رواية واحة الخراب الفصل الرابع عشر 14 بقلم اسماعيل موسي
#واحة_الخراب
14
---
قعدت فوق الأرض وسط الغرفه، ضهرى للحائط وبندقيتى فى حضنى، والمخلوقه مربوطه فى الركن، جسمها كله خدوش وجروح، وعينيها الواسعه بتلمع فى الضلمه من الدموع . فضلت أراقبها.
كان فى صوت صفير خافت فى الهوا… نفس الذبذبات بتاعتها… خيوط صوتيه بتتسلل لدماغى زى خناجر. صرخت فيها:
اسكتى! متعملش الصوت ده تانى هقتلك
سكتت. دموعها نزلت بهدوء. مكنش عندى رحمه، ومكنتش عايز يكون عندى رحمه، كل حاجه جوايا كانت بتتحول لحاجه تانيه… شىء مش انا. شيء قبيح كل همه الأنتقام يمكن البنت الميته اللى شفتها، يمكن الجحيم اللى انا فيه، او يمكن لانى كنت لوحدى والجنون بيقرب منى
بصيت ع الأرض، لقيت شنطة ضحى لسه محطوطه فى الركن، فتحتها، جواها حاجات بسيطه… كتاب صغير، صورة مش واضح فيها غير ملامح نص وشها… ضحى كانت جميله. ساعتها حسيت بحراره فى قلبى، حاجه مره، حاجه بتوجع ومش قادر أطلعها.
بصيت للمخلوقه…
انتى السبب… انتى لعنه… قربت منها ووشى قدام وشها.
لو كنتى بني آدم كنت موتك بأيدى
عنيها، كانت فيها حاجه. مش خوف، ولا دموع… حاجه تانيه. حاجه زى… ندم ممزوج بالرعب .
سألتها:
انتى قتلتيها؟
صح؟
هزت راسها بالنفى، دموعها بتغرق خدودها الزرقا.
ذبذبات خفيفه خرجت منها…
مافهمتش معناها
فجأه مشيت لحد المنضده، مسكت الكشاف، ووجهته على ضهرها.
كان فيه نقش محفور على جلدها…
رمز دائرى، جواه حرفين.
"M. R"
دكتور مرتضى.
صرخت عايزه تقولى ايه ؟
مرتضى كان بيعمل معاكى ايه؟
قربت منها…
سحبت السلاسل
المخلوقه وقعت على الأرض، ايدها بتترعش
سحبت السوط وبكل قوتى جلدتها، جلدتها بلا رحمه،
جلدتها لحد ما ايدى وجعتنى ومأثرش فيا صراخها او دموعها
رميت السوط على الأرض وقعدت من التعب، لقيتها زحفت ناحيتى وقعدت تبوس فى رجلى بطاعه عمياء
ابعدى عنى، صرخت وانا بركلها بقدمى، هتفضلى محبوسه هنا، مش عايز اشوفك تانى
مكنتش عارف انى هشوفها اسرع مما تخيلت
________
---
فضلت طول النهار مرابط جوه الوحده الصحيه. عرفت إنها بقت الحصن الوحيد اللى أقدر أحتمى فيه، بعد ما قلبت الشارع جحيم والمخلوقات سابت جثثها وراها.
كنت متأكد إنهم مش هيسيبوا اللى حصل يعدي… وفعلاً، الليله جت وهي شايله ريحة انتقام.
قبل المغرب بساعه، حسيت بالهوا بيتقل، الشمس بقت كأنها بتختنق فى الغروب
لون السما قلب بنفسجى، وأصوات غريبة بتهز الصحرا… أصوات أعمق من العادى… مش الذبذبات اللى عرفتها، لا، دى كانت زئير… حاجه بتجرى فى الرمل بقوة
جهزت القنابل، سحبت البندقيه، وقعدت ورا الشباك وانا قلبى بيدق فى صدرى كنت مستعد، أو على الأقل كنت فاكر نفسي مستعد