اسكريبت حدوتة في بلكونة (كامل) بقلم هاجر نورالدين

اسكريبت حدوتة في بلكونة (كامل) بقلم هاجر نورالدين

 اسكريبت حدوتة في بلكونة (كامل) بقلم هاجر نورالدين


_ بُص شايف الإتنين اللي ماشيين دول؟


بص ناحية اللي بشاورلهم عليه وقال بتساؤل:


= أيوا مالهم؟


إتكلمت بنُص تغميضة عين وقولت:


_ باين عليهم متخانقين.


بصلي بملل وقال بنفاذ صبر وهو بياخد بُق من الكَراميل:


= وعرفتي منين بقى يا أستاذة مُفتش كُروبمو؟


بصيتلهُ وإتكلمت بعد ما شربت شوية أنا كمان:


_ واضح أوي يعني، البنت شكلها متضايقة وماشية بعيد عنهُ بخطوتين وهو ماشي باصصلها بتوتر، ما طبيعي إنتوا الرجالة مش بييجي من وراكم غير وجع القلب.


ضرب كف بكف وقال بحوقلة:


= لا حول ولا قوة إلا بالله، يابنتي هو حد كلمك دلوقتي ولا إنتِ واخداهم حِجة بقى وبترمي كلام؟


سيبت المج اللي في إيدي وقولت بغضب طفيف:


_ بصراحة كدا أيوا وكويس إنك جبتها على بلاطة عشان نلخص في الكلام مع بعض.


بصلي بإندهاش وقال:


= بلاطة ونلخص!

أه وإي كمان؟


سكتت شوية بجمع كلامي وقولت وأنا بحاول متعصبش:


_ إمبارح وإحنا قاعدين عند أهلك في كلام إترمى كتير وإنت مكنتش بترد يا عمرو.


إتنهد وساب المج هو كمان وقال بهدوء:


= كنت متأكد إنك هتفتحي الموضوع دا عمومًا، طيب كنتِ مستنية مِني أرد أقول إي يا فريدة يعني؟


حمحمت وبعدين خدت نفس عشان معيطش وقولت:


_ آي حاجة تدافع بيها عني يا عمرو، آي حاجة تحسسني إني مش مخنوقة وسط القاعدة دي، لكن لما ألاقيهم كل واحدة فيهم قاعدة بترميلي كلمة عن خطيبك القديمة اللي كانوا بيحبوها وإنت ساكت برغم إني معرفش أنا عملتلهم إي وبرغم إني بحاول بكل الطرق أكسب رضاهم ولكن كنت أتمنى إنك ترد.


سكت شوية وهو باصص للشارع قدامنا وبعدين إتنهد بشكل أكبر المرة دي وقال بعد ما مِسك إيدي بحنية:


= حبيبتي أنا ميشغلنيش هما قالوا إي وبيعملوا إي، كل دا كلام ستات أنا مينفعش أتدخل فيه، بالنسبة للرد عايزاني أرد على أمي وأختي قدامك ونتخانق مع بعض وأخسرهم؟


بصيتلهُ بإندهاش وقولت بعد ما بعدت إيدي عنهُ وفي الوقت دا دموعي نزلت:


_ لأ متتكلمش بس سيبني أنا قاعدة مخنوقة وحاسة إني مش مرغوب فيا بالشكل دا!


مسح على وشهُ وقال بنفس الهدوء:


= بطلي عياط بس، أنا أكيد مش دا قصدي يا حبيبتي، أنا أقصد إن مينفعش قدامك يا فريدة، إنتِ لما بتعملي حاجة غلط قدام أهلك أو أهلي أو حتى في الشارع، بتكلم معاكِ غير لما بنروح؟


هِديت شوية وهزيت راسي بـ "لأ"، كمل هو كلام وقال:


= يبقى بالمثل مع أهلي يا فريدة، أنا مينفعش أسمع العبث اللي بيتقال دا وأشدّ معاهم قدامك عشان هما كمان هيشدوا والموضوع هيكبر وممكن يوصل إننا نخسر بعض كـ أهل وهكرهك فيهم.


بصيتلهُ بعد ما مسحت دموعي وقولت بتساؤل:


_ يعني قصدك إنك كلمتهم؟







إبتسم ورجع مسك إيدي تاني وهو بيطبطب عليها وقال:


= أيوا، أحيانًا وخصوصًا في المواقف اللي زي دي مينفعش خالص المواجهة يا فريدة، المواجهة في الوقت دا هتبقى بمثابة كبريت مُشتعل وسط الغاز.


بصيت للشارع لثوانٍ وبعدين رجعت بصيت ليه وقولت:


_ طيب ولما كلمتهم عملت إي؟

وكلمتهم إمتى أصلًا؟


بصلي وقال بإبتسامة بعد ما رجع ضهرهُ لورا:


= كلمتهم بعد ما إنتِ قومتي وعملتي نفسك بتكلمي مامتك عشان إفتكرتي حاجة وأنا عارف ومتأكد إنك قومتي عشان إتضايقتي، زعقت معاهم وزعلت على زعلك ولكن الموضوع إتلم لإنهم عرفوا إنهم غلط وإني إتضايقت بجد وممكن حركة من دي كمان يخسروني بيها، مش مهم تعرفي قولت إي وقالوا إي، المهم إنهم عرفوا غلطهم ومش هيكرروه.


قبل ما أرد عليه سمعت صوت موبايلي بيرن، قومت وروحت جبتهُ وفضلت واقفة شوية مش مصدقة ولا مستوعبة لِلي بيتتصل، لما لقاني كدا جِه بقلق ووريتلهُ الموبايل وقولت بصدمة:


_ دي مامتك اللي بتتصل عليا أنا؟


إبتسم وقال بهدوء بعد ما حط إيديه في جيوبهُ:


= طيب ردي قبل ما المكالمة تقفل.


رديت بالفعل وجالي صوتها المُتحمس والحنين اللي خليني أقول إني لأول مرة بسمعهُ:


_ إي يا فريدة يا حبيبتي عاملة إي؟


قربت بين حواجبي بإستغراب وأنا مش مصدقة وكان عمرو بيضحك على شكلي وبيشاورلي أرد، جالي صوتها من تاني اللي فوقني وهي بتقول:


_ ألو؟


رديت عليها بتركيز وقولت:


= أيوا يا ماما، حضرتك متتصلة بيا أنا؟


ضحكت وقالت بعدها بجدية ونبرة صادقة:


_ أيوا يابنتي، كنت عايزة أقولك حقك عليا على اللي حصل إمبارح وتقدري تقولي إن الشيطان كان شاطر، ولكن الحمدلله فوقت قبل ما أندم على أفعالي معاكِ أكتر من كدا.


مكنتش عارفة أرد أقول إي بس كنت ببص لـ عمرو بإمتنان وحُب، رديت بإبتسامة وقولت:


= لأ أبدًا يا ماما ولا ندم ولا حاجة، ولا يهمك أنا مش زعلانة منكم، لما تعرفوني أكتر هتحبوني زي ما بحبكم والله.


ردت بتنهيدة سمعتها وقالت بصوت مرتاح:


_ ريحتي قلبي يابنتي والله، وعشان نعرف بعض أكتر من تاني هتيجي إنتِ وعمرو بكرا إن شاء الله وهعملك السمك اللي بتحبيه وكيكة بالشيكولاتة وتقضي اليوم كلهُ عندي ومفيش مجال للأعذار.


ضحكت وقولت:


= أعذار إي بس دا يوم المُنى، بس أنا مش عايزاكِ تتعبي نفسك.


_ ولا تعب ولا حاجة، وكمان عبير وكريمة مستنيينك معايا.


دول كانوا أخواتهُ البنات، قفلت معاها المكالمة بعد كام دقيقة كمان وأنا في غاية السعادة الحقيقة، كنت ببُص لـ عمرو بكل إمتنان إنهُ حفظ كرامتي وقيمتي ومقبِلش عليا إهانة أو كلمة متعجبنيش.


إتكلم وهو بيحاول يغير الموضوع عشان معيطش تاني لإني فعلًا كنت هعيط وقال:


_ أهو بسببك إنتِ وأمي الكراميل برد والجو تلج، هدخل بقى أعملنا كوبايتين شاي بالنعناع يدفونا وإحنا قاعدين في البلكونة وبنحكي.


مسحت دموعي اللي كانت نزلت فعلًا وقولت بإبتسامة وحُب:


= شكرًا يا عمرو، أنا بحبك.


إبتسم وقال وهو داخل المطبخ:


_ أنا كمان بحبك، بس مش بحب الشكر على الواجب.


عمل بعدها فعلًا الشاي في مجات الكابلز اللي بحبها وطلعنا قعدنا في البلكونة، بس قبل ما يشرب قولت بسرعة:


_ إستنى إستنى، ناخد صورة الأول.


إتكلم بخضة وقال:


= أهو بسبب صورك دي هتجبيلي صرع.


ضحكت وقولت بعد ما خدت الصورة:


_ بعد الشر عليك يا عمري.


قعدنا طول الليل على صوت أم كلثوم وإحنا بنضحك وبنحكي للصُبح ومبسوطين، الليلة اللي كانت هتبقى حزينة أوي بالنسبالي بقت أسعد ليلة بسببهُ، وفي الخلفية صوت أم كلثوم وهي بتقول:


"وقابلتك إنت، لقيتك بتغير كل حياتي، معرفش إزاي حبيتك، معرفش إزاي يا حياتي!".


#هاجر_نورالدين

#حدوتة_في_بلكونة

#تمت

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×