رواية فراشة المقبرة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم اسماعيل موسي
#فراشة_المقبرة
٣٦
انه لمن الحماقه ان تركض خلف ذكريات ولت هاربه منك، لو كان فيها خير لما بقيت هناك بعيده متواريه وحريصه على ان لا تتعثر فيها ابدا!!
كانت زهره تتذكر والديها بالكاد، لقد خافت أكثر من مره ان تكون غير قادره على استحضار صورهم، ان ينمحو من عقلها إلى الأبد، لطالما عافرت مع الليالى الطويله لتكون رحيمه عليها، ان يآتيها حلم شارد يجمعها بوالدتها ووالدها مثل كل طفل يتيم او حتى شخص بالغ فقد والديه وفاتته معهم اللحظات الجميله.
ان الآحلام التى نتطلع إليها هى التى تجافينا بالذات لنتعلم فن استغلال اللحظات المتاحه والتى نعرف بالتأكيد انها لن تعود مره اخرى، خذ من احبائك الاحضان والقبل التى تقدر عليها، لا تخجل من كونك طفل عندما يتعلق الأمر بالمشاعر
فقد لا تتاح ولا تأتى مره اخرى
اليوم قررت أن احتضن أكثر شخص يحبنى وانتهى بى المطاف ان اجلس وحيد على طرف سريرى اتابع سرب نمل يتسلق افريز الشرفه نحو أرض الاسفلت القذره
وهناك كانت زهره جالسه متكأه على صخر الكهف تحملق فى صوره باهته وقديمه كأنها أكبر إنجازاتها
كيف حضرت هذه الصوره إلى هنا؟
اتراه يعرف والدى؟
لماذا لا يسمح لى برؤية وجهه حتى الأن؟
من يكون ناصر هذا اصلا وما علاقته بوالدى
كان ناصر راقد على الأرض رغم كل شيء ظل وجهه تحت القناع المثبت عليه
يشبه افلام star war ،اتخذت زهره قرارها ستنزع قناعه وترى وجهه
لا تفعلى، همست ميمى عندما اقتربت زهره من ناصر
لابد أن لديه أسبابه يا زهره لا تجربى كشف غطاء بئر مظلم فلا تعرفى ما قد يخرج منه
لكن ؟. اعترضت زهره اريد ان أراه
صدقينى، لا فائده من رؤيتى ارتفع صوت ناصر الخشن
من انت؟ صرخت زهره بجزع
انا ناصر
اعرف انك ناصر، ناصر من؟ وكيف تعرف والدى؟
والديك؟ اندهش ناصر، لا زلتى تتذكرين والديك؟
__طبعا همست زهره بحزن
كيف سمحت لنفسك ان تختفى كل هذا الوقت ثم تجيئن فجأه وتسألى عن والديك؟
اليس لديك والدين جدد الان؟
__انت لا تعرف ما عانيته ولا حق لك لتحاسبنى
ولا انا ايضا، توقفى عن مضايقنى اليوم سنخرج من هنا وتذهببن فى حال سبيلك
نهض ناصر اختفى لبعض الوقت ثم عاد وقد بدل ملابسه
سأنزل الطريق لأمهد مخرج
اما انت ستمسكين البندقيه واذا اقترب منى اى شيء ستطلقين الرصاص
وقبل ان تعترض زهره سار ناصر فى طريقه
مضطره امكست زهرة البندقيه ثم صرخت ماذا سيحدث اذا أخطأت التصويب وقتلتك؟
لوح ناصر بيده، انا انتظر الموت من زمن طويل اصلا
اترين تلك القارورة التى أحملها؟
عندما يحيط بى الرجال سأقذفها إلى أعلى فى تلك اللحظه عليك أن تصوبى عليها كما علمتك
عندما ابتعد ناصر عن الكهف ظهر رجال العمده، رفع ناصر يده إشارة بالتسليم وسمح للرجال ان يحيطو به
عندما تجمع الرجال قذف ناصر القارورة ثم رقد على الأرض
لكن لم يحدث شيء، لم تنطلق رصاصه زهره، سقطت القارورة على الأرض وتحطمت وسال سائل احمر منها
ضحك الرجال على ناصر الذى أدى حركه مسرحيه مبهره
قوم يا حيلتها قوم وضربه أحدهم فى صدره بخشب البندقيه
العمده مستنيك هيعلقك فى الفلكه
عندما امنيه اخيره؟ سأله رجل بسخريه
ابتسم ناصر، عايز سيجاره؟
سيجاره؟ اديله سيجاره يا حمدى
وضع ناصر السيجاره فى فمه، حد يولعلى "..
اشعل حمدى السيجاره لناصر، همس ناصر الحمد لله عشت بما فيه الكفايه يا ولاد الكل_ب
ثم قذف السيجاره على السائل الذى توهج مثل قنبله، القى ناصر بجسده فى اخر لحظه بينما اشتعلت النيران فى رجال العمده دفعه واحده
تشقلب ناصر على الأرض يطفئ النار التى اشتعلت فى ملابسه، ثم نهض يشاهد النار وهى تأكل الرجال