رواية حين تبكي الجدران الفصل الثاني عشر 12 بقلم عادل عبدالله


 رواية حين تبكي الجدران الفصل الثاني عشر 12 بقلم عادل عبدالله


#رواية_حين_تبكي_الجدران

#للكاتب_عادل_عبد_الله


الحلقة   ١٢


عاد شريف يدخل الحي الذي عاش فيه قبل غربته .

 بينما عيناه تتلهفان ان تري شروق .

ظل ينظر يمينا ويسارا حتي دخل منزله دون ان يراها .


في شقة ربيع ...

ربيع : نورت بيتك ومصر كلها يا شريف يا ابني .

شريف : بنورك يا بابا .

ربيع " يضحك " : يلا ادخل اوضتك ارتاح شوية علشان نسهر سوا تحكيلي علي بنات اوروبا .

يضحك شريف و ترد نبيلة : بنات ايه يا اخويا ، انا ابني متربي كويس ميعرفش الكلام ده .

ربيع : انا بضحك معاه و عارف انه متربي كويس ، لكن بردو ابنك شاب واكيد فيه بنات هناك عجبوه ، ولا ايه يا شريف ؟

نبيلة : سيبك من ابوك وكلامه يا شريف يا ابني ، بص بقي انا حطة عيني علي عروسة ليك زي القمر .

شريف : لا لا يا ماما مش وقته خالص الكلام ده .

نبيلة : ليه يا ابني ؟! ده انا عايزة افرح بيك النهاردة قبل بكره .

ربيع : وانا كمان عايز افرح بيك يا شريف .

شريف : يا بابا اناااا....

ربيع : متكملش انا عارف اللي في دماغك ، سيبك خلاص من اللي فات وبص قدامك لمستقبلك ، كل واحد يا ابني بياخد نصيبه .


في شقة جاسر 

يعود جاسر منزله ليلا ليجد زوجته تلعب مع طفلهما الصغير .

يهرول جاسر الي ابنه الصغير و يأخذه بين ذراعيه ويقب.له باشتياق بينما عيناه تترقبان ملامح شروق وتعبيرات وجهها !!!

جاسر : مساء الخير يا شوشو ، عاملة  ايه علي العشا ؟؟

شروق : انا قولت نتعشا عشا خفيف ، مجهزة جبن وبيض .

جاسر : طيب هاتي العشا علشان جعان اوي .

علي مائدة الطعام ..

يلاحظ جاسر ان شروق تبدو طبيعية !! يبتسم ويسألها : عرفتي يا شوشو مين رجع النهاردة ؟

شروق : مين اللي رجع ؟ ورجع منين ؟

جاسر : شريف ابن ربيع رجع النهاردة من ايطاليا .

ترتبك وتضطرب بقوة حتي ان الطعام سقط من بين اصابعها .

شروق " تبتسم بلا مبالاة " : وفيها ايه ، اي حد بيسافر مسيره يرجع .

جاسر : اكيد طبعا لازم يرجع لأهله وناسه وأحبااابه .

شروق : كلامك فيه تلميحات مش عجباني .

جاسر : لا يا حبيبتي مفيش اي تلميحات ، انا بس عايز افكرك اننا قعدنا اكتر من سنة مش حلوين مع بعض لحد ما ولدتي ابننا رجب الصغير بالسلامة ودلوقتي عايشين احسن من الاول مع بعض .

شروق : وانت بتقولي كده ليه دلوقتي ؟

جاسر : علشان عايز نفضل عايشين كويس ونربي ابننا في سعادة ومش عايز حاجة تخرب علينا حياتنا .

شروق : انا اللي عايزة اقولك مفيش اي حاجة تستدعي الكلام ده خالص ، ومش عايزة شك وغيرة ممكن تكون سبب في خراب بيتنا .






في شقة شمس

تغمر دموع شمس التي لا تجف وجهها ، فمنذ ان تزوج رجب نجوي تغيرت معاملته لها حتي ولو حاول اظهار غير ذلك ، الا ان حس الانثي داخلها مازال يؤكد لها ان رجب قد ذهب بعيدا بلا رجعة .

ومنذ ذلك الحين تحاول شمس مرارا تذكيره بوعده لها بطلاق نجوي الا انها دائم التسويف واامماطلة .

حتي قررت شمس ان تضع حدا فاصلا لكل ذلك مهما كانت النتيجة حتي وان كانت خسارتها حبها لرجب الي الابد !!!

 عاد رجب من عمله ليجد شمس تجلس باكية ...

رجب : ايه ده ؟ مالك فيه ايه ؟؟

شمس : تعالي اقعد عايزين نتكلم .

رجب : اتكلمي فيه ايه ؟؟

شمس : انت هتطلق نجوي امتي ؟؟

رجب : ييييه !! تاني ؟؟!!

شمس : وتالت ورابع كمان ، انت قولتلي انك هتتجوزها مصلحة لما تاخد فلوسها وفلوس ابنها .

رجب : ايوه حصل قولت كده .

شمس : وانت اخد كل حاجة خلاص من بدري !! ليه مش عايز تطلقها ؟؟

رجب : انا لسه مأخدتش حاجة .

شمس : مأخدتش !!! ده انت ضحكت علي الواد وشاركته من غير ما تدفع حاجة وبتسرق القهوة من وراه ولا عملت حتي حساب انه جوز بنتك !!!

رجب : مين اللي قالك كده ؟؟

شمس : انا عارفاك اكتر من نفسك يا رجب ، وعارفة كل حاجة بتعملها .

رجب : يا ولية الناس دي عندهم فلوس ملهاش عدد و لحد دلوقتي اللي اخدته نقطة من بحر الفلوس اللي عندهم .

شمس : كداب .

رجب : وحياتك عندي مش بكدب عليكي .

شمس : طيب كفاية علينا النقطة وخلي البحر لبنتك وابنها اللي اسمه علي اسمك .

رجب : لأ يا شمس لسه بدري اوي .

شمس " بعصبية " : طيب ايه رأيك يا رجب قدامك اسبوع من النهاردة لو مطلقتش الولية دي هتعرف انا هعمل فيك ايه .

رجب : انتي بتهد.ديني يا ولية ؟!!

شمس : لأ مش بهد.د انا بكلمك بجد ودي اخر مرة اقولك الكلام ده .

رجب : لأ انتي اللي اخر مرة تتكلمي معايا بالشكل ده ، وايه رأيك بقي انا مش هطلق نجوي ولو فتحتي كلام في الموضوع ده تاني هطلقك انتي .

شمس : هطلقني انا ؟؟ متقدرش تطلقني يا رجب ، عارف ليه ؟ علشان انت جبان .

رجب : طيب انتي طالق يا شمس .

شمس : طلقتني يا رجب ؟!!

رجب : واطلق اللي جابوكي كمان ، يلا بقي غوري من هنا علي بيت اهلك .

شمس : ده انت اللي تغور في داهية من هنا ، انت ناسي انك عايش في بيتي ومن خيري وخير اهلي ؟ ولا ناسي لما جيت تتجوزني علشان فلوسي وفلوس اهلي لما كنت جعان ومش لاقي تاكل .

رجب : انتي بتعايريني يا شمس ؟؟!!

شمس : واعاير اهلك كمان مادام طلعت ز.بالة وطلقتني ، يلا غور من هنا مشوفش وشك هنا تاني وفلوسي اللي اخدتها وعامل بيها معلم وسط الحتة لتجيبها بالذوق لاعرف انا هجيبها منك ازاي ، يلا غور من هنا يا ز.بالة .

ينصرف رجب بينما تجلس شمس بين جدران منزلها بعد ان اطلقت السراح لدموعها .


في شقة جاسر ...

يخلد جاسر الي النوم بينما مازالت شروق لم تلتقي جفونها بعد .

تذكرت ايام الحب الجميلة التي اغمرتها بالسعادة ، السعادة التي لم تعرف لها طريق بعد .

استعادت ذكرياتها بينما لم تشعر الا وقدانسابت دموعها علي وسادتها !!

حاولت تجفيف دموعها سريعا خوفا من ان يراها جاسر الذي ربما استيقظ في اي وقت .

مازالت تفكر في عودة شريف المفاجئة  ، هل مازال يتذكر حبهما الذي مضي ؟ هل مازال قلبه ينبض بحبها كما كان ؟ كيف كانت حالته حين علم بخبر زواجها ؟ هل يعدها الان خائنة لحبهما ؟ هل تحول حبه لها لكره شديد ام مازال يحبها كما كان وكأنه لم يبتعد عنها الا ليلة وضحاها ؟؟ وقبل كل ذلك كيف ستلتقي عينها بعينيه بعد ان اصبحت زوجة وأم ؟؟؟ هل تستطيع مواجهته الان ام ان عليها الابتعاد حتي عن رؤيته ؟؟

وظلت هكذا تستغرق في ذكرياتها وافكارها حتي اطلت أشعة الشمس عليها فلم تستطع الا ان تغمض عينيها .


في اليوم التالي ...

ينزل شريف مع والده ربيع ويجلس امام مخبره ومعه بعض الأصدقاء الذين تبدو عليهم السعادة والفرحة برجوعه .

يستقبل تهاني وترحيب الجيران وابناء الحي حتي يري جاسر يمر من أمامه يحمل طفله علي ذراعيه !!

ينظر شريف الي جاسر بسخط ثم نظر الي الطفل الصغير ودقق النظر فيه ليري ملامح حبيبته ترتسم علي وجه الصغير !!

يشعر بانقباض شديد يكاد يمزق قلبه اربا حتي ينتبه لكلمات اصدقاؤه بعدما ابتعد جاسر وطفله عنه واكمل طريقه .







وكأن عجلة الزمن قد دارت وعادت الي الوراء كثيرا حينما مر دياب وفي يده عروسته نجوي من أمام رجب " ذاك الشاب الفقير حينها " ليتباهي دياب امام غريمه رجب بفوزه بعروسته الجميلة بينما كان قلبه يعتصره الألم والحسرة !!!

"" هكذا هي عجلة الايام وسنتها التي تبدل الادوار بين البشر دائما وابدا ولا يفطن لحركتها الا كل ذي عقل فطن "" .

نعود الي شريف الذي يجلس بين اصدقاؤه بينما صورة الطفل مازالت في مخيلته و صورة حبيبته لم تفارق جنبات فؤاده .

اخيرا استعاد ادراكه ليستكمل مع اصدقاؤه حديثه عن غربته و حكاياته فيها حتي شعر مرة اخري بانقباض قلبه مرة اخري ولكنه لم يعلم السبب تلك المرة !!!

وما هي الا ثواني معدودة حتي اطلت عليه شروق بطلتها فلم يشعر الا و قلبه يكاد ان يتوقف عن النبض !!!

لم يشغله سبب ما يشعر به ان كان شوق وحنين ام غضبا و كراهية !! ولكن كل ما يشغله الان ان يقترب منها اكثر واكثر !!!

نهض واقفا : بعد اذنكم يا جماعة دقيقتين وراجع ، ثم ذهب في اتجاهها سريعا لعله يلحق بها .

يكاد قلبها ان يتوقف حبا وخوفا حينما رأته ينهض ويحاول اللحاق بها !!!

فبالرغم من خروجها من منزلها بعد خروج جاسر مباشرة حتي تراه عيناها بعد كل تلك السنين الا انها حينما رأته ورأت لهفته عليها شعرت بخوف شديد لم تعرف حقيقته هل هو خوف منه ام عليه ؟ هل خوفا علي نفسها ام خوفا علي طفلها الصغير ام هو خوفا من  مجهول ينتظرها وينتظره !!!!! 


#رواية_حين_تبكي_الجدران

#للكاتب_عادل_عبد_الله


            الفصل الثالث عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×