رواية واحة الخراب الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسي
#واحة_الخراب
٢
ايه المكان الغريب ده؟
وفين الوحده الصحيه؟
الاسفلت كان خالى والطريق قدامى كله رمله وخلاء
وقفت دقيقه افكر
السائق ضحك عليه ولا آيه؟
ودوى صوت الريح المزعج والمرعب فى ودانى، السواق ميقدرش يعمل كده لأنه موظف زى
هو قال ايه يا آدم؟
امشى فى الطريق ده، لحد آخره هتظهر ليك الوحده الصحيه
اه، لكنه قال حاجه كمان
حاولت افتكر هو قال ايه قبل ما انزل، كلام عن لازم، اوصل قبل الليل وانه مش مسؤل لو وصلت بعد المغرب وكلام ملخبط مفهمتش منه حاجه
احترس من المجهول، حطيت اليافطه وراى والشنطة على كتفى ومشيت، فى الدرب الضيق، كان واضح ان مفيش ناس كتير مشيت فى الدرب ده، لأن كل كله حصى وغير ممهد
مفيش ولا شجره ولا طائر شفته وانا ماشى وكل ما تعمقت داخل الصحراء حسيت بالخواء والقلق
وحدة صحيه ايه إلى وسط الصحراء؟ هى الوزاره بتلعب ولا ايه؟
بقا احنا فى القرن الواحد والعشرين وفيه مناطق ذى كده؟
امرى لله، لولا انى خللت فى البيت فى انتظار امر التكليف وحزن والدتى كنت رجعت على طول
بعد نص ساعه اختفيت داخل الصحراء وكل إلى كان حواليه احجار ورمال، طلعت زجاجة الميه شربت وولعت سيجاره
والشمس بتلسع عنقى
بعد تلاته كيلو بدأت تظهر حفر صغيره على جنب الطريق
حفر كتيره جنب بعضها مغطيه مساحه كبيره
مقدرتش احدد الحفر دى بتاعت ايه؟
وايه إلى ممكن يعيش جواها، لكن منظر الحفر كان مرعب جدا
الشمس كانت قربت تغرب ومفيش اى مبانى ظهرت قدامى ولا حتى شجره
ولا طائر حلق فى السماء فين الصقور والنسور والبوم والعصافير مستحيل دا يحصل
هو انا فى أرض ميته؟
طلعت المسدس حطيته تحت الحزام وكملت مشى وانا بدعى ربنا يظهر قدامى اى انسان
اخيرا شفت نخله وصباره على مسافة خمسين متر مشيت ناحيتها بسرعه واول ما وصلت قعدت تحتها
اكل ساندوتش وادخن سيجاره وابص على الطريق
بصيت على النخله العطشانه وجذعها اليابس ولاحظت حاجه غريبه، كلمه مكتوبه بالفحم باهته run..
اهرب ؟
مين كتب كده وليه؟ وقبل ما استغرق فى التفكير، فى مكان قعادى تحت منى فيه حاجه ناشفه وجعتنى
حطيت ايدى اسحبها واول ما شفتها صرخت، عظمة بشريه
وقفت بسرعه مرعوب وعنيه بتعاين المكان بعدها شهقت
شفت جمجمه وبقايا جثه مش مدفونه تحت منى
مشيت بعيد بسرعه، الجثه مكنتش مدفونه واضح انها من زمان هنا والرمال زحفت عليها
معقول يكون نفس الشخص هو، إلى كتب كلمة اهرب؟
بعدت عن المكان بسرعه ومشيت فى الطريق الممتد قدامى
كنت بمشى بسرعه قريبه من الركض وكل ما الشمس قربت تغرب كنت بشد اكتر، ورايا كأنى سمعت صوت ازيز او طنين اكتر من صوت مختلط وصل ودانى لكن لما استدرت مشفتش حاجه.
اخيرا مع آخر ذرات النهار شفت بيوت، ذى ما تكون واحه وسط الصحراء
جريت بكل سرعتى لحد ما وصلت البيوت
البيوت كانت صفين محاصره طريق عرضه خمسه سته متر
خبطت على أول بيت كنت ميت بالرعب وعايز اشوف اى انسان
محدش رد عليه رغم انى خبطت كتير
وسط البيوت وفى الشارع مكنش فيه اى طفل بيلعب او حتى دكان او مطعم او قهوه، حياه ميته تماما
خبطت على بيت تانى وملقتش رد، كنت على أخرى دفعت البيت بكل قوتى انفتح ويا ريتنى ما عملت