رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم شمس حسين


 رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم شمس حسين


باقي البارت 38

----------

بعد ما رنا وصلتني البيت، دخلت، وقبل ما حتى أفكر في أي حاجة، لقيتني ماشية على طول ناحية ماما، كانت قاعدة في اوضتها، ملامحها هادية كعادتها، بس أول ما شافتني رفعت عنيها من الموبايل وحطته جنبها، قعدت قصادها من غير كلام، وبعدين رميت نفسي في حضنها، الحضن ده كان كل اللي محتاجاه، كانت ساكتة، بس إيديها بتطبطب عليا بهدوء، كانت مستنية إني أتكلم من غير ما تسأل، بس لما بعدت عنها، فضلت بصالي باستغراب وقالت: "مالك يا شمس؟"، حطيت أيدي علي عيني و بعدين نزلتهم وقلت بتعب: "النهاردة... كل اللي كنا خايفين منه حصل، وسكوتنا مفرقش في أي حاجة..."، اتعدلِت في قعدتها وقربت مني أكتر: "أنا مش فاهمة حاجة، قوليلي بهدوء"، بدأت أحكي لها كل اللي رنا قالته، قالت بصدمة:" يبقي هي مستنتش تشوفك هتعملي أي و طلبت منه يتجوزها علطول!"، رديت وقلت:" ايوا يا ماما... احمد كان سايب البيت و متخانق مع مامته... و انا كنت من جهة تانية بجرح و بكسر فيه علي قد ما أقدر علشان امنع ده يحصل"، ماما فضلت ساكتة و مش عارفة تقول اي، 

لكن أنا كملت و قلت بصوت مخنوق بالدموع:"

كنت غلطانة لما افتكرت إن كل حاجة هتبقى سهلة لما أكدب عليه وأقوله إني مبحبهوش، وإن كل حاجة هتعدي المهم إنه يكون قدامي، بس... بس أنا مفكرتش إني هشوفه معاها!"، غمضت عيني و أنا بفتكر كل اللي حصل وقلت:" أول مرة أحس الإحساس ده، ماما... قلبي كان بيتقطع وأنا شايفة جيهان داخلة معاه! كنت بموت و انا شايفة الألم في عيونه و هو بيترجاني أقوله الحقيقة و انا مش قادرة أتكلم"، اتنهدت بحسرة و كملت: "أنا غلطت.. غلطت غلط كبير اووي لما سكتت.. كنت بضحك على نفسي...  بس الليلة فوقتني... فهمت إن الحب مش بيخلص بكلمة، ولا بيتنسي بقرار"، ماما ربطت علي أيدي، كانت حاسة بقلة حيلة، مكانتش عارفة تقولي حل، كانت مشكلتنا في الفترة دي أنا و ماما أن خبرتنا في الأمور دي بسيطة او تكاد تكون معدومة، واخدين علي أننا ناخد قراراتنا بعاطفية حتي لو علي حساب سعادتنا، كنا محتاجين نتصدم بالواقع علشان نعرف نتصرف، و مشهد جيهان لما شوفتها مع أحمد في الليلة دي كان هو الواقع اللي فوقني من الغفلة اللي كنت فيها.







صحيت تاني يوم الصبح وعيني لسه تقيلة من قلة النوم، طول الليل كنت قاعدة مع ماما، بنتكلم ونقرر، ونواجه كل اللي هربنا منه قبل كده، أخدت قرارات كتير، و أولهم كان خاص بشغلي، بعد ما جهزت، اتجهت على الشركة، دخلت مكتبي، وقعدت على الكرسي وأنا عيني على الساعة، مستنية وصول بشمهندس أيمن، أول ما عرفت إنه وصل، جمعت شجاعتي وطلعت على مكتبه، خبطت على الباب بخفة: "ممكن أدخل يا فندم؟"، صوته جه هادي زي ما هو دايمًا وابتسم وقال: "اتفضلي يا شمس... تعالي"، دخلت، لقيته قاعد ووشه عليه ملامح الإرهاق، يمكن مش واخد باله بس تعبه باين، وقفت قدامه بثبات مصطنع: "ممكن أتكلم مع حضرتك شوية؟"، بص لي باستغراب: "طبعًا، اقعدي"، قعدت قدامه، أخدت نفس عميق وأنا بحاول أضبط نبرة صوتي، وبدأت كلامي بهدوء: "أنا مش عارفة أبدأ منين... بس كنت محتاجة أشكر حضرتك"، عقد حواجبه وهو مستغرب: "تشكريني على إيه؟"، اتنهدت وأنا بحاول أركز في كلامي: "على كل حاجة... على الدعم، على المعاملة الطيبة، على الأمان اللي حسيت بيه هنا... حضرتك كنت أكتر من مدير، كنت أب وسند... وعمري ما هنسى اللي عملته معايا"، حسيت بنظرة الحنان في عيونه، ابتسم ابتسامة هادية: "إنتي تعبك وشغلك هو اللي يستحق كل الاحترام... وبعدين قلت لك قبل كدا مفيش بينا شكر...إنتي بنتي يا شمس"، الكلمة دي وجعتني، حسيت بغصة في حلقي، بس كملت: "أنا فخورة إن اشتغلت هنا، وإني كنت جزء من الفريق ده... اتعلمت حاجات كتير، مش بس عن الشغل، وكان حلم من احلامي اكون هنا و حضرتك ادتني الفرصة دي... وهفضل فخورة بده"، ابتسم وهو بيهز راسه: "طب الحمد لله، بس كل ده ليه؟ في إيه يا شمس؟"، طلعت من شنطتي ورقة قدمتهاله وأنا نظري متعلق بالأرض: "دي استقالتي... ومحتاجة حضرتك توافق عليها"، سكت للحظة، بص للورقة واستوعب اللي مكتوب، ملامحه اتغيرت، كانت الصدمة واضحة قال: "استقالة؟ ليه؟"، رفعت عيني ليه، كانت نظرتي هادية، ثابتة رغم الوجع: "أنا محتاجة أبعد... تعبت، ومش قادرة أكمل"، فضل ساكت شوية، زي ما يكون بيهضم الكلام وبعدين قال: "تعبتي من إيه؟ من الشغل؟ من الضغط؟... ولا في حاجة تانية مش عايزة تقوليها؟" نزلت عيني تاني، كنت حاسة بنظراته بتحاصرني، بتحاول تفهم أكتر من اللي بقوله: "مش هقدر أشرح... بس أرجوك، وافق، أنا محتاجة فعلاً أرتاح"، فضل ساكت، سكوته كان تقيل على قلبي أكتر من أي كلمة، بعد شوية اتنهد وقال بهدوء: "أنا مش هوافق"، قطع الورقة بهدوء، رماها في السلة وهو بيبص لي: "انا هعتبرها إجازة مفتوحة... تغيبي زي ما تغيبي، بس مش همضي على الاستقالة...و لما تروقي وترجعي... هتلاقي مكانك محفوظ هنا"، كنت مستغربة، ومش مصدقة حنيته وقلت: "ليه... حضرتك بتعمل كده ليه؟"، بص لي بنظرة كلها دفء وقام وقف قدامي وقال: "لإني عارف إنك بتهربي... مش بتستقيلي، وعارف إنك لو بعدتي دلوقتي مش هتعرفي ترجعي تاني، فأنا بسيبلك الباب مفتوح"، حسيت بدموعي بتلمع في عيني، قمت من مكاني وأنا بحاول أتماسك: "أنا مش عارفة أشكر حضرتك إزاي..."، ابتسم ابتسامة دافية: "أنا فخور بيكي... وهستناكي..."، خرجت من مكتبه وإحساسي بالحزن كان أعمق من أي حاجة، كنت عارفة إني مش هرجع... بس كان لازم أسمع الكلمة دي عشان أقدر أمشي.


رجعت على مكتبي بعد ما ودعت بشمهندس أيمن، وقفت قدام المكتب، وبصيت على كل تفصيلة فيه... الكرسي اللي كنت بقضي عليه ساعات طويلة، الأوراق اللي كنت دايمًا بغرق فيها، حتى القلم اللي كنت بكتّب بيه كل أفكاري، بدأت ألم حاجتي بهدوء، وكل حاجة بلمها كانت كأنها ذكرى بتتشال من المكان، فجأة الباب اتفتح بسرعة، ودخلت سما وراها ندى وسارة، أول ما عينهم جت في عيني، شفت الدموع اللي بتحاول ندي تمسحها بسرعة، وسارة كانت واقفة متسمّرة مكانها، أما سما فمقدرتش تمسك نفسها وانهارت في العياط، سارة قربت عليا بسرعة، وصوتها متكسر:" صحيح اللي سمعناه؟.. انتي هتمشي يا شمس؟"، حسيت بقلبي بيتقبض، بس حاولت أتماسك وأنا ببتسم: "يا بنتي ما أنا مش مسافرة آخر الدنيا... أكيد هنشوف بعض تاني"، ندى كانت واقفة بعينين مليانة حزن، وقربت تحضني وهي بتقول بصوت مهزوز: "هتوحشينا يا شمس... إنتي اكتر واحدة أنا اتعلقت بيها هنا بسرعة"، حضنتها بقوة، وأنا بحاول أمسك دموعي اللي بدأت تحرق عيني، سما كانت واقفة ساكتة، بس دموعها مغرقة وشها، قربت منها ومسكت إيدها: " هتفضلي أجدع وانقي زميلة اشتغلت معاها... وأخت مش بس صاحبة"، سما حضنتي وهي بتبكي:"مش قادرة أصدق إنك ماشية... مش هلاقي حد أفضفض معاه تاني... مش هلاقي حد زيك تاني يا شمس"، سارة بصت لي بعيون مليانة دموع، وقالت: "فكّري تاني يا شمس... يمكن تقدري تغيري رأيك"، هزيت راسي بابتسامة حزينة: "قراري خدته... ومحتاجة الفترة دي أرتب فيها حاجات كتير في حياتي"، سكتنا لحظة، ومفيش غير صوت الدموع والكلمات المكسورة حاولت أتمالك نفسي وأنا بقول: "هنشوف بعض تاني... أكيد"، خدت نفس عميق، وخرجت من الأوضة، وأنا حاسة إن قلبي بيسيب جزء منه ورايا... و كأنه بيقول :"مكاني هنا في قلوب الناس اللي سابولي أثر، وأخدت منهم أثر أكبر".


رجعت البيت، دخلت ولقِيت ماما واقفة قدام الباب،  في إيدها شنطة سفر، وبتقول: "جهزت لك كل حاجة... وكلمت خالتك هي مستنياكي"، كانت ماما مبتسمة بس صوتها كان مهزوز من العياط، ودموعها كانت على وشها وهي بتقول: "تورحي وتيجيي بالسلامة، متتأخريش عليا... هتوحشيني"، حضنتها بكل قوتي، وقلت: "أنا مش هتأخر، يا ماما... مقدرش أبعد عنك"، بعد ما فصلنا عن بعض، سحبتها على الكنبة وقعدت جنبها، بعدها طلعت من الشنطة ورقة كبيرة واديتهالها وقلت: "ده ورق حساب في البنك باسمك، ماما بصت لي وقالت:






 "حساب باسمي؟"، قلت: "دي كل الفلوس اللي جمعتها من شغلي، من وقت ما بدأت... انا حطتها كلها في حساب جديد باسمك..."، بعدها اديتها ظرف تاني وقلت:" و دي هنا كل الأوراق اللازمة علشان تطلعي تعملي عمرة زي ما كان نفسك.. هنا في جواز السفر بتاعك و كمان تذكرة مفتوحة... تقدري تسافري في الوقت اللي انتي تحدديه"، بصيت لي و هي بتبكي و قالت:" ليه يا شمس عملتي كدا... دي فلوسك انتي يا حبيبتي.. أنا مش عايزة حاجة... انا عايزاكي جنبي و اشوفك فرحانة وسعيدة"، حطيت الورق قدامها وقلت: "معلش يا ماما.. ريحيني... وبعدين الفلوس دي مش فلوسي.. ده حقك انتي.. لولاكي انتي أنا مكنتش وصلت للي أنا فيه.. ولا كنت هقدر اعمل اي حاجه..."، سكت شوية و بعدين كملت:" أنا بس عايزة اعرفك حاجة أنا عملتها... انا اخدت مبلغ من الفلوس متوسط يعني... و بعته لاخويا... إنتي عارفة ظروفهم عاملة إزاي!"، طبطبت بايديها عليا وقالت:" خير ما فعلتي يابنتي"، فجأة دخل خالو علينا وقال: "إيه العياط ده؟ هي مسافرة آخر الدنيا؟ ده نفس البلد، هتروح وتيجي من وقت للتاني... يلا ياست لو فضلتي قاعدة أمك مش هتخليكي تروحي في حته"، ضحكنا أنا وهي و هو اخد الشنطة، و نزلنا أنا و ماما تحت لحد العربية، و دعتني وانا أكدت عليها و قلت:" متنسيش يا ماما زي ما اتفقنا... مش عايزة حد يعرف أنا فين"، ركبت العربية ومشيت، وحسيت إن كده خلاص، فصلت عن كل حاجة، بس كان فاضل اخر حاجة وهي: "أحمد"، كنت مسجلة ريكورد امبارح بليل و مقررة اني ابعتهوله أول ما أقدم استقالتي و أسافر... كنت بحاول اصلح الغلط اللي عملته بعد فوات الاوان و اعرفه كل حاجة و أبعد.... حتي علي الاقل لو ملناش نصيب نكمل مع بعض اكون ذكري حلوة لما اجي علي باله.... ميحسش اني غدرت بيه وهو مش عارف الحقيقة.... و ميظنش إني فعلا مبحبهوش... وان كل مشاعري دي كانت كدب..... كان من حقه يعرف الحقيقة.... وأنا من حقي أبعد و افصل عن كل حاجة علشان اقدر اعيش من تاني.


«احمم نجم»

صحيت على صوت رسالة جت لي على التليفون، بصيت على الساعة لقيتها معدية الظهر، كانت حاجة غريبة! أنا أصلاً مش من طبعي أنام للوقت ده، بس مكنتش عايز أصحى، مكنتش عايز أخرج، ولا حتى أروح الشغل... ولا أي حاجة، الحقيقة مكنتش عايز أواجه اليوم... ولا اللي فيه، كان نفسي أهرب من كل حاجة، أهرب منها... منها هي بالذات، مديت إيدي بكسل للتليفون، بصيت على الشاشة، وعيني وقعت على اسمها...شمس، اتسعت عيني بغرابة... يا ترى بعتالي تقول إيه؟ بتأكد تاني أنها مبتحبنيش؟ بتأكد أني بالنسبالها ولا حاجة؟ غصب عني لقيتني بفتكر ملامحها... عينيها اللي دايمًا بتتكلم من غير ما تنطق، ضحكتها اللي كانت بتدوبني في لحظة، نبرتها الجادة لما بتتكلم في شغل، وحتى برودها وجفافها اللي بقت بتعذبني بيهم، يا ترى إيه الجديد اللي ممكن تجرحني بيه المرة دي؟ ولا خلاص، مفيش حاجة جديدة، كل حاجة خلصت، زي ما هي قررت، سبت التليفون ومفتحتهوش، كنت خايف... خايف أقرأ كلامها وأتوجع أكتر، كنت عارف أن أي كلمة منها هتسيب جرح جديد، وانا خلاص حاسس فعلاً اني مبقتش قادر، خصوصاً بعد ليلة امبارح.


قمت من السرير، حاولت أهرب من الفكرة، حاولت أهرب منها... بس كانت جوة دماغي، محبوسة في قلبي، نزلت، وأنا بحاول أقنع نفسي أني أقوى من كده... بس الحقيقة أني كنت أضعف بكتير، أول ما نزلت لقيت أشرف قاعد على السفرة، محضر الفطار كالعادة، أول ما شافني قال وهو بيبص لي باندهاش: "إيه كل ده نوم؟"، رديت بفتور: "انا لو عليا.. مش عايز اصحي أساساً"، بص لي باستغراب وقال: "إيه؟ مش رايح الشركة ولا إيه؟"، هزيت دماغي وقلت: "لا"، قعدت على السفرة، وحاولت أكل أي حاجة قدامي من غير نفس، مسكت كوباية القهوة اللي قدامه وشربت منها، وبعدها نزلت الكوباية بسرعة وقلت: "إيه ده! إيه يا أشرف ده؟"، ضحك وقال: "قلت لك مليون مرة، سكر زيادة، وانت برضه بتتفاجئ كل مرة"، حاولت أبتسم، بس ابتسامتي كانت ضعيفة...أشرف قرب مني وقال بجدية: "عملت إيه امبارح في العشاء؟"، تنهدت وقلت: "ولا حاجة... لسه على عنادها، مش راضية تقول أي حاجة... مصممة على أنها مبتحبنيش... مبتحبنيش، تخيل... أنا ابتديت أصدق... ماهو مفيش حد بيحب حد ممكن يشوفه بيتألم ويسيبوا كده"، أشرف قال بسرعة: "ماهو انت برضو مكانش ينفع تدخل وجيهان معاك يعني.."، قلت بسرعة:" اعمل اي يعني يا أشرف... عمي رامي هو اللي قالها تيجي و اتفاجئت بيها قدام المطعم.. معرفتش اعمل اي..."، فضل اشرف ساكت شوية، وبعدين قال بحزن: "المشكلة أن شمس مبتكلمنيش زي الأول، و أنا قلقان و عايز اطمن عليها... ومفيش أمل أنها تيجي العيادة تاني بعد اللي حصل بينها وبين نور"، هزيت دماغي وقلت: "ما هي عندها حق، إحنا عملناها كمين، ونور زودتها معاها"، أشرف قال: "أنا انصدمت... ومكنتش عارف أقول لنور إيه"، سألته: "هي اي أخبارها دلوقتي؟"، رد بحيرة: "معرفش... قافلة كل حاجة... ومش عارف أوصل لها... حتى روحت شغلها قالولي أنها سافرت السعودية"، سكت شوية وأنا بحاول أستوعب الكلام، و سألته بقلق: "يعني كده علاقتها بشمس انتهت خلاص؟ طب وأنت... إيه وضعك؟"، رد بحيرة واضحة:






"مش عارف يا أحمد، أدينا هنشوف الأيام مخبية لنا إيه"، رن تليفوني، ولما بصيت لقيته عمي أيمن، رفعت التليفون وقلت بسرعة: "ايوا يا عمي...مش هقدر أجي الشركة النهاردة"، سمعت صوته على الناحية التانية بيقول: "شمس استقالت يا أحمد ومشيت من الشركة"، الكلام وقع عليا زي الصاعقة، قلت بسرعة: "إزاي؟! إزاي تسيبها تمشي؟"، عمي رد بعصبية: "البنت حالتها وحشة جدًا، ومعرفتش أضغط عليها، قلت أسيبها يومين وبعدين أروح لها البيت أتكلم معاها ومع مامتها... قلت أعرفك علشان تشوف هتعمل إيه"، قفلت معاه وأنا مصدوم، اشرف سألني:" في اي؟"، قلت بله بصدمة:" شمس استقالت"، قال:" هو ليه الوضع عمال يتأزم؟"، خدت نفس طويل بعده، عيني وقعت على التليفون... افتكرت الرسالة، إيه اللي خلاني أخاف من كلامها؟ يمكن كانت بتودعني... يمكن كانت بتقول لي إنها خلاص ماشية، مسكت التليفون بسرعة، إيدي كانت بتترعش، وسبت أشرف وقمت بعيد، فتحت الرسالة... كان ريكورد صوتي، ضغطت على التشغيل، قلبي كان بيدق بسرعة، وقفت مكاني وأنا مش عارف أتوقع اللي هسمعه، اشتغل الريكورد، صوتها كان مهزوز... البداية كانت صمت، بعدها أخدت نفس عميق وقالت: "أحمد... مش عارفه أبدأ منين، ولا حتى عارفه اقول كل اللي جوايا إزاي... بس كان لازم ابعتلك الرسالة دي...كان لازم تعرف كل حاجة... انا عارفة انك ممكن تكون دلوقتي مش عايز تسمع صوتي... بس كان لازم أوضح حاجات كتير، حاجات كنت بتهرب منها، ومش عارفه اواجها.... أنا عارفة أني جرحتك، وكسرت قلبك بأكتر من كلمة قلتها... بأكتر من مرة صديتك فيها... بس صدقني انا عمري ما كنت بكرهك، عمري ما كنت قاسية بجد... أنا كنت خايفة، عارف كنت خايفة من إيه؟... من حرب مينفعش ادخلها، علشان مامتك حذرتني منها، و أكدت لي أني هكون خسرانة لو دخلت بين ام و أبنها، صدقني أنا مكنتش هسمع كلامها لما طلبت مني هي و جيهان إني أبعد عنك، علشان كنت واثقة في حبك ليا و عارفة اني مش هخسر، بس أنا كنت مستعدة أختار الخسارة، أخسر قلبي... وأخسرك أنت، بس مقابل أن علاقتك بمامتك متتأذيش، جربت أبعد بالطريقة اللي شايفاها صح... جربت أقطع أي أمل ممكن يكون جواك، يمكن أكون جرحتك، بس كنت فاكرة أن ده أهون من أنك تختار بيني وبينها، بس كل اللي عملته ضاع، لما عرفت امبارح من رنا أنك سبت البيت وأنك مصمم تبعد عنها علشاني، أحمد... انا مش هسامح نفسي لو بقيت زي أشرف... بعيد عن أهله، وحيد في حياته، مش عايزاك تبقى زيه... علشان خاطري أرجع بيتك.. و وافق علي جوازك من جيهان... هي بتحبك.. و هتعرف تخليك ازاي تحبها و تنساني... وأنا... هبعد... علشان أتاكدت اني مش هقدر اشوفك مع حد تاني...."

يتبع..........


#باقي_بارت_38

#حكاوي_أبوية_مُره

#دراما_نفسية

#دراما_اجتماعية


           الفصل التاسع والثلاثون من هنا   

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×