رواية اوجاع الماضي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سلوي عوض


 رواية اوجاع الماضي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سلوي عوض


#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي 
بارت 14
ساره (بفرحه): يالا بينا يا عجور... يا فرحة قلبي! أنا مش مصدقة نفسي، كان نفسي أعملك فرح وأشورك أحسن شوار.
عجور: بس يا ساره، إنتِ زعلانه؟
ساره: لا يا عجور، أنا راضية ومبسوطة، أهم حاجة المحبة والعِشرة الطيبة، وكل حاجة تيجي بعدين.
عجور: ربنا يحرسك يا رب.
وبالفعل يروح عجور ومعاه ساره للمأذون، ويكتبوا كتابهم.
عجور (بسعادة): خلاص، بقيتي مراتي.
ساره: ربنا يخليك ليا.

ولما يوصلوا لبيت عجور، يطلع عبارة عن أوضة بسيطة مفروشة بحصيرة بالية.
عجور: ربنا يقدرني وأجيبلك قصر.
ساره: وأنا هخليلك الأوضة دي جنة.
عجور: تعالي ناكل اللقمة البسيطة دي.
ساره: فضل ونعمة.








تمر الأيام، وعجور عايش فرحان مع ساره، بس شغله بالكاد يكفي أكل اليوم.
وفي يوم، كانت ساره قاعدة مستنيا، ليدخل عجور.
ساره: حمد الله على السلامة.
عجور: سلامة إيه! أنا مش قادر أأكلك حتى.
ساره: طب، أنا هقولك على حاجة بس توافقني.
عجور: قولي.
ساره: أنا بفكر أرجع أشتغل خدامة في بيت الحاج حامد، جوز خالتي.
عجور: ترجعي تخدمي تاني؟!
ساره: وإيه يعني؟ الشغل مش عيب، وأنا بخدم بشرف، وأهو إيد على إيدك، وربنا يكرمنا.
عجور: كنت عايزك تعيشي معايا مكرمة، مش ترجعي تشتغلي في البيوت... أمال أنا لزمتي إيه؟
ساره: كفاية عليا إنك جوزي، وخدتني على اسمك.
عجور (بحب): والله ما في أطيب من قلبك.
ساره: يبقى وافقت؟
عجور: حاضر، بس لو حسّيتي إن الشغل تقيل عليكي، تقعدي فورًا.
ساره: من عيني، هروح أقول للست جميله.

وتروح ساره لبيت حامد، تستقبلها الحجة جميله.
جميله: تعالي يا بنتي... كده تتجوزي من غير ما تقولي؟! كنا وقفنا جنبك وفرحنا لك.
ساره: معلش يا حجة... أمر الله.
جميله: طيب خشي خدي فروجة من التلاجة، وبطاطس وطماطم وسمن ورز، واعملي أكلة لجوزك.
ساره (بكسوف): كتر خيرك يا حجة.
جميله: وخدي المتين جنيه دول هاتي بيهم فاكهة وانتي راجعة.
ساره: ربنا يسترك يا حجة.
جميله: الصبح بدري تيجي.
ساره: حاضر.

تاخد ساره الحاجات وتروح.
عجور (مندهش): إيه ده كله؟ وجيتي بسرعة!
ساره: الست جميله كتر خيرها ادتني الأكل والميتين جنيه. خد، خليهم معاك.
عجور (بحزن): بدل ما أصرف عليكي، تصرفي أنتي؟
ساره: إحنا واحد، وأنا عارفة إنك لو معاك هتديني.
عجور: هعملك أحلى أكلة.
ساره: طب ماتتأخرش، عشان ناكل سوا.
عجور: حاضر.

يخرج عجور ويقابل عبد الرحيم.
عبدالرحيم: إزيك يا واد خالتي؟
عجور: بخير.
عبدالرحيم: جميله وولدها هما الكل في الكل، وواد خالتك مالوش مكان.
عجور: الحجة جميله ست طيبة، ومراتي بتشتغل عندهم، وادوها أكل وفلوس.
عبدالرحيم: طيبة؟ دي اللي موتت خالتك بحسرتها! وولدها اللي دخلك الإصلاحية!
عجور: خلاص، أنا مسامح.
عبدالرحيم: تسامح؟! أنا عمري ما هسامح.
عجور: في شغل عندك؟
عبدالرحيم: هشوف وأسألك.
ويمشي عبد الرحيم وهو بيقول لنفسه: لازم أتصرف، عجور بقى ف صف جميله!

تمر الأيام وساره شغالة ف بيت حامد، وف يوم:
ساره (بفرحة): عجور! أنا حامل.
عجور: بجد؟!
ساره: آه والله.
عجور: يبقى تسيبي الشغل.
ساره: أما قرب أولد، بس لو أنت مرتاح في شغلك.
عجور: كله مرار، طول اليوم ف الزرع وآخره ملاليم.
ساره: الحمد لله.
عجور: ربنا يرزقني بشغلانة كويسة.
ساره: إنشاءالله. أنا رايحة دلوقتي عندهم عزومة.
عجور: خلي بالك من نفسك ومن ابننا.
ساره: من عيني.

تروح ساره بيت حامد، تقابلها جميله.
جميله: خشي حضري الأكل، وطلعي هاتيلي ألف جنيه من الدولاب.
ساره: حاضر.
تطلع ساره وتجيب الفلوس وتديها لها.

في الليل، تطلع جميله لجناحها،
جميله: يا ماري! دهبي اتسرق!
حامد: مين دخل هنا؟
جميله: أنا شيعت ساره تجيب الفلوس...
حامد: يبقى هي اللي سرقت! هبلغ الحكومة.

الشرطة تيجي وتاخد ساره القسم.
ساره: والله ما سرقت، أنا بريئة!
الظابط: اخرسي! مش أنتي مرات عجور الحرامي؟
يضربها بالقلم وتغمى عليها.

عند عجور:
عجور: ساره اتأخرت...
يقابله عبد الرحيم.
عبدالرحيم: جاي أقولك، حامد بلغ الحكومة، وجال إن مراتك سرقت.
عجور: إيييه؟!
يجري عجور القسم، يلاقي الإسعاف بتنقل ساره للمستشفى.
عجور (بيصرخ): ساره! عملتوا فيها إيه؟
الدكتور: للأسف، كانت حامل وسقطت، وضغطها عالي جدًا.
عجور: عاوز أشوفها!
العسكري: ممنوع، دي متهمة في سرقة.

يروح عجور لحامد:
عجور (بيتوسل): يا حج... مراتي بريئة، أنا أخد مكاني، بس سيبوا ساره.
حامد: مراتك حرامية زيك.
عجور (لجميله): والله ماسرقت.
جميله: خلاص، يا حامد، عشان خاطري سيبها.
حامد: هنقول للظابط إننا لقينا المصاغ، بس تمشي من البلد.
عجور: حاضر، بس سيبوها.

يروحوا القسم.
الظابط: خلاص؟ لقيتوا الحاجة؟
حامد: أيوه.
الظابط: هبلغ المستشفى ونقفل المحضر.

لكن فجأة يتغير وش الظابط.
الظابط: أنا آسف... ساره انتحرت!
عجور (يصرخ): مستحيل!!
يجري المستشفى.
عجور (للممرضة): عاوز أشوف مراتي... أفرحها، هنسيب البلد.
الممرضة: للأسف، هي دلوقتي في تلاجة الموتى.
عجور: لاء! دي مغمي عليها!
يدخل ويشوف جثتها.
عجور (بيبكي): ظلموكي يا ساره... والله هنتقم ليكي!

الممرضة: هتدفنها فين؟
عجور: ماعنديش مدفن.
الممرضة: الدكتور هيدفنها في مقابر الصدقة.

يعود عجور يبكي:
عجور: والله هجيب حقك يا ساره، ويا اللي كان في بطنك...
بس اللي محيرني... إزاي ساره تنتحر وهي كانت بتصلي وعارفة ربنا؟!

عجور: بس بردو، هنتقم ليكي، وهفضحهم زي ما فضحوني...
---

ونسيب عجور وسط أحزانه ونروح على بيت الحاج حامد...
وهنا يوصل عبدالرحيم للبيت وهو بيغني بصوت عالي:

عبدالرحيم (وهو بيغني): افرحي يا عروسة... أنا العريس أنا العريس!

تقابله صافيه عند الباب.

صافيه (بنبرة باردة): ربنا يفرّح قلبك.

عبدالرحيم (بتهكم): بعدي إنتي عني... وأنا أفرح!

صافيه (متضايقة): هو أنا كلمتك؟ ده أنا بقول ربنا يفرّحك وخلاص!









عبدالرحيم (بغلا): أنا هفرح... وهفرح جامد كمان! أنا طالع فوج، ومش عاوز أشوف خلقتك العفشة دي.

صافيه (في سرها): يعني أنا اللي عايزة أشوفك؟ ربنا يخلصني منك عن قريب!

ويطلع عبدالرحيم على جناحه الخاص، وبعد شوية تدخل إلهام البيت.

إلهام (باستغراب): كنتي بتتحكّدي مع مين يا أماه؟

صافيه: مع أبوكي.

إلهام: فين أبوي؟

صافيه: طلع الفوق.

إلهام: أنا طالعة أشوفه... بس قوليلي الأول، البنت فين؟

صافيه: كلتهم وسبحتهم وناموا.

إلهام: ماشي.

وتطلع إلهام على جناح والدها، تلاقيه موجود.

إلهام: إنت جيت يا أبا؟

عبدالرحيم: أيوه... اسمعيني كويس.
بُكره تكلمي جدك وتقولي له إن فيه واحدة صاحبتك جاية من مصر، هتقعد عندنا يومين.

إلهام (مستغربة): طيب ما هو هيقوللي عرفتيها منين؟

عبدالرحيم: قولي له إنك عرفتيها من النت، وإنها من ناس كبيرة قوي في مصر.

إلهام: لا يا أبا، ميصحش أقول من النت، جدي هيقول نضمنها منين؟
أقولك... أنا هقوله إنها قريبة عابد جوزي من ناحية الأم.

عبدالرحيم (بفرحة): برافو عليكي!
أنا اديتها رقم تليفونك، وهي هتكلمك بُكره.

إلهام: لما تكلمني، هكلمها فيديو علشان أشوف شكلها، وخلي عابد كمان يشوفها ويروح يجيبها.

عبدالرحيم: وحاولي تقربيها من عيال عز... قطعة تقطعهم، وخصوصًا حامد!

إلهام: من عيني يا أبا.

عبدالرحيم (بحسم): خلي بالك منها، دي هتبقى مرات أبوكي.

إلهام (بهدوء): بس كده... هحطها في عيني.

---عبدالرحيم (وهو بينهي الكلام): روحي بجا وسيبيني أحلم بالعروسة الجديدة.

إلهام (بتضحك): احلم يا أبوي، بس قولي... هي حلوة؟

عبدالرحيم (بنظرة حالمة): فلجة... جَمر يا بت!

إلهام (بتغيظه): يعني هتشيل ستك في عيونك وتنزل التانية مكانها؟

عبدالرحيم (بابتسامة ماكرة): الست دي خلاص راحت ف حالها... واللي جايه هتبجا تاج فوق راسي... هتشوفوا.

إلهام (بتضحك وهي نازلة): ماشي يا حج عبدالرحيم... نحجزلك كرسي ف الكوشة من دلوقت!

عبدالرحيم (وهو يضحك): هاتوا الطبل والزمر يا عالم... العريس ناوي يخربها!
            
           
            

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×