رواية ايتها الزوجة العزيزة الفصل الثالث 3 والاخير بقلم هاجر نورالدين
_ إنت سرحت في إي؟
فوقت من سرحاني وبعدين قولت بهدوء وتنهيدة عشان أهدي نفسي:
= ولا حاجة يا بدور، كنت بفتكر الخناقة، إنتِ فاكرة كنتِ بتعامليني إزاي؟
بصتلي بعدم فهم وقالت بإبتسامة:
_ يعني إي بعاملك إزاي يا حبيبي، أنا بحبك.
بصيتلها لثوانٍ وأنا مش مصدق اللي سمعتهُ وضحكت وقولت بإحراج:
= أنا بقالي كتير أوي مسمعتش الكلمة دي.
إبتسمت وقالت:
_ ليه بس يا حبيبي، هسمعهالك كل دقيقة بعد كدا عشان شكلك بتنسى كتير الفترة دي.
ضحكت معاها ونسيت كل حاجة حرفيًا، نسيت مشاكلنا ونسيت الحالة اللي هي فيها ونسيت آي شيء تاني وبس ركزت معاها.
رجعتلي كل ذكرياتي والمشاعر الحلوة معاها، كنت مبسوط الحقيقة وكملنا أكل بكل أريحية وإحنا بنتكلم وكمان عملتلتنا نيسكافيه.
بالليل بعد ما خلصنا السهرة وكمان إتفرجنا على فيلم دخلنا ننام وأنا ناسي خالص موضوع الحالة بتاعتها وحاسس بالأمان.
بالليل على الساعة 2 قلقت من النوم وصحيت ملقتش بدور جنبي، قومت من على السرير وخرجت برا الأوضة وأنا ببُص عليها بحذر وخوف لإني إفتكرت دلوقتي كل اللي كانت فيه.
لحد ما سمعت صوتها بتضحك جاي من الأوضة التانية، روحت بحذر وخوف ناحية الأوضة ولكن لما إتكلمت وسمعتها بتقول إي وقفت أكمل سمع:
_ يابنتي أيوا بقولك الخطة نجحت، هو مصدق أوي موضوع إني ملبوسة دا، وكمان بصراحة هبدأ أبين قدامهُ إني بتعالج وهتتفق مع بابا وماما يجيبوا شيخ وكدا ويقول إن كل حاجة خلاص.
كنت حاسس إني مغفل جدًا في اللحظة دي، كملت كلام مع صاحبتها وقالت:
_ بس عارفة حاسة إن مكانش ليه لازمة لكل دا وإني أستغل الفوبيا بتاعتهُ لإن لما قعدت إتكلمت معاه النهاردا كنت حاسة إن إحنا مش محتاجين مقالب ولا قرصة ودن، إحنا محتاجين نتكلم بس ونتفاهم ونرجع زي الأول، بس أديه أهو المقلب علمني إحنا محتاجين إي.
في اللحظة دي مقدرتش أقف أسمع قد إي كنت شخص مغفل وبيستغلوا نقطة ضعفي ضدي وفتحت باب الأوضة بغضب وهس إتخضت.
قفلت الموبايل وقالت بتساؤل وإبتسامة توتر:
_ في إي يا محمود إنت كويس؟
إبتسمت بحزن وقولت وأنا واقف على الباب:
= كان ممكن أبقى كويس أكتر من كدا لو كنتِ ممسوسة فعلًا يا بدور ولقيتك في حالة دلوقتي عن ما سمعت وإنك بتستخدمي ضعفي ضدي، شكرًا يا بدور حقيقي.
خلصت كلامي ومشيت من قدامها رايح ناحية باب الشقة عشان حاسس إني مخنوق الحقيقة وتم خداعي من أكتر حد حبيتهُ.
مسكت إيدي وهي بتعيط وقالت بأسف:
_ محمود إستنى إنت فهمت غلط والله مكنتش أقصد حوار نقطة ضعفك والكلام دا أنا بس كنت عايزة حياتنا تتعدل ونرجع مع بعض زي الأول عشان بحبك وعايزة علاقتنا تستمر مش آي حاجة تانية والله!
بصيتلها بجنب عيني وشيلت إيديها من عليا ونزلت، فضلت أتمشى في الشارع لحد ما الفجر أذن وروحت أصلي وقعدت في الجامع شوية لحد ما النهار ظهر أكتر.
قعدت في كافيه وطلبت قهوة وأنا بفكر المفروض هعمل إي دلوقتي معاها وهعمل إي في علاقتنا، علاقتنا كدا كدا كانت فاشلة ومش نافعين ولا متفاهمين مع بعض.
لسة بحبها أيوا، ولكن حب إي اللي يخلي الواحد بالشكل دا وكل شوية في مشكلة شكل بسبب اللي بيحبهُ.
يمكن بالنسبة لآي حد تاني عادي يعني وهي كانت نيتها كويسة ولكن هعمل إي بالنية بتاعتها وأنا اتأذيت، هي أكتر واحدة عارفة أنا اتأذيت إزاي وأنا صغير بسبب الموضوع دا.
مش مادة للهزار ولا للمحاولة للإصلاح أبدًا، مش مادة إنها تستخدم أوجاعي ضدي عشان تصلح علاقتنا زي ما بتقول!
كنت خلاص مقرر إني هنهي العلاقة دي لإني تعبت، حتى محاولتها عشان تصلح اللي عملتهُ كانت محاولة غبية زيها.
موبايلي رنّ للمرة اللي مش فاكر عددها وكان حازم، رديت بملل وقولت:
_ تعالالي على الكافيه اللي بنقعد فيه دايمًا.
قفلت من غير ما أسمع صوتهُ وبعد شوية كان جه حازم فعلًا وعلامات القلق ظاهرة عليه، قعد قدامي وقال براحة نوعًا ما:
_ يا جدع خضتنا عليك مش بترد ليه على موبايلك؟
بصيتلهُ وقولت بتساؤل ونظرة ذهول مُصتنعة:
= بجد خضتكم عليا، يا حبايبي معلش.
بصلي وإتكلم بعدم فهم وقال:
_ مالك يا محمود في إي بالظبط، إنت مش شايف إنك مأڤور أوي!
بصيتلهُ بغضب وقولت بإنفعال طفيف:
= هو إي دا اللي مأڤور يا صاحب عمري ياللي عارف أنا مريت بـ إي في الموضوع دا، بالنسبالك عادي إنت وأختك عشان محستوش باللي حسيت بيه لكن بالنسبالي مكانش عادي، لو جيت أفكرك وأرجعلك أكتر حاجة بتوجعك وعندك فوبيا منها مش هتبقى حاجة بسيطة يا صاحبي!
إتكلم حازم بتردد وقال:
_ بس إحنا كانت نيتنا خير وعشان ترجعوا لبعض ونصلح علاقتكم ببعض.
بصيتلهُ وإتنهدت بعد ما مسحت على وشي:
= بُص مفيش داعي للعتاب والكلام أنا خلاص مش هكمل في العلاقة اللي بتستنزفني دي وكفاية لحد كدا.
إتكلم حازم وقال وهو بيحاول يقنعني:
_ يا محمود بطل العبط اللي بتقولهُ دا إنتوا بتحبوا بعض وحرام عليكم تبوظوا علاقتكم كدا في بدايتها!
إتكلمت بتصميم وإصرار وقولت:
= لأ يا حازم خلاص الموضوع بالنسبالي خلص متحاولش.
قبل ما حازم يرد عليا كانت بدور واقفة جنبهُ وبتقول وهي بصالي بحزن:
_ معلش يا حازم سيبنا شوية مع بعض.
وديت وشي الناحية التانية بكل هدوء وأنا ساكت وفعلًا حازم قام وقعدت هي مكانهُ وبعدين بدأت تمسح دموعها وقالت:
_ محمود أنا فعلًا بحبك، وفعلًا يشهد عليا ربنا عمري نا فكرت أوجعك بل بالعكس أنا مبحبش في حياتي غيرك ومش عايزة غيرك، بس أنا عقلي جابني أعمل كدا عشان علاقتنا تتصلح ومعرفش إزاي دا كلهُ حصل، والله ما كان قصدي!
بصيتلها وهديت شوية لما شوفت دموعها وبعدين إتنهدت وقولت بهدوء:
= كنتِ قاصدة أو مش قاصدة بقى يا بدور خلاص اللي حصل حصل ومش هينفع نكمل مع بعض.
سكتت ثوانِ وبعدين وجعت نظرها وإيديها على بطنها وهي بتقول:
_ حتى لو قولتلك تدي علاقتنا فرصة تانية عشان خاطر إبننا!
بصيتلها بصدمة وقولت بتساؤل وعدم تصديق:
= إي؟
يعني إي؟
بصتلي بهدوء وقالت بحزن:
_ أنا حامل في الإسبوع التاني يا محمود وعشان كدا عملت كل دا عشان علاقتنا تتصلح ببعض لإن لازم نكمل بشكل سليم ومفيهوش مشاكل عشان خاطر إبننا اللي جاي.
مكنتش عارف أرد أقول إي، حاسس بمشاعر كتير مختلطة في وقت واحد، فرح وغضب وتوهان وتفكير كتير كتير.
مكنتش عارف المفروض أعمل إي دلوقتي أو أتصرف إزاي، ولكن هي مسكت إيدي وقالت وهي بصالي بعيونها اللي مليانة دموع:
_ عشان خاطري يا محمود خلي لعلاقتنا فرصة تانية، أكيد إبننا يستاهل ينشأ بين عيلة متفاهمة ودافية وبيحبوا بعض، صح؟
فضلت ساكت لدقيقتين باصص لإيديها الي حاضنة إيدي وعلى بطنها اللي فيها إبننا، إبتسمت وقولت وأنا باصصلها بتحذير:
_ يعني خلاص عرفتي غلطك ومفيش حاجة من الحركات دي هتحصل تاني؟
إبتسمت وقالت وهي بتومأ براسها بمعنى "أيوا":
= خلاص إحنا كبرنا وهنبقى مسئولين عن طفل وأباء متفهمين وعاقلين.
ضحكت وقولت بسعادة وأنا باصصلها:
_ إن شاء الله خير يا بدور.
بعدها مشينا من المكان مع بعض وإحنا ماسكين إيد بعض ومقررين هنعمل إي فعلًا، دخلت الكافيه بقرار وطلعت منهُ بقرار تاني خالص وهدية بعتها ربنا ليا.
أو لينا إحنا الإتنين عشان نراجع نفسنا وعلاقتنا.
*بعد مرور سنتين*
_ يعني إنتِ مش هتحترمي نفسك يعني يا بدور؟
حدفتني بالببرونة بتاعت سليم وقالت بغضب:
= والله ما حد مش محترم هنا غيرك، إنت إي يا أخي بقولك إبنك مطفحني الخل فيها إي لما تسهر إنت معاه مرة؟
فضلت أدعك في مناخيري اللي شبه إتكسرت من الحدفة بتاعتها وقولت بغضب وغلّ وأنا مانع نفسي إني أطحنها:
_ إنتِ مصحياني من نومي بعد ساعتين بس عشان أسهر مع الواد، طب أنا واحد شغلي الساعة 7 الصبح هسهر معاه لحد 8 وأروح الشغل متأخر ومطبق كمان يعني ولا إنتِ عايزة إي؟
إتكلمت بلا مبالاة وقالت بزعيق:
= أنا ماليش دعوم باللي بتقولهُ دا، دا إبنك إنت كمان وأنا تعبت وعايزة أنام زيك شوية.
قربت منها ومسكت دماغها بين كفوفي وأنا بحاول مخبطهاش في الحيطة وأفرتكها وقولت وأنا بجز على سناني:
_ يابنتي متخلينيش أتغابى عليكِ أنا ماسك نفسي عنك بالعافية!
سليم عيط وقتها وسيبتها عشان تروحلهُ وباب الشقة خبط، روحت ناحيتهُ عشان أفتحهُ ولقيت حازم وكان مبتسم وبيقول:
_ جيت آخدك نصلي الفجر مع بعض.
إبتسمت إبتسامة واسعة وقولت وأنا بدخلهُ الشقة:
= ياحبيبي، جيت في وقتك تعالى.
إتكلم بعدم فهم وقال:
_ في حاجة ولا إي، أختي عاملة مكرونة بالبشاميل؟
ضحكت وقولت وأنا باخدهُ قدام بدور وسليم:
= أجمل يا حبيبي أجمل، هاتي سليم كدا يا بدور ثواني.
مسكت سليم وأديتهُ لحازم اللي شالهُ وهو مش فاهم حاجة وقولت:
= هتسهر مع سليم النهاردا بس وأهو إبن أختك يعني مش غريب وأوعدك أخدهُ منك لما أرجع من الشغل أو لما بدور تصحى يعني أيهما أقرب.
سيبتهُ يزعق ويتكلم ودخلت أنام وبدور عملت نفس الموضوع وقالت قبل ما تقفل باب الأوضة بالمفتاح عشان تحطهُ قدام الأمر الواقع:
_ معلش بقى يا حبيبي الخال والد وأنا اسيبة الببرونة والبامبرز برا يلا تصبح على خير يا قلب أختك.
إتكلم حازم بشبه عياط وقال:
= هي وصلت للبامبرز كمان!
فعلًا خيرًا تعمل شرًا تلقى.
#هاجر_نورالدين
#أيتها_الزوجة_العزيزة
#الحلقة_التالتة
#تمت