رواية الصورة الاخيرة الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسي

رواية الصورة الاخيرة الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسي

 رواية الصورة الاخيرة الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسي


#الصورة_الاخيرة 


٣


صعدت درجات السلم التسع وفتحت لي الباب خادمه أنيقه ملفوفه كمضيفة طيران شركه خاصه،  السيده تنسنت تنتظرك بغرفتها، بدت غير مرتاحه وهي تنطق اسم سيدتها وشعرت ان علاقتها بها ليست على مايرام خاصه انها لم تتوغل في الثلاثين بعد وتخدم رجل مسن وسيده مريضه، قادتني خلال الرواق المزين بلوحات رائعه نحو غرفة السيده تنسنت وكانت مشيتها اشبه برقصة فايكنج!






بعد أن فتحت لي الباب اختفت الخادمه ولم أراها الا عندما أحضرت الشاي، كانت السيده تنسنت راقده بظهرها على وسائد على سرير من خشب الماغونجي وكانت اشعة الشمس تتسلل من خلال ستائر النوافذ الواسعه.

تفضل بالجلوس سيد ادم اعتذر ان اقابلك بتلك الصوره لكن المرض لا يرحم !

كانت رغم نحافتها نضره وجميله لم تؤثر بها سنونها الستين!!

قلت لها هل شعرتي بأي تغير علي كارينا قبل اختفائها؟

كارينا كانت محبوبه وفتاه مميزه ولا أعتقد أن اي شخص قد يكرهها!

سيده تنسنت ان أرغب بمساعدتك هنا، عليك أن تحاولي ان تخبريني بعض الأسرار التي تحفظها الفتاه في صدر والدتها؟

هل كان لها حبيب؟

كان لكارينا اكثر من حبيب، اخر. احد اليكس انفصلت عنه قبل اختفائها بأسبوع، قالت انا اظلم ذلك الشاب بتعلقه بي لأني لا أحبه!

حاول اكثر من مره لكنها صدته في النهايه قرر الرحيل من حياتها، أين كان وقت اختفائها؟

كان بزياره لعائله، الشرطه تأكدت من ذلك !

ألم تشعري ان كارينا مدمنه مثلا؟

لا مطلقا، كانت تدخن لفافات التبغ سرا انا اعلم ذلك لكنها لم تكن مدمنه!

علاقتها بوالدها كانت جيده جدا، صحيح انه كان يخاف عليها ويطلب منها الحضور للمنزل قبل منتصف الليل لكنه لم ينهرها ولا مره، انه حزين اكثر مني إذا كنت تطلب رأي!

كان توران اخر من رأى كارينا منطلقه بسيارتها للتسوق!

وجدو سيارتها قرب المركز التجاري وكانت حقيبتها بها !


اخر من تحدثت له كانت صدقيتها صوفيا، قالت إنها ستصطحبها للعشاء في مطعم فولز ان، لكنها لم تذهب وظلت الفتاه تنتظرها حتى الساعه العاشره ليلا ثم فوجئت مثلنا بأختفائها صباح اليوم التالي!

ألم يثاورها القلق وتتصل بها مثلا؟ او تحاول الاتصال بكم للسؤال عليها!؟

لم تفكر ان مكروه قد أصابها، كارينا كانت مجنونه كانت تضرب أكثر من موعد ولا تذهب، لا يمكننا لوم صوفيا!!


شكرت السيده تنسنت وقلت لها ربما نتقابل مره اخرى!

عندما اصطحبتني الخادمه نحو الباب قالت همسا، كان لكارينا حبيب اخر قبل اختفائها اسمه ارثر !

ارجوك لا تخبر سيدتي !

شعرت كم كانت تحب الخادمه كارينا حتى تخبرني بذلك السر


كانت الخادمه تجسس علينا وكنت اعلم ذلك، لكن من أجل من لا أعلم !!


كان مكتب السيد هانكس فسيح يطل على شارع بلتيمور بشرفه طويله من الزجاج وكان يجلس خلف مكتبه بتوتر يدخن لفافة تبغ !

لن اخذ من وقتك كثير يا سيد هانكس !

سألته عن علاقته بأبنته وقال انها كانت ممتازه وانها كانت لا تخفي عليه أي سر حتى تلك الأسرار العميقه التي كانت تخفيها عن والدتها المريضه !

انا السبب قال هانكس بتلعثم، لو لم أطلب من توران ان يحضر لي بعض الملفات لكان راقب كارينا من بعيد كالعاده، لكن كيف اعلم انها بخطر؟


حذرتها من ارثر، قلت لها انه لا يصلح لها، كان من عائله وضيعه وكان يشرب المخدرات !

لكن الشرطه أكدت وجود ارثر في ألحانه طوال تلك الليله يا سيد هانكس؟

اعرف ذلك وهذا ما يجنني، لم يشاهد اي شخص خروج ارثر من ألحانه ولا محاولته اللحاق لكارينا مع انه كان ملتصق بها كبعوضه، لماذا لم يحاول تلك الليله بالذات الاقتراب منها؟


واليكس؟

لا، أليكس كان لعبه في يد كارينا، لو كان يوجد حبل لجرته من رقبته ككلب آليف، كانت تتسلى به وكان يعلم ذلك، ولم يمانع، لطالما اشفقت على طريقتها في معاملة ذلك البائس، كانت تصرخ به كخادم وكان يلبى كل مره ، قالت لي قبل انفصالها منه انها تظلم ذلك الشاب، وعندما أخبرته بذلك لم يرفض المسكين بل تمنى لها حياه سعيده !


لكن السيده تنسنت قالت إنه حاول اكثر من مره الاقتراب من كارينا لكنها رفضت !

السيده تنسنت مريضه منذ مده طويله ولا تعرف إلا ما نرغب به، لقد كانت كارينا هي من طلبت حضورها، حتى بعد انفصالها عنه لم تستطع ان تنسى أنه كلبها الوفي، كانت تحضره عندما تشعر بالضيق او ترغب باللهو.


لطالما استنكرت طريقتها في العيش لكن ما باليد حيله، ان يكون لك طفل وحيد ذلك لا يمنحك العديد من الاختيارات !

كان المستشار هانكس ينظر لساعته وعلمت ان وقتي قد نفذ !

شكرا لك سيد هانكس !

ودعته وغادرت البنايه، كان السيد هانكس يعلم اكثر مما اخبرني به، لقد قال ما كان يرغب بقوله لا أكثر !

اذا كانت علاقته جيده بأبنته لماذا يراقبها؟ ولماذا لا تعرف زوجته بذلك؟


لابد أن التقي أليكس هذا !






&

كانت الشمس مالت تجاه الغرب وعلمت ان موعد عودتي لمنزلي قد حان، التهمت بيتزا في مطعم فولز ان وسألت النادل عن كارينا، كانت فتاه رائعه، كانت تحضر كل مره مع شاب مختلف وكانت تترك إكراميه محترمه!

متى كانت آخر مره رأيتها فيها؟

قبل اختفائها بالضبط كانت هنا مع شاب لا أعرفه كانت أول مره أراه فيها، كان طويل ونحيف وغير مهندم وكانت كارينا تضحك بأستمرار، سمعتها تقول انا فتاه حزينه جدا !


كان المنزل غارق في الظلام عندما وصلت وفكرت ان وجود امرأه مهم لكني اعاقب نفسي، أشعلت الاضواء وبعد أن اخذت حمام ساخن احتسيت فنجان قهوه ولم ابارح المنزل !

هل توصلت لشيء؟ سألت داريا عندما هاتفتني !

قلت لها ماذا تتوقعي؟

قالت انت ادرى، قلت لها لا شيء مهم، اذا توصلت لأي شيء سوف أخبرك ! حرصت ان تكون نبرة صوتي محايده!

ماذا سوف ستفعل!؟

سأحضر طعام العشاء!

لكنك تناولت طعامك في  مطعم فولز ان؟

انت تراقبيني يا داريا؟


النادل يعرفني وعندما وصلت لهناك بالصدفه اخبرني عن شخص يسأل عن كارينا وفكرت انه انت؟


داريا؟ انت اذكي مما اعتقد !


تمنيت لها السلامه وانهيت المكالمه !


كان الجو بارد ولم يكن هناك حطب للمدفأه كنت قد أجلت ذلك ولم أكن اتوقع ان اذهب للمدينه بتلك السرعه، خلف المنزل جعلت اقطع الأخشاب وارتفع صهيل صوفيا، اللعنه لم اطعم الجوادين منذ الأمس، عندما وصلت صوفيا وهود كان العشب الزائد أسفل منهم!

هناك من حضر لهنا في غيابي!؟

تذكرت بوني الا ان قوتها ضعيفه لجز العشب!


ربما على أن اتوخي الحذر، حملت الحطب واشعلت للمدفأه وجلست بجوارها، قدمي على مقعد قدم واطيء!

كان رقم هاتف أليكس أمامي وكانت الساعه تشير للحادية عشر ليلا، وقت متأخر لكن الفضول كان يقتلني !

السيد أليكس؟

أجل من معي؟

انا ادم، أحقق في قضية اختفاء كارينا!

على حد علمي داريا تحقق في تلك القضيه ؟

انا مساعدها الجديد!!

لقد قلت كل شيء لداريا والشرطه من قبلها، ليس لدي أي شيء أخبرك به سيد ادم!

اذا كان ليس لديك ما تخفيه لماذا لا تحاول التعاون معي؟ لن اخذ من وقتك الا دقائق؟

صمت تبعته تنهيده طويله، انا احاول ان انسى الماضي؟

خمسة عشر دقيقه لا أكثر؟

ضربت موعد مع أليكس صباح اليوم التالي !

لا يبدو ضعيف مثلما اوحي به هانكس؟ هناك امر لا يعجبني في نبرته؟


كنت انتظر السيد أليكس في مطعم فولز ان وكان النادل يعرفه، عندما دخل المطعم لوح له النادل وهمس في اذنه بعض الكلمات قبل أن يقصد طاولتي!

كان أليكس شاي جذاب، يمتلك عيون زرقاء وشعر اشقر ناعم، قوام رشيق من النوع الذي يعجب الفتيات !

من اول كلمه أدركت ان أليكس يمتلك شخصيه قويه لكن مرتبكه وغير واثق في نفسه !

اخر مره رأيتها كانت مع شاب لا أعرفه وعندما حاولت الاقتراب منها نهرتني وولت هاربه، تلك الليله نفسها غادرت المدينه لمنزل العائله، بعدها علمت بنباء اختفائها !






كانت كارينا تستغلك؟

كنت احب كارينا ولم تتعمد ابدا ايذائي، لقد احترمت رغبتها في هجري وتمنيت لها حياه سعيده !

كم مره تركتك كارينا ثم عادت اليك؟

مرات كثيره، وكنت انتظرها كل مره، لا أحد يفهم كارينا اكثر مني، لكن ذلك الوغد ارثر كان يحاول الاقتراب منها، لقد حاولت قتله بعد اختفائها ألم يخبرك احد بذلك؟


بلي، داريا فعلت !


لماذا حاولت قتله؟

وهل ذلك سؤال، لأنه قتل كارينا!


انت متأكد؟


لقد كانت معه ليلة اختفائها رغم انه قال انه كان بالحانه، انا متأكد انه يستطيع التسلل دون أن يشعر احد، انه وغد ومدمن !


هل تعرف ذلك الشخص بالصوره؟

وضعت أمامه صورة كارينا المبتسمه تنظر للفراغ وطيف بعيد متواري خلف جذع شجره !


لا أعرف رد اليكس بأمتعاض قبل أن يقول يجب أن ارحل !


كنت لم اقابل ارثر بعد لكن أليكس بدا لي شخص خطير ومرعب  وليس خانع كما ذكر هانكس!


كان لدي حوالي ساعه في المدينه وقررت زيارة السيده تنسنت لأني كنت اخطط لعطله طويله بعيد عن أي اشكاليات !


كيف حالك؟ قلت للخادمه المتحفزه فور رؤيتها!

بخير وأطلقت ابتسامه مائعه !

السيده تنسنت موجوده؟

واين قد تذهب؟


انا أدعوك للعشاء بمنزلي داخل الغابه؟ متى يوم اجازتك؟

تسأل وكأني وافقت؟

ليس لديك مانع، السيد هانكس لن يمانع!


لماذا ذكرت السيد هانكس تحديدآ؟

ضيقت عيني وانا اطلق ابتسامه، لا تنسى انني محقق ولن يخفى على علاقتك بهانكس!


وان يكن السيد هانكس حر!


وانت حره!


امتعض وجه الخادمه وشعرت بالخوف يطغى علي ملامحها، لا استطيع، قالت الخادمه، السيد هانكس لا يرغب بترك السيده تنسنت بمفردها !


هل يمتلك السيد هانكس منزل امر؟

لا أعلم، ارجوك وتلفتت الخادمه  حولها لا أرغب بالحديث معك !

أخرجت بطاقتي ووضعتها في جيب تنورتها، اذا غيرتي رأيك سأكون بأنتظارك!


الن تقابل السيده تنسنت؟

لا، ولوحت بيدي مبتعدآ عنها !


بعد ساعه وقبل ان اصل منزلي، هاتفني السيد هانكس ولم يتطرق لزيارتي لمنزله، سيد ادم لدي معلومه أخبرك بها، كان هناك شخص آخر بحياة كارينا، كانت قد أخبرت الخادمه قبل اختفائها بنيتها الذهاب برحله لشخص يعيش بمفردها على أطراف الغابه !


اين تسكن سيد ادم؟


وانا ابتسم قلت على أطراف الغابه !


حسنا ارجو ان تساعدك تلك المعلومه لان الشرطه لا تعرف ذلك، ربما يحالفك الحظ وتضع قاتل ابنتي خلف القضبان وتقيم العداله !

مع السلامه !!


المستشار هانكس أقر بوفاة ابنته قبل أن يقرر اي شخص ذلك؟ وحتى الشرطه لم تثبت ذلك بعد !!


امطرت السماء ثلوج بحجم حبات العنب وتلونت السماء باللون الداكن، عندها بدأت الركض وكانت بونو متواريه خلف الأشجار، انا أراكي! قلت عندما حازيت بونو دون أن اتوقف عن الركض، انت من اطعمتي الجياد؟


وانت لم تعلمني الصيد اعتقد اننا متعادلين قالت بونو بنبره اكبر من عمرها وكان بها حشرجه مريعه ! انه الثلج والرعد الذي يضرب، هل حقا ما سمعته كان صوت بونو ؟

كان ببونو حلاوه غير طبيعيه وكان وجهها البريء ينقط رحيق اللافندر وعيون تدفعك دفعا لمشاكستها !






هاي، انت ايها الصغيره؟ قلت عندما حازيتها مره آخره ولافيني عند البحيره !

في ذلك المطر؟

اذا لم تقتلك والدتك يسعدني ان اعلمك الصيد بين حبات الثلج، ان الأسماك يصبح صيدها أسهل خلال المطر !


حملقت بونو بوجهها تجاه الغابه قبل أن تركض حافيه نحو البحيره !

لماذا لم افكر حتى الآن بمسح الغابه، المنطقه المحيطه بي على الاقل؟

لو لم أكن كسولا لأصبحت كاتبآ لا محاله !


جلسنا على الحاجز الخشبي، الجسر الذي قمت ببنائه ووضعنا اقدامنا داخل المياه والقت بونو الصناره !

راقبي الغماز، عندما يغطس اجذبي بسرعه !!

عندما غطس غمار الصناره جذبت بونو واخرجت سمكة شبار كبيره،


ماذا نفعل بأول سمكه نصطادها يا بونو؟


نأكلها طبعآ !

كانت بونو راغبه بمواصلة الصيد لكني اصريت ان تذهب لوالدتها، قلت لها اذا تمكنتي من إشعال النار سأشتم رائحة الشواء !


بونو، صرخت والدتها من بين أشجار الغابه وهي تحمي رأسها من الثلج ، تعالي هنا قبل أن اقطع رقبتك !!


ضحكت بونو ، وهي راحله لوحت لي وقالت، الكبير هو الأخطر  !!


لم اسمع كلماتها جيدا ولم اهتم !!


كان المطر قد تحول لجحيم وغرقت في ملابسي!


الي المنزل عندما لا يكون لدينا مكان آخر لنذهب اليه !


تناولت حساء الجزر والسبانخ ومددت جسدي جوار المدفأه ونمت وانا احمل كتاب بين يدي


                الفصل الرابع من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×