رواية زهرة لا تدبل الفصل الثالث والعشرون 23 والخاتمة 2 بقلم اماني سيد
فى احد الأيام كان ساجد يجلس فى الشرفه
مغمض العينين يتنفس ببطء يستنشق نسيم الربيع براحه بال
دخلت اليه زهره وبيدها فنجانين من القهوه وجلست بجانبه تنظر اليه بابتسامه حب فتح ساجد عينه ونظر اليها بابتسامه رضا
ثم مسك يدها قبلها
ـ كل يوم بحمد ربنا على وجودك فى حياتى
ـ لما انت تقول كده انا اقول ايه ، ساجد أنت العوض والحظ الحلو كله اللى فى الحياة أنا اتاكدت إن ربنا بيحبنى بسبب جوازى منك
ظل ساجد ممسك بيدها وقبلها مره اخرى وهو ينظر فى عينيها كاد أن يتحدث لكن مليكه دخلت اليهم
ـ اه شكلى جيت في وقت مش مناسب صح
ـ من امته جيتى فى وقت مناسب
ـ لا يا حج انتوا اللى طول الوقت بتحبوا فى بعض مش ذنبى انتوا كل اوقاتكم مش مناسبة
ـ عقبال ماتلاقى نصك التانى انتى كمان
ـ منا جايلكم عشان كده.
تحدثت زهره بحماس
ـ بجد طيب اقعدى احكيلى مين ده وعرفتيه إزاى
ـ ده دكتور زميلى فى المستشفى اللى بتدرب فيها هو كان الدكتور المسئول عن تدريبنا
ـ واسمه ايه
ـ اسمه يحيى و باباه مدير المستشفى
تحدثت زهره بفرحه
ـ ما شاء الله ربنا يتمملك بخير يارب واخيرا هبقى جده عقبال احمد هو كمان
ـ اصبرى بس يا زهره احنا قبل ما يجيى يتقدم رسمى لازم نسأل عنه كويس وبعدها نقرر
ـ يا بابا على فكره بقى دكتور يجيى معروف بأخلاقه العاليه ووالده كمان
ـ مليكه انا بتكلم فى الاصول وانتى مش بقالك كتير بتدربى وانا اتمنى اكتر منك انه يطلع كويس عشان اجوزك و اطمن عليكي
ـ باباكى عنده حق يا لوكا وبعدين طالما هو كويس يبقى ماتخافيش من حاجه صح ولا ايه
ـ عندك حق يا زوزو ، بقولكم ايه انا هروح اسخن الاكل واتغدى اعمل حسابكم معايا
ـ لا احنا سبقناكى احنا لو استنيناكى هنموت من الجوع
ذهبت مليكه لتحضير الطعام وقام بعد ذلك ساجد بالاتصال على احمد
ـ الو احمد انت تحت ولا خرجت
ـ لا انا كنت بجهز عشان نازل خلاص فى حاجة ولا ايه
ـ اه عايزك تطلع تقعد معايا شويه فى موضوع مهم محتاجك فيه
ـ تمام انا لبست خلاص وطالعلك
( بعد سنوات طويلة من زواج ساجد وزهره توفى والد ساجد وقرر احمد أن يبدل مع مليكه نظرا لحالتها النفسية بالإضافة لانه يريد بعض من الخصوصية بالإضافة لأنه لم يعد صغيراً فبعض من أصدقائه تركوا منازلهم واستقلوا بمنازل منفصلة وهو أحب تلك الفكرة لكنه يعلم أن والدته لن توافق فاستغل الفرصة وجلس فى منزل والد ساجد وصعدت مليكه لتعيش فى الشقه العلويه معهم )
صعد احمد وجلس مع ساجد بمفردهم
ـ خير يا بابا فى ايه
ـ مليكه جالها عريس شغال معاها فى المستشفى وانا شايف انها متحمسة اوى
ـ طيب الف مليون مبروك بجد خبر حلو اوى
ـ عشان كده قبل ما الدكتور ده يجيى هو وأهله يتقدموا رسمى عايزك تسأل عنه كويس انت ولد زيه واكيد تعرف تخلص الموضوع ده
ـ بس كده ماتقلقش اعتبره تم
ـ انا كنت عارف انك راجل وهقدر اعتمد علي
ـ تربيتك يا باشا ، عن اذنك بقى عشان متأخرش
ـ ماشى يا سيدى بس لينا قاعده عشان اعرف هتفرحنا بيك امته انت كمان
ـ ادعيلى انا عن نفسي عايز افرح بنفسى بس الاقى بنت الحلال
أتت مليكه على صوتهم
ـ موجوده وهتموت عليه بس نقول ايه بإيه يفيد البوح والبعيد لوح ثم تركتهم وذهبت مسرعه
ابتسم احمد وساجد على مشاغبه مليكه واتت من خلفهم زهره
ـ اسمع كلام اختك بكره هتندم
ـ انا هخلع عشان كمان شويه بدل ماروح الشغل هبقى قاعد مع مأذون ثم تركهم وخرج مسرعا وابتسم ساجد وزهره على تصرفه
ـ طيب دول هيتجوزوا ازاى وهما مجانين كده
ـ بكره يعقلوا ولو معقلوش انا بحبهم كده
ـ ربنا يسعدهم يارب ويوفقهم
*******&********&*****
فى مكان اخر كان يجلس رجل عجوز امام بوابه لإحدى المستشفيات يشرب كوبا من الشاى وبيده الاخرى سيجاره يرتدى بنطال كحلى وقميص ازرق فاتح
اتى اليه رجل فى منتصف العمر وجلس بجانبه
ـ مساء الخير يا رأفت
ـ اتاخرن ليه يا كريم
ـ زحمه المواصلات بقى انت عارف
ـ انا بقالى ساعه عايز انام ومتذنب مين يتحمل الوقت ده بقى
ـ معلش يا سيدى هردهالك إن شاء الله
ـ هتردهالى ازاى انا كده كده ببات هنا يعنى بصحى وبقعد على البوابه
ـ هعزمك على كشرى انهارده يا سيدى ولا يهمك.
ـ خلاص إذا كان كده ماشى
ـ إلا صحيح يا رأفت انت معندكش ولاد ولا عيله ليه مابشوفكش تروح كده ولا بتتصل بحد ولا حد بيتصل بيك
شرد رأفت فى الماضى الذى يتزكره كل يوم
لم يرضى بنصيبه وكلما اعطاه الله فرصه لم يكتفى بها إلى أن وصل لهذه المرحلة
فى البداية ظل خمس سنوات مقيم داخل المصنع وقام بتغيير رقمه هاتفه خشى أن تتصل به زهره وتطلب منه النفقه وبعدها حاول أن يتواصل مع ابنه لكنه لم يستطع تذكر رقم ابنه وبعد ذلك قام بتأجير شقه عباره عن غرفه وسكن بها بمفرده وبعدما تخلى عنه المصنع لكبر سنه أصبح يعمل فرد أمن لإحدى وأصبح يأخذ الشفت الليلى ويبات فى المشفى حتى لا يشعر بالوحده
فاق من شروده على صوت زميله
ـ أبدا مافيش حاجه بس اهلى غابوا عنى ومش عارف اوصلهم
ـ على فكره ممكن تقدر توصلهم دلوقتي عن طريق الفيس بوك
ـ ازاى
ـ اكتب اسم حد من عيلتك وهيطلعلك كل الناس اللى بنفس الاسم ودور فيهم
او روح عنوان حد نن من معارفهم ممكن يدلوك
ـ صعب افتكر دلوقتي عنوانهم ام مكانهم بس انا هدور على الفيس زى ما قولت يمكن الاقيه ، بس تفتكر لو شوفته هعرفه
ـ يعنى ايه
ظل رأفت يقص حكايته لزميله بالتفصيل
ـ بس انت غلطت جامد يا رأفت
ـ عارف طمعت وخنت وماصونتش العشره واتبترت على نعمه ربنا
ـ مش عارف اقولك ايه انت اللى عملت فى نفسك كده ، انت ممكن ابنك يكون قدامك وماتعرفوش
ـ طيب أعمل ايه دلنى
ـ حاول تركز في الملامح يمكن تعرفه
ـ نفسى اشوفه قبل ما اموت حاسس أنى هعملها قريب عشان كده بطلت اروح البيت بتاعى عشان لو مت هنا الاقى اللى يغسلنى ويعرف أنى موت
طبطب زميله على كتفه محاولا أن يواسيه
ـ ماتقولش كده يا رأفت ربنا يديك الصحه وتلاقى ابنك
دخل رأفت بعد ذلك غرفته وكتب اسم ابنه لكنه لم يستطع العثور عليه فهناك كثيرين بنفس الاسم احمد رأفت بالعربى وبالانجليزيه وهناك من يضع صورته وهناك من لا يضعها
حاول مراراً وتكرارا لكنه لم يستطع الوصول له رغم ظهور حساب ابنه أمامه لكنه لم يتعرف عليه
حاول البحث عن اسم زهره لكنه لم يجدها حاول أن يتذكر عنوان اخيها لكنه لم يستطع
خلد للنوم وهو يتحسر على حاله
******&*******&"******&*****
بعد مرور يومين اتى احمد من سفره وقام بالسؤال عن ذلك العريس وجعل احد أصدقائه من الضباط التحرى عنه ولم يسمع عنه سوى الخير
اتصل على ساجد كى يخبره بما توصل اليه
ـ الو ازيك يا بابا
ـ حمد الله على السلامه انت وصلت
ـ اه وكنت قاعد مع واحد صاحبي وجابلى كل حاجه بخصوص العريس بتاع مليكه
ـ طيب الحمد لله هستناك فى الشقه تحت عشان نتكلم براحتنا وبعدها نطلع فوق نبلغهم قراررنا
وبالفعل وصل احمد ووحد ساجد منتظره
جلس امامه وظل يتحدث عن يحيى .
ـ بص الولد كويس واهله الكل بيشهد ليهم بالاحرام كان مرتبط بدكتوره زميلته وانفصله من مده طويله وهى اتجوزت وخلفت دلوقتي يعنى مافيش خوف منها مامته كانت دكتوره جامعيه وطلعت معاش مبكر بسبب ظروف مرضيه
ـ يعنى نتوكل على الله ونقابله
ـ توكل على الله
ـ خلاص هطلع اكلمها وتظبط معاه معاد يقابلنى فيه
وبالفعل صعدوا سويا للمنزل وجلس ساجد معهم واخبرها بموافقته المبدأيه على مقابله يحيى واهله والتعرف عليهم وبالفعل اتصلت مليكه بيحيى وحددت معه موعد لمقابله والدها
مر يومين واتى يحيى واهله وتقدموا لطلب يد مليكه ووافق ساجد وحددوا موعد الخطوبه بعد شهر
خلال ذلك الوقت كانت مليكه وزهره منشغلين فى تجهيز لوازم الخطوبه ومعهم ميريهان صديقه مليكه وتحب احمد من طرف واحد ولكن لبسها يشبه الاولاد لذلك لم ينظر لها احمد
ـ يا أخيرا خلصنا
ـ كده مش ناقص غير الخطوبه
ـ مبروك يا عروسه عقبالى
ـ طول مانتى بالترنج ده مش هتتجوزى
ـ منا جبت فستان اهو
ـ كتر خيرك هتبقى بنت فى فرحى وتقلبى بعد الفرح يا ميرى يا حبيبتي انا عشان بحبك بقولك كده مش معنى كلامى انك تلبسى المحزق والملزق بس بلاش تتسبهى بالرجال طول الوقت بناطيل وقمصان رجالى انا بيهيألى انك مش بتلبسى غير قمصان اخوكى
ـ عرفتى منين
ـ بصى فى المرايه وانتى تعرفى 🫤
ـ ماما دايما بتقولى كده بس انا بكسل احيب لبس وبعدين لما بجيب لبس فى المحل بيكون حاجه ولما بروح البيت بيطلع حاجه تانيه عشان كده اتعقدت وبستسهل وبلبس قمصان
ـ ابقى خودينى معاكى هفيدك
مرت الايام واتى يوم الخطوبه وارتدت زهره فستان وردى جعلها كالعروس وكانت ممسكه بيد ساجد وتستقبل المعازيم
وكان احمد يقف بجانب اصدقائه يتحدث معهم ويمزحون
واثناء مزحهم دخلت مريهان برفقه والدتها وكانت ترتدى فستان سماوى فاتح نظر لها احمد ولفتت نظره وعندما دقق فى ملامحها تعرف عليها فترك اصدقائه وذهب ليرحب بها وبوالدتها
ـ أهلا أهلا ازى حضرتك يا طنط
ـ ازيك يا احمد عامل ايه يا حبيبي عقبالك
ـ إن شاء الله قالها وهو ينظر لميريهان فابتسمت بخجل من تلميحه
ـ اتفضلوا اتفضلوا ثم اخذهم لاقرب طاوله قريبه من والدته وجلس معهم ثم استأذن ليجلب امه لتسلم عليهم
اتت زهره ومعها ساجد ورحبوا بها وجلسوا معها قليلا ثم ذهبوا ليرحبوا بباقى المعازيم وخلال الحفل كل فتره يأتى احمد ليجلس معهم ولاحظت زهره نظرات احمد لميريهان وسعدت من داخلها فهى تعرف ميريهان جيداً وتحبها وكانت تدعى من داخلها أن تكون من نصيب ابنها وتعلم حب ميريهان لابنها
انتهت الخطوبه وذهب الجميع لمنزله واصر احمد علي إيصال ميريهان ووالدتها ثم ذهب للمنزل ووجد الجميع بإنتظاره
تحدث مليكه بمشاغبه
ـ ها نقول مبروك
ـ على ايه انتى بتلككى ولا ايه اتدبستى وعايزه تدبسينى زيك
تحدث ساجد بمكر
ـ يعنى لو مش عايزها خلاص اصل فى واحد صحبى سالنى عليها لابنه خلاص لو مش فى بالك هو اولى
ـ لا طبعا ايه الكلام ده وهى مش هتقبل أصلا
ـ مين قالك كده ماهى مش هتفضل طول عمرها منظراك ولو هى استنت اهلها لا ، البت حلوه واخلاقها عاليه ومتربيه وسطينا وعارفه ظروفنا وعارفين ظروفها
صمت احمد و استاذن منهم وذهب لشقته ظل يفكر بها ويتخيل منظر دخولها القاعه وقلبه الذى تحرك من طلتها الأولى
ظل طوال الليل يفكر فيها وفى اليوم التالى عزم النيه على أن يتقدم لها
وبالفعل فى اليوم التالى ابلغ اهله بنيه الارتباط بها وشعرت زهره بفرحه أخيرا ستفرح بأبنها وظلت تدعى الله أن يحرس ابنائها وبالفعل تقدموا لاهل ميريهان ووافقوا اهلها عليه
فى منزل ساجد كانت تحلس زهره ومعها احمد فى الشرفه
ـ مبسوط يا احمد
ـ الحمد لله
ـ ممكن اسالك سؤال وتجاوبنى بصراحه
ـ طبعاً انتى أى حاجة عايزاها اعمليها
ـ هل انا اثرت معاك في حاجه او جوازى اثر عليك
ـ لا طبعا بالعكس ده افضل قرار اخدتيه ماما انا حربت اعيش من غيرك وكنت هضيع تفتكرى لو رأفت هو اللى ربانى كنت هبقى كده دلوقتي ؟! طبعا لا ولا نص كده كمان كان زمانى بشرب مخد*رات ومضيها ،
وبابا ساجد كان ونعم الاب بيرشدنى ويقف جمبى ووقت ما كنت بقدم فى الكليه كان رايح جاى معايا وانا بحقق حلمى
ـ ما فكرتش تسال عنه
ـ حاولت ودوروت عليه كتير لكن معرفتش اوصله هو اختار طريقه والله اعلم اذا كان عايش ولا ميت انا بدعيله بالرحمه
ـ شاطر يا احمد برافو عليك فى الاول والاخر ده ابوك والرحمه تجوز على الحى والميت
مر شهر وتم عمل خطوبه عائليه بين احمد وميريهان وحضر الاقربون فقط بناءاً على رغبه احمد فهو اصبح يغار عليها واصبح هو من يطلب منها أن ترتدى تلك الملابس التى كانت ترتديها
******&*****&****&
بعد مرور سته تشهر فى المشفى دخل غرفه رأفت احد زملائه ليوقظه وجده قد توفى ابلغ المسئول عن الامن وقاموا بتغسيله ودفنه فى مدافن الصدقات
حاول احمد بعد حديث والدته البحث اكثر من مره البحث عن والده لكنه لم يستطع
مرت السنوات وتزوج احمد وانجب طفل سماه ساجد وبنت وسماها زهره
بينما مليكه انجبت بنتين سمت واحده باسم والدتها والاخرى باسم زهره
وإلى هنا تنتهى حكايه زهره لا تدبل
تمت