سكريبت رسالة حب مجهولة (كامل) بقلم هاجر نورالدين
_يا ترى العُمر فيه قد إي عشان أقابل حد أحبهُ زيك تاني؟
بصتلي بعد ما خلصت جُملتي بتردد وعيونها بتيجي في كل مكان إلا عيوني اللي بتتجنبها بالقصد وقالت:
=معرفش يا خالد، كل اللي أعرفهُ إننا مش هينفع نكمل.
إبتسمت بسخرية على حالي وعلى الموقف اللي أنا فيه، بصيتلها وقولت بحُزن وكسرة:
_مبروك يا نغم الرهان.
بصتلي بخضة وقالت بتوتر:
=رهان!
رهان إي، إنت بتقول إي؟
إبتسمت إبتسامة جانبية وقولت:
_مفيش لزوم تحاولي تلفي وتدوري يا نغم، أنا مش عارف من قريب أنا عارف من زمان، يمكن بعد ما حبيتك بشهر ولكن كنت بكدبهم وبكدب نفسي وقولت يمكن حبتني بجد وهتروح تنهي الرهان دا مع صحابها وتيجي تعترفلي، ولكن كنت غلطان، دلوقتي إنتِ فعلًا إختارتي الرهان ونهيتي معايا أنا ونهتيني.
بصتلي بتوتر وهي بتدعك في إيديها وقالت:
=أنا أسفة يا خالد، إحنا بس كنا بنلعب مش أكتر ومكنتش أعرف إن الموضوع هيوصل للدرجة دي والله.
بصيتلها وقولت بغضب وكسرة:
_بتلعبوا بيا!
بتلعبوا بِمشاعري يا نغم؟
طيب محبتنيش بجد بعد كل اللي عملتهُ معاكِ والمشاعر الصادقة اللي قدمتهالك، محبتنيش خالص طول الفترة دي يا نغم؟
بصت حواليها وهي بتاخد نفسها من التوتر وقالت:
=أنا أسفة يا خالد والله، أنا بس زي ما قولت كنت داخلة العلاقة دي كَـ رهان وإني أكسب وبس، لإنك يعني قافل مع كل البنات و...
قاطعتها وقولت بسخرية:
_وإنتِ طبعًا القنت اللي مفيش منك إتنين واللي هتوقعيني طبعًا صح؟
مبروك يا نغم، كسبتي الرهان وإنتِ فعلًا نفيش منك إتنين، كل اللي زعلان عليه هو مشاعري الصادقة واللي راحت في الأرض وراحت لشخص غلط تمامًا صعبان عليا كل اللي قدمتهُ ليكِ وفي الأخر كنت أنا بالنسبالك رهان ولعبة، تقدري تقومي دلوقتي ومش عايز أعرفك ولا أشوفك تاني يا نغم.
كانت هتتكلم بس إتكلمت بنبرة حزم ومفيهاش فيها نقاش:
=بعد إذنك مش عايزة أسمع كلمة منك تاني وقومي إمشي.
فضلت قاعدة متوترة ومتلغبطة 5 ثواني وبعدين قامت مشيت، مقدرتش أمسك نفسي وقتها ولا قدرت أكبح دموعي واللي غصب عني حسيت بيها بتنزل على خدي، مين قال إن الرجالة مش بتعيط؟
مين قال إن الرجالة مش بتحس؟
كل شخص وليه طاقة وكل البشر بيحسوا والعياط شئ طبيعي وعمرهُ ما كان ضعف أبدًا، لو البشر كتموا العياط واللي هو الطريقة الوحيدة اللي بتعبر عن مدى حزنهم وعدم تحملهم للأمر حتمًا هيموتوا قبل أوانهم، بعد شوية ولما حسيت إني هديت جالي الجرسون وفي إيدهُ ورقة ومرضيش يقولي من مين، خدتها منهُ بإستغراب وفتحتها واللي كان مكتوب فيها:
"دموعك أغلى منها بكتير، لو هتلوم حد فـَ هي اللي عليها كل اللوم. لكن إنت كنت بتحب بصدق ومغلطتش وكان الودّ ودك لو تجبلها القمر أو تديها عيونك، إمسح دموعك وإبتسم لإنك شخص متتعوضش وهي اللي هتعرف قيمتك وقيمة حُبك الخالص الصادق بعدين، إبتسم وإفرح لإنك خلصت من أكبر كدبة في حياتك ومش هتنزف أكتر في سبيل حُب عابث ولعبة من البداية."
خلصت الرسالة واللي في الحقيقة فرحت بيها جدًا، بس في الأخر مش مكتوب إسم ولا آي حاجة، فضلت أتلفت حواليا يمكن أشوف حد مُهتم وبيبُصلي وأنا بقرأها بس مفيش حد، حطيت الورقة في جيبي وحاسبت وقومت وأنا فعلًا مقرر إني هنساها وإني مش هزعل على حُب إستنزف مِني كتير بِلا مقابل، هعيش لنفسي وبس.
تاني يوم كنت أحسن بكتير فعلًا وشوفت نغم في الجامعة بس ولا كإني شايفها ومشيت من جنبها بدون ما أديها آي إهتمام ولا حتى نظرة، بالعكس روحت قعدت مع صحابي وبضحك وبهزر وكإن مش أنا اللي كنت بعيط من وجع الفُراق إمبارح، خلصت الجامعة وقولت هروح أقعد في كافيه قبل الشغل بتاعي شوية، قعدت وطلبت قهوة وبعد حوالي نُص ساعة لقيت الجرسون جايلي بورقة تاني، سألتهُ وأنا بخدها منهُ وقولت:
_ما تخليك جدع معايا وتقولي مين اللي باعتها بالله عليك.
فضل متردد شوية فـ كملت وقولت:
_وجب مع أخوك وهردهالك في يوم أكيد.
إبتسم وقال وهو بيشاور:
=الأنسة اللي قا...
قطع كلامهُ وكمل بإستغراب:
=كانت قاعدة هنا دلوقتي.
شكرتهُ ومِشي، فتحت الورقة واللي لقيت فيها اللي خلاني مُبتسم من أول كلمة لأخر كلمة:
"الشمس منورة النهاردا بطريقة تديك إنتعاش وأمل وحُب في الحياة، ولما سألتها ليه قالتلي إنك إبتسمت النهاردا وبقيت أحسن فـَ بترحب بنورك من جديد، في الطبيعي الشمس بتدي للقمر النور، ولكن محدش عرف إي الي بيدي للشمس النور ولما بحثت أكتر وأكتر عرفت إن الشمس أصلًا بتجيب النور منك ومن إبتسامتك، متقطعش علينا نور النهار والشمس بعد إذن سيادتك يا عادل بيه."
ضحكت بصوت على أخر قلشة رغم إنها ممكن متكونش مضحكة أوي ولكن كنت مبسوط جدًا وعندي فضول أعرف مين هي، أنا مش مُراهق والله ولكن مين بني آدم طبيعي هيشوف الكلام دا وميبقاش مبسوط!
عدا بعد اليوم دا 28 يوم كمان، يعني كدا بقالي شهر بالظبط، 30 يوم بستقبل منها رسايل وأنا معرفهاش، وبالرغم من إني معرفض هي مين ولكن كان عندي فضول عالي أوي إني أعرفها وأتكلم معاها، مش هيبقى طبيعي لو قولت إني بروح الكافيه كل يوم عشان بس أخد الرسالة بتاعتها وعلى أمل ولو بسيط إني أشوفها، ولكن النهاردا أنا مش هسكت ولازم أشوفها، فضلت قاعد مراقب كل اللي حواليا لحد ما شوفت واحدة قاعدة بتكتب، قومت وقفت جنبها ومن غير ما تاخد بالها شوفت إن الورقة اللي بتكتب فيها نفس نوع الورق اللي بيجيلي، إبتسمت وقعدت قدامها وقولت بتساؤل:
_تشربي إي؟
بصتلي بخضة وعدم إستيعاب وتوتر وهي بتخبي الورقة وقالت:
=ها!
حضرتك تعرفني؟
إبتسمت وقولت وأنا ببُص لعيونها اللي مستخبية ورا نضارة النظر اللي لبساها وملامحها الرقيقة الجميلة:
_عِز المعرفة، أخيرًا شوفتك؟
إتكلمت بتوتر وقالت وهي بتقوم:
=لأ لأ حضرتك أكيد متلغبط أنا معرفكش.
إتكلمت بنفس الإبتسامة وقولت:
_أنا كنت عايز أشوفك بس عشان أقولك حاجة واحدة.
وقفت وبصتلي بتساؤل فـَ إتأكدت إنها هي وكملت:
_بصراحة يعني خطك وحش جدًا، كنت بفهمهُ بصعوبة وكإنهُ طلاسم!!
بصتلي بدهشة وعدم إستيعاب وقالت:
=ها!
ضحكت وقولت:
_بس دا ميمنعش إن كلامك هو اللي خلاني أتعافى نهائيًا وأبقى خالد اللي قدامك دا، وكمان يعني ميمنعش إني أتعرف عليكِ عشان...
قطعت كلامي ورفعت إيدي اليمين وكملت وأنا بشاور على صُباعي البُنصُر وقولت:
_بصراحة يعني صباعي إشتكالي إنهُ فاضي ومفيش حاجة تحتويه وتحضنهُ، ولما سألتهُ إي اللي محتاجهُ قالي دبلة الشمس يا شمس، مش إسمك شمس برضوا؟
ضحكت على تشبيهي اللي خدتهُ من رسالتها التانية وبعدين قالت بتساؤل:
=عرفت منين إن إسمي شمس؟
إبتسمت وقولت:
_إستنتجتها من معظم تشبيهاتك إن الشمس بتبقى سعيدة لما ببقى سعيد، المهم قولتي إي، موافقة ولا هتجرح تاني؟
إبتسمت بإحراج وكتبت حاجة في الورقة وإديتهالي ومشيت بسرعة، فتحت الورقة بإبتسامة ولقيت فيها اللي خلى الفرحة مش سيعاني:
"دا رقمي***********، ممكن تبقى تكلمني لو ميعاد الجمعة الجاية مناسبك عشان تقابل بابا، عشان هو كمان يسأل البُنصُر الخاص بيك محتاج دبلتي أنا ولا دبلة حد تاني."
إبتسمت وأنا حاسس إن الدنيا مش سيعاني ولأول مرة هلاقي حد يحبني وميملش مِني أبدًا ويعوضني عن كل اللي شوفتهُ قبلهُ، كنت مفكر إني مستحيل أنسى نغم بسرعة وسهولة أو إني أتعافى من حبها أصلًا، ولكن إكتشفت إنها بنفسها إدتني سبب إني أكرهها وإنها متستاهلش تقعد في تفكيري ولو ثانية بعد ما مشيت من حياتي، ولكن اللي متأكد منهُ دلوقتي إني هحب شمس أضعاف الحب اللي حبيتهُ لنغم، هحبها لدرجة تنسيني إني حبيت قبلها أصلًا وإن كل اللي كان قبلها دا كان مجرد خيالات، لكت الحب اللي بجد معاها هي.
#هاجر_نورالدين
#رسالة_حُب_مجهولة
#تمت
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا