رواية هنا الامير الفصل التاسع 9 والاخير بقلم زينب محروس
- مالها الهدية و ليه مهتم إذا كانت شافتها و لا لاء؟؟
أمير بغموض:
- عشان هي لو شافت الهدية و ساكته يبقى مش بتحبني.
سالي بترقب:
- طب و لو لسه مشافتهاش؟
- يبقى في احتمالين الاول إنها مش مهتمة و مش بتحبني و التاني إنها بتحبنى.
سالي باستفسار:
- يعني أنت معترف بمشاعرك في الهدية؟؟
- ايوه.
سالي بفضول:
- هي أصلا الهدية عبارة عن ايه؟
أمير بتلقائية:
- طقم مجات.
سالي بتعجب:
- نعم!!! مجات ايه دي؟؟ هو أنت بتجهزها؟؟؟
أمير ضحك و قال:
- متشغليش بالك يا عمتي، هي مجات ايوه بس مش عادية، و دي حاجة مهمة بالنسبة لها و كانت مهتمة بيهم.
تاني يوم كان أمير واقف و ساند ضهره على عربيته و مستنى «هنا» اللي خرجت من البيت و هي بتجري عليه و بتبتسم، وقفت قدامه و سألته:
- ها بقى هنروح فين؟
- إيه رايك نروح عند شجرة التوت بتاع امبارح؟!!
- يلا بينا.
اول ما وصلوا هناك، كام مفروش ملاية تحت الشجرة و عليها سَبت مقفول، شاورت عليهم و قالت:
- دا تقريباً في حد هنا!
- ايوه إحنا.
«هنا» بحماس:
- بجد!
قعدوا الاتنين قصاد بعض و في النص كان السبت اللي هنا فتحته و بدأت تخرج منه، بيض أبيض و علبة ألوان، و عصاير و أكتر شيء ريحته بشعة هي بتحبه (فسيخ)، فصرخت بسعادة:
- يا نهار ابيض على الجمال، أقسم بالله أنت لو بتقرأ أفكاري مكنتش هتعمل كدا، دي أمنية حياتي إني اجي هنا في شم النسيم......بس ثانية دا شم النسيم فات.
أمير بحب:
- مش مشكلة، خلينا نعتبره النهاردة، أهم حاجة تكوني مبسوطة.
- صح انت صح.
قعدوا يلونوا البيض و هما مبسوطين شوية و شوية يتناقشوا بخصوص الألوان، و بعد ما خلصوا، «هنا» حطتهم قدام أمير و قالت:
- أختار واحدة منهم.
شال واحدة و مد إيده ليها، فأخدتها منه و بدون مقدمات، خبطتها في دماغه و كانت الصدمة إن البيض مش مسلوق، فقالت بصدمة:
- يا لهوي انت جايب البيض ني!!
سألها باستغراب:
- هو المفروض البيض يكون مسلوق!
- مثلاً! يلا اهو اخدت جزائك.
اخدت منديل و قربت منه و هي بتضحك و بدأت تنضف شعره و جبهته، و هو كان مبسوط جدًا بقربها و بيتمنى اللحظة دي متنتهيش.
حدفت المنديل بعيد و رجعت مكانها و هي بتقول:
- كله زي الفل دلوقت.....خلينا ناكل بقى.
فتحت الأكل قدامها و هو مكنش طايق الريحة و عايز يقوم، لكن اتفاجأ بيها عملت اول لقمة عشانه، و مدت إيدها ليه عشان تأكله فهو فكر لثواني، هل يقول إنه بيتقرف من الفسيخ أصلا و لا يسكت و ياكل من إيدها!
و كالعادة كانت مشاعره أقوى من بغضه للفسيخ، و سمح لنفسه ياكل من إيدها، فهي سقفت زي الأطفال و قالت:
- أقسم بالله عملت إنجاز!
عقد جبهته باستغراب، فهي قالت بشرح:
- يعني هدى قالت إنك بتتقرق و محرم عليهم الفسيخ دا يدخل البيت، و مع ذلك اكلت منه!
تمعن النظر في عيونها و قال:
- محبتش اقولك لاء.
«هنا» بثقة و مشاغبة:
- عشان أنا أصلا محدش يقولي لاء! و لا ايه؟
ابتسم و حرك دماغه بهدوء، و مر الوقت و هما سوا و طبعًا دا مكنش خالي من التقاط الصور، و بعدين قامت تجري و هي بتقول:
- تعالى نعمل تاج من شجر الصفصاف.
اتحرك وراها، و لما كانت مش عارفة تشد فرع الشجرة التفتت و قالت بضيق طفولي:
- مش عارفة يا أمير تعال انت شدهم.
و بالفعل قرب و شد اكتر من فرع و هي أخدتهم و عملت لنفسها تاج و عملت واحد ليه و قالت:
- انزل بدماغك شوية.
انحنى قدامها ف هي لبسته واحد، و مدت ايدها بالتاني و هي بتقول:
- أنت كمان لبسني التاج بتاعي.
أمير أخد منها التاج و قال:
- حاضر يا أميرتي.
بعد ما حطه على شعره، رجع خصلة متمردة لورا، فهي قالت بحب:
- حلوة أميرتي.
- خلاص لو تحبي هقولك أميرتي علطول.
«هنا» بتلقائية:
- و أنا هقولك يا أميري.
أمير ابتسم بسعادة و قال:
- زي ما تحبي يا أميرتي.
- ماشي يا أميري.
كان خلاص على أتم الاستعداد إنه يعترف بمشاعره، لكن هي حطمت آماله لما قالت:
- تعرف أنا طول عمري كان نفسي يكون ليا اخ عشان يدللني كدا و أحس إني الأميرة بتاعته زي ما بشوف ع النت و ازاى البنات بيتكلموا عن الطريقة اللي اخواتهم بيعاملوهم بيها.
جملة واحدة اترددت في دماغه:
- بتعتبرني أخوها!!!!
بقي مقتنع إنها مش شايفاه غير اخ ليها، فقرر إنه خلاص مش هيتكلم عن حاجة، فابتسم بمجاملة و قال:
- خلينا نرجع دلوقت عشان الجو هيضلم حالًا.
تاني يوم الصبح الكل اجتمع على الفطار باستثناء أمير اللي والد «هنا» سأل عليه، ف ردت سالي:
- عنده شغل ضروري فكان مضطر يمشي بالليل.
«هنا» زعلت إنه مشي من غير ما يعرفها، و خصوصاً إن بكرا مناسبة مهمة بالنسبة لها، فقامت من غير ما تاكل و طلعت اوضتها و رنت عليه اكتر من مرة لكن فونه كان مقفول.
مر اليوم كامل و جه وقت الخطوبة، و أمير مازال مش بيرد عليها و لا عارفة تتواصل معاه، كانت خلاص لبست و جهزت و مستنية معتز ياخدها من البيوتي سنتر، و رغم كدا كانت ماسكة فونها و بتحاول ترن علي أمير و مستنية يفتح فونه.
مكنتش مبسوطة، حاسة إن ناقصها حاجة، حاسة إنها لما تتجوز معتز مش هتبقى مبسوطة، في حاجة هي مش مرتاحة بسببها، بس هي ايه؟!!!
هدى قربت منها و قالت:
- انتي كويسة يا هنا؟ حاسة إنك زعلانة مش شايفة في عيونك فرحة العروسة!
عيونها دمعت و حست إنها مخنوقة:
- انا مش مبسوطة، حاسة إني مش عايزة اتجوز معتز، و في نفس الوقت كمان أمير برن عليه مش بيرد عليّ.
في اللحظة دي فون «هنا» رن برقم غريب ف بسرعة كانت فتحت على أمل يكون أمير، لكن كانت الصدمة أكبر منها لما جالها الرد:
- الحقيني يا هنا، الحقيني أنا تعبان اوي.
كان الصوت مقارب اكتر لصوت أمير، ف هي قالت بجعزة:
- مالك يا أمير؟؟ أنت فين؟؟
- في القصر يا هنا، تعالي بسرعة!
خرجت جري بسرعة من البيوتي سنتر، و من وراها هدى اللي بتسألها في ايه، اول ما خرجت كان كريم واقف بره و لما شافها فتح لها باب العربية فهي ركبت علطول و معاها هدى، اللي لما حاولت تستفسر كريم شاور لها تسكت.
٣ ساعات في الطريق، عدوا عليها كأنهم سنين، كانت بتعيط و بتشرح لهم قد ايه كان صوته تعبان و هو بيكلمها و قد ايه هي خايفة و مرعوبة، و من كتر ما كانت مشغولة ب أمير، مفكرتش أبدًا تسأل كريم كان بيعمل ايه قدام البيوتي سنتر!! التلات ساعات مكنش فيهم وقت تفكر في معتز و لا عيلتها و لا المعازيم و لا الخطوبة، و نسيت حبها لمعتز!
اول ما العربية وقفت قدام القصر، هي نزلت بسرعة، و لما هدى كانت هتنزل، كريم منعها و قال ب خبث:
- لحد هنا احنا دورنا خلص، خلينا نستنى هنا شوية.
كان أمير قاعد في الأرض في أوضته و حاطط علبة الامنيات بتاعتها قدامه، و جنبه تاج الصفصاف اللي احتفظ بيه في قالب تحنيط شفاف، و حاضن التاب بتاعه اللي مفتوح على الصورة اللي أخدها من كريم يوم شجرة التوت.
كان ساند دماغه على طرف السرير و مغمض عيونه و دموعه بتنزل في صمت، و فجأة اتفتح الباب و دخلت بفستانها الصك السواره.
نزلت على ركبها قدامه، و احتوت وشه بين كفوفها و هي بتقول بلهفة و خوف:
- أميري أنت كويس؟ رد عليا!
فتح عيونه و بصلها بتوهان، و مد أيده يتلمس وشها بخفة و هو بيهمس:
- أنتي هنا و لا انا اتجننت!
هنا مسحت دموعه اللي بتنزل، و قالت:
- انا هنا معاك، قولي منك، قلقتني عليك!
بصلها باستغراب وقال:
- أنا كويس! أنتي هنا ليه؟؟
- هنا عشانك، مكنش ينفع تكون محتاجني و تكلمني و مجيش!
شاور على نفسه و قال:
- أنا كلمتك! أنا قافل فوني من امبارح!
«هنا» حكت اللي حصل، فهو قال:
- يعنى رقم غريب يكلمك تقومي تسيبي خطوبتك و تيجي عشاني!
«هنا» بتلقائية:
- و أسيب الدنيا كلها عشانك يا أميري، أنت مش عارف أنا كنت خايفة عليك ازاي.
حط التاب على السرير و قام و هو بيقول:
- لازم ترجعي دلوقت، عشان اهلك زمانهم قلقانين.
قالت باعتراض:
- أنا مش عايزة معتز، مش مبسوطة بالجوازة دي، انا مبقتش أحب معتز.
- بس مينفعش يا هنا تقولي كدا دلوقت!
- لاء ينفع أنا مش هظلم نفسي و اظلمه معايا، انا خلاص مش عايزة الخطوبة دي، مش هتجوزه، دا أصلا محدش رن عليا.
عيونها وقعت على صورتها في التاب، فقربت و مسكته، و بدأت تاخد بالها من الحاجات اللي محطوطة على الأرض، ف بصت له و سألته بشك:
- أمير هو أنت عايزني اتجوز معتز؟
طالما سألت يبقى لازم يجاوب، فقال بحزن:
- لاء، و لا عايزك تتجوزي معتز و لا تتجوزي غيره.
قرب منها و مسك أيدها و قال بهيام و هو بيبص في عيونها:
- هنا أنا بحبك، بس مش زي اختى، أنا بحبك و لو هتتجوزي حد فأنا عايز اكون الحد ده.
سألته بترقب:
- أنت اللي بعت هدية الكتب؟
هز دماغه بتأكيد، فسألته تاني:
- و انت اللي ورا مفاجأة عيد الميلاد و التحضيرات دي؟
هز دماغه مرة تانية بتأكيد، فسألت:
- و عملت لي موضوع شم النسيم دا عشان دي واحدة من أمنياتي؟
حرك دماغه و قال:
- ايوه أنا، و بتمنى الاقى فرصة عشان احقق باقي الأمنيات.
سحبت إيدها منه، و خرجت من غير ما تنطق و هو تابعها في صمت لحد ما ركبت العربية تاني مع اخوه، كان عارف إنها اكيد محتاجة وقت عشان تفكر و تحدد مشاعرها قبل ما ترد عليه.
لما رجعت البيت محدش زعقلها خالص و دا بسبب سالي و معتز اللي كانوا فاهمين إنها دلوقت مبقتش عايزة الجوازة دي و قدروا يقنعوا العيلة، و خصوصاً إن معتز مكنش زعلان فمحدش عمل مشاكل.
بعد يومين كانت سالي أصرت على أمير يروح عشان ياخدهم، و لما وصل كانوا جهزوا شنطهم، ف سلم على العيلة كلها، إلا هنا اللي كان بيدور عليها بعيونه، ف مامتها قالت:
- هنا في المطبخ يا حبيبي، ادخل سلم عليها.
اول ما دخل كانت واقفة ضهرها ليه، ف نطق اسمها بخفوت:
- هنا.
التفتت و بصت له بابتسامة، و قالت:
- أهلا يا أميري، تعال.
كانت رائحة البرفيوم اللى اخدته منه منتشرة في المطبخ و دي كانت اول مرة تستخدمه، قرب وقف جنبها، ف كانت حاطة على الرخامة ست مجات عليهم استيتش.
و كان تلاتة منهم هما هديته في عيد ميلادها، شالت براد ميه سخنة و قالت:
- خد صب المجات التلاتة اللي قدامك.
بدأ يعمل زي ما قالت و قلبه بينبض جامد، كان كل ما ينتهي من صب واحدة تظهر كلمة بسبب تأثير الحرارة، لحد ما اتكونت جملة "أمير بيحب هنا"، فقال:
- لو قرأتي الجواب اللي كان معاهم، يبقى اكيد عارفة إني مستني ردك.
أخدت براد تاني، و بدأت تصب المجات اللي قدامها، ف كونت جملة "هنا بتحب أمير"
كانت عيونه بتضحك قبل ما شفايفه، فهي قالت:
- مكنش ينفع هنا تطلع مش بتحب أمير بعد دا كله، ما هو لما تشقلب كياني و تخليني فجأة كدا مش بحب معتز اللي كنت بكراش عليه من الطفولة، يبقى اكيد بحبك، لما يبقى عندي استعداد اتخلى عن الدنيا كلها عشانك يبقى اكيد بحبك، لما مهتمش بصورة أهلي قدام الناس و اجيلك، يبقى اكيد بحبك، و لو أنت هتتجوز حد يا أميري فأنا عايزة أكون الحد ده.
بدون مقدمات سحبها من إيدها و خرج للعيلة و قال:
- بعد إذن حضرتك يا عمي، انا عايز أخد هنا و أنا ماشي بس المرة دي عايزها تدخل القصر و هي مراتي.
تمت بحمد الله
بقلم زينب محروس
#هنا_الأمير
#الفصل_الثامن
#زينب_محروس
#الفصل_الأخير
تمت