً دخل في عيني
قالت أنتظر سأنفخ لك فيها وسترتاح فورا ثم تقف خلفه وتحني رأسه للخلف على مسند الكرسي وتنفخ له في عينه
هل استرحت الآن؟
قال الحقيقة لا فبينما تنفخين في عيني أشعلت شيئاً ما في قلبي
قالت هيا بنا نعود للقصر فأنا أشعر بالنعاس ثم غادرت مسرعة نحو القصر ولكنها تتعثر في ماكينة جز العشب وتسقط علي الأرض، فامسك بها ممدوح قبل أن تسقط،
وقبل أن تدرك مايحدث حملها إلى غرفتها ووضعها على سريرها بهدوء شديد ثم إقترب منها محاولا تقبيلها فدفعته بيدها آسفه لا استطيع فعل ذلك فهذا من حق الرجل الذي سيتزوجني فقط.
قالهل تظنين أنني معجب بك أنا أفعل ذلك من باب الشفقة عليك وحسب وأنت لا تعنين لي شيئاً إطلاقا
قالت أنا أعرف ذلك جيداً ومتأكدة أنك لن تنظر لي أبدا فأنا أعرف قدر نفسي لذلك لا أريد أن أورطك أو أورط نفسي، في علاقة شبه مستحيلة
غادر ممدوح ضاربا باب الغرفة بقوة وهو يقول لنفسه: هذه العرجاء ترفض أن تقبلني أنا ماالذي جعلني أنظر إليها من الأساس يال غبائي ثم إتجه لغرفته كي ينام.
في الصباح دخلت ريم عند جدها لتعطيه الدواء وهي تتثائب، جدي هيا استيقظ لتأخذ الدواء في موعده
جدي جدي جدييييييييييي ثم تخرج مسرعة وتتجه نحو غرفة ممدوح وتهزه بكلتا يديها لو سمحت أستيقظ
ممدوح دعيني أكمل نومي هيا ابتعدي ماذا تريدين؟
ريم جدي لا يرد علي وجسمه بارد جدا
يجري ممدوح نحو غرفة عمه ويقيس نبضه فلا يجد له نبض إطلاقا ثم امسك بالهاتف وإتصل بالطبيب لو سمحت تعالي بسرعة فعمي لا يتحرك ويبدو أنه قد دخل في غيبوبة
بعد دقائق أتي الطبيب ويقوم بالكشف على سليمان ثم ينظر لممدوح قائلاً : البقاء لله لقد توفي عمك، ثم يهم بالانصرف
إتجهت ريم نحو الطبيب قائلة:لا ليس هذا حقيقيا لو سمحت أكشف عليه مرة أخري ،جدي من المؤكد أنه فاقد للوعي
قال الطبيب آسف يا آنسة فالسيد سليمان متوفي بالفعل
ثم تركها وإنصرف فجلس ريم علي الأرض وقد إنهارات من البكاء تماماً، فيتجه ممدوح نحوها ورفعها من الأرض وضمها وهو يبكي ثم يقول لها:لا أدري ماذا أقول لك؟
لقد كان عمي سليمان هو أبي وعائلتي الوحيدة ، فلم أعرف أبا غيره طوال حياتي هو من رباني منذ كنت طفلاً ولم يحرمني من شئ أبداً، حتي أنه أفسدني من كثرة تدليله لي، وعندما أراد أن يوجهني للصواب كان الأوان قد فات، فلقد كبرت بما يكفي حتى لا أتقبل توجيهاته
عندما أفرط في نصحه لي تركت له القصر حتى لا يتدخل في حياتي ومع ذلك أشتري لي شقة حتى لا أبيت في الشارع، ووظفني في الشركة وعلّمني كل شيء في إدارة الشركة ،حتى أصبحت أشهر مصمم في أوروبا
والآن أشعر أنني أصبحت وحيداً بدونه وأن الجبل الذي أستند عليه قد انهار ولم يعد لي أحد في هذا العالم فتتوقف ريم عن البكاء وتربت على كتفه، وهي تقول في سرها : لقد فعل ذلك معك ليعوض حرمانه من ابنه الوحيد ، ومافعله معه من قسوة وتشريد فقد كان يري صورة ابنه فيك وتعوضه عن فقده
بينما هم يحتضنان بعضهما تدخل هند ونريمان الغرفة، ماذا يحدث هنا؟
قال ممدوح وهو يمسح عينيه لقد توفي عمي
قالت هند أخي توفي لماذا لم تتصل بي مباشرة وتخبرني بما حدث؟
قال كل شيء حدث فجأة، وبمجرد أن أنهيت اتصالي بالطبيب حتى يأتي للكشف عليه أتصلت بكم مباشرة ولكني لم أكن أعلم وقتها أنه فارق الحياة وكنت أظنه فاقد للوعي فحسب
همست ناريمان في أذن أمها لقد ترك لنا جدي ثروة هائلة الآن أستطيع شراء كل شيء أحبه دون أن يعترض كما كان يفعل قبل موته
غمزتها هند بيدها وقالت يكفي هذا على الأقل مثلي الحزن قليلاً أنت حقاً بلهاء
قالت ناريمان أه ياجدي لقد تركتني ورحلت كيف سأعيش من دونك؟
بينما يجلس الجميع بجوار الجد ليلقوا عليه النظرة الأخيرة قبل تجهيز الجنازة