رواية اوجاع الماضي الفصل الخامس 5 بقلم سلوي عوض
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 5
---
جميلة:
متقلقش يا بوب، بس حضرتك لازم تقول لجدو ليه سافرت وسيبت فرحك وعروستك؟
عز:
بقولك يا بنتي، أبويا خد عزايا وقال للبلد كلها إني موت، لأني سبت بنت عمي ومشيت. ودي فضيحة كبيرة عندنا، إحنا صعايدة يا بنتي! وأكيد الناس كلها مسكت سيرتها وقالوا عريسها فاتها يوم كتب الكتاب، يعني أكيد شاف حاجة عليها.
لكن يشهد ربي إن صافيه نعم الأدب والأخلاق، دي تربية أمي ست الكل، ومربّية معانا ومع أختي إكرام.
أنا ضحيت بحبي، وفوّت أهلي وناسي، وكسرت قلبي وقلبها، علشان ما أكسرش قلب أخويا.
ادهم (بتأثر):
خلاص يا بوب، قطعت قلبي... يبدأ في البكاء اهيء اهيء...
جميلة:
يخرب بيت برودك! إنت إيه؟ ما عندكش أي إحساس؟
ادهم:
خلاص بقا! حضرتك بتقول إنها اتجوزت عمي، وكمان خلفوا تلت عيال! عامل مناحة ليه بقا؟
وبعدين الموضوع ده عدى عليه كتير أوي، واديك أهو خلفت بغلين وجحشة صغيرة!
ليجري ادهم من أمامهم
حامد (بحدة):
والله لأقطعلك لسانك الطويل ده، ادهم! ده لو حصلتني!
عز:
ربنا يهديك وتعقل يا ادهم.
جميلة:
لأ، متحلمش! ده هيفضل طول عمره أهبل!
ادهم:
طاب كده يا جحشة!
ليدخل غرفته ويغلق على نفسه الباب
---
جميلة:
شايف ابنك يا بابا؟
عز:
معلش، سيبكم منه دلوقتي...
---
ننتقل إلى الصعيد – منزل العائلة
الجد حامد يجلس مع زوجته جميلة
حامد:
إيه يا غالية، لساكي زعلانة مني ومحارباني؟
جميلة:
ربنا يرد الغايب المظلوم!
حامد:
لو أعرف بس عملنا ليه كده، وسابلنا الفضيحة؟
جميلة:
ولدي مش جليل الأصل، وقلبي محدّثني إنه مظلوم.
حامد:
طاب خدي علاجك علشان ترجعي زي زمان.
جميلة:
هاتلي ولدي، وأنا أخف وأجُوم أرمح في البلد كلها...
جميلة (تتضرع):
يا رب، يا ولدي، عمل إيه الزمن فيك؟ يا ترى عايش؟ ولا بعد هانت عليك أمك يا عز؟ طمّني عليه يا رب...
حامد:
أنا نازل أشوف حالي. ربنا يهديكي ويشفيكي...
---
ينزل حامد للأسفل، ويجد "صافيه" تجلس حزينة
حامد:
يا صافيه، مالك بس يا بت أخوي؟
صافيه:
مافيش يا عمي... بس قلجانة على روضة، مرت شمس. البت فيها حاجة!
حامد:
أنا هخلّي شمس يوديها للحكيم.
صافيه:
آه يا عمي... البت مبتقومش خالص من رقدتها، وشمس، ولدي، حالته تقطع القلب.
حامد:
فينه شمس؟
صافيه:
فالمكتب جوه، قاعد لحاله.
حامد:
هخشله أنا واتحدث معاه.
صافيه:
أعملك قهوة يا عمي؟
حامد:
ياريت يا بتي.
صافيه:
من عيني، حاضر...
يتركها حامد ويدخل المكتب على شمس
---
الجد حامد:
مالك يا شمس؟ الدنيا كلها!
شمس:
سلامتك يا جدي...
الجد:
الله يسلمك يا ولدي، أبوك فينه أمال؟
شمس:
من عشية مشفتهوش...
يسمعوا صوت عالي
الجد:
أهو جبنا سيرة القط بيزعق! ليه الغجري ديتي؟
شمس:
أنا هطلع أشوفه.
---
يخرج شمس ويجد والده يتحدث مع والدته بغضب
شمس:
فيه إيه يا أبوي؟ حسّك عالي ليه؟
عبدالرحيم:
بس انته يا واد! جدك أنا بتحدث مع مراتي، ليكش صالح!
صافيه:
حاضر يا عبدالرحيم، هعمل القهوة لعمي وأحضّرلَك غيارك.
عبدالرحيم:
جُلت غوري، طلعي الغيار، مفاضيش أنا ليكي، ولا لعمك! جيري لمّي العفش كله!
صافيه:
كتر خيرك يا واد عمي...
عبدالرحيم:
خلّصي غوري، مره فجر!
شمس:
مش عاوزين الحديث ديتي يا أبوي!
عبدالرحيم:
والله عال! هتعلّمني أتحّدث مع مراتي كيف؟
شمس:
مش قصدي يا أبوي، إنما بس بقول إن أمي مبجتش صغيرة على الشتيمة كل ساعة والتانية!
عبدالرحيم:
طاب إيه جواك؟ أشتها وأضربها بالمركوب كمان؟! العايبة دي بتاعت عز!
صافيه:
وايه لزمة الحديث دي؟ ما كل حاجة راحت لحالها من زمن الزمن...
شمس:
مين عز ديتي؟ وإيه صالحتها مع أمي؟
صافيه:
خلاص يا شمس، خش انت لجدك يا ولد. يالله يسامحك يا عبد!
شمس:
يعني محدش راضي يقوللي عز ديتي مين؟!
تدخل إكرام فجأة
إكرام:
ما تتكلم زين مع مرتك يا عبدالرحيم!
عبدالرحيم:
والله عال! ماناقصش كمان غيرك إنتي، يا عاجز، يا جليلة الخلف! إيه اللي مجعدك هنا؟ متغوري على بيتك!
يخرج الأب على صوت عبدالرحيم العالي
الجد:
بقولك إيه يا واد؟ لما يبجالك بيت، ابجا اتحكم مين يقعد ومين يِهمِل!
عبدالرحيم:
معارفش، أنا الموت تايه عنيك فين!
يدخل نزار على صوتهم
نزار:
يا أهل الدار! إيه مالكم؟ صوتكم جايب لغاية مصر!
الجد:
الحمد لله على السلامة يا ولدي.
شمس:
ليه ما اتكلمتش؟ كتّ بعتلك عربية تجيبك من المحطة!
نزار:
أنا جيت بعربيتي.
شمس:
مش قلتلك ألف مرة ما تسوقش مسافات طويلة؟! سواقتك زفت!
عبدالرحيم:
والله عال يا شمس! عامل كبير على خيك وأنا واقف!
نزار:
له يا أبوي، أخويا بس، خايف عليا!
عبدالرحيم:
طاب يا أخويا، خليه ينفعك!
يتحدث إلى زوجته
عبدالرحيم:
متغوري، طلّعي الغيار!
صافيه:
أسلّم بس على ولدي...
نزار:
اتوحشتك يا أمي...
إكرام:
وعمتك له!
نزار:
ده كله إلا إنتي يا عمه... إنتي أمي التانية!
عبدالرحيم:
أمك كيف يا واد؟ ديه عاجز مبتخلفش!
إكرام (بدموع):
كتر خيرك يا أخوي...
نزار:
استهدوا بالله بس... ميصحش كده يا أبوي!
عبدالرحيم:
نعم؟! انت كمان هتعلّمني الأدب يا واد؟
صافيه:
غوروا كلكم، خلّف يعر!
يتركهم ويخرج خارج المنزل
---
الجد:
أخبارك إيه يا نزار؟
نزار:
الحمد لله يا جدي... تخبّرو، قابلت مين وأنا جاي؟ عمي بسيوني، ومعاه بنته عشج إكرام...
الجد:
بسيوني ده كان صاحب الغالي وشجيجه...
شمس:
الغالي؟ والغايب؟ مين هو يا ناس؟!
---
الجد (بحدة):
خلصنا بقا! ماعادش عاوز أسمع ولا حد منكم يتحدث!
وانتي يا إكرام، كفاية، جلبتوا مخي... الله يجازيكم.
---
في القاهرة – جميلة تتصل بالمعد
جميلة:
بقولك إيه يا برنس، فاكر المكالمة الأخيرة بتاعت الراجل الصعيدي اللي قال إنه هيستضيفنا عنده؟
المعد:
آه فاكر طبعًا! احنا نسّقنا معاه، وأخدنا العنوان، وكله تمام.
جميلة:
طاب، كلّمه حالًا، وقوله إننا هنوصل عندهم بكرة إن شاء الله.
آه، وبالنسبة لفريق البرنامج، احجزلهم في فندق، علشان أنا مسافرة أنا والعيلة.
المعد:
ليه يا جميلة؟
جميلة:
بعدين أفهمك... بس اتصل بيهم حالًا وبلغني.
المعد:
حاضر!
يغلق المعد الهاتف ويتصل بـ شمس
---
شمس:
تشرفوا في أي وقت، تحت أمركم...
الجد:
مين دول اللي يشرفوا؟
شمس:
ده البرنامج بتاع المذيعة حبيبتك، بيقولوا جايين بكرة.
الجد (بفرح):
طاب عال عال!
يالله، وضّبوا البيت!
اطلعي يا إكرام، افتحي الجناح المجفول، ووضّبيه!
إكرام:
جناح إيه؟ الجناح المجفول؟!
الجد:
جُلت!
إكرام:
تقصد جناح الغالي، الأب؟
الجد:
اسمعي الكلام وخلصي!
إكرام:
أمي لو عرفت، هتزعل مني جوي!
الجد:
مالكيش صالح بأمك، اسمعي الحديث!
---
في القاهرة
جميلة:
خلاص يا بوب، أنا خلّصت كل حاجة، وإن شاء الله هنسافر بكرة.
عز:
برده عملتي اللي في مخّك؟