سكريبت دايرة الحب (كامل) بقلم هاجر نورالدين
_الحب جميل يا فريدة مش كدا؟
لما سألتني صاحبتي السؤال دا جِه في بالي كوبليه أم كلثوم لما قالت:
"طول عمري بقول، لا أنا قد الشوق، وعذاب الشوق، ولا قلبي قد عذابهُ، عذابهُ"
بصتلها بإبتسامة خاوية أو حاوية مش متأكدة وقولت:
=ساعات.
بصتلي بعدم فهم وقالت بتساؤل:
_يعني إي ساعات؟
كنت باصة من البلكونة عند سؤالها بصيت ناحية بلكونة ياسر وقولت بسرحان:
=يعني ساعات يا يارا.
بصت يارا ناحية بلكونة ياسر وقالت بهيام وحماس:
_بجد مش عارفة إمتى يرجع ونتخطب بقى.
رجعت بصيت للشارع من تاني وأنا مُبتسمة إبتسامة هادية ولكن حزينة ومردتش عليها، إتكلمت هي من تاني وقالت:
=عارفة، لسة مكلماه إمبارح وقالي إن خلاص فاضل لهُ أقل من شهر ويرجع مصر تاني.
غمضت عيني عشان ميبانش فيهم حاجة من اللي حاسة بيه، لإني أكتر شخص بيبان مشاعرهُ في عيونهُ، أول ما قالت جملة إنهُ راجع مصر في أقل من شهر إتجمع جوايا حاجات كتير أوي وذكريات ومشاعر ولكن فورًا مسحتها من دماغي، قد إي الحب من طرف واحد بيوجع، بيوجع أوي وخصوصًا لو حد قريب منك حب اللي بتحبهُ وقتها كل الفرص اللي قدامك بتتبخر، أنا كنت بحب ياسر من وأنا عيلة بضفاير في أول الثانوي، ودلوقتي أنا بتخرج ولسة بحبهُ من طرف واحد لإت مكنش عندي الجُرءة الفترة دي كلها إني أتكلم معاه أو أعترفلهُ بحاجة، كل كلامنا كـ جيران عادي، صباح الخير مساء النور وبس، ولكن اللي جد إن السنة اللي فاتت بنت عمي يارا حبت ياسر من ساعة لما جات هنا لإنها كانت في محافظة تانية وجات هنا عشان دراستها، وكانت جريئة عني وراحت إعترفت بمشاعرها ومرة مع مرة هو كمان حبها، عارفين يعني إي حب عمرك يروح قدام عينك ومع أقرب الناس ليك وإنت مش قادر تعمل حاجة لإت مش من حقك، فوثت من أفكاري على إيد يارا وهي بتهزني وبتقول:
_يابنتي إنتِ نمتي ولا إي؟
بصيتلها بإبتسامة وقولت:
=لأ صاحية بس سرحت شوية.
ضحكت وقالت:
_سرحتي إي دا إنتِ إتقتـ لتي نوم، تيجي ننزل النهاردا بِما إن مورناش حاجة؟
رجعت سندت راسي على دراعي من تاني وقولت:
=لأ مش قادرة النهاردا.
مسكت في دراعي وقالت:
_عشان خاطري، عشان خاطري، عشان خاطري.
بصيتلها وقومت على مضض عشان تسكت وقولت:
=يااه عليكِ وعلى زنك، يلا بينا يا ستي نجهز.
فضلت تسقف وتعلن فرحتها وروحنا فعلًا لبسنا وجهزنا، شوية وكنا تحت العمارة وكالعادة حسن صاحب المطعم اللي في وش العمارة بتاعتنا قرب مِني وقال بإبتسامتهُ الجميلة كالعادة:
_صباح الخير يا أنسات.
ردينا عليه بهدوء:
=صباح النور يا حسن.
رجع إتكلم من تاني وهو باصصلي وقال:
_تحبي تفطري عندنا النهاردا؟
بصتلهُ يارا وقالت بنبرة خبث بريء:
=إممم، هي بس اللي تفطر؟
بصلها حسن بإحراج وقال:
_أقصد يعني تفطروا، أكيد يعني أقصد كدا.
إبتسمت لحسن بعد ما لدغت يارا وقولت بذوق:
=شكرًا جدًا يا حسن، بس سبقناك والله، ممكن نروح نشتري شوية حاجات ونرجع.
إتكلم حسن بإبتسامة وقال:
_طيب مش محتاجين آي حاجة، ولا آجي معاكم لحد يضايقكم ولا حاجة؟
كانت يارا هتتكلم بس بصيتلها وإكتفت إنها ضحكت ورجعت إبتسمت لـ حسن وقولت:
=ربنا يخليك يارب يا حسن، مش محتاجة خالص، عن إذنك.
إتكلم بصوت عالي نسبيًا عشان نسمعهُ لإننا بعدنا عنهُ خطوات بعدها وقال:
_ترجعوا بألف سلامة.
بصتلي يارا وقالت بإبتسامة خبيثة:
=ما تديلهُ فرصة يا عديمة المشاعر إنتِ.
رديت عليها من غير ما أبصلها وقولت:
_مش حكاية عديمة المشاعر، أنا مشاعري مش ملكي.
إتكلمت وقالت:
=أيوا بس الواد باين عليه بيحبك أوي وبصراحة مفيهوش غلطة.
إبتسمت بسخرية وقولت:
_هي دايمًا كدا للأسف.
بصتلي بإستغراب وقالت:
=دايمًا كدا إزاي يعني؟
رديت عليها وأنا بقطع النقاش:
_ولا حاجة يا رغاية يلا بينا نروح نشتري هدوم الأول.
روحنا بعدها إشترينا شوية حاجات ورجعنا للبيت تاني، أول ما وصلنا موبايلها رن وكان ياسر، عرفتهُ من إبتسامتها اللي إترسمت من الودن للودن وأكدتلي لما ردت وقالت بسعادة:
_ألو يا ياسر، وحشتني أوي أوي بجد.
سكتت شوية بتسمع الكلام وبعدين عينيها وسعت بذهول وصرخت بسعادة وهي بتتنطط في مكانها:
_إنت بتتكلم بجد؟
كملت التنطيط بتاعها وبعدين قالت بسعادة:
_أجيلك طيب؟
=......................
_خلاص حاضر مستنياك بكل أشواق الدنيا.
قلبي دق بصوت عالي جدًا لمجرد الفكرة، إستنيت لما يارا خلصت مكالمة وفعلًا جات قالتلي بسعادة وإنبساط باين جدًا على وشها:
=ياسر جاي يا فريدة، كان عاملهالي مفاجأة وجاي في التاكس دلوقتي.
معرفتش أرد أقول إي، كنت بصالها بعيون مليانة شوق وقلق ووجع ومشاعر كتير أوي متلغبطة ومش مفهومة، حقيقي بحمد ربنا إن العيون مش بتتكلم، لو العيون كانت بتتكلم كان كل اللي في قلبي إتقال وكانت هتحصل بدل المشكلة مشاكل، رجعت فوقت نفسي وإتكلمت بعد ما مسكت التليفون:
_أه طيب كويس، حمدًلله على سلامتهُ.
قومت بعدها ودخلت الأوضة وأنا بحاول أجمع تفكيري ومشاعري، بحاول أهدى وأهدي قلبي، بحاول أبقى طبيعية، نفسي أكون طبيعية من ساعة ما حبيتهُ، بجد نفسي أرجع زي الأول لا بحب حد ولا حد يحبني، أبقى عايشة لنفسي وبس، غمضت عيوني بعد كا فردت جسمي على السرير ونمت، مصحيتش غير على صوت يارا وهي بتجهز في الأوضة والنور المزعج اللي إتغلغل بين جفوني وصحيت، قومت وقولت بتساؤل لـ يارا:
_في إي يا يارا، فاتحة النور ليه؟
إتكلمت بإبتسامة وسعادى وهي بتوريني الفستان اللي جبناه النهاردا وهي لابساه وقالت:
=ياسر جِه وقاعد برا هو ومامتهُ ومعاه الدهب وقال هيقرى فاتحة ويلبسني الدهب قبل ما يسافر تاني ولما يرجع مرة كمان نعمل أكبرها فرح، قومي بقى يلا عشان تجهزي معايا.
أيوا هو صوت الكسر دا كان بتاع قلبي، قلبي كان إتكسر مليون حِتة في الوقت دا، بس كالعادة داريت الموضوع بإبتسامة وقومت من مكاني وجهزت معاها وكنت بضحك وبغني معاها عشان محسسهاش بحاجة، أصل هي مش ذنبها حاجة، والحقيقة هو كمان مش ذنبهُ حاجة، هو معشمنيش بحادة ولا لمحلي، وفي الحقيقة أكتر أنا كمان مش ذنبي حاجة، الحب مش بإيدينا ولا بإيدينا نختار اللي نحبهم وإلا كان ممكن عادي جدًا أختار إني أبعد وأبطل أحبهُ، خرجنا بعدها وبعد كلام كتير وإتفاقات كانوا بيلبسوا الدهب لبعض، كنت شايفة الموقف قدامي وظاهري بيبتسم بس من جوايا كنت بتقطع مليون حتة، ولكن في اللحظة دي، في اللحظة دي بالذات بطلت أحب ياسر، كل ذرة حب جوايا ليه مبقتش موجودة، مش عارفة سموها سحر، سموها عشان مينفعش بعد كدا خلاص، سموها زي ما تسموها، المهم إني لحد اللحظة دي إتأكدت إنهُ مش نصيبي وبطلت أحبهُ، أه بطلت، أنا من نوع الناس اللي بحب جدًا بس لما بيحصل قدامي موقف إن خلاص مفيش نصيب، يبقى خلاص مفيض نصيب ولا في حي، كامت الخطوبة خلصت وكلنا دخلنا ننام والباقي مشيوا على بيتهم، وأنا لأول مرة أنام وأنا بالي وقلبي مرتاحين، لأول مرة بنام بجد وأنا عقلي مش مشغول بـ ياسر، تاني يوم الصبح كنت صاحية رايقة وبالي رايق، جهزت ولبست وقومت حطيت ميك آب وعملت كيكة برتقال سريعة وخدت منها 3 قطع ونزلت وقفت قدام مطعم حسن، وهو أول ما شافني قام وقف بسرعة وهو مش مصدق وإبتسم وقال:
_أتاريني بقول المطعم نور فاجأة ليه، إتفضلي.
ردتلهُ الإبتسامة ودخلت، إتكلمت بعد ما قعدت وأنا بمدلهُ إيدي بالطبق وقولت:
=عملت كيكة برتقال وقولت أدوقهالك تقولي أنفع ولا لأ؟
بص للكيكة بعدم تصديق وسعادة حقيقية وقال:
_تنفعي ولا لأ إي، دا أنا شامم ريحتها من هنا وقولت يمكن بيتهيألي، مينفعش تحطي إيدك في حاجة ومتبقاش حلوة يا فريدة، كل حاجة تتمنى تبقي موجودة فيها عشان تزيديها حلاوة.
إتكسفت وبعدين رجعت بصتلهُ وقولت وأنا بقوم بإحراج:
=طيب هستأذن أنا بقى عشان هروح أشتري شوية حاجات.
قام وقف وقال بسرعة:
_طيب ليه، ضايقتك طيب؟
إتكلمت بتصحيح الموقف وقولت بإبتسامة:
=أبدًا والله، أنا بس فعلًا هشتري حاجات، عن إذنك هجيلك تاني أكيد.
مِشي معايا لحد ما وصلني لـ باب المطعم وأنا مشيت بعدها وأنا مُبتسمة وبفكر أديلهُ فرصة خلاص، لو إديت فعلًا فرصة لـ حسن هيعرف يخليني أحبهُ وأعشقهُ أكتر من ياسر بكتير بسبب حبهُ ليا وإني باجي بالحنية والحب، أنا مش بلاقي بديل عشان يطفي مشاعري ناحية ياسر، أبدًا والله أنا مش من النوع دا، ولكن أنا فعلًا مشاعري ناحية ياسر إنتهت، وأنا قررت هعيش حياة جديدة عشان أنا أستاهل فعلًا أتحب وأحب من الطرفين وأعيش، والفرصة اللي إديتها لحسن هي فرصتي في الحياة مرة تانية.
#هاجر_نورالدين
#دايرة_الحب
#تمت