رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شمس حسين


 رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شمس حسين


صحيت على صوت الموبايل بيرن بإلحاح، بصيت فيه بنص عين لقيت اسم سما بينور على الشاشة، فتحت عيني ببطء، بصيت في السقف ثواني، ردّيت بصوت مبحوح: "ألو..."، صوت سما جه حاد ومستعجل: "إنتي فين يا شمس؟ الساعة 11! إنتي ناسية؟ الاجتماع النهارده، قومى بسرعة!"، بصيت على الساعة، فعلاً 11، كان المفروض أكون في الشركة من بدري، بس الحقيقة... ما حسيتش بأي قلق، وقلت ببرود: "جاية يا سما... هلبس وأنزل اسبقوني انتو علي الاوتيل"، سما صوتها كان واضح فيه التوتر وقالت: "بسرعة طيب علشان خالد عايزك علشان كذا حاجة في الداتا"، قفلت المكالمة وأنا بحط الموبايل على السرير، محسيتش بأي استعجال، كل حاجة بقت روتينية، مفيش حاجة بقت تفرق بالنسبة لي حتي الشغل اللي كان دايما اولويتي.







الساعة 12:45د كنت وصلت عند غرفة الاجتماعات في الاوتيل اللي نازل فيه التيم الإيطالي، اول ما دخلت لقيت الحركة سريعة والكل مركز، أفراد التيم بتاعنا اللي كان موجود كانوا بيجروا يمين وشمال علشان يتاكدو من تمام كل حاجة، كان يوسف بينظم الملفات، و سما بتراجع الداتا، وخالد بيتأكد إن العرض على اللابتوب شغال كويس، و بدأ يراجع معايا بعض النقاط اللي اتفقنا عليها، وبعد ما تأكدنا من كل حاجة، فجأة، الباب اتفتح ودخل أحمد، وقف لحظة ومسح القاعة بنظرة هادية، عيوني ثبتت عليه للحظة، بعدها حولت نظري ناحية شاشة العرض، وكأني مش واخدة بالي من وجوده، هو وقف ثواني، وبعدين كمل خطواته بجسم مشدود، ونظراته مليانة حزن وألم، وانا روحت قعدت في ركن بعيد في إنتظار الإجتماع يبدأ، خالد وقتها قرب وسألني: "مش هتقدمي العرض؟"، بصيت له بإرهاق وقلت: "لا، قدم انت... أنا مش قادرة"، في اللحظة دي جه يوسف وقف قدامي، عيونه كان فيها قلق حقيقي وقال: "مالك يا شمس؟ لو حاسة إنك تعبانة ممكن تروحي"، اتنهدت غصب عني، ورديت بهدوء: "لا... أنا تمام"، بعد شوية بدأت الناس تتوافد، وحضروا الإيطاليين، بشمهندس أيمن دخل وراه أحمد، وبعد ما كل واحد قعد في مكانه، بشمهندس أيمن ابتسم ابتسامة هادية وقال: "أهلا وسهلا، شرفتونا"، واحد من الإيطاليين رد بابتسامة رسمية: "نتمنى نشوف حاجة تستحق التعاون"، (كان الحوار كله بالايطالي)، بدأ العرض، خالد كان واثق وهو بيشرح التصميمات الهندسية للمشروع، واستخدامنا لتكنولوجيا حديثة في توزيع الأحمال لتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، الشرح كان دقيق، ورسومات الـ3D على الشاشة كانت بتبين تفاصيل كل زاوية في المبنى، و بعد ما خلص، بدأوا يسألوا، واحد من الإيطاليين قال: "التصميم ده فيه مشكلة في توزيع الأحمال على الأعمدة الرئيسية، ده ممكن يسبب ضغط زايد على الهيكل بالكامل"، خالد اتوتر للحظة، بس حاول يرد: "إحنا عملنا اختبارات على التصميم، والأرقام بتقول إنه آمن تمامًا"، الإيطالي رد بحدة: "الأرقام لوحدها مش كفاية، التقنية اللي استخدمتوها قديمة ومش بتناسب الأحمال الديناميكية"، بشمهندس أيمن اتدخل بنبرة هادية، بس صوته كان حازم: "إحنا واثقين من حساباتنا، والمشروع متراجع من أكتر من جهة هندسية"، الإيطالي هز راسه وقال ببرود: "بس التقنية دي مبقتش مستخدمة في المشاريع الكبيرة، وفي تقارير بتأكد إنها بتضعف مع الوقت"، التوتر بان على وشوش الكل، أحمد حاول يهدي الموقف وقال: "ممكن نناقش التعديلات المطلوبة لو في حاجة محتاجة تطوير"، الإيطالي رد بسرعة: "التطوير مش كفاية، التصميم كله محتاج يتعاد بنظام توزيع مختلف"، طريقة كلامه و أسلوبه كان بيقلل من شغلنا بشكل مهين، مش بس كدا ده كمان باقي التيم بتاعه كان موافقه الرأي، خالد وقف مكانه ومكنش عارف يرد، الجو بقى مشحون، في اللحظة دي، وقفت فجأة... بوش ثابت وملامح جامدة، مشيت بخطوات واثقة ووقفت قدامهم، بدأت أرد عليهم بالإيطالي: "النقطة اللي بتتكلموا عنها محسوبة بدقة، وإحنا استخدمنا تقنية جديدة في توزيع الأحمال اسمها الـDPT (Dynamic Pressure Technique)، ودي بتوزع الأحمال بشكل ديناميكي حسب الحركة والتغييرات الجوية، وبتقلل الإجهاد على الهيكل بنسبة 30%"، سكتوا كلهم، الإيطالي اللي كان بيتكلم فَرَك جبينه بانبهار وقال: "تقنية الـDPT؟ دي لسة متعممتش في أوروبا"، بصيت له بنفس الثبات: "عشان كدا استخدمناها هنا، وده اللي بيميز المشروع بتاعنا، كمان، تم اعتمادها في كذا مشروع كبير في آسيا، والنتايج كانت مُبهرة"، اتبادلوا النظرات باندهاش، واحد تاني منهم قال: "لو الأرقام بتدعم التقنية دي، هتكون نقلة نوعية"، أحمد كان بيتابع الحوار وعينه عليا مش مصدق، خالد وقف مكانه وسكت، وأيمن ابتسم ابتسامة ارتياح، في اللحظة دي، الإيطالي اللي كان بيناقش أكتر واحد بصلي بنظرة إعجاب واضحة وقال ب لغة غريبة عني عرفت بعدها أنها رومانية:"Ești incredibil de fermecătoare." ومعناها: "أنتي ساحرة بشكل لا يُصدق"، الكل بص باستغراب، محدش فهمها غير أحمد... عيونه وقتها اتحولت لنظرة غضب قاتلة، بس كان محافظ علي صمته، الإجتماع خلص، وأحمد قال ببرود في النهاية: "هنفكر إذا كانت الصفقة هتتم ولا لأ.. و الرد هيكون في العشاء بليل".


وقفنا كلنا برا قاعة الاجتماعات، الكل بيتكلم عن اللي حصل، بشمهندس أيمن قرب مني، صوته كان هادي، بس فيه فخر واضح كالعادة: "برافو يا شمس... أنقذتي الموقف، أنا فخور بيكي جدًا"، ابتسمت بهدوء و هزيت دماغي وخلاص، مفيش كلمة طلعت مني، خالد قرب وبنفس الحماس: "بالرغم انك قولتي عليها بس نسيت و معرفتش اعرضها زيك.. برافو يا شمس"، سما ضحكت وقالت: "إيه الدماغ دي! كل اللي اتعلمتيه جديد يتنقل لي انا كمان"، يوسف وقف قدامي، بابتسامة عريضة قال: "كنت عارف إنك شاطرة، بس النهاردة أثبتي إنك عبقرية"، كلهم بيتكلموا، وأنا سمعاهم زي الصدى البعيد، مفيش ولا كلمة دخلت جوايا، بصيت تجاه أحمد، كان واقف بعيد، عينيه كانت حزينة، ومفيش ولا كلمة طلعت منه، حاولت أتحرك، أهرب من دايرة الكلام اللي حواليا، لقيت أيمن بيوقفني: " حاولي متتأخريش انهاردة بليل علي العشا... هبعتلك عربية"، قلت بهدوء: "بصراحة مش قادرة... ممكن..."، قطع كلامي بسرعة، نبرته كانت حازمة: "إنتي شايفة المعنويات عاملة إزاي، وجودك مهم... أنا مش عايز اسمع أعذار"، هزيت دماغي وأنا حاسة بتقل غريب، مكانش عندي طاقة حتى أجادله.







بليل الساعة كانت 8:15م، بالظبط لما وصلت عند مدخل المطعم، مشيت....خطواتي كانت هادية، وعيوني بتجري على التفاصيل من غير ما أركز في أي حاجة، كنت لابسة جيبة سودا طويلة بلمعة خفيفة، وتوب برجندي بياقة عالية وأكمام واسعة، وعليه بالطو طويل بنفس اللون، والجزمة كعب عالي من نفس لون التوب، والبالطو، وطرحة من قماش ناعم بلون هادي متناسق، أما الشنطة الصغيرة فكانت سودا، بسيطة بس شيك، أول ما دخلت القاعة، حسيت بكل النظرات موجهة عليا، أعضاء الشركة كلهم كانوا هناك، مستنين وصول الوفد الإيطالي، بصيت لهم بنظرة سريعة، صوتي كان واطي وناشف: "مساء الخير"، وقبل ما حد يرد، كنت قعدت جنب سما ويوسف بهدوء، من غير ما أبص على حد، سما بصت لي بنظرة إعجاب: "إيه الشياكة دي يا شمس! دايما خاطفة الأنظار"، ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت بهدوء: "شكراً يا سما... وإنتي كمان حلوة أووي"، الكلام انتهى بسرعة، ومكنتش ناوية أفتح أي حوار تاني، كنت قاعدة زي التمثال، لا بضحك ولا بتكلم، زي ما أنا، مجرد ظل، بعد شوية حسيت بتقل غريب، وقمت بهدوء وقلت لسما: "استأذن... لحظة وجاية"، مشيت على الحمام، كنت عايزة آخد نفس، أحس بأي حاجة، بس حتى الهوا كان بارد وفاضي، مسكت الفون، فتحته، كنت بدور علي اي مكالمة من نور، بس للاسف مفيش، برن عليها من وقت اللي حصل و مفيش رد، الفون بتاعها مقفول، و عرفت بعدها أنها سافرت السعودية، و قافلة كل حساباتها علي السوشيال، يعني مكانش في أمل إني اوصل لها، وقفت شوية في الحمام كنت بحاول استجمع نفسي علشان اقدر أكمل، وبعدين خرجت من الحمام، وأول ما دخلت المطعم تاني، شفتهم... أيمن كان داخل ومعاه الفريق الإيطالي، بس اللي لفت نظري كان أحمد... ماسك إيد جيهان، وقتها بس حسيت بنتيجة الغلطة اللي عملتها، عرفت وقتها أن وجع اللحظة دي أقوي بكتير من اي وجع كنت هشوفه لو دخلت الحرب ضد مامته، حاولت أسيطر على إحساس الألم اللي جوايا، ضغطت علي الشنطة اللي في أيدي، مشيت بخطوات ثابتة، وصلت عندهم، لمحت نظرات أحمد، كانت حزينة ومكسورة، أما نظرة جيهان فكانت بتزيد الطين بلة، كانت كلها تحدي وانتصار، وكأنها بتقول لي: "خسرتي".


اول ما وصلت عندهم، قام واحد من الفريق الإيطالي، قرب مني وقال: "كنت لسه بسأل عليكي يا بشمهندسة شمس"، بصيت له بهدوء، ابتسمت ابتسامه بسيطة، وبسرعة حطيت إيدي على صدري في حركة تحية قبل ما يمد إيده، كنت فاهمه هيعمل إيه، علشان كدا كنت أسرع، شفت نظرة استغراب في عينه، بس بسرعة قعد على كرسيه وكأن مفيش حاجة حصلت، رجعت مكاني وقعدت من غير نفس، سما بصت لي وقالت بهمس: "إنتي كويسة؟ وشك شاحب"، هزيت دماغي من غير كلام، وبدأ العشا، سما كانت بتحاول تدخلني في المود معاها و كل شوية تتكلم في حاجة بس انا نظرتي كانت متعلقة بحاجة واحدة بس" جيهان و احمد"، وبعد شوية الموسيقى اشتغلت، وبدأ الناس يقوموا يرقصوا، صالح كان بيرقص مع رنا على أنغام هادية، وكل واحد في عالمه، حتى جيهان قامت وسحبت أحمد معاها، أحمد كان بيرقص معاها، بس عيونه كانت عليا... نظرات كلها وجع وندم، وأنا مش قادرة حتى أتحرك، فجأة لقيت بشمهندس أيمن بيشاورلي: "شمس... تعالي هنا"، قمت ووقفت معاه وسط مجموعة من الإيطاليين، النقاش كان شغال، بس أنا كنت واقفة زي الشبح، أحمد لاحظ إني واقفة، ساب جيهان ووقف معانا، جيهان لحقت بيه، وقفت جنبه بنظرات كلها غل وتحدي، فجأة، واحد من الإيطاليين كان عمره في نفس عمره بشمهندس أيمن بالظبط، طلع هدية من جيبه، لونها أنيق ومغلفة بشياكة، وقدمها لي وقال: "كنت عايز أقدملك حاجة بسيطة... تعبير عن إعجابي بموهبتك"، اتصدمت، وبصيت ل بشمهندس أيمن ،مكنتش عارفة اعمل أي،  أومأ لي براسه وقال: "خديها، ده تقدير ليكي"، بهدوء اخدتها و فتحت العلبة، لقيته قلم أنيق جدًا، بصيت لبشمهندس أيمن وضحكت ضحكة خفيفة، وهو كمان ضحك، واللي حوالينا كانوا مستغربين، بسرعة أيمن شرح أنه هو كمان كانت هديته ليا قلم له ذكري كبيرة عنده.


بعد وقت بسيط كنت واقفة لوحدي ساندة على الحيطة، حاسة بتعب رهيب، يوسف قرب مني نظرته كانت كلها قلق و قال: "اي يا شمس... مالك؟.. من الصبح وانتي فيكي حاجة غريبة!"، ابتسمت له ابتسامة باهتة وقلت: "أنا تمام..."، خالد جه، وحاول يهزر: "سيبوها يا جماعة هي شكلها مش طايقانا كلنا"، سما ضحكت وقالت: "طيب كفاية كده عليها، واضح إنها تعبانة"، حاول خالد يضحكني، كنت شاكرة محاولاته، بس مكنتش قادرة اتفاعل معاهم، فجأة، جت واحدة من الجرسونات وقالت بصوت واطي:" في حد طالب حضرتك برا"، استغربت، ومشيت معاها برا، أول ما خرجت، لقيته... أحمد، قبل ما حتى أفتح بقي، كان ماسك إيدي وساحبني بعيد عن كل العيون، وقفنا في مكان هادي، عيونه كانت حمرا، سحبت أيدي بسرعة منه، قال بسرعة وصوته كان مخنوق، مليان وجع: "مش قادر... مش قادر علي كل اللي بيحصل ده... بتعذب وأنا شايفك قدامي ومش عارف أمسك إيدك وأقول لكل اللي موجودين انك ليا"، عينيه كانت بتلمع بدموع قهر، وكلماته بتطلع بغضب مكتوم: "بموت من الغيرة عليكي... بنهار كل ما حد يبص لك... مش قادر أستحمل بعدك... حرام عليكي"، دموعي كانت بتنزل من غير صوت، كل كلمة منه كانت بتوجعني أكتر، فضلت ساكتة، قلبي كان بينزف، بس لساني مربوط، صوته ارتعش وقال: "هتفضلي ساكتة... وتضيّعينا؟"، بصيت له وقلت بصوت مخنوق من البكا: "معنديش حاجة أقولها"، كلامي كان زي الطعنة ليه، وشه اتقفل، وعيونه كانت بتلمع بقهر، لف وخرج بعصبية، وأنا مسحت دموعي بسرعة... ورجعت عند سما علشان اقول لها إني همشي، كانت في اللحظة دي جيهان اخدت بالها إني كنت مع أحمد، مشيت في اتجاهي بخطوات واثقة، وفجأة قالت بصوتها الناعم: "ممكن دقيقة يا سما؟ عايزة أكلم شمس في حاجة"، سما بصتلي مستغربة، وأنا هزيت دماغي:

"بمعني عادي، مفيش مشكلة"، سما مشيت، وجيهان وقفت قدامي، كانت واقفة بكل ثقة، عينها فيها لمعة تحدي، وابتسامة خبيثة على شفايفها، بصتلي من فوق لتحت، وقالت بنبرة هادية: "أنا مبسوطة أوي إنك سمعتي كلامي وما دخلتيش الحرب دي... فعلاً كنتي ذكية"، حاولت أحافظ على ثبات ملامحي وسألتها ببرود: "حرب إيه؟"، قربت مني وهمست، ونظرتها كلها شماتة: "الحرب على قلب أحمد... أصله خلاص... كلها كام يوم وهيبقى ليا وبس"، حسيت بكلمة "ليا" دي كأنها سهم دخل في قلبي، كملت هي بابتسامة كلها خبث: "بصراحة... كل اللي عملتيه سهل عليا المشوار كله"، كنت واقفة قدامها بحاول أمسك أعصابي، خدت نفس عميق وبصيت لها ابتسامة باردة: "مبروك..."، سبتها ومشيت وأنا بحاول ما أبصش ورايا، و روحت وقفت جنب رنا و صالح، استأذنت منهم علشان امشي، رنا بصتلي بتدقيق وقالت:" تعالي أنا كمان عايزة امشي... هوصلك في طريقي... خليك انت يا صالح".








ركبت جنب رنا في العربية، فضلت ساكتة، أما رنا فكانت علي غير العادة، كانت ساكتة، و كل شوية بتبص عليا، حسيت أنها عايزة تقول حاجة بس مش عارفة تبدأ منين، و احنا في نص الطريق تقريباً فجأة قالت: "شمس...مالك؟...حاسة أن فيكي حاجه متغيرة" بصيت لها بسرعة: "متغيرة؟ زي إيه يعني؟"، اتسعت عينيها ببراءة: "معرفش... بس حاسة إن في حاجة مضايقاكي أو في حاجة شاغلة بالك"، إبتسمت وقلت بهدوء: "لا ابدأ أنا بس مرهقة شوية..."، هزت كتافها وبعدها وقفت العربية علي جنب وقالت: "شمس أنتي في حاجة حصلت بينك و بين أحمد؟"، رديت بسرعة:" حاجة زي أي؟"، قالت بصراحة:" بصي يا شمس أنا عارفة أن أحمد بيحبك... وحاسة إنك كمان بتحبيه....أنا آسفة لو بتدخل بس أنا مبقتش اشوفكم مع بعض زي الاول، حاسة أن في حاجة غريبة بينكم، انتو الاتنين مطفيين"، بصيت لها بصدمة و مكنتش عارفه اقول أي، بس هي كملت و قالت:" بصي يا شمس... انا عايزة اقولك حاجة...احمد بيحبك... و بيحبك اووي كمان... هو اه مقاليش بس انا بعرف احمد من عينه... لمعة عينيه لما بيشوفك، طريقته وهو بيتكلم معاكي، حتى غيرته عليكي لما حد من الشباب في الشركة يهزر معاكي... كل ده واضح عليه...أحمد مش بيعرف يخبّي مشاعره"، حسيت بقلبي بيدق بسرعة، مكنتش عارفه اهرب من كلامها، رنا بصت لي بنظرة فضول وقالت: "اي يا شمس... انتي زعلتي مني.... أنا مش بقول كده والله عشان أضايقك أو تدخل مني، بس أنا حاسة إن في حاجة...ولو في مشكلة بينكم أو في حاجة مضايقاكم، قوليلي، يمكن أساعد... و لو الموضوع له علاقة بمشكلة احمد مع ماما نرمين ف انا مش عايزاكي تقلقي كل حاجة هتتحل قريب"، بصيت لرنا بصدمة وقلت بسرعة:" مشكلة أي؟"، قالت بحزن: "اي ده انتي متعرفيش؟!، أحمد سايب البيت بقاله فترة وقاعد عند أشرف، عرفت إنه متخانق مع ماما نرمين بسبب جيهان.... هي ضاغطة عليه يتجوزها عشان مشكلة الميراث السخيفة بتاعتها...جيهان فاكرة إنها لما تضغط على ماما نرمين هتكسبها في صفها، بس ماما نرمين بتحب أحمد أكتر، والبعد اللي حصل بينهم ده هي مش قده... وكلنا متاكدين أنها هتلين في الآخر"، فضلت ساكتة، مش عارفة أقول إيه، كلامها قلب الدنيا جوايا....


يتبع.......


#بارت_37_سلسلة_من_القررات

#حكاوي_ابوية_مُره

#دراما_نفسية

#دراما_اجتماعية

           

            الفصل الثامن والثلاثون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×