رواية معا تحلو الحياة الفصل الثالث 3 بقلم ميادة يوسف


 رواية معا تحلو الحياة الفصل الثالث 3 بقلم ميادة يوسف


#_رواية_معا_تحلو_الحياة
#_المشكله_الثالثة
#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى


بعد أسبوعين...
كانت الساعة سبعة مساءً، ومنى بتجهز العشا. علي داخل من الشغل، باين عليه التعب، لكنه ساكت. منى لحظت، وابتدت تحس إن في حاجة متغيرة.
– منى، وهي بتحط الأكل: في إيه؟ شكلك مش مرتاح.
– علي، وهو بيحاول يبتسم: مافيش... شوية ضغط في الشغل.
سكتت، لكن قلبها قال غير كده. وبعد العشا، وهو بيشرب شايه في الصالة، رن موبايله. كانت أم علي.
رد، وأخد المكالمة جوّه الأوضة.
منى فضلت مكانها، بتسمع صوته واطي، لكنه مش طبيعي.
رجع بعد ربع ساعة، وقعد جنبها. وشه مش قادر يخبي القلق.
– منى: علي، قلقتني.
– علي، بتنهيدة: ماما زعلانة... وبتقول إنك بقيتِ مسيطرة عليا. وإنك بتبعديني عنهم.
– منى، مصدومة: إزاي؟ ليه تقول كده؟
– علي: بتقول إن من ساعة ما حطينا حدود، اللمة اتفرقت. وإن البيت بقى مش زي زمان.
منى سكتت شوية. قلبها كان بيتلوى. كل خطوة عملتها علشان تعيش بسلام، اتحولت لاتهام.
– منى: أنا عمري ما طلبت منك تقطع علاقتك بيهم.
– علي: عارف... بس هم مش شايفين كده. شايفين إني ببعد، وبقيت بحساب في الكلام والزيارات.
– منى، بصوت عالي شوية: علشان طبيعي يكون في حساب! إحنا بقى عندنا بيت، ومسؤوليات. ليه كل حاجة لازم تكون على مزاجهم؟
– علي: ما تقوليش كده...
– منى، بعصبية: ليه لأ؟ ليه دايمًا أنا اللي لازم أمشي على رؤيتهم؟ أنا ساكتة ومتحمّلة من أول يوم، ولما طلبت بس نحافظ على خصوصيتنا، اتهموني إني بتحكم؟!
– علي، بنبرة دفاع: يمكن أسلوبي أنا كان غلط. يمكن مفهمتهمش صح.
– منى، بعيون مدمعة: اللي مزعلني إنك مصدقهم. مصدق إني بسيطر؟ ده أنا بقالي شهور بكتم، ومابفرحش غير لما أحس إني في بيت فعلاً.
– علي: مش مصدقهم... بس محتار. ماما تعبانة، وكل شوية تقول إني نسيتهم.
– منى: طيب، قوللي... أنا أعمل إيه؟ أفتح الباب تاني من غير إذن؟ أعيش في فوضى علشان نرضيهم؟ وإحنا اللي نتعب؟
سكت علي. كلامها وجّعه. حس إنه ضايع بين نارين.
– علي: لأ... مش لازم نرجع للوراء. بس لازم نرجع التوازن.
**
في تاني يوم، منى خدت قرار.
طلبت من علي إنهم يروحوا زيارة قصيرة لبيت العيلة، لكن المرة دي بشروط: زيارة رسمية، واضحة، وبدون ترك المجال للاتهامات.
**






في بيت أم علي...
– منى، وهي قاعدة وسطهم: أنا عارفة إن التغيير صعب. وعارفة إن وجودي في حياة (علي) عمل فرق... بس مش لازم الفرق ده يكون سلبي.
– أم علي، بتنهيدة: بس البيت بقى وحيد. كل حاجة بقت بحساب.
– منى: وإحنا كمان تعبنا لما كانت مافيش حساب. أنا مش بنت غريبة، بس أنا كمان ليّا قلب وحدود. مش عايزة أعيش في صراع دائم.
– سعاد، وهي داخلة في الحوار: ماما مش قصدها تهاجمك، بس هي حاسة إن علي بقى مش زي الأول.
– منى: لأنه كبر. وبقى مسؤول عن بيت. وأنا وهو بنتعلم كل يوم. ووالله العظيم، محبتكم عمرها ما كانت ضد راحتي. لكن احترام البيت هو اللي بيحافظ على العلاقات.
سكتوا، وأول مرة يحسوا إن كلامها مش دفاع... لكنه دعوة للفهم.
**
بعد الجلسة، اتفقوا على حاجة جديدة:
– الزيارات تكون متفق عليها مسبقًا.
– باب البيت يتفتح بالمفتاح بس لما منى وعلي موجودين ومتفقين.
– ماحدش يدخل المطبخ أو الأوض من غير إذن.
– يقضوا مع بعض يوم جمعة في الشهر، في بيت العيلة أو بيت منى وعلي، لكن بتفاهم مسبق.
**
في البيت، علي بصّ لمنى وهو بيرتب معاها:
– علي: إنتي علمتيني حاجة جديدة. إن الحب مش تنازل أعمى... هو شجاعة.
– منى: وإنت علّمتني إن الرجولة مش صوت عالي، لكنها وقفة جنب شريكتك لما تكون بتتظلم.
**
بعد أسبوع، أم علي بعتت معا نهى صينية محشي كبيرة، ومعاها ورقة صغيرة:
“أنا يمكن اتسرعت في حكمي، بس شوفتك واقفة مع علي، مش ضده. وده كفاية عندي. البيت بيتك، وأهلك إحنا كمان.”
**
منى قعدت على الكنبة، الورقة في إيدها، والدموع في عينيها. نادت على( علي).
– منى: عايزة أقولك حاجة.
– علي: قولي.
– منى: البيت لما يبقى له باب... بيبقى له قيمة. بس اللي جوّاه هما اللي بيدّوه الروح.
– علي: وإحنا... بنبنيه من أول وجدي ، واى مشكله واوسوء تفاهم ، لازم نقف ، نتفق على الصح ، اللى فى صالح الجميع ، من غير انانيه .
ضحكوا، بصوت خفيف... والنسمة اللي دخلت من الشباك كانت مختلفة.

بعد اربع سنين ( على ومنى بقى عندهم لؤى ) ..

كان يوم جمعة، واللمة في بيت منى وعلي ماشية على نظامهم الجديد. سعاد جابت أولادها، ونهى جت مع ماما. الأطفال بيلعبوا في الصالة، والكبار قاعدين في السفرة بيشربوا شاي.
كل حاجة ماشية كويس... لحد ما صوت عالي طلع من الصالة.
– لؤي، ابن منى وعلي، عيّط جامد: مامااااااا!
– منى قامت بسرعة، ولقت ابن سعاد شادد اللعبة من إيده.




– منى، بحزم: لأ يا يوسف، ماينفعش كده. كل واحد يلعب بدوره.
سعاد دخلت وسمعت الكلام.
– سعاد، وهي بتضحك: عادي يا منى، ما تكبريش الموضوع. العيال بيتخانقوا وبيتصلحوا.
– منى، وهي بتحاول تمسك أعصابها: مش قصدي أكبره، بس كل مرة نفس الموقف. ولؤي بيرجع مضايق.
سعاد رفعت حواجبها.
– سعاد: يعني شايفة إن ابني هو الغلطان كل مرة؟
– منى: أنا بتكلم عن تصرف معين، مش اتهام.
– سعاد، بنبرة عالية: لا، واضح إنك شايفانا وحشين، ومابتحبيش أولادي!
– أم علي: بس يا سعاد، منى عندها حق، لو في حاجة مضايقة ابنها لازم تقول.
لكن سعاد كانت مشتعلة.
– سعاد: منى طول الوقت عايزة تحكم! حتى على العيال! هو البيت بيتكوا بس؟
– منى، بصوت مكسور: لا، مش كده... بس كل مرة بنتهاون، وبنرجع للصفر.
علي كان ساكت، لكنه حس إن الموقف هيولّع أكتر. قام، وخد منى على جنب.
– علي: إنتي كويسة؟
– منى: تعبت... كل ما نحط نظام، حد ييجي يهده.
– علي: أنا مش هسكت المرة دي.
رجعوا، وعلي اتكلم بحزم لأول مرة قدام الكل:
– علي: يا جماعة، إحنا بنحاول نربي لؤي على احترام النفس والغير. ماينفعش كل مرة نتهم منى لمجرد إنها بتحمي ابنها.
– سعاد: يبقى يربوه بعيد!
– أم علي: بس يا بنتي!
– علي: لأ، لازم نتكلم بصراحة. أنا اللي اتربيت في البيت ده، وأعرف قد إيه إن الكلمة الطيبة بتبني، لكن كمان حدود الاحترام بتربي.
الجو اتوتر أكتر، وسعاد خدت أولادها وقامت، وقالت إنها "مش جايه تتهان".
بعد ما مشيت، أم علي فضلت قاعدة، متضايقة.
– منى، بهدوء: أنا آسفة لو حسيتوا إني عنيفة.
– أم علي: لأ، بس كان في طريقة أحسن من كده.
– علي: وإحنا اتكلمنا كتير، وحاولنا، بس منى مش لازم تدفع تمن كل مرّة يحصل فيها تصادم.    بقلم ميادةيوسف
في اليوم اللي بعده...
منى كانت مهمومة. حسّت إن البيت بيبعد تاني. لكن المفاجأة كانت إن سعاد بعتت رسالة طويلة على جروب العيلة:
"أنا آسفة على اللي حصل. كنت متضايقة من شغل وجيت فرغت غضبي غلط. أولادي بيتعلموا مننا، ولو ما شافوش احترام وتفاهم، هيتعلموا الصياح والاتهام. منى، حقك عليّ."
منى ما صدقتش نفسها، ومسكت الموبايل بإيد بترتعش، وردّت:
"أنا كمان آسفة. أنا خايفة على لؤي، بس مش ضد أولادك، بالعكس. نفسي نربيهم سوا، ويتعلموا يحبوا بعض من غير عنف."
بعد أسبوع، اجتمعوا تاني، بس المرة دي بجو مختلف.
– سعاد: إيه رأيكم نعمل جدول زيارات بالأدوار للأطفال؟
– منى: وأنا ممكن أعمل أنشطة ليهم، بس نكون سوا، ونشوف مين محتاج تدخل ومين لأ.
– أم علي: وربنا يهدينا دايمًا للحل. بس المهم، نفضل بنتكلم... ما نخليش حاجة تكبر بينا.
وفي آخر الليلة، علي سأل منى وهو بيغطي لؤي:
– علي: إنتي شايفة الفرق؟
– منى: أيوه... مش لأن المشكلة اتحلت، لكن لأن القلوب فتحت.
وفي دفتر يومياتها، كتبت منى:
"في بيوت كتير، الحيطان بتفصل، لكن الكلام هو اللي بيقرّب. وأهو إحنا... بنحاول، وده في حد ذاته حب."







بعد أسبوعين...

يوم خميس بالليل، منى قاعدة بتلعب مع لؤي، وعلي بيتفرج على التليفزيون. فجأة، جاله تليفون من أخوه الكبير، سامي. رن التليفون تاني وتالت، وعلي رفض يرد.
– منى، باستغراب: مش هترد؟
– علي، ببرود: لأ... أكيد عايزني أساعده في حاجة، وانا تعبان.
– منى: طب يمكن مهم؟
– علي: مهم يبعتلي رسالة، أنا مش فاضي دلوقتي.
بعدها بدقائق، جت رسالة طويلة من سامي، بتشتكي من إن علي "اتغير" ومابيساعدش زي زمان، وإنه بعد عن العيلة ومابقاش يسأل.
منى قرأت الرسالة من بعيد، وشافت علامات الغضب على وش علي.
– علي: يعني لما مارضيتش أشتري له موتور جديد لابنه، بقيت أناني؟
– منى، بهدوء: هم يمكن شايفينك الأخ الحنين ،     وخيرك كتير ، ومعاك فلوس، اللي دايمًا بيتشال عليه ،بس موتور يعنى ايه ؟
على ، لعبه زى المتوسيكل على صغير كدة ، بتشحن بالكهربا.
منى، اه زى بتاع لؤى ، وشاورت بأيدها زى ده !
– علي، بضيق: وأنا ما اتأذيتش؟ أنا مش بنك. كل واحد يزنق، يكلمني. وأنا اللي بيتقال عني اتغيرت.
سكتت منى، لكنها حست إن الوضع ده مش هينفع يكمل، ولازم يتواجه.
في تاني يوم، علي قرر يروح لأخوه، وياخد منى معاه.
في بيت سامي، الجو كان مشحون.
– سامي، وهو بيشرب شاي: يعني بقى يا علي، ابنك يتفسّح، وابني قاعد زعلان علشان محتاج موتور وماعنديش؟
– علي: وإنت شايف إني مسؤوليتي أشتريله؟
– سامي: لأ، بس إحنا اخوات! منى غيرتك.
– منى، بحدة: هو قراره مش بتاعي. وبعدين... لما تبقى الأخ الكبير، معناها تحب وتساعد، مش تأمر وبس ، ولازم تقدر الظروف .
– سامي: طب ما أنا ساعدتكم في الفرح، وكنت دايمًا أول واحد جنبك.
– علي: وأنا مش ناكر ده، بس مش معنى كده إنك تقرر مصيري. أنا عندي بيت دلوقتي، ومسؤوليات.




– منى، بتحاول تهدي: سامي، إحنا مش ضدك، بس المساعدة مش مفروضة. لازم تيجي من حب، مش من ضغط.
سامي سكت شوية، وبان عليه الندم.
– سامي: يمكن كنت مستني منك كتير، علشان متعودتش أشيل لوحدي. بس عندك حق... مش المفروض أطلب بالشكل ده.
اه احنا جاين زيارة لمصر ، بس برضوا مش قصرت وانا جاى وجايب هدايا وحاجات كتير معى .
___ على ومنى ، بصوا لبعض
بمعنى ، نهدى الخلاف ، واى حاجه تتعوض ،
اتفقوا بعدها على حاجات واضحة:
المساعدة تكون حسب الاستطاعة، ومن غير لوم.
أي طلب يُعرض باحترام، ومافيش حاجة اسمها "إنت اتغيرت" لمجرد إن حد قال لأ.
العيلة تتجمع مرة كل شهر، بس بدون شروط أو تفضيل لحد.
في البيت...
– منى: شايف؟ لما بنواجه بدل ما نهرب، بنوصل لحاجة.
– علي: وأنا كنت فاكر إنك هتخافي من المواجهة.
– منى: لأ، أنا بخاف من الزعل اللي بيدفن جواه بدل ما يتكلم.
وفي دفترها، كتبت منى:
"المساعدة من غير حب بتتحول لابتزاز... والعيلة اللي بتحترم كلمة (لأ)، بتعرف تقول (أهلاً) من (القلب)
ايه رأيكم فى تصرفات منى وعلى وسامى ؟
ياترى ايه اللى هيحصل فى بيت العيله ؟
#_معا_تحلو_الحياة
#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى


                الفصل الرابع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×