رواية نصيبي في الحب الفصل التاسع 9 بقلم بتول عبدالرحمن


 رواية نصيبي في الحب الفصل التاسع 9 بقلم بتول عبدالرحمن


بارت 9


أخد نفس عميق وبعد لحظة صمت قال بصوت هادي لكنه مشحون " الوضع مش بالسوء اللي ممكن تتخيليه، بس مش مستقر يعني، الشركات اللي كنا متعاقدين معاهم بدأت تنسحب واحدة ورا التانية وبدون أي سبب واضح، دي المشكله "

نور كانت بتسمعه بتركيز، فكرت شويه وقالت "أكيد في سبب، الشركات مبتلعبش كده وخلاص، خصوصًا لو كان بينكم تعاملات كويسة قبل كده."

يوسف هز راسه وقال بجديه " ما انا عارف أن اكيد في سبب لكن مش قادر احدده بالظبط، والمشكلة إن معظمهم بيتجهوا لشركة معينه "

نور رفعت حاجبها وقالت بتفكير " يعني فسخوا عقودهم معاكم علشان شركه تانيه ؟ صح كده ؟!"

يوسف شدد حواجبه وقال "بالظبط، وكأن في حد بيشتغل من تحت لتحت علشان يوقعنا لصالحهم، اكيد في خاين في الشركه بيوصل معلومات "

نور بصّتله بجدية وقالت "إنت متأكد إن في حد بيخونك جوه الشركة؟"

يوسف اتنهد وقال بحزم "أيوه حاسس بده، ومتأكد إن فيه حد من جوه بيسرب معلومات أو بيلعب من ورايا، بس المشكلة إني مش قادر أحدد مين بالضبط."

نور فكرت للحظة قبل ما تقول "طب وإنت بتفكر ازاي حاليا ؟"

يوسف قال بحدة واضحة في صوته "بفكر أغير كل الموظفين دفعة واحدة، أجيب ناس أنا واثق فيهم، وبكده أقطع الشك باليقين."

نور رفعت حاجبها بدهشة وقالت بسرعة "إيه! تغيّر كل الموظفين مرة واحدة؟ يوسف ده مش حل، ده ممكن يدمّر الشركة بدل ما ينقذها!"

يوسف زفر بضيق وقال " عارف بس كانت مجرد فكره غبيه مني، بس عايز اكشف الخاين في اسرع وقت "

نور شبكت إيديها قدامها وبصّت ليوسف بتركيز وهي بتقول "طب إنت فكرت إن ممكن أصلاً ما يكونش فيه خاين من الكبار؟ يعني مش شرط يكون حد من المديرين الكبار هو اللي بيسرب المعلومات." 

يوسف عقد حواجبه وقال "أمال مين؟ محدش عنده صلاحيات زيهم أنه يعرف معلومات عن اي صفقه بنعملها "

نور حركت إيديها وهي بتوضح فكرتها "ممكن يكون حد من الموظفين العاديين، حد ليه صلاحية يدخل مكاتب الإدارة أو حتى ينضفها، حد بيشتغل في الخلفية محدش بياخد باله منه، ولو كده يبقى مش بيبيع المعلومات مباشرة، ممكن يكون زرع أجهزة تسجيل صوتي صغيرة أو حتى كاميرات مراقبة في المكاتب، وده اللي بيخلي أي حد يقدر يعرف اجتماعاتكم وقراراتكم قبل ما تتحركوا."






" فكرت جديا في كده، بس انا واثق أنه مش حد من الموظفين، ولا حتى حد من الاداره الماليه، راجعت امبارح كل حاجه بنفسي واتأكدت، وخلال يومين هكشف الخاين بنفسي"

نور سألته وهي مركزة مع كلامه "طب الشركات كلها انسحبت؟ ولا لسه في حد متعاقد معاك؟"

يوسف هزّ رأسه وقال "لا، لسه في شركتين ما فسخوش العقود بشكل نهائي، ومعتقدش انهم هيفسخوها، لأنهم هيتعاملوا معايا انا مباشرة "

نور ابتسمت وقالت بحماس "دي فرصة كويسة جدًا! لازم تستغلها بأحسن طريقة ممكنة، وتثبت لهم إن شركتك أقوى مما يفتكروا، ولو قدرت تكسب ثقتهم، مش بس هتحافظ عليهم، ممكن كمان ترجع شركتك زي ما كانت واللي فسخوا يرجعوا يتعاقدوا معاك تاني "

بصلها وقال " ومين اللي قالك اني هرجع اتعاقد معاهم تاني اساسا، هما انسحبوا بمزاجهم اه، بس مش هيرجعوا غير بمزاجي "

نور ضحكت بخفة وقالت "ثقة عالية أوي، بس مش غلط، المهم إنك تفضل ماسك أوراق اللعبة في إيدك."

يوسف ابتسم جانبيا، كان عارف إن كلامها فيه منطق بس برضه عنده كبرياؤه، مش سهل عليه ينسي اللي حصل، خد نفس عميق وقال"أنا مش بلعب، دي شركتي وسمعتي، واللي سابوني وقت الأزمة، مش هرحب بيهم لما أقف على رجلي تاني"

نور هزت راسها بتفهم وقالت بهدوء "مش بقولك ترجعهم، بس خليك دايماً الشخص اللي الخيارات في إيده، مش اللي الظروف بتتحكم فيه."

رد بإيجاز "عندك حق"

وقف وسألها " احنا مش بنوصل ليه ؟ فين المكان اللي قولتي عايزه تجيبي منه حاجتك"

نور ابتسمت وقالت "لا أنا مكنتش عايزه حاجه، بس قلت أخرج معاك شوية علشان أحاول أخفف عنك شوية أو على الأقل نتكلم مع بعض."

يوسف وقف في مكانه وبصلها وقال بنبرة هادية "يعني استدرجتيني عشان تخرجيني من المود اللي أنا فيه؟"

نور ضحكت بخفة وقالت وهي بترفع كتفها بلا مبالاة "ولو فرضنا إن ده حصل، هتزعل؟"

يوسف هز راسه بابتسامة صغيرة، حس إنه رغم كل الضغط اللي عليه نور قدرت تخفف عنه حتى لو بكلمة، وده شيء كان محتاجه أكتر مما هو متخيل

"بالعكس، شكراً." قالها بصوت هادي لكنه صادق

بصتله وقالت بهدوء "عارفة إنك مش بتحب تشارك مشاكلك مع حد، بس أوقات لما تطلع اللي جواك حتى لو مجرد كلام، بيكون أخف على قلبك."

يوسف أخد نفس عميق وهو بيبص قدامه، كان عارف إنها عندها حق بس هو مش متعود يشارك حد همومه بسهولة ولا حتى يقول لحد خططه، بس معرفش ازاي وقع بلسانه قدامها، أخد خطوة لقدام وقال"يلا نرجع؟"

نور ابتسمت وهزت راسها بالإيجاب، ومشيوا جنب بعض، الجو كان هادي بينهم والصمت سيطر عليهم للحظات قطعته لما سألته بترقب "اختفيت فين بعد الغدا صحيح ؟ اختفيت ومحدش شافك يعني "

يوسف رد بهدوء "كان مشوار خاص."

نور سألت بتعجب "مشوار خاص؟" 

هز راسه فسألته " يعني كنت مع بنت ؟!"

يوسف ضحك ورد بثقة "لا مكنش كده، كان مشوار تاني بعيد عن كل ده"

نور سألت بتساؤل أكبر "يعني مكنتش بتقابل بنت؟ اصلك بتقول مشوار خاص."

يوسف رد بهدوء "لا طبعا مش فاضي للارتباط حاليا، عندي مسؤوليات تانية أهم، وبعدين ايه علاقة المشوار الخاص بالبنات يعني ؟!" 

" هيا معروفه كده، يعني المشوار الخاص بيكون مقترن ببنت انت مرتبط بيها " 

هز راسه بنفي " ملهاش علاقه لاء "

سيطر صمت بسيط بينهم لثواني وبعدين يوسف قرر يطمنها وقال " لما بحس أن الدنيا جايه عليا واني مش عارف افكر في حل مشاكلي متعود اني اتبرع بمبلغ صغير "

نور بصتله بإعجاب وقالت " تحفه، بجد تفكيرك كويس جدا "

يوسف ابتسم وكمل "ده بيساعدني أرتاح شوية، يعني متعود اصلا لما اقع في ازمه اعمل كده "

نور هزت رأسها بإعجاب، كملوا مشيهم في هدوء 

سألها "وأنتِ عاملة إيه؟ الكلية أخبارها إيه معاكِ؟"

نور بصت له وابتسمت بخفة وقالت "الحمد لله، بحاول اذاكر اللي فاتني لأن الميدتيرم قرب، بس طبعا في حاجات كتير مبكونش فاهماها، بس ادم جابلي كل المحاضرات اللي ناقصاني "

يوسف هز راسه بتفهم وقال

" هندسة مش سهلة، بس انتي قدها "

نور ابتسمت وقالت " إن شاء الله خير والسنه دي تعدي على خير "

يوسف ابتسم وهو سامع كلامها، كان واضح إنها بتحب دراستها رغم تعبها، فسألها "بتحبي مجالك بجد ولا دخلتيه وخلاص؟"

نور بصت قدامها للحظات وقالت بصوت فيه صدق "لاء بحبه فعلا يمكن يكون صعب ومتعب، بس كل مرة بخلص حاجة لوحدي أو بفهم حاجة جديدة بحس إني بعمل حاجة ليها قيمة."

يوسف هز راسه وهو سامع كلامها، حس إنها فعلًا شغوفة بمجالها وده خلى عنده فضول يعرف أكتر، بس قبل ما يسألها حاجة تانية رن تليفونه، طلع فونه وبص على الشاشة، كان تيمور اللي بيتصل، رد بسرعة وهو بيقول "خير يا تيمور؟"

قاله بحماس "يوسف، عندي خبر مهم ليك."

يوسف وقف في مكانه وسأله بترقب "إيه الموضوع؟"

" شركه من الشركتين قرروا يكملوا معانا، مش هيتعاقدوا مع الدمنهوري"

يوسف عقد حواجبه وسأل بسرعة "إزاي؟ مش كانوا مترددين في الأول؟"

"أيوه، كانوا، بس قرروا يثبتوا "

يوسف أخد نفس عميق، حس إنه رغم كل اللي حصل، فيه حاجات بتتعدل لصالحه. 

سأل بتركيز "تفاصيل العقد؟ فيه تغييرات؟"

"بنسبة كبيرة نفس الشروط، بس في بعض التفاصيل اللي هنناقشها في اجتماع رسمي بكرة"

يوسف فكر لثواني قبل ما يرد بحزم "تمام، متبلغش حد بالاجتماع ده يا تيمور، عايزه يكون سري، يكفي نسرين وسيف بس" 

قفل معاه ونور سألته "إيه الأخبار؟"

يوسف لف ناحيتها وقال " في شركه قررت تكمل معانا "

نور ابتسمت بسعادة وقالت بحماس

"شايف! كنت لسه بقولك إن الوضع هيتحسن"

يوسف ابتسم بخفة وقال بصوت هادي لكنه واثق "آه، ولسه اللي جاي أحسن."


تاني يوم كان يوسف في شركته وقدامه كل المديرين اللي طلبهم، بص في وشوشهم كلهم وهو متأكد اني في حد فيهم خاين، بدأ يتكلم في أمور عامه وهو مركز في كل واحد منهم، كان شاكك في كذا حد وجمعهم مخصوص علشان يختار اللي شاكك فيهم منهم ويعرفه بطريقته، لكنه قرر يركز على الاجتماع الأول، بعدها لكل حادث حديث.







في القاعة، كان تيمور ونسرين وسيف قاعدين مستنيين، وعلى الطرف التاني كان "زين عابدين" صاحب الشركة اللي قررت تجدد العقد.

بمجرد ما يوسف دخل، وقف زين بابتسامة هادية ومد إيده يسلم عليه 

"يوسف البنا! مكنتش متوقع انك اللي ماسك الشركة دي، بقالنا سنين متقابلناش."

يوسف رمش بعينه للحظة، افتكر الاسم كويس وبعد ثانية رد الابتسامة وقال "زين عابدين، صدفة غريبة فعلاً."

زين قعد على كرسيه وهو بيقول "أنا لما عرفت إنك المسؤول عن الشركة، حسيت إن التجديد معاك هو القرار الصح، عارف إنك شخص يعتمد عليه."

يوسف رفع حاجبه وسأل بجدية "طيب لو كده، ليه كنتوا مترددين في الأول؟"

زين ضحك بخفة وقال "بصراحة، كان في ناس بتحاول تقنعنا إن التعامل مع شركتك بقى مخاطرة، لكن لما دققنا في الأرقام والمشاريع اللي نفذتوها، اكتشفنا إنكم أقوى مما كانوا بيحاولوا يوصلوا."

يوسف اتضايق، كان متأكد إن في حد بيحاول يوقعه فعلاً، لكنه قرر يركز على النقطة الأهم حالياً.

"وأنا شاكر ثقتك، خلينا ندخل في تفاصيل العقد."

بدأ الاجتماع، يوسف كان حاضر بكل تركيزه، بيدرس مش بس الكلام، لكن كمان لغة الجسد، كل حركة، كل نظرة، وكل كلمة. 

كان عايز يفهم أكتر مين اللي بيحاول يوقعه، وإزاي يقدر يقلب الطاولة عليهم ، تيمور بدأ يعرض بنود العقد الجديد، يوسف كان مستمع بتركيز، لكنه كان بيراقب زين كمان، بيحاول يفهم دوافعه أكتر. زين كان بيتكلم بثقة وكأنه متأكد إن الشراكة دي هتكون مربحة للطرفين.


"إحنا مش بس جددنا العقد، إحنا كمان بنفكر نزود حجم التعاون بينا في الفترة الجاية، شركتك تقدر تثبت قوتها في السوق بكل سهوله، مش عايزين نفوت الفرصة."

يوسف اتكأ بضهره على الكرسي وقال بنبرة هادية لكنها مدروسة

" انا عارف كل ده، لكن أنا عايز أفهم أكتر، مين اللي حاول يأثر على قراركم ضدنا؟"

زين بص له للحظة قبل ما يرد

"مش هقدر أقول أسماء، لكن في جهة معينة بتسعى تستحوذ على السوق، وللأسف كانوا بيحاولوا يخلوا الشركات التانية تبعد عنكم بأي طريقة، سواء بترويج إشاعات أو تقديم عروض مغرية جدًا."

يوسف شدد حواجبه وقال "طيب، وإنت ليه قررت ما تمشيش وراهم؟"

زين ابتسم وقال ببساطة "لأن الأرقام لا تكذب، إحنا حللنا السوق كويس ولقينا إنكم أفضل شريك ممكن نتعامل معاه، بغض النظر عن الإشاعات، ولما عرفت مين صاحب الشركه انا ثقتي بقت تامه، لاني عارف مين هو يوسف البنا "

يوسف حس بنوع من الارتياح، لكنه كان متأكد إن الحرب لسه ما خلصتش، ابتسم بود " كلامك يعني كتير بالنسبالي "

نسرين قاطعت الحوار وقالت

"أنا شايفة إن الخطوة دي هتكون مفيدة جدًا، وإحنا مستعدين نبدأ العمل فورًا."

يوسف بص لتيمور اللي كان مركز جدًا في تفاصيل البنود وقال له " ملف الصفقه هتحطه في عيونك يا تيمور، مش عايز أي مفاجآت في اللحظة الأخيرة، والا انت اللي هتبقى مسؤول "

يتبع........ 

#نصيبي_في_الحب

بقلم بتول عبد الرحمن 

                  

                    الفصل العاشر من هنا

لمتابعة الفصل باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×