رواية حياتي المفقودة الفصل الرابع 4 بقلم هاجر نورالدين
الحلقة الرابعة _ حياتي المفقودة 4.
روحت قعدت في البلكونة ومسكت موبايلي وبمجرد ما مسكتهُ لقيت في رسالة جيالي خلتني أوقع كوباية النيسكافيه من إيدي:
" أنا عارف كل حاجة عملتيها والحوار والتمثيلية اللي عملتيهم على جوزك وإنها حادثة، ولكن أنا معايا بالدلليل كمان شاتك مع الدكتور والإتفاق."
الكوباية إتكسرت في الأرض وأنا فضلت مبلِمة ومصدومة ومش قادرة أستوعب، إيدي كانت بتترعش وقبل ما فارس يدخل قفلت الموبايل ومسكتهُ في إيدي.
بصل للمج المكسور بخضة وبصلي وقال بتساؤل وهو بيقرب مِني:
_ مالك يا سهر، حصلك حاجة؟
بصيتلهُ وأنا بحاول أداري توتري وقولت:
= لأ بس إيدي إترعشت والمج وقع مِني.
طبطب عليا وهو بيتنفس بِراحة وقال:
_ طيب الحمدلله فداكِ آي حاجة المهم إنك بخير.
بصيتلهُ وإبتسمت إبتسامة مخبية وراها مشاعر وتوتر كتير جدًا وهو بعد ما إتطمن عليا سابني ومِشي.
رجعت فتحت الموبايل وكتبت رسالة بسرعة:
_ مين؟
عدا دقيقة ورد عليا المجهول دا وقال:
= مش مهم مين، المهم عايز إي مقابل إني أمسحهم.
فضلت ساكتة شوية وأنا سامعة دقات قلبي اللي قربت تطرشني وقولت:
_ قول إنت مين وعايز مِني إي؟
رد عليا بمنتهى البساطة بـ 3 كلمات بس.
= تنفصلي عن جوزك.
مكنتش مستوعبة الطلب الغريب واالي مش فهماه وقولت:
_ إنت مين أصلًا، وبعدين مين قالك الحوار اللي مش حقيقي اللي لسة قايلهُ دا!
مردش لمدة دقيقتين كنت حاسة نفسي فيهم هموت خلاص، لحد ما لقيتهُ باعتلي سكرينات بكلامي مع الدكتور وتسجيلات لمكالماتي معاه.
كنت شايفة وسامعة التسجيلات وأنا حاسة إن روحي بتتسحب مِني، ولكن الغريب إن السكرينات متاخدة من موبايلي، يعني كإن أنا اللي خدتها.
ولكن نوع الموبايل والستارة اللي فوق مش نفس موبايلي، بدأت أشُك إن الموبايل بتاعي متهكر، ولكن من مين؟!
بدأت أخاف من موبايلي وبعتتلهُ:
_ إنت عايز مِني إي وليه بتعمل كدا.
جاوبني بكل بساطة من تاني وقال:
= ما أنا قولتلك، عايزك تسيبي جوزك.
بصيت للرسالة بتفكير وتوتر وأنا حاسة إن حياتي كلها باظت فوق دماغي بسبب الغباء بتاعي وبعتتلهُ تاني:
_ وهتستفاد إي لما دا يحصل؟
بعت لي من تاني وقال:
= هعرف أخدك.
فضلت باصة للرسالة بتفكير على إن ممكن يكون مين دا ورديت وقولت:
_ أنا بحب فارس وحتى لو حصل وسيبتهُ مستحيل أتجوز حد غيرهُ، لو دا مبتغاك يعني.
رد عليا بسخرية حسيتها في كلامهُ وقال:
= وقتها هنبقى نشوف يا قمر.
مردتش عليه وقفلت الموبايل وحطيتهُ جنبي وأنا خايفة وبفكر في اللي ممكن يحصل لو قال لـ فارس فعلًا، كنت مرعوبة وعمالة أفكر في مين دا.
سمعت صوت الرسالة من تاني واللي بدأت أتشائم منها، فتحت الموبايل بتردد وخوف وكان هو نفس الشخص وكاتب:
= معاكِ مُهلة يومين بس عشان تعملي اللي قولتلك عليه، تنفصلي عن جوزك بآي طريقة تحبيها، بعد اليومين مفيش منك حركة هبعت لجوزك كل الكلام دا.
كنت باصة للرسالة دي وأنا دموعي بتنزل لوحدها ومش قادرة أستوعب ولا أفكر في اللي ممكن أعملهُ دلوقتي واللي ممكن يحصل.
سندت راسي بين دراعاتي وأنا بحاول أفكر في مين اللي ممكن يكون بيعمل كدا، دماغي راحت لناس كتير أوي مثلًا راشد خطيبي الأولاني وعمر إبن عمي اللي كان عايزني بس مكنتش عايزاه.
ولكن كل دول علاقتي بيهم إتقطعت من زمان تقريبًا من ساعة ما إتخطبت لـ فارس من حوالي 3 سنين.
قررت مفكرش كتير ودخلت للرقم دا وقولت بتساؤل وطريقة هجوم:
_ ممكن تقولي إنت مين ومتبقاش جبان ومستخبي ورا الشاشة!
أنا عمري في حياتي ما أفكر في واحد جبان.
بعد خمس دقايق كانت عيني على الموبايل مش بتتحرك ومتوترة ومستنياه يرد، وبالفعل شاف الرسالة ورد وقال:
= أنا مش جبان، بس عايز أعرف الأول هتعملي كدا عشاني ولا لأ.
إبتسمت بسخرية وأنا حاسة بقلبي بيتقبض:
_ وأنا أعرفك عشان أعمل عشانك!
رد بمنتهى البرود وقال:
= هتبقي عارفاني وقتها.
وحط جنب الكلام دا قلب أحمر، خرجت من الشات وحدفت الموبايل جنبي وبعدها جالي فارس عشان ننام وكان خلص شغلهُ.
تاني يوم الصبح كان أجازة فارس وكنت في حيرة من أمري إني أقولهُ باللي عملتهُ ومخليش حد يمسكها عليا ويخرب عليا حياتي وبين إني خايفة من المواجهة والمصيبة اللي عملتها.
جِه فارس وقبل ما أتكلم إتكلم وقال:
_ يلا إجهزي بقى عشان هنخرج خروجة تُحفة أنا وإنتِ.
سكتت شوية وقولت بتردد:
= بس...
قاطعني وقال بحماس وإبتسامة واسعة:
_ مفيش بس، يلا بينا بقالنا كتير أوي مخرجناش مع بعض.
معرفتش أرفض أو أتحجج قُصاد حماسهُ وإبتسامتهُ ووافقت، بعد شوية كنت لبست وجهزت ونزلنا، روحنا أول حاجة مطعم وقعدنا إتغدينا مع بعض وبعدين روحنا كافيه وطلبنا كابتشينو كراميل.
كنت باصة للشباك اللي جنبي اللي بيطُل على الطريق وسرحانة، فوقني فارس من سرحاني وقال بتساؤل:
_ مالك يا سهر؟
بصيتلهُ وإبتسمت إبتسامة باهتة مجبورة عليها وقولت:
= ولا حاجة بس سرحت شوية.
مسك إيدي وإبتسم بحنية وقال:
_ متفكريش في حاجة، أنا عارف إنك زعلانة ومتضايقة من فقداننا لإبننا اللي لسة مشوفناهوش حتى، وإن النعمة دي هنتحرم منها طول حياتنا بس إرضي بقضاء ربنا وهو هيبهرنا بعوضهُ.
بصيتلهُ والندم بياكل فيا ومش قادرة أتخطى قرص ضميري فيا، ولكن إتكلمت بتساؤل وقولت:
= ليه بتقول إتحرمنا وبتقول إحنا، ما إنت ممكن تتجوز غيري وتخلف عادي يا فارس؟
بصلي بنظرة عتاب وقال:
_ وإنتِ فكرك إني ممكن أتخلى عنك وأشوف غيرك عشان حاجة ولا أنا ولا إنتِ لينا دخل فيها؟
أنا بحبك يا سهر ومستحيل أتخلى عنك أو أحب غيرك حتى رُبع حُبي ليكِ.
غصب عني دموعي نزلت وأنا قاعدة قدامهُ ومش عارفة إزاي ممكن أصارحهُ باللي عملتهُ، سواء عرف مِني أو من برا الإتنين أصعب من بعض.
أنا خذلتهُ وخذلت إبني اللي لسة مجاش وكل دا بسبب الشغل والشهرة، أنا أه فوقت متأخر ولكن كان كل تفكيري إني هتخلص من الجنين المرة دي وتتعوض مرة تاني.
ولكن عقاب ربنا كان قوي أوي إني مش هحس الإحساس دا تاني، فضل فارس يهديني وبعدين خدني عشان نتمشى على البحر شوية لإنهُ عارف إنها أكتر حاجة بتريحني شوية.
جابلي دُرة مشوية وبعدين جابلي آيس كريم، وإحنا بنتمشى قابلت في وشي زياد صاحب البراند اللي عملتلهُ إعلان قبل كدا، إتكلم بإبتسامة أول ما شافني وقال:
_ أخبارك إي يا مدام سهر؟
بصيتلهُ بإبتسامة وأنا ببص لفارس اللي زياد ولا كإنهُ شايفهُ وقولت:
= الحمدلله بخير.
بص لـ فارس وقال بإبتسامة:
_ إزي حضرتك يا فندم.
وسلم على زياد وبعدين بصلي وقال بنفس الإبتسامة:
_ كنت عايزك تيجي عشان تعمليلي إعلان تاني وببعتلك على الواتساب من يومين مش بتردي تقريبًا كنتِ مشغولة.
بصيتلهُ بتركيز وتذكُر شوية وعيني وسعت من الصدمة.
#هاجر_نورالدين
#حياتي_المفقودة
#يتبع