سكريبت البيت المنسي (كامل) بقلم اسماعيل موسي
نويت تعمل ايه يا حمدان؟ مش عارف والله يا سعد، انا حفيت على المستشفيات وصرفت كل الفلوس إلى معايا، مش عارف يا اخويا أعمل إيه، ادينت من طوب الأرض والفلوس مش مكفيه، ودى برضه مراتى مقدرش اتخلى عنها
انت بعت إلى وراك والى قدامك يا حمدان ، معدش حيلتك حاجه، بعت الأرض، والبيت إلى انت قاعد فيه رهنته وتحيه كده كده ميته، اعذرنى يا اخويا انا خايف على مصلحتك، محدش بينجى من المرض ده وانت عارف انها مسألة وقت مش اكتر، يعنى مش هتسلفنى يا سعد يا اخويا؟
منين يا عوض أدى البير وادى غطاه، انا عندى رزمة عيال مش فردانى زيك.
ترك حمدان بيت اخوه سعد والدنيا مقفله فى وشه، مفيش فى ايده قرش يجيب العلاج لمراته، علاج ورم المخ غالى جدا وتحيه مش بتبطل صراخ....
دخل بيته وهو حاسس انه منزوع الحيله، قعد جنب مراته إلى بتصرخ من الوجع على السرير ودماغه بين ايديه، اعذرينى يا تحيه مفيش فى ايدى حاجه اقدر اعملها
والله لو اقدر ابيع نفسى كنت بعتها !!
مش قاره يا حمدان مش قادره، اقتلني يا حمدان، اقتلنى وريحنى من العذاب ده..
اقتلك ازاى يا تحيه، عايزانى اقتل حته منى؟ بقلك اقتلنى يا حمدان، اخنقنى او اعمل اى حاجه من غير التهمه ما تيجى عليك
مشى حمدان فى الاوضه زى المجنون، مش لاقى حاجه يعملها من غضبه كسر كل حاجه وقعت تحت ايده حتى مصابيح الأضأه كسرها قعد يصرخ بلا وعى..
فى صباح اليوم التالى قبل شروق الشمس حمدان ساب البيت عشان الرهن إلى عليه، اخد مراته على حمار
ورحلو لأخر القريه، كان لسه عنده نص قيراط محتفظ بيه، حاوطه بالبوص ونقل ليه معظم أغراضه وعاش فيه مع تحيه، الناس كانت بتزوره لكن مع مضى الوقت الناس نسيته ومحدش بقا يفكر ان كانت تحيه عايشه او ميته
اللهم إلى بيروح الغيط ويعدى جنب بيتهم كان احيان ممكن يشوفها قاعده قدام الميت فى الشمس، او نايمه فوق المصطبه الطين إلى جوزها بناها ليها
بعد سنه بالتمام فيه بنت اختفت من بيت ابوها
ورغم ان البحث عنها استمر ايام محدش لقيلها أثر القضيه اتقيدت ضد مجهول.. ومرت الايام كمان وبعد سنه بنت تانى اختفت ونفس إلى حصل محدش لقيها او عرف حصلها ايه
الشرطه بدت عاجزه قدام القضيه ومش كده بس على مدار عشر سنين كان كل سنه فى نفس التاريخ فيه بنت بتختفى من القريه ومحدش يعثر على اى أثر ليها
الموضوع بقى مرعب لكل ساكنى القريه، الناس بقت عايشه فى خوف وذعر، مبقتش صدفه، الناس كانت كل ما اليوم ده يقرب تقعد فى بيوتها وتقفل على نفسها بابها
اليوم ده بقى التاريخ الأسود لكل الناس إلى ساكنه داخل القريه، الشرطه حاولت تلاقى تفسير عشان تطمن الناس لأن البلبله بقت كبيره وكان لازم يلاقو حل، اخضعو كل اهل القريه للتحقيق وبعد شهور من التحقيق ايدهم وقعت على شخص كان موجود يوم اختفاء اخر بنتين فى اماكن قريبه منهم، كان عيل حشاش ومشهور بالسرقه، سرقة دهب الستات بالذات، الولد دا انكر فى النيابه علاقته بجرايم القتل واختفاء البنات دى، الولد خد ضرب وتعذيب ما يخدهوش حمار، ورغم انكارة التهمه كانت لابساه لابساه وعمل نفسه مجنون وتم عرضه على طبيب نفسى فى مستشفى العباسيه وهناك
فى جلسه من الدكتور ومن غير اسباب الولد قعد يهمس انا مقتلتهاش مكنش قصدى اقتلها، كان لازم ادفنها، الدكتور استغرب وقرب منه وسأله دفنت مين وفين؟ الولد قال فى غيط على رفاعى جنب الساقيه، بعد كده رجع ينكر كل حاجه ويصرخ.
الدكتور احد كلامه على انه هلاوس رغم كده لقى انه من باب الواجب لازم يخبر الضابط إلى بيتايع القضيه بالكلام ده ومش هيخسر حاجه لو راح فتش المكان إلى الولد قال انه دفن البنت فيه، الضابط مكدبش خبر اخد قواته وراح على هناك، وبعد ما حفر لقى فعلا بقايا جثة بنت من إلى اختفوا
طبعا الاكتشاف دا عمل ثوره داخل القريه، والضابط وعدهم انه هيقرر المجرم دا لحد ما يخبره بمكان باقى الجثث
ولما وصل المستشفى عشان يخضع الولد للتحقيق بنفسه لقيه انتحر داخل غرفته.
الاهالى كان نفسهم يدفنو جثث بناتهم رغم كده لما اتعرف القاتل الناس حست براحه ولأول مره يجى تاريخ اليوم الاسود والناس مش خايفه، لحد قفل بيوته ولا الأطفال والنساء اتمنعت من المشى فى الشارع، كان يوم اشبه بالاحتفال، احتفال بالحريه والتحرير وعدت الليله ومفيش بيت فى القريه قبل اضواءه
#اسماعيل_موسى
#البيت_المنسى