سكريبت التقدير (كامل) بقلم هاجر نورالدين
_ أنا زهقت من كونك شخص سلبي بجد.
بصلي بضيق وقال بإستفهام:
= والله!
يعني أنا سلبي، طيب ياريت تقوليلي سلبي في إي يا هانم؟
رديت عليه بخنقة رهيبة وقفلة من المشاكل بتاعت كل مرة وقولت:
_ في كل حاجة يا حسن، إنت سلبي في كل حاجة، لما حد بيزعلني من أهلك مش بتردلي كرامتي ولا بتضايق عشاني لأ إنت بتيجي معاهم عليا وقدامهم كمان، بتيجي بعدها تصالحني بعد ما تفهم إني مش غلطانة أه بس بعد إي يا حسن، بعد ما بتبقى خلاص عودتهم إنهم يقِلوا مِني في وجودك عادي.
إتكلم بزعيق وقال بغضب:
= أيوا إنتِ عايزاني أعمل إي مع أهلي يعني، أتخانق معاهم وآجي عليهم وأقاطعهم كمان!
إتكلمت بإنفعال طفيف وأنا بحاول أفهمهُ وقولت:
_ مقولتش تقاطعهم يا حسن، قولت تاخد حقي وتزعل على زعلي لإن كرامتي من كرامتك ودا شيء المفروض أنا مقولهوش يا حسن، الست اللس بيعملها قيمة وسط الناس والأهل والدنيا هو الراجل اللي معاها لكن كونك تيجي عليا معاهم يبقى أنا ليا مين في الدنيا كدا؟
هِدي شوية وبعدين قال بتساؤل وقِلة حيلة في نبرتهُ:
= والمفروض أنا أعمل إي يعني؟
أقاطع أهلي يعني يا فرح؟
جاوبتهُ بهدوء أنا كمان وقولت:
_ مقولتش كدا للمرة التانية يا حسن، بس على الأقل تزعل على زعلي وتحسسهم إن زعلي غالي وإنهم يقدروني ويحترموني، يعني مثلًا أخويا لما بنشد أنا ومراتهُ مع بعض بيزعل مِني وبييجي في صفها ويزعل على زعلها وميكلمنيش كـ عقاب ليا لحد ما نتصالح أنا وهي، لحد ما عودني وخلاني مزعلهاش عشان زعلهُ هو، خلَّا محدش من البيت يفكر ييجي عليها ولا يزعلها عشان خاطرهُ هو وعملها قيمة بيننا، مش معنى كدا إنهُ مقاطعنا أو وحش معانا لأ، دا بس عشان إحنا بقينا حاطين أخويا ومراتهُ في خانة واحدة، هما الإتنين واحد وزعلنا مراتهُ يعني زعلنا أخونا، غير كدا يبقى إنت بتقِل بيا وسط أهلك يا حسن.
إتكلم بهدوء وتساؤل بعد شوية وقت وتفكير مع نفسهُ وقال:
= طيب وإنتِ مغلطتيش إمبارح يعني لما ماما تحطلك الأكل ومتاكليش منهُ ومتقدريهاش!
بصيتلهُ بغضب بحاول أهديه عشان منتعصبش على بعض من تاني وإتنهدت وقولت:
_ يا حسن دي حطتلي الأكل وأنا ماشية بالعافية بعد ما إنت قولتلها مرة وإتنين وتلاتة وأنا كنت سمعاك على فكرة ولكن كنت عاملة نفسي مش واخدة بالي وسمعتها أول مرة وهي بتقولك الأكل في التلاجة سخن وكُل إنت وهي، ولما إنت أصريت قامت مغصوبة وحطت الأكل قدامي وسابتني ودخلت تتكلم مع خالتك من تاني، مفيش تقدير يا حسن ليا ولا من مامتك ولا من أختك وعايزني آكل كمان ليه معنديش كرامة للدرجة دي يا حسن، دا إحمد ربنا إني سكتت ورفضت الأكل بذوق وإني مش جعانة، وأنا تعبت من كوني شخص بيتقل بيه في بيتهُ التاني المفروض، دا إحنا لسة مخطوبين وبيتعمل فيا كدا، أومال لما نتجوز يا حسن!
فضل ساكت شوية بتفكير وقال بهدوء:
= طيب حقك عليا يا ستي، بعد كدا مش هعدي كونهم بيقِلوا منك على حسب كلامك برغم إني شايفها ممكن تكون بيتعاملوا بعشم وإنك واحدة مننا خلاص ومش محتاجة أسلوب الضيافة.
بصيتلهُ بجنب عيني وقولت بإنفعال مكتوم:
_ تاني؟
ليه هما بيعملوا كدا مع خطيب أختك لما بيروح عندهم، دا بيصحوا من بداية اليوم عشان يعملولهُ الحلو كلهُ ودا غير الإستقبال والضحكة واللمة ويحسسوه إنهُ ليه قيمة ووجودهُ غالي وأنا هنا مش بتكلم على الأكل وإنت عارف إني مش ببص للأكل يا حسن، وهرجع أقولك اللي عامل كدا أختك لما بتفضل تدافع وتتكلم عنهُ، لكن أنا بتتاخد في الرجلين وبيتقل بيا عشان إنت مش بتتكلم يا حسن وبترجع تاين يوم يكونوا مزعلني تتكلم وتضحك معاهم عادي ولا كإنهم زعلوني قبلها، يا أخي حتى وضحلهم أو بينك وبينهم قولهم إنك متضايق منهم عشان مزعلِني.
فضل ساكت وهو باصص لكوباية القهوة اللي قدامهُ وبعدين قال بهدوء:
= حاضر يا فرح، حقك عليا بس متضايقيش نفسك.
إتنهدت وقولت وأنا برجع بضهري لورا:
_ لأ حقي أتضايق يا حسن، بس هديلك فرصة تاني لإني لسة باقية عليك يا حسن.
إتكلم بتساؤل ورفعة حاجب وقال:
= ليه هو إنتِ كنتِ ناوية تسيبيني؟
ربعت إيدي وبصيتلهُ نفس البصة وقولت:
_ هو لو كرامتي وقيمتي بالنسبالك مش سبب لأساسيات العلاقة يا حسن فـ هو سبب بالنسبالي وأه على السبب دا أديلك فرصة أو لأ، وأنا هديلك فرصة يا حسن لإننا إتعاتبنا دلوقتي فـَ من دلوقتي لو مش هتردلي كرامتي يببى كل واحد لحالهُ يا حسن.
إتكلم بعد ما قدم شوية على الطربيزة وقال:
= عارفة لو مكنتش بحبك يا فرح كنت سيبتك على كلامك دا.
فضلت ساكتة ومردتش عشان تعبت من كتر الكلام وهو قال بإبتسامة وهدوء:
= إشربي إشربي البرتقال هدِي نفسك شوية.
بصيتلهُ وإبتسمت عشان مقفلش اليوم وخلصنا كلام على كدا وبعدها وصلني البيت.
فات إسبوع على الموقف دا وبعدين لقيت حسن بيتتصل بيا وبيقولي:
_ جبتي الفستان ولا لسة؟
إتكلمت بتساؤل وقولت:
= فستان إي اللي جبتهُ!
إتكلم بإستغراب وقال:
_ إنتِ مجبتيش فستان تروحي بيه خطوبة أختي؟
إتكلمت بتساؤل أكبر وإستغراب وقولت:
= خطوبة أختك؟
هي إتحددت!
فضل ساكت ثواني وبعدين قال:
_ يابنتي هي مش قالتلك في اليوم اللي جابت فيه الدهب إن خطوبتها الإسبوع الجاي اللي هو بعد 3 أيام المفروض؟
إتنهدت وأنا بغمض عيني وقولت بضيق:
= لأ يا حسن محدش قدرني ولا حد عرفني إنها جابت الدهب حتى!
فضل ساكت ثواني وبعدين قال:
_ طيب إقفلي كدا.
غاب شوية وبعدين لقيت أختهُ بترن عليا وبتقول بلهجة حزن مصتنعة:
= فرح حبيبتي حقك عليا والله غاب عن بالي خالص إني مقولتلكيش، والله يابنتي إتتاخدت في دوكة من تحضيرات الخطوبة إنتِ مخطوبة بقى وفاهمة الدوامة اللي العروسة بتبقى فيها.
إتكلمت بعتاب وقولت:
_ يعني عزمتي الناس كلها ونسيتي تعزمي خطيبة أخوكي؟
إتكلمت من تاني بإلحاح أكبر وقالت:
= بالله عليكِ ما تزعلي مني حقك عليا والله دا حسن زعلان مِني وحلف عليا ما هيحضر الخطوبة غير لما أراضيكِ وأقنعك تيجي.
بعد شوية كلام وإلحاح كبير وافقت عشان حلفان حسن على أختهُ ومكونش سبب إنهُ ميروحش مناسبة زي دي لأختهُ، قفلت معاها وبعد ساعتين باب الشقة خبط ولقيتهُ حسن وفي إيديه شنطتين هدايا، بصيتلهُ بإستغراب ونظرات تساؤل للشُنط وقولت:
_ دا فجأة كدا، وبعدين إي اللي في إيديك دا.
ضحك وقال بهزار:
= السلام عليكم التلاجة فيها مايا إكمن أنا جعان أوي، ما تدخليني الأول يا ست إنتِ.
ضحكت على طريقتهُ ودخلتهُ، فتحت الشنط اللي كانت معاه وكان في شنطة فيها حلويات وشيكولاتة وكاندي، بصيتلهُ بسعادة وفتحت الشنطة التانية واللي كان فيها المفاجأة الأكبر وهو فستان سواريه، إتكلم بإبتسامتهُ الجميلة وقال:
_ حقك عليا أنا وأنا زعلت منها وزعلت معاها عشانك، وجايبلك الفستان والحلويات دي يارب تعجبك ويارب ذوقي يعجبك، ودا الفستان اللي عايزك تروحي بيه الخطوبة.
مكنتش مصدقة اللي بسمعهُ وقولت بسعادة وفرحة:
= كفاية عندي الحركة بتاعتك دي وكلامك مع أختك، كل ما تقدرني وتحترمني وتخلي اللي حواليا يحترموني ويقدروني، البنت أو الست مننا يا حسن مبتبقاش عايزة حاجة من الطرف التاني قد التقدير وإنهُ يبقى سندها ويجيب حقها وميخليش حد ينطق معاها نص كلمة ولا يبصلها بصة وحشة أو متعجبهاش.
إبتسم وقال بعيون مليانة حب وصدق:
_ وأنا إن شاء الله مش هخلي حد يضايقك أو يبصلك بصة متعجبكيش يا فرحتي.
#هاجر_نورالدين
#التقدير
#تمت