رواية نيران الحب (كاملة جميع الفصول) بقلم ريهام ابوالمجد

رواية نيران الحب (كاملة جميع الفصول) بقلم ريهام ابوالمجد

 رواية نيران الحب (كاملة جميع الفصول) بقلم ريهام ابوالمجد


#البارت_الأول

#رواية_نيران_الحب

#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد


....: يلا يا رهف اركبي الطيارة بسرعة مفيش قدامنا وقت.

....: مش هسيبك أبدًا لوحدك.

....: قولتلك اجري بسرعة، مش هقدر أركز وأنتي معايا، لازم ترجعي في ناس كتير في انتظارك، وإيمي أكتر حد محتاجاك.

......: قولتلك مش هسيبك، احنا بدأنا كل حاجة سوا، وهننهي كل حاجة سوا، ويا نعيش سوا، يا نموت سوا، وإيمي محتاجانا سوا.


وفجأة صوت ضرب النار بقى مغطي المكان كله، وهم الإتنين وقفوا في ضهر بعض واستعدوا للمواجهة، ومش عارفين القدر مخبيلهم إية، لكن المهم إن حبهم أتحد أخيرًا، وقلوبهم اختارت تكمل سوا حتى للموت.


لا تظن أن رداء المظلوم ملكك ورداء الخيانة ملكي؛ فكلانا نرتديه بقصدٍ منا، لا يهم ما نوعها فكلها مسمياتٍ للخيانة يا عزيزي، لكنها كانت السبيل لإجتماعنا والوقوع في العشق الممنوع.

ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ


التميمي وهو بيحمل ابنته بين يديه: حبيبة بابا نفسها تكون إية لما تكبر؟

نورا بشقاوة طفولية: شبهك يا بابا.

تميمي بإندهاش: شبهي أنا يا نور؟

نورا وهي بتحط إيدها على النجمتين اللي على كتف باباها: ايوا يا بابا أنا عايزة ابقى ظابط شبهك، وتحطلي النجمتين دول.


التميمي ضحك على شقاوة بنته وطموحها، وتمر السنين وتكبر نورا وتلتحق بأكاديمية الشرطة وفعلًا قدرت تحقق اللي نفسها فيه، ودلوقتي بقت ملازم أول نورا التميمي بنت العقيد التميمي.


نورا واقفة بكل ثبات ولابسة النظارة على عيونها، ولفة شعرها ديل حصان، والمسدس في إيدها ومركزة على الهدف وبكل إحترافية أصابت الهدف في الرأس.


نورا بنت جميلة اووي جمالها مزيج من الجمال الشرقي والغربي، ملامحها تجذب أي حد، عيونها قهوة يدوب فيها عاشقها، شعرها يجري به سواد الليل، وشفتاها كأنهما مرسومتان من دقتهما وجمالهما، وأنفها الذي يتناسب مع وجهها الملائكي ذو الملامح الواثقة الجذابة.


دا غير إنها ماهرة جدًا في كل أنواع القتال والرياضيات العالمية، وقناصة ماهرة في إصابة الهدف بكل دقة واحترافية، أشتغلت على نفسها كتير اوووي عشان تحقق اللي بتحلم بيه.


شادي كان واقف منبهر منها، ومن إصابتها للهدف بكل احترافية حتى مع تحركه، ودا كان في مكان التدريب على التصويب.

بصت لشادي وهي بتخلع النظارة وقالت بإبتسامة: مالك يا شادي أنت كويس؟

شادي بذهول: عندك احترافية عالية اووي في التصويب.

ابتسمت وهي بتقول: عادي يا شادي مش محتاجة يعني لكل الإنبهار دا.

شادي ابتسم وقال: تعرفي إنهم في الداخلية بيطلقوا عليكي لقب ( القناصة المحترفة ) بسبب إنك ولا مرة اخطأتي الهدف.

نورا: اتمنى أفضل كدا دايمًا.

شادي: كنت طول الوقت بغير منك من أيام ما كنا في الأكاديمية.

نورا ضحكت وقالت: أنت هتقولي ما احنا ياما عملنا مشاكل بسبب الموضوع دا.

شادي ضحك وقبل ما يتكلم كان في صوت وصلهم من وراهم: والله عال سايبين الشغل وقاعدين تضحكوا هنا.

نورا لفت وبصت لسامي بثبات وقالت: أولًا كنا بندرب، ثانيًا أنا مبستناش حد يعدل عليا بالذات في شغلي وأنت عارف كدا كويس اووي يا حضرة الملازم.

سامي: أمال دا اسميه إية؟

شادي: محصلشي حاجة يا سامي احنا كلنا هنا أصحاب.

سامي بعصبية: احنا في الشغل يعني اسمي الملازم سامي مش سامي.

نورا ردت بالنيابة عن شادي وقالت: طب لو سمحت يا حضرة الملازم سامي بما إننا في الشغل فمتنساش إني ملازم أول رتبتي أعلى منك يعني لما تتكلم معايا تتكلم بأسلوب أحسن من كدا.

سامي اتحرج اووي وقال: حاضر يا حضرة الملازم أول.

نورا مسكت الچاكت الجلد بتاعها ولبسته وخرجت بخطوات واثقة ممزوجة بالقوة، شادي خرج وراها بعد ما بص لسامي بغضب، راحت قعدت في المكتب بتاعها وشادي راح قعد معاها.

شادي: نورا رغم إني أديقت من طريقة سامي معايا بس مكنشي ينفع تكلميه كدا دا مهما كان خطيبك، ودا ممكن يعمل خلل في علاقتكم.

نورا: يا شادي أنا مبحبش طريقة سامي وقولتهاله أكتر من مرة، أنا مبحبش حد يدوس على طرف حد من أصحابي أو حد يخصني، وسامي الفترة الأخيرة مبقاش طبيعي.

شادي بإستغراب: مش طبيعي إزاي؟!

نورا: تصرفاته كلها بقت غريبة، طول الوقت بحسه غامض، ومخبي عليا حاجات كتيرة.

شادي: يمكن أنتي اللي متخيلة كدا يا نورا.

نورا قامت وتحركت تجاه الشباك وبصت برا كان سامي واقف بيتكلم في الفون وشكله متعصب فقالت: لا أنا إحساسي ميكدبشي أبدًا يا شادي، سامي مخبي حاجة كبيرة اووي وخايفة ليكون تمنها تغيير مسار حياتنا كلنا مش حياته هو بس.

شادي قرب منها ولفها ليه وقال: نورا أنتي محتاجة تريحي نفسك شوية، وتبطلي تفكير كتير، سيبي الوقت يظهر كل حاجة.

نورا بصتله وسكتت وبعدها بصت من الشباك تاني.

ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ







بليل كانت في الفيلا بتاعتهم قاعدة مع مامتها روضة، ست طيبة جدًا وبتحب نورا اووي وبتخاف عليها، وكانت رافضة إنها تلتحق بأكاديمية الشرطة رغم إنها واثقة من قوة وعقل بنتها اللي ورثاه من والدها واتفوقت عليه كمان لكن مهما كان دي بنتها الوحيدة وبتخاف عليها من المجال دا وبسبب اللي بيحصل الفترة دي من عمليات الإختيال وغيره.

روضة: مش ناوية تريحي قلبي بقى يا نورا وتسيبك من شغلك دا وتتجوزي وتفتحي بيت.

نورا ضحكت وقالت: نفس إسطوانة كل مرة يا ماما، يا حبيبتي أنتي ليه مش قادرة تفهمي إني بحب شغلي اووي ومن غيره هحس إني ولا حاجة وبلا هدف، أنا حابة أخدم بلدي وأرضي.

باستها من خدها وقالت: وبعدين يا ماما أنا وافقت إني أتجوز وأعمل بيت والدليل إني اتخطبت لسامي رغم إني كنت رافضة الفكرة نفسها، وحضرتك أنتي وبابا قعدتوا تظهرولي قد إية سامي مثالي ليا، وقد إية هو الراجل اللي هيحافظ عليا رغم إني أعرف أحافظ على نفسي كويس اووي، حضرتك عايزة إية تاني بقى؟!

روضة مسكت إيدها بحنية وقالت: يا نورا يا حبيبتي أي أم في الدنيا بتتمنى تشوف بنتها أحسن بنت في العالم كله، وتشوفها وهي بتحقق أحلامها بس أكبر حلم للأم إنها تفرح ببنتها وتشوفها بالفستان الأبيض وتطمن على بنتها وتشيل عيالها وتفرح بيهم.

نورا باست روضه من جبينها وقالت بحب: عارفة يا حبيبتي وإن شاء الله تفرحي بيا وتشيلي عيالي بس كل حاجة في وقتها.

روضة بحب: ربنا يفرح قلبك يا حبيبتي ويرزقك بالحب وتعيشي مرتاحة مع شريك حياتك.

التميمي من وراهم: الله الله قاعدين من غيري وبتحبوا في بعض.

نورا قامت جريت عليه وحضنته وقالت: القاعدة متحلاش من غيرك يا سيادة العقيد.

التميمي ضحك وقال: بكاشة اووي يا حضرة الملازم أول.

نورا باسته من خده وقالت: أنا نفسي أترقى يا بابا وأبقى النقيب نورا التميمي.

التميمي: كل حاجة وليها وقتها يا حبيبتي وأنا واثق إنك هتوصلي للي نفسك فيه، أنتي ظابط كٌفأ والداخلية فازت بيكي.

روضة بضحك: طب ما تقولشي كدا قدام حد ليقول إنك بتشكر فيها عشان بنتك.

التميمي بجدية: أنا الكل عارف عني إني مبقولشي غير كلمة الحق وبعدين بنتك قدرت تنقش اسمها في الداخلية بكفائتها وشغلها الصح مش عشان هي بنت العقيد التميمي لا عشان هي حضرة الملازم أول نورا.


نورا كانت سعيدة اووي بكلام والدها عنها، ونظرة ونبرة الفخر اللي في كلامه عنها، باست إيده بحب وهي بتقول: ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا بابا، صدقني قبل ما بعمل دا عشاني بعمله عشان حضرتك، عشان محدش يقول لحضرتك أنت خلفت بنت، أنا عايزة الكل يقولك بنتك أفضل من أي ولد، وأرفع راسك واسمك لسابع سما يا حبيبي.


التميمي حضنها وقال: أنا يوم ما ربنا رزقني بيكي يا نورا كنت أسعد إنسان على وجه الأرض، عمري ما فكرت في ولد أو بنت بس يوم ما ضميتك لصدري وإيدك الصغيرة مسكت صابعي وقتها بس حسيت بإحساس أول مرة أحسه، إحساس جميل اووي، إني أب لأجمل بنت في العالم كله، أنتي حبيبت أبوكي ونور عينه.

طبع قبلة على جبينها وقال: أنا سميتك نورا عشان أنتي النور اللي نور حياتي، من يوم ما جيتي على الدنيا وأنا أبواب النور والرزق كلها اتفتحتلي، وأنتي عندي بألف راجل.

نورا حضنته وعيونها فيها الدموع وروضة كانت دموعها نزلت وقربت منهم وقالت: طب وأنا مش هتاخدوني في الحضن الدافي دا؟!

التميمي ضحك وفرد دراعه ليها وأخدهم هم الإتنين في حضنه، وفعلًا زي ما قالت روضه حضن دافي.

في السهرة بالليل كانوا قاعدين بيتعشوا في جو عائلي لطيف، فجرس الباب رن، فنورا قامت هي تفتح ولقته خطيبها سامي فسكتت فهو قالت بإبتسامة: إية مش هتقوليلي اتفضل؟!

نورا: أكيد اتفضل يا سامي.

التميمي: مين يا نورا؟

سامي: أنا يا حضرة العقيد.

التميمي ضحك وقال: لا في البيت قولي يا عمي دا أنا مهما كان حماك.

سامي ضحك وقال: اتفقنا يا عمي بس يا ترى حضرة الملازم أول نورا هتسمحلي أقولها يا نورا ولا لازم ألقاب.

التميمي وروضه استغربوا فنورا بصتله وقالت بهدوء: البيت غير الشغل يا سامي، وفي الشغل مفيش فرق بين أخوك والغريب.

التميمي: رغم إني مش فاهم في إية لكن كلام نورا صح، الشغل شغل وبالذات في شغلنا دا.

سامي: يرضيك يا عمي إن نورا تتكلم معايا بطريقة مش كويسة قدام اللي اسمه شادي دا وتقلل مني قدامه.


نورا بتحاول تتمالك أعصابها فبصت لسامي وقالت: أولًا أنا مقللتش منك ولا يمكن أعمل كدا، ثانيًا بما إنك قررت تحكي اللي حصل يبقى تقول كل حاجة من غير ما ينقص حرف، الحرف الواحد بيفرق وأنت مش محتاج إني أقولك دا.


روضه عايزة تلطف الجو فقالت: تعالى بس اتعشى معانا الأول يا حبيبي وبعدين ابقوا كملوا كلامكم وأنتم بتشربوا القهوة.

التميمي: ايوا روضه عندها حق.


وفعلًا قعدوا يتعشوا كلهم تحت جو مليئ بالمشاحنات، وبعد ما انتهوا قعدوا في الصالون وبيشربوا قهوة، فالتميمي قال: ها بقى مالكم يا ولاد إية اللي حصل بينكم؟!

سامي حكاله اللي حصل فالتميمي قال بهدوء: بص يا سامي يا ابني أنت غلطت من الأول عشان طريقتك في الكلام بيندرج تحتها كلام أنا قبل نورا مقبلهوش لكن عشان أنا عارف إنك ابن أصول مش هتكلم، والغلط التاني إنك كنت متعمد تهين شادي بكلامك دا، وأنا نفسي لو مكان نورا كان هيكون أقل رد فعلي مني زي ما هي عملت.

ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ

 

سامي بإستغراب: أنت بتقول إية يا عمي؟!!!

التميمي: اسمعني يا سامي أنت لو مكانها وشوفت حد بيكلم شخص عزيز عليك وحتى لو متعرفهوش هتتصرف بغريزتك الإنسانية اتمني تكون فهمتني يا ابني وبعدين صدقني نورا أكيد مكنتشي تقصد المعنى اللي وصلك، ومتنساش إن كرامتك من كرامتها ونورا أكتر واحدة بتحافظ على كرامتك لأنك خطيبها.

روضة: ربنا يهدي سركم يا حبيبي وبعدين أنت ونورا بتحبوا بعض متخلوش الشيطان يدخل ما بينكم.

سامي: أكيد يا طنط ونورا في عيوني والله.

التميمي: دا العشم بردو يا ابني.


بعد مرور بعض من الوقت كانت السهرة انتهت وسامي خارج ونورا كانت بتوصله فوقف وقالها بحب: نورا بتمنى متزعليش مني أنتي عارفة إني بحبك وبغير عليكي اووي ودا من حقي احنا هنتجوز قريب.

نورا ابتسمت وقالت: مش زعلانة يا سامي لكن بلاش الغيرة تزيد لأنها هتاخد منحدر تاني هيهدم علاقتنا، وأنت عارف كويس اووي إني بحافظ على الحدود ما بيني وبين أي حد ودا عشاني أنا قبل ما يكون عشان حد.

سامي مسك إيدها وطبع قبلة على كف إيدها وقال: تسمحيلي بسهرة بكرا سوا؟

نورا: سهرة ازاي؟!

سامي بإبتسامة: هنعشى سوا في مطعم هادي على البحر زي ما بتحبي، هعدي عليكي بكرا الساعة ٨ بليل متنسيش.

نورا ابتسمت وقالت: حاضر هستناك.






تاني يوم الصبح نورا راحت شغلها وأدته على أكمل وجه، بليل جهزت عشان هتخرج مع سامي، وبالفعل وصل وهي كانت لبست فستان بيج طويل لحد بعد الركبة بشوية لكن عصقت شعرها ديل حصان وخرجت لقته واقف ساند على العربية وأول ما شافها ابتسم وحصله ذهول من جمالها ورقتها، اتقدم منها ومسك إيدها وطبع عليها قبلة وقال: إية الجمال دا كله يا نورا.

نورا اتحرجت وقالت: شكرًا.

سامي: في واحدة تقول لخطيبها كدا؟!

نورا: أنت عارف إني ملييش في الكلام الرومانسي والجو دا فمتحرجنيش.

سامي ضحك وقال: طب خلاص مع الوقت هيجي لوحده.

نورا: طب يلا نمشي عشان نرجع بدري شوية عشان عندي اجتماع مهم بكرا.

سامي: ممكن تنسي الشغل شوية يا نورا وتركزي معايا.

نورا حست إنها دايقته فقالت: عندك حق دا مش وقته.


فتحلها باب العربية وهي قعدت وهو أتحرك ووصلوا للمطعم وكان حاجز ليهم ترابيزة بتطل على البحر زي ما هي بتحب وطلب أكل ومشروبات وقضوا وقت لطيف مع بعض، وصلوا قدام باب الفيلا بتاعة نورا ومسك إيدها وقال: بشكرك على الوقت الجميل اللي قضيته معاكي يا نورا.

نورا ابتسمت وقالت: الشكر ليك أنت يا سامي، أنت اللي مخطط لكل حاجة.

سامي طبع قبله على إيدها وقال: كل حاجة كملت بوجودك يا حبيبتي.

نورا ابتسمت وقالت: تصبح على خير يا سامي.

سامي: وأنتي من أهلي يا نورا.


تاني يوم الصبح نورا جهزت وراحت المقر وكان لسه سامي موصلشي، فاتصلت بيه وقالت: الو يا سامي أنت فين؟

سامي بإبتسامة: إية وحشتك يا حبيبتي؟

نورا ابتسمت وقالت: مش هتبطل حركاتك دي ابدًا؟!

سامي ضحك وقال: مقدرشي أبطلها طول ما أنا معاكي.

نورا ضحكت وقالت: طب يلا عشان أنت كدا هتتأخر على الإجتماع.

سامي: حاضر يا حبيبتي عشر دقايق بالظبط وأكون عندك.

نورا: تمام، خلي بالك من نفسك سلام.

سامي: متقلقيش عليا يا حبيبتي، يلا سلام.


قفل معاها وشادي وقف جنب نورا وقال: وصل ولا لسه؟

نورا: بيقول قدامه عشر دقايق بالظبط.

شادي: طب تمام، يلا ندخل نستناه جوا.

نورا: تمام يلا.

بعد عشر دقايق نورا كانت بتدور على شنطتها ملقتهاش افتكرت إنها نسيتها في العربية بتاعتها، فشادي لما شافها كدا قال: مالك حيرانة كدا ليه؟

نورا: نسيت شنطتي في العربية، هخرج اجيبها وأرجع مش هتأخر.

شادي: تمام.

نورا خرجت عشان تجيب الشنطة وبتحاول ترن على سامي تاني تشوفه وصل ولا لسه، وهي خارجة شافته نازل من عربيته وبيبتسملها فهي ابتسمت، وهما الإتنين بيقربوا من بعض وفجأة شادي انضرب بالرصاص قدام عينها، وفجأة قميصه بقى عبارة عن دم، وهي لسه مصدومة وفجأة العساكر قربت منه ونورا صرخت وجريت عليه وفضلت تهز فيه وتقول بعياط: سامي قوم لو سمحت، أنت كويس.

سامي بصلها بتعب وحط إيده على خدها وهو بيقول: أنا آسف يا حبيبتي إني هسيبك، أنا بحبك اووي.

وفجأة إيده نزلت من على خدها وعيونه غمضت، فنورا فضلت تعيط بصمت وشادي ظهر من وراها وحاوطها من أكتافها وقومها وقال: قومي يا نورا.

نورا عيطت وقالت: سامي يا شادي.

شادي كان حزين اووي على نورا عشان أول مرة يشوفها كدا فقال بحزن: ربنا يرحمه، أنا أسف.

نورا بدأت تفقد توازنها وآخر كلمة قالتها قبل ما تقعد بين إيدين شادي: سامي.

ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ 

شادي شالها بين إيديه وحطها في العربية بتاعته وأتحرك بيها للمستشفى وحطها على الترولي والممرضين دخلوها أوضة الكشف والدكتور كشف عليها وبعد فترة قال لشادي: عندها صدمة عصبية للآسف.

شادي بخوف: طب حضرتك شوف اللازم واعمله، وعرفني المطلوب مننا المهم نورا تكون كويسة.

الدكتور: هي محتاجة راحة الفترة دي، وتبعد عن أي ضغط عشان ميحصلشي مضاعفات.

شادي: حاضر بس هي تقدر تخرج امتى؟

الدكتور: من النهاردة لو حابب بس الأفضل إنها تفضل الليلة دي هنا.

شادي فكر شوية وبعدين قال: ممكن تعطيها حقنة مهدئة تنيمها النهاردة بس.

الدكتور: تمام متقلقشي.

شادي لقى اتصال من التميمي فرد عليه وبلغه اسم المستشفى ووصل هو وروضة، والتميمي أول ما شاف شادي اللي كان عمال يتحرك في الممر قدام أوضة نورا، قرب منه وقال بخوف ولهفة: بنتي فين يا شادي؟

شادي: أهدى يا حضرة العقيد، نورا بخير هي جوا في الغرفة دي.

روضة جريت بلهفة وأول ما شافت بنتها نايمة لا حول لها ولا قوة دموعها نزلت وقربت منها ومسكت إيدها وباستها وقالت: ماما هنا يا حبيبتي فوقي بقى.

شادي بهدوء: مش هتفوق الليلة دي يا مدام روضة.

روضة بخوف: ليه بنتي فيها إية؟

شادي: الدكتور قال إنها عندها صدمة عصبية، فأنا خليته يعطيها مهدأ هيخليها تنام الليلة دي بس عشان لو فاقت هتنهار أكتر ودا ممكن يأثر عليها.

التميمي: خير ما عملت يا ابني.

فضلوا كلهم جنبها الليلة دي، وشادي خرج جاب أكل خفيف وعصائر للتميمي وروضة وقال: يلا يا مدام روضة اتفضلي كلي حاجة خفيفة كدا، وحضرتك كمان يا حضرة العقيد.

روضة: شكرًا يا ابني ملييش نفس.

شادي: مينفعشي يا مدام روضة، حضرتك مأكلتيش حاجة من الصبح وباين على حضرتك التعب.

التميمي: شادي عنده حق يا روضة، كلي حاجة خفيفة عشان العلاج بتاعك.

شادي: يالا اتفضلي حضرتك عشان خاطر نورا لو عرفت هتزعل أكيد وهتتعب أكتر.

روضة بقلة حيلة: حاضر.

وفعلًا أكلت حاجة خفيفة وأخدت العلاج بتاعها وفضلت قاعدة جنب نورا لحد ما نامت غصب عنها والتميمي وشادي راحوا عشان يحضروا جنازة سامي ويخلصوا الإجراءات، وشادي رجع المستشفي تاني هو والتميمي وفضل قاعد برا حزين على نورا وسند راسه على الحيطة.

في صباح يوم جديد، لا ندرى ما الذي يحمله بين طياته، وما الذي تحمله قلوب الأحبه، وكيف ستواجه ألم الفقد، وكيف تدرك الأفئدة تلك النيران التي تصيبها إثر الفقد والفراق.

نورا بدأت ترمش وبتحاول تستوعب هي فين، وحست بحد ماسك إيدها فبدأت تحرك رقبتها فلقت مامتها ساندة راسها على السرير جنبها وماسكة إيدها وكإنها خايفة تضيع منها.


قالت بصوت بتجاهد إنه يخرج: ماما، أنا فين؟

روضة سمعت صوتها وحست بحركتها فرفعت راسها وأول ما شافتها مفتحة عيونها قالت بلهفة: نورا حبيبتي، أخيرًا صحيتي يا حبيبتي، كدا توجعي قلبي عليكي.

نورا قالت وكإنها مغيبة عن الواقع: هو إية اللي حصل؟! وأنا هنا بعمل إية؟

روضة بصتلها بإستغراب وقالت: أنتي مش فاكرة حاجة يا حبيبتي.

روضة ضغطت على الزر اللي جنبها عشان الممرضة تيجي، فلما شادي والتميمي شافوا الممرضة جاية بسرعة فخافوا ليكون في حاجة فدخلوا معاها لقوا نورا صاحية، فروضة قالت للممرضة: شوفي بنتي مالها.







فنورا لما شافت شادي افتكرت ووقتها قالت بعياط: سامي يا شادي.

فشادي قرب من السرير وقال بحزن: ربنا يرحمه يا نورا، هو في مكان أفضل دلوقتي.

نورا حطت إيدها على عيونها وفضلت تعيط وقالت: سيبوني لوحدي لو سمحتم.

روضة بعياط على عياط بنتها: لا مش هقدر أسيبك لوحدك يا حبيبتي.

نورا: أرجوكم سيبوني لوحدي.

الممرضة بهدوء: من فضلكم الأفضل تتفضلوا دلوقتي عشان حالتها.

شادي بهدوء: الممرضة عندها حق، نورا محتاجة تقعد مع نفسها.

خرجوا وتركوها لوحدها، فضلت تبكي بحرقة، وقلبها حزين، مش قادرة تنسى المشهد الفظيع، لسه بيعيد نفسه وكإنه شريط.


بعد ما نسج الليل خيوطه الأولى دخل شادي عليها وكان ضهرها ليه، فقعد على الكرسي اللي جنبها واتنهد وقال: نورا.


مستجبتشي ليه رغم إنها صاحية، فهو اتكلم تاني بهدوء وقال: عارف إنك صاحية وسمعاني، نورا أنا عارف إنك بتمري بمرحلة صعبة ومقدر مشاعرك وإحساسك لكن لازم تقومي وتقفي على رجلك لو مش عشانك يبقى عشان أهلك يا نورا.


نورا لسه على وضعها ومفيش إستجابة منها فيئس وخرج وهو منكوس الرأس لإنه مقدرشي يساعد صديقته.


مر حوالي شهر كانت نورا خرجت من المستشفى لكن حياتها وقفت من يومها، أخدت أجازة من شغلها اللي بتعشقه، وفضلت حابيسة أربع حيطان، تركت نفسها لليئس والحزن واللوم ياكل في قلبها وحياتها.


روضة كانت زعلانة على حالة بنتها الوحيدة، والتميمي كان باين عليه الحزن وكان كل تركيزه مع بنته لكن مش عارف يخرجها من اللي هي فيه إزاي.


قرر شادي يزورها ويعمل محاولة كمان معاها وقرر بينه وبين نفسه إنه المرة دي مش هيسيبها غير لما ترجع نورا القوية الشامخة تاني.

ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ

وصل الفيلا وروضة والتميمي إستقبلوه بترحاب وعارفين إنه أملهم الأخير، استأذنهم إنه يدخلها فروضة دخلت قبله وقالتلها إنه موجود وعايز يشوفها فهي مردتشي فهو دخل، كانت واقفة بتبص من شباك أوضتها فهو قرب منها ووقف وراها بمسافة صغيرة.

شادي: هتفضلي كدا كتير موقفة حياتك ومستسلمة للحالة اللي أنتي فيها دي؟!

مفيش أي رد منها فكمل وهو متنرفز وقال: أنتي عاجبك حالتك دي؟! طب عاجبك حالة أهلك وحزنهم عليكي؟ 

نورا: لو سمحت يا شادي ممكن تسيبني لوحدي، أنا مش عايزة اسمع حاجة.

شادي بعصبية وصوت عالي: مش هسيبك، وهتسمعي كلامي غصب عنك مش بمزاجك.

نورا بعصبية: قولتلك مش عايزة اسمع حاجة.


شادي حس إن نورا المتمردة بدأت تظهر فدا شجعه يكمل عشان يوصل لهدفه، فبص في عيونها فترة وبعدين قال: أنتي بقيتي إنسانة فاشلة يا نورا، باستسلامك ليئسك دا هتمحي اسمك وهتمحي أثرك وهتكوني مجرد ذكرى ويمكن محدش يفتكرك كمان، عاجبك بجد اللي أنتي فيه دا؟! طب وأهلك ذنبهم إية من كل دا، ليه تعذبيهم معاكي؟!


أخد باله إنها بدأت تضم إيدها بقوة وكإنها بتستعد إنها تلكمه، فبص لروضة وشاولها بإيده إنها تبعد شوية، فروضة عملت زي ما هو قال، وشادي كمل وهو بيقول: قولتلك قبل كدا احنا كلنا مقدرين مشاعرك وكلنا حُزنا على سامي لكن مينفعشي نوقف حياتنا بالشكل دا ونحبس نفسنا بين أربع حيطان ونأذي الناس اللي حوالينا.


نورا بصوت عالي: قولتلك كفاية، أنت مش حاسس بحاجة، أمشي من هنا.

شادي بعصبية وصوت أعلى منها: وأنا قولتلك مش همشي غير لما أقول كل الكلام اللي أنا عايز أقوله، أنتي مش نورا بتاعة زمان اللي الكل بيعملها حساب، أنتي بقيتي ولا حاجة أنتي فاهمة، ولا حاجة مجرد إنسانة فاشلة موقفة حياتها وحياة الناس اللي حواليها، أنتي ضعيفة يا نورا، عارفة يعني إية ضعيفة.


نورا مبقتشي قادرة تستحمل وكإنها فعلًا شافت نفسها من خلاله وفجأة صرخت وهي بتلكمه بقوة وبتقول: أنا مش ضعيفة ولا فاشلة أنت سامع.

شادي أتحرك كام خطوة لورا بسبب لكمتها ليه، فروضه صرخت وقربت منه وقالت بخوف: شادي يا ابني حصلك حاجة؟!

بصت لقت شفايفه من الجنب كدا انجرحت وفيها دم، فبصت لنورا بزعل وقالت: إية اللي أنتي عملتيه دا؟!

شادي حط إيده على شفايفه ومسح الدم وهو بيقول: متقلقيش يا طنط أنا كويس.


وبعدين بص لنورا اللي لما شافته كدا بدأت تلين وهو حس بكدا، فقرب منها وقال ببعض اللين: نورا فوقي، كلنا هنا محتاجينك، بلاش تخسري نفسك وتخسري اللي حواليكي، الحزن بيسكن القلب لكن مينفعشي يسكن دنيتنا كلها، الغفلة اللي أنتي فيها دي هتخليكي مش قادرة تحسي بخسارة الناس اللي حواليكي غير بعد فوات الأوان ووقتها هتكوني وحيدة، الحزن والندم بياكلوا فيكي، وصدقيني اجتماعهم هو الناهية لكل حاجة وليكي صدقيني.


نورا لأول مرة بعد شهر وزيادة تحرر دموعها، عيطت بحرقة وشادي كان حزين عشانها فبص لروضة فقربت منها وضمتها لصدرها بعاطفة الأمومة، وصوت عياطها بيزيد أكتر وكإنها كانت محتاجة لكلام شادي ووجوده، كانت محتاجة للحضن دا.


قبل ما شادي يخرج من الأوضة بصلها وهي بصتله وقالها: أنا عايزك معايا يا نورا، لازم نكمل المشوار سوا، ونحقق اللي حلمنا بيه، أنا في انتظارك بس اتمنى متطوليش، وصدقيني وقت ما تحتاجيني أنتي عارفة إنك هتلاقيني في ضهرك طول الوقت.


تاني يوم الصبح في المقر كان شادي قاعد مع باقي زمايله بيتكلموا في الشغل وفجأة الباب اتفتح ونورا طلت بهيبتها وشموخها المعتاد وكإنها بتنفي عن نفسها كل اللي مرت بيه الفترة اللي فاتت.

نورا: أظن كدا إن الإجتماع دا ناقصني أنا، مش كدا يا حضرة الملازم شادي؟!

ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ

شادي كان مصدوم ومش مصدق إن أخيرًا نورا رجع تاني، وكان كل ملامحه بتعبر عن سعادته وصوته اللي كل فرحة متتوصفشي وهو بيقرب منها وبيمد إيده ليها عشان يصافحها وهو بيقول: أخيرًا يا حضرة الملازم أول نورا التميمي.

نورا بإبتسامة وصوت منخفض: أخيرًا يا أوفى صديق.

شادي بنفس درجة صوتها: في ضهرك طول العمر.


كل زمايلها قاموا سلموا عليها وعبروا عن سعادتهم برجوعها تاني إلا شخص واحد بس وهي رحمة المليجي، أكتر واحدة على الكرة الأرضية بتكره نورا، دايمًا شايفاها إنها أفضل منها في كل حاجة حتى حب الناس ليها، فبدأ الكرة والحقد تجاه نورا يكبر في قلبها مع الوقت وبالذات لما نورا بدأت تترقى في شغلها بسبب كفائتها وإنجازها للمهام الصعبة، واللي زود الكره دا إنها بتحب سامي لكن هو فضل عليها نورا ودا خلاها تتمنى لنورا الموت بأبشع الطرق عشان تشفي غليلها منها، ظننًا منها إن دا هيريحها.






نورا رغم إنها حاسة بكرهها ليها إلا أنها عمرها ما غيرت معاملتها الطيبة معاها؛ ودا لإنها بتتعامل بأصلها الكريم.

كانت راجعة الفيلا فركبت عربيتها ولسه هتلبس جزام الأمان لقت شادي بيركب العربية وقعد جنبها فابتسمت وقالت: إية نسيت تقولي حاجة ولا إية؟!


شادي مسك إيدها بدون أي مقدمات وضغط عليها برفق وقال: أنا فرحان اووي إنك أخيرًا رجعتي ومش هتسبيني لوحدي.

نورا ابتسمت وقالت: مقدرشي اسيبك يا شادي، احنا وعدنا بعض نكمل المشوار سوا ونحقق إنجازاتنا سوا، فمكنشي ينفع اسيبك دلوقتي، وبعدين المفروض أنا اللي أشكرك لأن لولاك جنبي وكلامك ليا مكنتش هبقى موجودة معاك دلوقتي.


شادي ابتسم بحب وهي أخدت بالها من الجرح اللي سببتهوله، فحطت صوابعها عليه وهو اتفاجأ من حركتها فهي قالت بحزن: أنا أسفة يا شادي.

شادي: ولا يهمك كلي فداكي، وأحلى حاجة إنك سبتي علامة فيا ولو لمدة صغيرة.

نورا ابتسمت وقالت: شاطر اووي في الكلام الحلو.

شادي: احنا موجودين في الخدمة دايمًا، ويلا بقى عشان جعان وزمان طنط روضه حبيبتي عملتلي أكل حلو.


نورا ضحكت وقالت: دا احنا لو لقينك على باب جامع مش هتاخد علينا كدا.

شادي: براحتي.

ضحكت واتحركت بالعربية ووصلت الفيلا وقضوا وقت حلو سوا.


فات شهور على رجوع نورا لشغلها وفي الشهور دي كانت بتجمع معلومات عن حادثة سامي، وقدرت توصل للخيط الرفيع واللي هو تاني واحد يأمر بإختلال سامي وهو " إيفان إيفانوفيتش "


أما بقى الراس الكبيرة وأكبر تاجر وتهريب سلاح بدون عملية فشل واحدة في تاريخه المهني رغم صغر سنه، وهو " قاسم المغربي " صاحب الثالثة والثلاثون عامًا، أوسم رجل بملامح شرقية رجولية، ذات الجسم الرياضي المنسق، عايش في ألمانيا أكتر من ١٠ سنة.

ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ 

نورا جمعت أكبر كمية من المعلومات عن "إيفان إيفانوفيتش" 

وعرفت إنه مش شريك "قاسم المغربي" زي ما الكل فاهم بالعكس إيفان يعتبر من ضمن العرائس اللي بتتحرك بأمر من "قاسم المغربي" اللي محدش يقدر يقف قصاده.


في يوم كان في اجتماع مهم في المقر لمناقشة عملية مهمة وسرية جدًا، ونورا كانت من ضمن المرشحين، وطبعًا شادي كان من ضمن المرشحين وزميل لهم اسمه "توفيق صبري".

القائد بتاعهم: في عملية مهمة جدًا وسرية في نفس الوقت، وأنا اخترتكم أنتم التلاتة لإنكم أكفأ الظباط عندنا، وطبعًا مش محتاجين أقولكم إن بقدر سريتها، خطورتها ومش أي حد يقدر يقوم بيها.

كلهم بصوا لبعض فتوفيق اتكلم وقال: وإية هي المهمة دي يا فندم؟!

القائد: الحصول على الرأس العليا في مافيا السلاح وترحيله من ألمانيا لمصر، وفشل العملية اللي هيقوم بيها بأي تمن.

شادي: ومن دا يا فندم، اوعى يكون اللي في دماغي؟!

القائد: بالظبط كدا هو " قاسم المغربي " الملقب بالأسد.


توفيق وقف وقال: بس دي يا فندم مش مهمة خطيرة دي مستحيلة، دا الأسد اللي قدر يكشف لحد دلوقتي خمس ظباط رغم السرية التامة ورجع كل واحد فيهم بعاهه.

القائد: وعشان كدا أنا قولت إنها صعبة لكن مش مستحيلة، الأسد لازم يتمسك؛ لإنه خلال شهور عديدة هيقوم بأكبر عملية تهريب سلاح هتسبب في دمار شامل لو تمت ووصلت للمكان المتجه ليها.

توفيق: لو سمحت يا فندم أعفيني أنا عن المهمة دي، وبعدين أنا لسه راجع من مهمتي.

القائد: يعني إية أعفيك، احنا هنهزر يا توفيق، أنا هنا اللي بصدر الأوامر وأشوف مين الأكفأ ومين لا.


الكل سكت ونورا كانت بتفكر في حاجة وشادي بصلها وكان خايف لتتهور لإنه عارف إنها مش هتقبل بيها غير لهدف في دماغها وهو الوصول "لإيفان إيفانوفيتش"، فعشان يخليها تتجنب اللي في دماغها دا قرر إنه يقبل هو بالمهمة عشان يحافظ عليها.

شادي: حضرة القائد أنا.......

وقبل ما يكمل كلامه نورا لحقته في الكلام وقالت: أنا اللي هقوم بالمهمة دي.


شادي بصلها بصدمة ولسه هيتكلم هي ضغطت على دراعه وقالت للقائد: أنا جاهزة وعلى أتم الاستعداد يا فندم.


القائد بصلهم وقال: بس أنا مكنتش عامل حسابك إنك تقومي بيها بنفسك يا حضرة الملازم أول، أنا كنت هحطك هنا عشان تمدي زميلك اللي هيقوم بالمهمة دي بالمعلومات اللي هيحتاجها لكن مكنتش هجازف بيكي.

نورا وقفت وقالت: حضرتك قبل ما تتكلم قولت إنك اختارتنا هنا بناءًا على الكفاءة وأعتقد إنك متأكد إني أكفأ واحدة للمهمة دي.

القائد بإنتباه لكلامها: تقصدي إية؟!

نورا: أقصد إن نسبة كبيرة في فشل المهمة كل مرة إنكم بترسلوا ظابط للأسد، وبتشككوا في ذكائة، من خلال جمعي لمعلومات عنه قدرت أعرف إنه ذكي جدًا وإن أكتر تعاملاته مع الرجال، فدي نقطة في صالحه لإنه عارف كل رجالته ولو حد غريب دخل بينهم بيثير إنتباهه وشكه وبيبدأ يعمل تحريات عنه.

القائد: طب وإية المميز فيكي؟! أنتي لسه قايله إنه ذكي.

نورا: المميز إن المرة دي هنخالف توقعاته، هو متوقع بعد آخر ظابط كشفه إننا هنرجع نرسل له ظابط جديد، فلما ميحصلشي دا هيكون مركز ومنتبه لكل الرجالة فدا تشتيت ليه، وفي الوقت دا يجي دوري أنا وإزاي هعرف اتسلل لداخل حياته.

شادي وقف وقال بإعتراض: لا يا فندم مينفعشي نجازف بنورا، الأسد مبيرحمشي حد، ومش هيفرق معاه راجل ولا ست، نورا مينفعشي للمهمة دي، وأنا اللي هقوم بيها وهي تساعدني من هنا بالمعلومات الكافية.

نورا بثقة: فكر كويس يا فندم، مينفعشي كل مرة نسير على نفس النهج؛ لأننا كدا مكشوفين للعدو فبنكون صيدة سهلة للأسد، وإننا نخالف توقعات العدو مش مجازفة دا نجاح في حد ذاته.

أتحركت وقالت بثقة لا تليق إلا بها: حضرتك فكر كويس وأنا موجودة مستنية قرار حضرتك، بعد إذنك.

ــــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ 

وخرجت برا القاعة وشادي جري وراها ومسكها من دراعها جامد وشدها ليه وقال بغضب: أنتي إزاي تعرضي على القائد إنك تقومي بالمهمة دي؟

نورا حررت دراعها منه وقالت: عشان أنا عايزة أعمل كدا، وأنت سمعت كل حاجة قولتها فمفيش داعي تسألني تاني.

شادي: أنتي عارفة حجم وخطورة المهمة دي يا نورا، دا الأسد يعني مش أي حد.

نورا: دا بشر يا شادي، وزي ما بيكون ليه نقاط قوة فبيكون ليه نقاط ضعف تقدر تهد قوته دي في لحظة، وشغلي بقى إني أعرف نقاط الضعف دي عشان أبدأ العب عليها.

شادي: أنا مش هقدر أشوفك بترمي نفسك في الجحيم وأقف ساكت، أرجوكِ يا نورا بلاش، أنتي فاكرة إنك هتقدري تحرقيه لكن صدقيني هتتلسعي من ناره اللي أنتي أشعلتيها فيه.

نورا سكتت شوية وبعدين قالت بهدوء: المهم إني أشعلها يا شادي.

شادي: بلاش تخلي إنتقامك يهد حياتك كلها، في طرق كتيرة توصلي بيها للي أنتي عايزاه إلا إنك تختاري غابة الأسد.

نورا: شادي اسمعني كويس، أنا كدا كدا طريقي كله غابة، مش هتفرق إذا كانت غابة الأسد ولا النمر كلها غابة وطريقها مش سهل، سيبها على الله.


مشيت وسابته واقف مش عارف يعمل إية، مش هيقدر يشوفها كدا، مش هيقدر يتحمل خسارتها، بس في نفس الوقت مش عارف يتصرف معاها إزاي، نورا لو حطت حاجة في دماغها لازم تنفذها مهما كان التمن، هو عمره ما شكك في ذكائها لكن المرة دي ذكائها هيأذيها.






رجعت البيت وشادي قرر يتكلم مع التميمي عشان يمنعها من إنها تأذي نفسها، وفعلًا وصل الفيلا وقابل التميمي وطلب منه يقعد معاه شوية، لكن نورا شافته وجريت عليه وقالت بهمس: شادي لو قولت حاجة صدقني هيكون آخر يوم بيني وبينك.

شادي بصلها بصدمة فالتميمي أخد باله فقال: مالكم يا ولاد أنتم كويسين؟!

نورا: ايوا يا بابا متقلقشي، بعد إذنك هاخد شادي منك خمس دقايق بس.

التميمي: بس شادي قال إنه عايزني في حاجة ضرورية، صح يا شادي؟

شادي: لا مش مهمة اووي هبقى أحكي لحضرتك مرة تانية.

نورا مسكته وأخدته وراها وخرجوا قعدوا في الجنينة وقالت: شادي أرجوك بلاش بابا وماما يعرفوا، أنا هعمل اللي في دماغي مهما حصل بس مش عايزة أخليهم قلقانين عليا، أنا محتاجة أحط كل تركيزي في المهمة دي، لو حابب تساعدني بجد تخلي الموضوع سري بينا.

شادي: التميمي بيه هيعرف كدا كدا ووقتها هيكون موقفك صعب.

نورا: العمليات دي مش تحت قيادة بابا، وبتتميز بالسرية فأكيد مش هيعرف، ولما يعرف هكون خلاص نفذت مهمتي ووقتها هنشوف حل، وماما مش عايزاها تعرف حاجة دا هي نفسها أوقف شغلي دا أصلًا.


شادي فضل الصمت فهي مسكت دراعه وقالت: شادي أنت صديقي وأقرب حد ليا بلاش تخذلني، محتاجاك جنبي.

شادي: أنا لو وافقت على اللي في دماغك دا هكون بخذلك فعلًا يا نورا، أنتي ليه مش قادرة تفهمي؟ أنا معنديش إستعداد أخسرك، ومستعد أنا أقبل بالمهمة دي بدلًا عنك.

نورا: وأنا مش مستعدة أخسرك يا شادي، الأسد هيكشفك، وأنا مستحيل أخليك تقبل بالمغامرة دي عشاني يا شادي، أنت مش عارف أنت بالنسبالي إية.

شادي بعصبية: وأنا مش هسمحلك باللي في دماغك دا وأنا اللي هقوم بالمهمة دي يا نورا.

نورا بعصبية شبيه ليه: وأنا مش هسمحلك تاخدها مني، وأنا متأكدة إن القائد هيختارني ولو مختارنيش فأنا هعمل اللي في دماغي بردو بس بطريقتي الخاصة، ودا آخر كلام بينا.

ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ 

مشيت وسابته لوحده، وشادي كان على آخره منها، هو بيحبها اووي ومش عايزاها تأذي نفسها تحت مسمى الإنتقام.


تاني يوم في المكتب كلهم قاعدين والقائد قام وقف وقال: أنا درست الموضوع كويس وشوفت إن فعلًا أكفأ حد للمهمة دي هي حضرة الملازم أول نورا.


نورا فرحت إنه اختارها بس مفيش أي ريأكشن على ملامحها، وشادي وقف وقال: يا فندم نورا مش هتنفع للمهمة دي.

نورا: أعتقد القائد عنده نظرة أفضل مننا يا حضرة الملازم.

القائد: أنا درست الموضوع يا شادي واقتنعت بكلام نورا، وهي اللي هتقوم بالمهمة دي وانتم هتابعوها من هنا وتمدوها بأي مساعدات.


وبعدين بص لنورا وقال: أنا واثق إنك هتنجحي، وعارف إن الثقة اللي في كلامك دي مش اعتباطًا، أنتي ملفك يشهدلك بكدا، بالتوفيق يا حضرة الملازم أول.


نورا: شكرًا لثقتك يا فندم، وأنا بإذن الله في محلها.

القائد مشي خطوتين وبعدين وقف واتلفت ليها وقال: طيارتك لإلمانيا بكرا الساعة ٦ صباحًا، واحنا اتكفلنا بكل حاجة وبليل هيوصلك كل الأوراق والمستندات اللي تثبت إنك بقيتي من النهاردة الطالبة الجامعية صاحبة المنحة الدراسية.

كمل كلامه وهو بيقول: رهف الشامي.........

ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ 


                  الفصل الثاني من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×