رواية فداء (كاملة جميع الفصول) بقلم مجهول
.... في إحدى القرى كان يعيش صديقان من عائلتين كبيرتين هما سالم وعادل حيث كان الشابان متقاربين في العمر وكان كل منهم يسكن بجوار الاخر فالبيت بجوار البيت والحقل بجوار الحقل فتربيا سويا في نفس البيئة حتى أنهما لم يكملا تعليمهما بسبب انشغالهم بأعمال الحقل التي كان يكلفهم بها اباؤهم فكان يرعيان الارض والمزروعات طوال اليوم
وعندما ياتي موعد الغداء يضع كلا منهم صرته التي تحتوي على الخبز الفلاحي والجبن القديم وقليل من البصل وياكلان الطعام وهما يتحدثان ويمزحان ثم يعود كلا منهم الي عمله بعد تناول الطعام
لما صار سالم وعادل شابين احب سالم جارته الجميلة سامية
وكان يلاحقها في كل مكان تذهب إليه ولكنه كان يمشي خلفها من بعيد حتي لا يشك به أحد
كانت هي تلتفت إليه بين الحين والآخر عندما تراه يمشي خلفها واحيانا يعترض طريقها عن قصد ويقف أمامها فجأة فتبتسم خجلا وتنظر للأرض ثم تكمل طريقها
في ذات يوم راه والده وهو يتبع الفتاة فنادي عليه
فذهب سالم مسرعا ليلبي نداء والده
قال الاب ماذا تفعل أيها الأحمق
قال سالم لا شئ يا أبي كنت ذاهبا لاقابل صديقي عادل
قال الاب ولكن عادل بيته في الاتجاه المعاكس
قال سالم لا يا أبي نحن اتفقنا أن نلتقي عند الطاحونة
لذا سرت في هذا الاتجاه وقبل أن يكمل سالم حديثه مع والده ينادي عليه عادل هيا يا سالم تعالي بسرعة نروح المشوار الي اتفقنا عليه
فيقول سالم لوالده الم اقل لك ياابي ها هو قد حضر
قال الأب يا سلام لقد انقذك صديقك هذه المرة في الوقت المناسب ثم ينظر الاب لسامية التي تمشي علي مهل أمامهم
ثم يضحك وينصرف
بينما يتنهد سالم ويقول لعادل لقد أتيت في الوقت المناسب تمام ياصديقي لقد رأني ابي وانا اتبع سامية وكان سوف يكتشف ربما كشفني فعلاً لأنه لمح إلي
قال عادل مادمت تحبها لهذه الدرجة اذهب واطلب من والدك أن يزوجها لك فالفتاة لم تكمل تعليمها مثلنا بالضبط
وأنا واثق تمام ان اهلها لن يعترضوا على زواجك منها
على العكس سوف يرحبوا بنسبك و بسبب مكانة عائلتك الكبيرة في البلد أنظر إنها تبتسم خجلا ألا يدل ذلك علي انها ترغب فيك إلحق بها وإسألها
قال سالم إذا سأذهب وأسالها عن رأيها بصراحة حتى أحسم الأمر يتجه سالم نحو سامية التي تنتظر دورها امام الطاحونة
ويقف بجوارها قائلا صباح الخيرات
تنظر سامية في الجهة الأخرى وتقول ماذا تريد مني ياسالم
قال سالم سوف ادخل في الموضوع بدون دوران أريد اسألك سؤال واحد لو تقدمت لخطبتك هل توافقي
قالت سامية باب بيتنا مفتوح للضيوف في اي وقت وقل هذه الأمور يحددها أبي وأنا ليس لدي رأي
قال سالم من خلال هذا كلامك يعني أنك موافقه
تبتسم سامية قائلة لو وافق أبي فليس لدي أي مانع ثم تذهب مسرعة حيث تتجهة نحو الطاحونة لأخذ دورها فيبتسم سالم ويجري نحو صديقه عادل ليخبره أنها وافقت
يحتضنه صديقه ويتمني له التوفيق فقال له ولكن لازم تخبرني عندما تذهب عندهم لخطبتها فأنا أريد اذهب معك للخطبة
قال سالم طبعاً أنت مثل أخي وصديقي الوحيد ولازم قولك
ثم يودع سالم صديقه عادل وينصرف
هناك في بيت سالم حيث كانت اخته هند تنظر من فوق السطح نحو عادل صديق أخيها فلقد تعلق قلبها به فهو دائما ما يتردد علي بيتهم مع أخيها ويجلس معه امام الدار
وكانت هي تعد لهم الطعام او الشاي وتخرجه لهم بينما تسترق النظر إليه وهى لا تعلم أن قلبه مشغول بفتاة أخرى ويرغب في الزواج منها
يعود سالم للبيت وهو تبدو عليه السعادة فيراه ابوه وامه فيطلبون منه القدوم والجلوس معهم فيتجه سالم نحوهم ويجلس الي جوارهم
قال الاب قررنا أنا وأمك أننا نزوجك
قال سالم صحيح يا ابي أنا جئت أتحدت معكم في نفس الموضوع
قال الاب طبعا تريد الزواج من فتاة الطاحونة
يرتبك سالم وقال كيف عرفت
قال الاب تظن والدك مغفل أنا عرفت بمجرد النظر في وجهك وانت تذهب خلف الفتاة ومركز عليها
قالت الأم وأنا معجبة بسامية أيضا فكل ما أذهب لبيتهم أراقبها جيدا وهي نشطة وتقوم بكل أعمال البيت لوحدها على عكس أخته ليلة
قال الاب إذا توكلنا على الله وغدا بإذن الله نذهب نخطبها
واليوم سوف أخبر اعمامك اخوالك لكي يذهبو معنا إلى الخطبة
قال سالم وأنا سوف اخبر صديقي عادل لكي يذهب معنا أيضا لأني وعدته أني أخبره
قال الاب ليس داعي لوجود عادل معنا لأنه سوف يسبب لي حرج وكل معارفي سوف يعاتبني لأنني لم أخبرهم
لكن لو ذهب اعمامك واخوالك فلن يستطيع أحد أن يعاتبني
ثم ينظر لابنه نظرة خبث قائلا وأتمنى أن الفتاة توافق عليك
يتحدث سالم بسرعة، وقال هي موافقة أنا كلمتها عند الطاحونة
يضحك الأب بصوت مرتفع هل تظن أنني أحمق مثلك
أنا اعرف كل شي ايها الأحمق وأنا أعرف أنك كلمتها في الموضوع لكني كنت استدرجك في الكلام لكي تعترف
يهز سالم في رأسه وهو يبتسم ولكنه يكاد يطير من الفرح بقرار أبيه
في اليوم التالي يجتمع الاهل ويذهبون لخطبة سامية فيرحب اهل سامية بهم ويستقبلهم والدها الحج حامد بحفاوة كبيرة
بعدها بقليل تخرج سامية حاملة اكواب الشاي للضيوف
بينما ينظر إليها سالم مبتسماً فيصفعه والده على عنقه مداعبا
وهو يقول هنيئاً لك زوجتك الجميلة ياولد
بينما ويجلس الجميع لقراءة الفاتحة وقد رفعوا ايديهم الي السماء وإذا بالباب يطرق طرقا شديدا
يفتح والد العروس الباب يجد العمدة سلمان وابنه مهران امام باب الدار ثم ينظر العمدة للشيخ ويقول يا حج حامد هل تتركنا واقفين أمام البيت
قال حامد لا طبعاً ياحضرة العمدة تفضل بالدخول
فيدخل الجميع العمده وابنه مهران للبيت ومعهم الحرس مددججين بالسلاح ثم يقف سلمان موجها كلامه للحج حامد
نحن أتينا لخطبة إبنتكم سامية لابني مهران فما جوابك
نظر سالم وابيه إلى الحج حامد والد سامية نظرة استفهام ثم ينزل الجميع ايديهم التي رفعوها لقراءة الفاتحه
#فداء