رواية ايتها الزوجة العزيزة الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نورالدين
_ تعالى هنا رايح فين؟
للأسف قبل ما أوصل لباب الشقة كان حازم جابني من لياقة القميص، رديت بغصبية وخوف وقولت:
= صدقني أنا مش هقدر أشوف الحاجات دي أنا نجمي خفيف ممكن أتمسّ!
شدني من إيديا وهو بيقول بتريقة وبيبُصلي بقرف:
_ إنت نفسك خفيف، يا خسارة الرجالة والله إدخل شوف مراتك.
وبعدها زقني معاه بالعافية ناحية الأوضة وأنا شِبه هعيط خلاص وقولت:
= هو إي الجوازة اللي كل حاجة فيها بالعافية دي هو في إي!
دخلت الأوضة وكان حمايا وحماتي واقفين ماسكين بعض جنب الباب وبدور قاعدة على السرير بكل هدوء وشعرها نازل على وشها بشكل مرعب جدًا وحمايا بيقول بهدوء وهو خايف:
_ إهدي يابنتي وهنعملك اللي إنتِ عايزاه.
بصيت لحازم وأنا خايف وماسك في دراعهُ جامد وقولت:
= إي بقى شغل أفلام الرعب الهندي دا!
سلامٌ قولًا من ربٍ رحيم.
بمجرد ما قولت الكلمة دي رفعت راسها ناحيتي وكان لسة شعرها حوالين وشها وعيونها حمرا وقامت تجري من على السرير ورايا.
جريت أنا كمان وهي تجري ورايا الشقة تقريبًا 7 لفات وأنا كنت بصرخ وبقول:
_ إلحقني يا حازم، إلحقني يا عزايزي بيه.
سمعنا صوت جارتنا الكبيرة في السن من شباكها اللي في وش الشباك بتاعنا وهي بتقول بإنزعاج:
= بطلوا صوتكم دا مش عارفة أسمع المسلسل.
كملت صريخ وأنا بقول:
_ إلحقيني يا حجة إجلال!
لحد ما أبوها وقفها وغطى وشها وهو بيقرأ عليها قرآن وهديت، وأنا أترميت في الأرض وأنا باخد نفسي بشكل ملحوظ وواضح وأنا مش قادر أتحرك.
قرب مِني حازم وقال بخيبة أمل وهو بيسألني بتريقة:
= إنت كويس يا أخويا؟
قومت مرة واحدة ومسكتهُ من رقبتهُ وأنا بقول برعب:
_ إنت السبب، إنت السبب في الجنازة المهببة دي، أنا هخلص عليك وأرتاح.
مسكنا في خناق بعض من تاني ونفخت حماتي بضيق وقالت وعي قاعدة جنب بنتها لحمايا:
= لأ أنا زهقت منهم، إتدخل إنت بقى.
قرب مننا حمايا ومسك دماغنا إحنا الإتنين وخبطهم في بعض ومن بعدها عينك متشوفش إلا الضلمة.
بعد شوية وقت معرفش قد إي فوقت ولقيت دماغي كانت ملفوفة بشاش وجنبي حازم نفس الكلام وبيبُصلي بغضب عارم.
كنت لسة هتكلم وأزعق بس لاحظت إن حمايا قاعد قدامنا، إتكلم وقال:
_ دي كانت قرصة ودن ليكم إنتوا الإتنين، لو بدأتوا في الهبل دا تاني وسط كل الظروف اللس بنمُر بيها دي مش هتردد عن تنفيذ وعدي وهتعشى بيكم.
بلعنا ريقنا بهدوء ومحدش نطق، إتكلمت بخوف وقولت:
_ أيوا المطلوب مِني دلوقتي أعمل إي، أكمل معاها بالشكل دا صدقني مش هقدر أنا أصلًا كنت ممسوس وأنا صغير وعندي فوبيا من الحاجات دي ونجمي خفيف واسأل إبنك، لكن أعيش معاها وأصبر عليها تتعالج وكدا أنا أسف يا عمي أنا واحد أبوه وأمهُ تعبوا فيه.
إتكلم حمايا بهدوء وقال:
= خلاص مفيش مشكلة، عايز تطلق يعني؟
إبتسمت وقولت بحماس وأمل:
_ أيوا بالظبط دا أنسب حلّ فكرت فيه برضوا.
كمل كلامهُ بمنتهى الهدوء وقال:
= تمام، طلقها وأخرج من باب البيت وبعدها هنوصلك أنا وحازم للقبر متقلقش مش هنسيبك.
بصيت لحازم اللي كان ساكت وعامل نفسهُ من بنها وبعدين رجعت بصيت لحمايا وقولت بتساؤل وشيء من الخوف:
_ قصدك إي يعني يا عمي؟
كمل بنفس الهدوء اللي بدأ يخوفني وقال:
= قصدي واضح، يإما تُقف جنب مراتك وتعيش معاها عمرك كلهُ يإما تسيبها وتنهي علاقتكم ووقتها هخلص عليك بالمسدس بتاعي بدون تردد وأدفنك بإيدي لإن معندناش بنات تطلق، تترمل آه عادي.
سكتت، سكتت مش ضعف على فكرة، بصيت لحازم وقولت بصوت هادي:
_ على فكرة لو بصينالها من الناحية الإيجابية معاه حق، يعني مين الندل اللي يسيب مراتهُ تعاني لوحدها، على فكرة أنا مش بجيب ورا، بس هو أقنعني.
قرب حازم مِني وقال بصوت واطي نسبيًا وهو بيتتريق عليا:
= أيوا بس هو هددك مأقنعنكش!
بصيتلهُ بجنب عيني وريأكشنات لا مبالاة وكلهُ عادي وقولت:
_ لأ لأ، هو بس حمايا حبيبي مبيعرفش يعبر حبيبي من كتر الشغل في الداخلية بقى وكدا إنت فاهم.
هزلي راسهُ وسكت بدون ما يتكلم لإنهُ عارف إني أكتر واحد بقول آي كلام ومعنديش أكتر من الكلام الحقيقة ولكن خلينا نعيش اللحظة ليه لأ!
بدأنا بعدها نشغل قرآن في الشقة وبخور وحماتي مسحت الشقة بمياه وملح وعلى بالليل لقيتهم رايحين ناحية باب الشقة، إتكلمت بتساؤل ورعب وقولت:
_ إي يا جماعة على فين إن شاء الله؟
إتكلم حمايا وقال:
= خلاص بقى يابني كل حاجة بقت هادية الحمدلله هنمشي دلوقتي عشان خصوصياتكم وهنيجي الصبح إن شاء الله.
بصيتلهُ بعدم تصديق وأنا رافع حواجبي بإندهاش وقولت:
_ خصوصيتنا!
يا حبيبي!
كملت حماتي كلام وقالت:
= أيوا يا حبيبي أهم حاجة بس خلي القرآن شغال في الشقة متقفلهوش وكمان مش بنعرف ننام غير في بيتنا.
بصيتلها بإستنكار وقولت:
_ حماتي إنتوا في أول شهر جواز كنتوا بتناموا وتفطروا وتتعشوا معانا حضرتك بتقولي إي!
إتكلم حمايا وقال:
= خلاص بقى لازم خصوصية مش هنفضل على طول كدا، ربنا معاك في فترة بالليل دي بس هتعدي على خير طول ما القرآن شغال خلي إيمانك بربنا كبير.
إتكلمت وأنا بوقفهم وقولت بتوتر وخوف:
_ إنت تاني بتاع الخصوصية، لأ إنتوا مش هتسيبوني لوحدي مع الكائن دا أكيد!
فضلوا يبعدوني عنهم ومحدش فيهم نطق فيما معناه إن "أيوا هنسيبك مش بنهزر."
بصيت لـ حازم وقولت برجاء حقيقي وخوف:
_ طيب إقعد إنت معانا بجد مش هقدر أقعد لوحدي إنت عارف اللي فيها!
بعد حازم عني وقال بتمثيل الكبرياء والكرامة اللي مش موجودين عندهُ أصلًا:
= أسف مقدرش أقعد مع واحد دماغي إتفتحت بسببهُ.
بصيتلهُ بسخرية وإستنكار وقولت بإندهاش ورفعة حاجب:
_ يا حبيبي!
إتكلم حمايا وقال:
= خلاص يا جماعة يلا بينا عشان الوقت اتأخر ويادوب نلحق نروح قبل الفجر.
إتكلمت وأنا بشد فيهم وخلاص هعيط:
_ ياعمي لأ، يا جماعة لأ متهزروش!
لحد ما في الأخر مشبوا وقفل حمايا الباب وراهم وأنا فضلت 5 دقايق وتقف قدام باب الشقة خايف أتحرك ومصدوم في نفس الوقت إنهم مشيوا.
لحد ما فجأة زي ما بنشوف في أفلام الرعب عشان تكمل يعني النور قطع، بالتالي بقى إي اللي حصل؟
أيوا القرآن اللي كان شغال في الراديو فصل، تليفوني كان في جيبي طلعتهُ بسرعة وأنا إيدي بتترعش وأنا حاسس إن في حد بيتحرك في الشقة قدامي.
وأخيرًا فتحت الكشاف ونورت في الشقة ملقتش حاجة ولا لقيت حد، جيت أمشي خطوة قدام حسيت بحد بيمشي جنبي بالظبط.
ولما أقول جنبي يعني لازق فيا، إتجمدت مكاني إتحولت تمثال، إن الإحساس دا يمشي مفيش، لسة حاسس بحد لازق فيا وحاسس بنفسهُ.
من الخوف والرعب حاسس قلبي هيُقف بس أكيد مش هفضل كدا طول عمري، فضلت أقرأ قرآن في سري وأنا بتلف بكل هدوء وبعدين لفيت الكشاف جنبي وأنا بلف.
لقيت بدور اللي واقفة جنبي وعيونها حمرا وشعرها لسة نازل على جناب وشها وبضحك بسنانها اللي مليانة دم.
بصيتلها بإبتسامة واسعة وقولت بنبرة مرتعشة رومانسية:
_ يا حبيبتي!
الباب كان ورايا طلعت أجري على السلم وأنا بقول:
= أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعرذ بالله من الشيطان الرجيم، يا أمي إلحقيني يا أمي.
فضلت قاعد في الشارع قدام البيت لحد ما النور جه وأنا مش عارف المفروض أطلع ولا أفضل زي ما أنا.
ولكن أكيد برضوا مش هبات في الشارع وبعدين سيبت الباب مفتوح أحسن العفريتة دي تروح تقتـ *ل الناس وتجيبلنا مصيبة.
طلعت وأنا مشغل القرآن بصوت عالي على الموبايل بتاعي، باب الشقة كان مقفول، كان معايا مفتاح احتياطي بخليه في جيبي دايمًا وفتحت الباب وأنا بردد القرآن ورا القاريء.
دخلت وكانت الشقة منورة ومفيش آي حاجة غريبة، بدأت أقفل الباب بهدوء وبالراحة لحد ما سمعت صوتها من ورايا كنت فتحت الباب وهجري تاني بس لاحظت إنها طبيعية.
دخلت تاني وبصيتلها بخوف وكانت طبيعية فعلًا، مسرحة شعرها عيونها عادية، جميلة ورقيقة وكمان مُبتسمة وقالت:
_ رايح فين تاني يا حبيبي، وبعدين روحت فين أصلًا وكنت سايب باب الشقة مفتوح عليا، أنا قلقت ولقيتهُ مفتوح، دا ينفع يعني؟
بصيتلها وأنا ساكت وبترعش وهزيت راسي بالنفيّ بدون ولا كلمة، إتكلمت وهي بتمسكني من إيدي وقالت:
= تعالى يلا يا حبيبي عشان تاكل حضرت أكل لنفسي ولازم تاكل معايا.
بعدت إيدها عني بسرعة وأنا بصرخ وهي بصتلي بعدم فهم وقالت:
_ مالك يا محمود في إي مش على بعضك ليه كدا؟
بلعت ريقي وقولت:
= لأ يا حبيبتي أنا كويس أهو.
روحنا بعدها للسفرة وكانت محضرة جبن وعصاير وخلافهُ، قعدنا وهي بدأت تاكل وأنا بتفرج عليها بحذر شديد إستعداد لآي حاجة ممكن تحصل من المجنونة دي.
إتكلمت وسط أكلها بتساؤل وقالت:
_ هو إحنا إتخانقنا آخر مرة بسبب إي عشان مش فاكرة؟
الحقيقة إن السؤال دا خلى دماغي تروح لذكرى تنسيني آي رعب ممكن يحصل منها ويخليني عايز أقوم أفشفش دماغها دلوقتي.
رجعت فلاش باك قبل ما تسيب البيت وتروح عند أهلها، كنا يومها قاعدين وهي بتتعامل معايا ببرود كـ عادتها وكانت قاعدة بتتغدى وأنا كنت لسة راجع من الشغل.
قولت بتساؤل وتعب:
_ عملتي أكل إي يا بدور أنا هموت من الجوع؟
إتكلمت بكل برود وهي بتاكل وبتتفرج على فيلم على موبايلها:
= عملتلي نجريسكو وباكل فيها زي ما إنت شايف كدا.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ يعني إي عملتلي دي، إنتِ برضوا معملتليش أكل؟
بصتلي بمنتهى البرود وقالت:
= ومش هعمل، كل واحد يعمل لنفسهُ وإنت كبير كفاية عشان تشيل مسئولية نفسك، وغسيلك لسة متغسلش صح إبقى إغسلهُ وإنت قاعد بقى.
كنت حاسس إني بغلي من الغضب وإني هعمل جناية، أنا وبدور مكناش كدا في الأول بالعكس كنا بنحب بعض جدًا ولكن حصل فتور في الفترة الأخيرة بيننا.
بقت الحياة مع بعض صعبة ولا تُطاق نهائي، إتخانقنا وزعقنا قصاد بعض وفي الأخر قولت:
_ بجد العلاقة دي مبقتش نافعة أنا مبقتش مستحمل نهائي العيشة بالشكل دا أنا إتجوزت عشان أرتاح مش عشان أتعب أكتر!
إتكلمت بدور بكل برود وقالت:
= تمام مفيش مشكلة يبقى منعيشش مع بعض تاني.
خلصت كلامها وغابت شوية في الأروضة كانت غيرت هدومها وحضرت شنطة صغيرة وطلعت رايحة لباب الشقة، إتكلمت بتساؤل وقومت بعد ما كنت قاعد بغضب على الكنبة:
_ هو إنتِ رايحة فين؟
جاوبتني بكل برود وقالت:
= عند أهلي، أنا كمان بصراحة مش هقدر أعيش كدا تاني.
إتكلمت بإنفعال وقولت:
_ إنتِ لو خرجتي وروحتي فعلًا يبقى بتنهي علاقتنا يا بدور.
وقفت ثواني وهي مدياني ضهرها وبعدين خرجت وقفلت باب الشقة وراها.
#هاجر_نورالدين
#أيتها_الزوجة_العزيزة
#الحلقة_التانية
#يتبع