سكريبت التغيير المطلوب (كامل) بقلم هاجر نورالدين

سكريبت التغيير المطلوب (كامل) بقلم هاجر نورالدين

 سكريبت التغيير المطلوب (كامل) بقلم هاجر نورالدين


_أنا مش فاهم، إنتِ رافضاني ليه وأنا عايز أدخل البيت من بابهُ؟


قفلت الكتاب اللي كنت بقرأ فيه وأنا قاعدة في كفاتيرية الجامعة وبصيتلهُ وقولت بهدوء وجدية:


=مش كل شخص بيدخل البيت من بابهُ يبقى شخص كويس يا حسن، أنا مش موافقة بيك وإنت عارف كويس ليه.


إتكلم من تاني بإنفعال وقال:


_ومش موافقة بيا ليه يا ريم، أنا قولتلك هتغير وبنات الجامعة كلها يتمنوا بس أبُصلهم مش أتقدملهم!


مسكت الكتاب من تاني وبصيت فيه بعد ما فتحتهُ وقولت بهدوء:


=هو دا السبب.


إتنهد وهو بيحاول يهدي نفسهُ وقال:


_ريم أنا بجد بحبك وعايزك، ووالله هتغير عشانك.


إتكلمت وأنا عيني في الكتاب وقولت:


=تمام، إثبتلي بالأفعال، شبعت كلام منك بقالي 3 أسابيع.


بصلي وقال بإنفعال مكتوم:


_أديكِ قولتيها يا ريم، 3 أسابيع يعني هعنل فيهم إي يثبتلك إني إتغيرت، نتخطب طيب وشوفي فترة الخطوبة كلها هبقى إنسان تاني خالص.


بصيتلهُ وسيبت الكتاب من إيدي وقربت الكرسي من الطربيزة وقولت بجدية:


=3 أسابيع تعمل فيهم كتير يا حسن، زي مثلًا تبعد عن شلة البنات اللي مصاحبهم والهزار الكتير والوقوف مع دي ودي وغيرهُ.


إبتسم وقال وهو بيغمز:


_إنتِ متابعة بقى وبنغير أهو أومال في إي بقى، بتتقلي؟

وبعدين الشلة بتاعتي فيها ولاد مش بنات بس.


فضلت بصالهُ ببرود وقولت:


=الأولى صح، متابعة مش بغير، متابعة عشان أشوفك فعلًا زي ما بتقول إتغيرت ولا لأ، بس من خلال متابعتي مشوفتش تغيير 1%، وبالنسبة للشلة بتاعتك فـَ هما ولدين بس اللي في الشلة والباقي حوالي 5 بنات، وبالنسبة للولدين دول ميختلفوش كتير بالنسبالي عنهم، عن إذنك.


سيبتهُ بعدها ومشيت من قدامهُ بسرعة بعد ما خدت كتابي وشنطتي، قعدت قدام النافورة اللي في نُص الحرم الجامعي وأنا سرحانة وبفكر، أيوا أنا بحبهُ بس الحب مش أهم حاجة في العلاقة، هستفاد إي لما أخد حد بحبهُ وهو بيقول بيحبني بس في بنات بتشاركني فيه تحت آي مُسمى وهو الموضوع بالنسبالهُ إيزي، إستفدت إي لما أخدهُ وهو عديم المسئولية، هو شغال أيوا، بس شخص مش مسئول ومتهور، بياخد قرارات تافهة وبينحدر دايمًا عن القرارات السليمة، إتنهدت وأنا حاسة إن عقلي هينفجر من الصداع والتفكير الزايد، عقلي وقلبي بيتسارعوا بس الأكيد إني مش هسمع كلام قلبي، الأكيد إني همشي حسب المنطق والمعيشة والمستقبل، قومت من مكاني وقررت أروح ومحضرش أخر محاضرة وبالفعل روحت، عدا بعد اليوم دا إسبوعين وهو بيحاول يتواصل معايا بس أنا قافلة الحوار معاه، زي ما قولتلهُ الفرصة الوحيدة اللي هديهالهُ لما يتغير ويثبتلي بالأفعال، كان دا أخر شهر في الكلية قبل الإمتحانات وقبل التخرج تحديدًا يعين لإني كنت سنة رابعة، قررت إني أركز في الدراسة الشهر دا عشان عايزة أتخرج بتقدير، كنت الشهر دا فعلًا مشغولة بالدراسة والمذاكرة ومفيش وقت أصلًا إني أركز مع حسن.






الشهر عدا وضغط المذاكرة خلص وبعديها الفترة بتاعت الإمتحانات عدت على خير برضوا الحمدلله، بعد التخرج قررت إني أرتاح شوية من الدراسة وسافرت إسكندرية إسبوع مع أهلي أغير جو، في وسط السفر وفي وسط الإستمتاع بالتخرج اللي كنت فيه جِه في بالي حسن، بصيت في موبايلي ملقتهوش باعت حاجة بصيت للسما بهدوء وأنا بفكر اللي أنا عملتهُ دا صح؟

جاوبت نفسي في وقتها وقولت بصوت مسموع:


_أيوا طبعًا صح من غير تفكير.


حتى لو كنت خسرت الشخص اللي حبيتهُ، عادي مفيش مشكلة بالنسبالي، أنا مؤمنة جدًا بالنصيب وجايز هو مش نصيبي.


عدا بعدها سنتين، سنتين نسيت فيهم حسن ونسيت كل حاجة، لحد ما لقيت صاحبتي غادة من الجامعة واللي لسة صحاب لحد دلوقتي بتكلمني وبتقول:


_بقولك إي، الدفعة بتاعتنا مش كلها يعني بس الناس اللي كان في بيننا وبينهم كلام ووِد يعني عاملين حفلة لمّ شمل، هنروح صح؟


ضحكت بسخرية وقولت:


=لمّ شمل إي يا غادة، دا إحنا لسة سايبينهم من سنتين.


وقتها إفتكرت حسن وسرحت شوية، فوقت على صوتها وهي بتقول:


_ياستي خلينا نروح ونغير جو، وبعدين دا حتى أستاذ روميو هيبقى موجود.


خلصت كلامها وضحكت بهزار، حسيت إن قلبي رجع ينبض من تاني، قفلت معاها بعد ما قولتلها إني هرد عليها بالليل وسرحت من تاني بفكر، عندي فضول أعرف هو وصل لـ فين دلوقتي، ياترى إتغير ولا لسة زي ما هو، وحتى لو إتغير، لسة بيحبني أو لسة فاكرني أصلًا ولا بقى ليه حُب تاني غيري، الموضوع عدا عليه أكتر من سنتين، يبقى طبيعي لو نسيني أصلًا، كنت مترددة أروح وخايفة أروح أشوف اللي مش عايزة اشوفهُ، يمكن عشان متجرحش، أو يمكن عشان أنا لسة جوايا مشاعر ليه، مش عارفة الحقيقة بس لأ لأ مش هروح، بالليل لقيت غادة صاحبتي بتتصل بيا عشان زي ما قولتلها إني هرد عليها بالليل، لما كلمتني قولتلها إني مش هروح، فضلت تزن عليا وتتحايل وخلافهُ عشان أروح لحد ما وافقت عشان زي ما بيقولوا الزن على الودان أمر من السحر، في اليوم التاني يوم الحفلة، كنت بقلب بين فساتيني وهدومي عشان ألبس أحلى لبس عندي، مش عارفة السبب أو بحاول في إي، أو يمكن عارفة بس مش عايزة أصارح نفسي بيه، كنت حاسة إين زي العيلة الصغيرة اللي بتختار هدوم أول يوم عيد ومش عارفة تلبس إي، ودقات قلبي عالية، لبست ونزلت عند المكان اللي هقابل فيه غادة صاحبتي عشان نروح الحفلة لإن هي اللي عارفة العنوان، بعد تقريبًا ساعة إلا ربع وصلنا قدام فندق كبير عاملين فيه الحفلة بصيت لصاحبتي وقولت بتساؤل ودهشة:


_الفندق كبير وشكلهُ فخم يا غادة، دا مين اللي عمل العملة دي وحجز فيه؟


بصتلي غادة وهي مُبتسمة وقالت:


=ياستي إحنا مالنا، اللي حاجز حاجز وبعدين سمعت إنهُ بتاع حد من الدفعة أصلًا، متقلقيش مش هندفع فلوس.


بصيتلها بدهشة أكبر وأنا بقول "بسم الله ما شاء الله"، دقايق من التوتر والنبضات العالية اللي محتلاني وأنا بمشي في طريقي للدخول للكافيه، دخلت وأنا عيني بتلف الكافيه كلهُ ولكنني مش شيفاه، قعدت معاهم وبعد ما قعدت صاحبتي ميلت عليا وقالت بتساؤل خبيث:


_إي بتدوري على اللي بتحنيلهُ ولا إي؟


بصيتلها بغضب مُصتنع ممزوج بالتوتر وقولت:


=مبدورش على حد وإتلمي.


بعدها فضلت مركزة معاهم ومش بدور ولا عيني بتروح بعيد عنهم عشان محدش يتكلم تاني ولا ياخد بالهُ من حاجة، وفجأة بدون مقدمات لقيتهُ بيقعد في الكرسي اللي قدامي وهو متغير كـ شكل تمامًا، حسيت وقتها إن الزمن وقِف ومبقتش سامعة آي حاجة من حواليا ولا صوتهم، مش سامعة غير صوتهُ بس وهو بيقول بإبتسامة هادية ونبرة رزينة:


_عاملة إي يا ريم؟


جاوبتهُ وأنا شِبه بتلعثم في الكلام وقولت:


=الحمدلله، إنت أخبارك إي؟


جاوبني بإبتسامتهُ الجميلة المُعتادة واللي بتحير قلبي وقال:


_الحمدلله بخير...


غير نظرهُ عني وبص لباقي الناس وقال:


=إطلبوا اللي إنتوا عايزينهُ المكان مكانكم، هستأذنكم بس ثواني وراجع تاني.


قولت في نفسي بإستغراب، "المكان مكانكم!، يعني المكان بتاعهُ؟، يعني هو الشخص اللي من الدفعة اللي صاحب الفندق دا؟"، قطع حبل تفكيري صاحبتي غادة اللي قامت وقفت وقالت وهي بتمسكني من دراعي:


_تعالي يا ريم عايزاكِ تيجي معايا الحمام.


قومت معاها بهدوء وأنا ماشية وراها وعقلي مشغول، هو فعلًا إتغير وبقى عارف قيمة الفلوس اللي كان بيجنيها وبطل يصرفها في التفاهات ولا دي من فلوس والدهُ؟

مفكرتش كتير وقولت في سري وأنا ببتسم، "مش مهم، المهم إنهُ عرف قيمتهم وإنهُ بخير، ربنا يوفقهُ."


قاطعت تفكيري صاحبتي وهي بتقول:






_معلش بقى يا صاحبتي كان لازم أقولك كدا عشان تيجي من الأول، هسيبك دلوقتي.


بصيتلها بإستغراب وبصيت حواليا لقيتني قدام بيسين، رجعت بصيتلها بإستغراب وقولت بعدم فهم:


=جايبانا البيسين ليه، مش قولتي عايزة تروحي الحمام ولا في إي؟


متكلمتش غادة بس لقيتها ماشية وراجعة تاني وهي بتشاورلي، كنت لسة همشي وراها بس سمعت صوت حسن بيقول:


_أنا عملت كل الحفلة دي عشان أشوفك إنتِ بس يا ريم، مش عشان لم شمل ولا الكلام الفاضي دا، وأنا اللي قولت لغادة تأكد عليكِ تيجي.


كنت سامعة صوتهُ وقلبي بيدق وخايفة ألف، بس لفيت وبصيتلهُ بتساؤل فـَ كمل كلامهُ وقال:


_أنا ركزت في كلامك يا ريم، وقررت فعلًا أتغير بجد وأثبتلك بالأفعال زي ما قولتي وبعدها هفاتحك في الموضوع تاني، بس التغيير إحتاج الوقت دا كلهُ للأسف، فضلت بحافظ على فلوسي وشغلي وبعدت عن كل الحاجات اللي بتعطلني عن مستقبلي وأولهم شلة البنات اللي قولتيلي عليها، مش هكدب أه والدي ساعدني في الفلوس عشان أفتح الفندق دا ومشاريع تانية غيرهُ لإني أكيد مش في سنتين هجيب الفلوس دي كلها بس هو مجرد ممول مش أكتر، يعني فلوسهُ هترجعلهُ بربح المكان، المهم دلوقتي يا ريم أنا عايزة أطلب إيدك للمرة التانية وأنا إنسان تاني خالص، أنا طول الفترة اللي فاتت دي كنت بتابع أخبارك من بعيد لبعيد عشان اتأكد إن محدش بيفكر يقرب منك ولا ياخدك مِني، والحمدلله إن مفيش حد وإنك إن شاء الله من نصيبي يا ريم، ريم أنا بحبك بجد وإتغيرت عشانك بجد، ممكن تديني ميعاد مع والدك؟


بصيتلهُ وأنا تايهة ومُتأثرة ومش عارفة أرد عليه اقول إي، إبتسمت بهدوء وبصيت في الأرض بفكر في آي كلام أقولهُ بس مش لاقية، رجعت لورا بضهري كام خطوة من غير كلام، نظراتهُ إتغيرت وإبتسامتهُ بتتلاشى لإنهُ فكر إني مش موافقة بس قولت قبل ما أمشي بإبتسامة:


=لازم أمشي دلوقتي، أشوفك يوم الخميس بعد صلاة العِشا وأعتقد إنك عارف العنوان لسة، بتصلي صح؟


إبتسم من تاني بإشراق واضح وقال:


_أيوا الحمدلله، يعني هتوافقي؟


جاوبتهُ بإبتسامة وسعادة وأنا بسرع خطوتي:


=لازم هوافق على شخص بيحبني بجد ومملش ونفذ متطلباتي على أكمل وقت طول الوقت دا، لازم هوافق على شخص إتغير للأحسن عشان نفسهُ قبل عشاني، أنا كنت مجرد سبب، وإنت لو مكنتش بتحبني بجد أو شخص جواك حد عملي وبيشتغل على نفسهُ كدا عمرك ما كنت هتبقى كدا لا عشاني ولا عشان آي حد، أشوفك بعدين.


خلصت كلامي ومشيت بسرعة وأنا شايفة سعادة مرسومة على وشهُ ومرسومة على قلبي قبل وشي أنا كمان، وللحقيقة مكنتش متخيلة إنهُ هيتغير بالشكل الكبير دا، أه كنت متوقعة إنهُ هيتغير بس مش للدرجة دي، ولا هيتشغل على نفسهُ بالشكل دا، وخليني أقول مقطع لأم كلثوم إفتكرتهُ وإحنا بنتخطب، بعد ما لبسني الدبلة تحديدًا بتقول فيه، "العيب فيكم يا فـ حبايبكم، أما الحُب يا روحي عليه."


#هاجر_نورالدين

#التغيير_المطلوب

#تمت

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×