رواية فداء الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم مجهول
#قصة_فداء_الجزء_الخامس_والثلاثين
يذهب فداء لغرفة سامية فيجدها جالسة على سريرها وقد بدأ عليها تقدم السن وابيض شعرها وقد ظهر جزء منه من تحت غطاء الرأس وتنظر بعيون قد كساها البياض وتمسك في يدها سبحة تذكر الله بها فيتجه فداء مسرعا نحو أمه
فتحاول آمنة أن تمسك يده لتمنعه ولكنه يفلت ذراعه منها وينطلق كالسهم ويجلس أمامها علي السرير ثم يحتضنها بقوة وعيناه تتقاطر بالدموع وهو يكتم صوت أنين بكاؤه
فتقول سامية من انت
وهنا تجذب آمنة فداء بيدها للخلف وتجلس مكانه قائلة
أنا آمنه بإنة أختك ليلي ياخالتي الأ تذكرينني
تضع سامية يدها علي النجوم التي علي كتفها وتقول
ما شاء الله يا آمنة لقد كبرت عزيزتي ويبدو أنك تعملين بالشرطة
نعم خالتي الحبيبة ثم تنظر لفداء وهي تغمز له أن يخرج
بينما يضع هو يده علي فمه ليخفي صوت شهقة البكاء
فيجري نحو حمام المرضي الذي في آخر الممر ويغلق الباب علي نفسه ويبكي بصوت مرتفع اه يا أمي اه أن الألم يعتصرني لقد كنت بين احضاني ولم استطع أن أخبرك أني موجود تبا للثأر الذي حرمني من أمي وأبي وأختي
ولكن أقسم أنني سانتقم من كل من تسبب بذلك
ولن تنطفئ تلك النار بداخلي حتي اخذ حق أمي وأختي وأعاقب القات.ل الحقيقي علي فعلته ثم يجهش بالبكاء بصوت عالي اه ما هذا الألم الذي أشعر به خذيني في حضنك امي اه ماذا أفعل أنا لا أستطيع أن اتحمل هذا الألم مجددا
ثم يغسل وجهه مرارا وتكرارا ويقف حتي يتمالك نفسه
ثم يتجه نحو غرفة أمه مرة أخري ويقف امام الباب
حتي يستمع لصوت أمه تتحدث مع آمنة
قالت سامية أنت شرطية اذا حبيبتي الجميلة
عندما كنت صغيرة كنت الوحيدة من بين اخوتك التي تشبهين أختي ليلى ولكنك قد كبرت الآن واصبحت عروس ويبدو أنك تتدربين جيدا في القسم فحضنك يشبه حضن رجل قوي
قالت آمنة نعم خالتي معك حق فهم يدربوننا تدريبات عنيفة حتي اصبحت اجسادنا قوية الرجال ولقد استلمت عملي من شهر في قسم القرية وكانت اول مهمة لي هو البحث عنك
ولقد وجدتك أخيراً ولكن اعذريني خالتي في السؤال
لماذا لم تعودي للقرية بعد أن شفيت
قالت سامية حبيبتي لقد كنت أدرك كل شئ واعرف من أكون وأين يسكن اخوتي ولكن بعد دمار اسرتي كلها
موت زوجي وضياع أولادي لم اعد ارغب بالرجوع للقرية
وفضلت أن أعيش هنا مع ذكرياتي وأنا ادعو الله أن يجمع شملي بأولادي مرة أخرى
يسمع فداء حديث أمه فيجهش بالبكاء مرة أخري ولكنه يضع يده علي فمه ولكن تسمع سامية صوت شهقة بكاء قادمة من امام الغرفة فتقول لآمنة ما هذا الصوت ياابنتيكأن هناك شخص يبكي
قالت آمنة أنه أحد الزوار خالتي لقد احضر أمه الي هنا منذ فترة لأنها مريضة وقد جاء لزيارتها فلم تتعرف عليه لذا فهو يبكي منذ حضوره بسبب ذلك
قالت سامية إذا لا تدعيه يبكي ياابنتي واطلبي له الدكتورة وعد فهي ممتازة في عملها وتستطيع تهدأته واخبريه أن الاطباء والممرضين هنا يعاملون المرضي معاملة حسنة
فمنذ أن تولت الدكتورة وعد كمديرة للمشفي والمرضي في أفضل حال تعال يابني اقترب مني لا تبك أبدا إن أمك ستكون بخير فلا تقلق عليها
فيسمع فداء هذا الكلام فينهار بالبكاء أكثر ويعلو صوته
قالت آمنة بالاذن منك خالتي يجب أن اذهب الآن
فيبدوا أن زوجي قد وصل للمشفي ولا يستطيع الوصول إلينا
سأحضره ثم ننهي اجراءات خروجك وآخذك معي لبيتك
قالت سامية لا يابنتي فأنا مرتاحة هنا
قالت آمنة لا ياخالتي سترتاحين اكثر في بيتك وسنكون كلنا بجانبك هناك وان شاء الله تجتمعين بولديك فداء وراندا قريباً
بعد إذنك استأذنك لنصف ساعة فقط وسأعود لك بعد أن انهي اجراءات الخروج أنا ومحمد زوجي وطمئني سأخذ الشاب معي للدكتورة وعد حتي تهدئه
توجه سامية حديثها للشاب لا تبكي يا بني ستكون أمك بخير وأنا سابحث عنها واطلب من وعد أن ترعاها
فيجري فداء الي خارج الغرفة وتجري امنة خلفه
فيحتضنها قائلا وهو يبكي أمي أمي ياآمنة
علي بعد خطوات أمامي ولا أستطيع أن اضمها او اخبرها أنني ابنها
قالت آمنه اهداء فداء نحن في المشفي ولا يجب أن يعرف أحد أنك علي قيد الحياة حتي نعرف الحقيقة ونتوصل لقاتل أبيك فيجب أن تتمالك نفسك أكثر من هذا حتي لا يفضح أمرك وانت تعرف ان مجد خرج من السجن حديثا
ولن يتردد في قت.لك لو تعرف عليك أرجوك أهدأ قليلاً
قال فداء لا أستطيع أن امنع نفسي من البكاء يا آمنه
لقد ظللت اكثر من عشر سنوات لم تنزل من عيني قطرة واحدة حتي تصلب قلبي وصار كالصخرة وكنت اظن أنني قوي ولن يحطمني أحد ابدا حتي رأيت امي فشعر أنني كالجبل الذي دك فصار ينهار قطعة قطعة ثم يجهش بالبكاء
فتنظر إليه آمنة قائلة له ماذا حدث لك فداء فمنذ عرفتك وانت تتصرف بقسوة مع الجميع حتي أنني كنت اري أمامي رجلا متحجر القلب صلبا يهابه الجميع ويعملون له الف حساب ولم ارك بهذا الضعف من قبل
قال فداء ولكن الحزن يعتصرني فأمي نقطة ضعفي الوحيدة
واشد ما ألمني عيناها البيضاء ولكني لن اتركها هكذا وسأرسلها للعلاج في الخارج
قالت وكيف ذلك فالعلاج في الخارج يحتاج ترتيبات كثيرة
قال لا تحملي هما فلدي خطة لذلك فالرجل الذي رباني لديه معارف هنا ويستطيعون مساعدتي في إنهاء الأوراق المطلوبة اكراما للمرحوم ولكن دعيني الآن سالقي نظرة علي امي قبل أن أغادر لإنهاء إجراءات الخروج من المشفي
قالت آمنة لن ادعك تفعل هذا الآن حتي لا تنهار مرة أخري
فهيا بنا نكمل الاجراءات سويا وسنعود لاحقاً حتي
نأخذها معنا
في هذه اللحظة تأتى راندا عبر الممر متجهة نحو باب غرفة سامية ثم تلقي التحية علي آمنة قبل أن تدخل الغرفة
فينظر إليها فداء ولا يحول نظره عنها
تضربه آمنه بيدها علي صدره وهي تحدب عينيها مثل الصقر
وتقول له منذ قليل كنت منهار من البكاء والآن تراقب الفتيات
يالك من وغد
قال فداء انظري الي الفتاة أنها تشبه اختي راندا كثيرا